احزاب للبيع والتأجير : مفروشة أوخالية !

[muslim]

دوريةالعراق 2/5/2005

حسبي الله
أحزاب للبيع‏!‏

داود الفرحان

سمعنا عن أثاث مستهلك وثلاجة مستعملة وتليفزيون نص عمر وصحف قديمة وبقايا إرث معروضة للبيع لضيق ذات اليد أو الرغبة في التجديد‏.‏ لكننا لم نسمع عن حزب سياسي معروض للبيع لمن يدفع أكثر‏,‏ أو حركة سياسية تعلن إفلاسها وبيع موجوداتها بالمزاد العلني‏.‏ وحتي لو اضطر الحزب إلي بيع نفسه لمن يدفع أكثر فهو يقوم بذلك في منتهي الكتمان عملا بالنصيحة الثمينة‏:‏ إذا بليتم فاستتروا‏.‏ كما أن الحركة السياسية التي تريد الإعلان عن إفلاسها وبيع موجوداتها لا تلجأ إلي نشر إعلانات في الصحف تدعو الراغبين إلي اغتنام الفرصة وشراء نظامها الداخلي وإجازة تأسيسها‏(‏ إذا كانت تملك إجازة أصلا‏).‏ فالحزب الذي يضطر إلي إغلاق أبوابه بسبب عدم الإقبال الجماهيري أو غياب الدعم المالي أو فشله في تحقيق أهدافه يكتفي رئيسه في العادة بنشر بيان ناري الكلمات يهاجم فيه الجميع وخاصة المؤامرة الأمريكية الصهيونية والأجهزة الأمنية وزوار الفجر وأعداء الشعب والحرية والديمقراطية والتعددية والسلام والتقدم‏,‏ ثم يعلن أنه قرر حل الحزب احتجاجا علي مايجري من اضطهاد وقمع وتمييز عنصري وطائفي وأنه سيلجأ إلي‏(‏ وسائل أخري‏)‏ لتحقيق أهدافه في الدفاع عن الشعب والوطن والمبادئ‏.‏ لكنه لا يقول لنا ما هي تلك‏(‏ الوسائل الأخري‏)‏ زيادة في الغموض والإثارة ولكي تذهب ظنونا إلي أنه قرر بعد الاتكال علي الله وباسم الشعب تنظيم مقاومة سرية مسلحة تهدف إلي تغيير الوضع القائم بصورة جذرية‏.‏ ثم نسمع بعد أيام أو أسابيع أن‏(‏ صاحب الحزب‏)‏ قرر فتح شركة للاستيراد والتصدير أو بيع العقارات في إحدي دول الخليج أو إحدي العواصم الأوروبية‏.‏

وأنا لا أتحدث عن حالة وهمية‏,‏ ولكني أضع إلي جانبي صحيفة عربية نشرت خبرا عن قيام السياسي العراقي المعروف الدكتور عدنان الباجة جي بحل حركة‏'‏ تجمع الديمقراطيين المستقلين‏'‏ التي كان يرأسها منذ عودته إلي بغداد عقب الاحتلال الأمريكي وتعيينه عضوا في مجلس الحكم المنحل‏.‏ لقد قام الرجل ببساطة بإغلاق مقر الحركة في بغداد وفروعها في العراق وجريدة‏'‏ النهضة‏'‏ الناطقة باسم الحركة وبيع موجوداتها وتسريح أكثر من ستين صحفيا وإداريا كانوا يعملون فيها‏..‏ ثم حمل حقائبه وغادر العراق إلي أبو ظبي‏!‏

ولم ينشر الرجل الذي فشل في‏(‏ الانتخابات‏)‏ بيانا يوضح الأسباب والدوافع وراء إغلاق وبيـع تلك الحركة السـياسيـة إلا أن نائب رئيـس الحـركة الدكتور مهدي الحافظ أوضح أن الباجة جي اتخذ القرار بعد استبعاده من الحصول علي منصب نائب رئيس الجمهورية العراقية الذي صار من نصيب الشيخ غازي الياور رئيس العراق المؤقت السابق‏.‏ أي أن الشرط الوحيد لاستمرار هذا الرجل في تحمل أعباء حركته السياسية والإقامة داخل المنطقة الخضراء هو أن يكون رئيسا للجمهورية أو نائبا للرئيس أو رئيسا للوزراء‏.‏ وقد قالها بصراحة نادرة في لقاء تليفزيوني قبل أيام إنه كان يتمني‏(‏ تتويج‏)‏ حياته السياسية بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية‏!‏

وهذا المقال ليس تشهيرا بالرجل‏,‏ فأنا نقلت ما قرأت منسوبا لنائبه وما سمعت منه عبر التليفزيون‏.‏ فإذا كانت الرؤية السياسية لبعض القادة العراقيين الجدد لا تتعدي الحصول علي المناصب سواء عن طريق الانتخابات‏(‏ الديمقراطية‏)‏ أم‏(‏ التوافق‏)‏ أم تقديم التنازلات فأبشروا ياأهل العراق‏.‏ وقد سمعت شخصيا عقب دخول القوات الامريكية إلي بغداد سياسيا عراقيا شهيرا يقول لبعض مهنئيه بعودته إلي العراق بعد غياب‏45‏ عاما إنه سيحمل حقائبه ويعود إلي منفاه إذا لم يحكم البلاد‏!‏
فالمسألة ليست مبادئ ولا دفاعا عن شعب العراق ولا رغبة في إنهاء الاحتلال الأجنبي ولا غراما بالديمقراطية ولا اعتراضا علي الفيدرالية ولا رفضا للمحاصصة الطائفية والعنصرية ولا نضالا من أجل التغيير‏..‏ ولكنها أحلام شخصية نرجسية‏.‏
وفي الطريق أحزاب وحركات سياسية أخري معروضة للبيع نقدا أو بالتقسيط‏.‏

[الهمام]

اخي مسلم حياك الله وابقاك وبعد
وهل كنت تعتقد ان هؤلاء الحثالة الذين قدمو ا على الدبابات الامريكية فاضحين عوراتهم بالقبعة الامريكية انما جاءوا حبا في العراق وترابه واهله بعد ان باعوه للاعداء مقابل الحصول على منصب او كرسي يؤمن لهم بابا من ابواب السرقة ولانهم كانوا يعلمون ان الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية لن تستمر الى الابد في اغداق الدولارات عليهم لان ضعفهم ووهنهم سينكشف بسرعة لم يتوقعوها ولهذا بدأ اولهم ببيع حزبه او لنقل عصابته وسيتبعه اخرون سينقطع عنهم العطاء الايراني مثلما انقطع العطاء الامريكي عن الجلبي ،هم ابعد ما يكونون عن المثل والمبادئ التي ترسم مستقبل الحزب عند تكوينه وتمكنه من البقاء .
ابشر اخي ،سترى كيف ستهرب الضباع عندما تسمع زئير الاسد وليس ذلك ببعيد باذنه تعالى .

[محمد دغيدى]

وقريبا باذن الله حزب الحكيم والجلبى