المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق الأمريكي الجديد..أكاذيب لا تنقطع؟



الفرقاني
06-05-2005, 08:07 PM
العراق الأمريكي الجديد..أكاذيب لا تنقطع؟

04-5-2005

وخلص التقرير إلى أن الانتشار الواسع للقوات الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان سيؤثر على النزاعات المسلحة المستقبلية من حيث الفترة الزمنية وعدد الضحايا، وأنه لن يكون في مقدور واشنطن حشد وتحريك قواتها بالسرعة الكافية كما كان الحال في حرب العراق. واستعرض التقرير بعض أوجه القصور الحالية منها: عدم كفاية المخزون من أجهزة دقة إصابة الهدف، وجنود الاحتياط الذين يشاركون في غالبية المهام القتالية في العراق. تقرير مايرز إقرار واضح بالصعوبات التي تواجهها قواته في العراق والتي قد تكون بداية لخروجها من ذلك البلد، وهو مناقض لتقارير إعلامية وتصريحات أمريكية وعراقية متحالفة معها تروج عن انحسار في عمليات المقاومة.

بقلم ياسر سعد

العراق الجديد الذي بشرتنا به نبع الديمقراطية العالمية وملهمتها الولايات المتحدة الامريكية يستحق وبجدارة منقطعة النظير أن يدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية من حيث أعدادا وأحجام الأكاذيب التي سبقت وتزامنت مع الاحتلال، وما تزال عدته الرئيسية في محاولاته المستميتة للسيطرة على العراق. لم تكن أكذوبة أسلحة الدمار الشامل إلا قمة رأس الجليد وبداية حقبة من الأكاذيب التي لا تنتهي ولا تستحي.


بعد أن انفضحت الأدلة المزورة وعجزت قوات الاحتلال عن إيجاد المختبرات المتنقلة والأسلحة القادرة على الانطلاق خلال 45 دقيقة، انتقلنا إلى موضوع حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والتي من أجلها وفي سبيلها يموت و"يستشهد" الجنود الأمريكيون ومعهم حشود المرتزقة القادمون إلى العراق من كل حدب وصوب. وجاءت فضائح ابوغريب وغيرها الكثير، والتي أعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية مؤخرا في الذكرى السنوية لها إلى أن نهج ابوغريب منتشر في أنحاء العراق، وأن أسلوب التعذيب والتحقير لم يتغير.


ثم جاءت التقارير الصحفية العالمية وتقارير منظمات غربية حكومية وغير حكومية لتتحدث عن فساد مالي وإداري وصل إلى أدنى درجات القاع وضاعة ولصوصية، حيث وصفت صحيفة "وول جورنال ستريت" الأمريكية الفساد الإداري في العراق الأمريكي بأنه الأسوأ في العالم، فيما ربع أطفال العراق الجديد، وحسب تقرير حديث للأمم المتحدة، يعانون الجوع أو سوء التغذية.


بعدها بشرونا بالانتخابات الديمقراطية والثورة البنفسجية وانتظر العالم الرياح الديمقراطية الأمريكية لتهب على العراق، فإذا بها أعاصير وزوابع من الدجل والتزييف والتزويير والتزويق. فقد صيغت القوانين الانتخابية ومن قبلها قانون إدارة الدولة العراقية، لتجعل مما سموه العملية الديمقراطية وسيلة لوصول المتهمين بقضايا اختلاس دولية للجمعية الوطنية من خلال التسلل لقوائم حملت أرقام ورموز دون معرفة الناخب بالأسماء والمؤهلات، كما أن القوانين المعقدة والنسب المطلوبة كانت وستبقى وسيلة لتشتيت الجهود واستبقاء حالة الاحتقانات والابتزازت السياسية المزمنة، والتي تضيع الأولويات إن وجدت وتجعل من الاحتلال -والذي يفترض أن العملية الانتخابية وسيلة لطرده سياسيا على حد ادعاء أصحاب الخيار السلمي في المقاومة المزعومة- الحَكم والمرجعية وقبلة سياسيي العراق الجديد وملاذهم من أصحاب العمائم وربطات العنق.


الديمقراطية الأمريكية أوصلت طالباني للرئاسة وهو القادم من أقلية —13 بالمائة حسب إحصائيات برنامج الأمم المتحدة النفطي الغذائي- مع العلم ر أن الطالباني ربما لا يمثل أكثر من ثلث الأكراد الذين مزقتهم خلافات قادتهم السياسيين أكثر من أي شيء آخر، وحسب صحيفة القدس العربي فقد "صعدت الخلافات بين الحزبين الكرديين الديمقراطي برئاسة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني خلال الأيام الثلاثة الماضية، ودخلت في منعطف خطير يهدد بانفراط التحالف السياسي الذي جمع الحزبين وخاضا باسمه انتخابات الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي، وعودة الاقتتال بينهما من جديد، بعد فترة من الهدوء الحذر استمر أربع سنوات".


وبعد مفاوضات مضنية وصفقات وابتزازت ولدت الحكومة العراقية الجديدة عرجاء، وهي في حالة من الإعياء الشديد والإنهاك المزمن، وأقسمت اليمين الدستوري وبأكثر من صيغة ودون تعيين وزراء النفط والدفاع، ربما لأنه ليس من حاجة إليهما، فالدفاع والنفط بأيدي الأمريكيين من ألفه إلى يائه.


الأكاذيب والمعلومات المغلوطة المنتشرة رافقها تكتم إعلامي وإخفاء للحقائق والتطورات على أرض الواقع وبحجج مختلقة وتحت ذرائع متعددة. فما حدث في الفلوجة في نوفمبر وما بعده ولحد الآن غير معروف وواضح. في الوقت الحالي وحسب بيان لهيئة علماء المسلمين صدر يوم الإثنين 2-5-25، فإن قوات الاحتلال الأمريكي تدعمها قوات من الحرس الوطني العراقي تحاصر مدن الحقلانية وحديثة والقائم في محافظة الأنبار منذ أكثر من أسبوع، بحثا عمن تسميهم مطلوبين أو متورطين في شن هجمات عليها. وقد ذكرت الهيئة في بيانها أن تلك القوات تمارس على سكان المدن الثلاث ضغوطا عديدة، مما ترك آثارا شديدة السلبية على حياتهم. رافق ذلك الاعلان الامريكي عن فقد طائرتين مقاتلتين من أف18 فوق العراق, فما الذي كانتا تقومان به فوق المدن العراقية. إن سقوط طائرتين قد يعني من الناحية الاحصائية أن عشرات الطائرات المقاتلة تقوم بعمليات عسكرية في العراق، فأين التغطية الإخبارية لما يجري على الأرض والعالم يتمتع بقدرة تقنية عالية جدا في مجال الاتصالات.


منذ أيام أعلنت وزارة الصحة أن معدل عدد حالات الإصابة بمرض السرطان في العراق ارتفع الى نحو عشرين حالة يوميا. وقال مصدر مسؤول فى الوزارة إن الإصابات الموجودة حاليا تبلغ أكثر من 14 ألف حالة في حين كانت فى العام الماضي 75 حالة فقط، هذه الزيادة ملحوظة قياسا بالسنوات السابقة سببها التلوث الاشعاعي الناجم عن استخدام أسلحة محرمة دوليا خلال الحروب فى العراق وكذلك عوامل اخرى تؤثر على بيئة البلاد حسب مصادر وزارة الصحة العراقية. في خبر سابق قرأته في موقعين اخباريين عراقيين على شبكة الانترنت أن موظفا عراقيا في وزارة الصحة اسمه خالد الشيخلي أعلن أن الفحوصات التي أجرته وزارته أثبتت أن القوات الأمريكية استخدمت أسلحة كيماوية في الفلوجة. الخبران يشيران أن هناك استخداما أمريكيا للأسلحة المحرمة دوليا، مع أن أحد أسباب "التحرير" الأمريكي للعراق هو تخليصه من أسلحة الدمار الشامل.


من جهة أخرى، فقد صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش في أواخر شهر أبريل المنصرم بأن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال ريتشارد مايرز أخبره بأن "لدينا الكثير من القدرات"، فيما أشار تقرير سنوي أعده نفس الجنرال ليقدمه للكونغرس الأمريكي ونشرته وسائل الإعلام العالمية في الرابع من آيار إلى أن حربي العراق وأفغانستان قد تستنزف الجيش الأمريكي وتحد من قدراته في خوض حروب أخرى، وخلص التقرير إلى أن الانتشار الواسع للقوات الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان سيؤثر على النزاعات المسلحة المستقبلية من حيث الفترة الزمنية وعدد الضحايا، وأنه لن يكون في مقدور واشنطن حشد وتحريك قواتها بالسرعة الكافية كما كان الحال في حرب العراق. واستعرض التقرير بعض أوجه القصور الحالية منها: عدم كفاية المخزون من أجهزة دقة إصابة الهدف، وجنود الاحتياط الذين يشاركون في غالبية المهام القتالية في العراق. تقرير مايرز إقرار واضح بالصعوبات التي تواجهها قواته في العراق والتي قد تكون بداية لخروجها من ذلك البلد، وهو مناقض لتقارير إعلامية وتصريحات أمريكية وعراقية متحالفة معها تروج عن انحسار في عمليات المقاومة.


أمريكا وحلفاؤها يراهنون الآن على ملاذهم الأخير، حرب أهلية طاحنة تخفف عنهم ضغوطات المقاومة والمشاعر الشعبية المتراكمة من الكراهية والسخط.


ويجب على المخلصين في العراق التنبه، فالأيام القادمة قد تشهد استهدافا كبيرا للمساجد والحسينيات والرموز الدينية من الشيعة والسنة. يجب التحقق والتحقيق الدقيق في السيارات المفخخة والتي تستهدف المدنيين والأبرياء ، هل هي عمليات انتحارية أم تفجير عن بعد؟ الإجابة هنا تعني الكثير. وفي كل الأحوال لم تكن هناك عمليات استهداف على خلفية مذهبية ولم يعرف العراق الزرقاوي والقاعدة وثقافة قطع الرؤوس إلا بعد أن احتلت القوات الأمريكية العراق ودمرت بنيته التحتية. فحسب توماس فريدمان الكاتب الأمريكي المعروف فإن الحصار القاسي الذي فرضته أمريكا على العراق لأكثر من عقد وحملات الصدمة والترويع، قد أفرزت انسان الدمار الشامل، والذي سيعاني العالم كله من ثقافته الدموية، والتي تساعد شبكة الانترنت على نشرها وتعميمها في أوساط شباب محبط ومحطم من ظلم أمريكي طاغ ومن عجز عربي رسمي فاقع ومن يأس من حركات إصلاحية وفكرية تتحول في مطابخ السياسة لأدوات للهيمنة الأمريكية كما حصل ويحصل في العراق.

شامل
06-05-2005, 11:15 PM
العراق الجديد الذي بشرتنا به نبع الديمقراطية العالمية وملهمتها الولايات المتحدة الامريكية يستحق وبجدارة منقطعة النظير أن يدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية من حيث أعدادا وأحجام الأكاذيب التي سبقت وتزامنت مع الاحتلال

أخي الكريم أمريكا وجه الشؤم إذا بشرت فقد حل الشؤم على المبشَّر , أعاذ الله المسلمين من بشارتها وعطفها ومحبتها , لأنه الظاهر هذا التبشير سوف ينتقل إلى جميع الدول العربية بعد العراق ليذوق الجميع كأس بشارتها المرة , لعنة الله على أمريكا و من والاها .