المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "المفخخات" ترسم البسمة على وجوه العراقيين!



الفرقاني
04-05-2005, 05:11 PM
"المفخخات" ترسم البسمة على وجوه العراقيين!
بغداد- قدس برس (إياد الدليمي)- إسلام أون لاين.نت/ 3-5-2005



نجحت السيارات المفخخة التي أصبحت من المصطلحات المتداولة بشكل يومي بالعراق في رسم الابتسامة -ولو المصطنعة- على شفاه العراقيين، رغم ما تحمله لهم يوميا من مآسٍ وأهوال؛ فالغرائب والطرائف وجدت ضالتها على ما يبدو في سيرة المفخخات.

ويروي الحاج "حامد عبد الصاحب" -ويعمل سائق أجرة ببغداد- لوكالة "قدس برس" اليوم الثلاثاء 3-5-2005 موقفا مضحكا تعرض له قائلا: "كنت أقل بسيارتي شابين يريدان التوجه إلى فندق بابل ببغداد، وكانا طوال الطريق يتحدثان فيما بينهما عن السيارات المفخخة، وما تسببه من قتل بين صفوف العراقيين، أكثر من الأمريكيين، وفي هذه الأثناء مر بالقرب منا رتل عسكري أمريكي؛ فما كان مني إلا أن بادرت بترديد الشهادة بصوت مسموع.. ففوجئت بأحد الشابين وقد وثب عليَّ، وهو يرجوني بأن لا أفعلها الآن، متوسلا أن أعطيه فرصة للنزول، بل إنه كاد يبكي، وأمسك يدي حتى كدت أفقد السيطرة على عجلة القيادة، فما كان مني إلا أن ركنت السيارة جانبا، وأنا في أشد حالات الحيرة من أمر هذا الشاب".

وتابع الحاج حامد قائلا: "بعد أن ركنت السيارة جانبا، ومر الرتل العسكري الأمريكي سألت الشاب، وأنا أحاول أن أهدأ من روعه: ما بك؟ فقال لي: لماذا رددت الشهادة عندما مر الرتل الأمريكي؟ فأجبته بأنني اعتدت على ذلك؛ لأنني كلما أمر بالقرب منهم أتوقع أن أموت بنيرانهم؛ لأنهم لا يتورعون عن قتل البشر، عند ذاك أجهش الشاب في نوبة هستيرية من الضحك، وسألته: لماذا فعلت ذلك عندما سمعتني أردد الشهادة؟ فإذا به يقول بأنه حسبني مفجرا، وعندما وصل الرتل الأمريكي ظن أنني بدأت أردد الشهادة لأفجر السيارة".

السيد المفخخ

أما سائق الأجرة البغدادي "طه جليل حسين" فقد كانت السيارات المفخخة وبالا عليه؛ إذ يقول: "استأجرني شاب لا يتجاوز العشرين عاما، سألته: إلى أين؟ فقال: أريد أن أتجول في بغداد، استغربت الطلب؛ لأنه ليس هناك من يحب التجول ببغداد في ظل هذه الظروف، إلا أنني قبلت بعد أن وعدني بأنه سيعطيني الأجرة التي أطلبها، وبقيت قرابة الساعتين أتجول في بغداد، وأخيرا قال لي: ارجع، قلت له: إلى أين؟ فقال: من حيث جئنا، عاودت سؤاله: لماذا؟ فقال: للأسف لم أصادف دورية أمريكية في طريقي؛ فأنا مفخخ وأحمل حزاما ناسفا؛ فلم يكن أمامي إلا أن هربت بجلدي وتركت السيارة؛ ليقوم السيد المفخخ بسرقتها بهذه الطريقة المبتكرة".

نكتة مفخخة

ولا يتوقف أمر السيارات المفخخة على مثل هذه المواقف الطريفة؛ بل تجاوزتها إلى الدخول لعالم النكتة العراقية؛ فالكثير من العراقيين يتناقلون نكاتا عبر الهاتف المحمول تدور حول السيارات المفخخة، وأكثرها شيوعا نكتة تقول: "إن مجاهدا تزوج مجاهدة، فتم زفافهما في سيارة مفخخة".

وتعليقا على مثل هذه النكات، قال الدكتور "وعد إبراهيم" الباحث الاجتماعي: "إنها حالة طبيعية؛ فالإنسان يحاول دائما السخرية مما يخيفه، كما يحاول من خلالها تخفيف وطأة الخوف.. الشعوب تحاول في عز أزماتها أن تلجأ إلى النكتة للخروج من واقعها".

وأضاف: "شاهدنا ذلك في مصر مثلا عندما مرت بسنوات من الحروب مع إسرائيل، شاهدنا الشيء ذاته في العراق إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988)، والحصار القاسي الذي فرض على العراقيين في التسعينيات".

وأضاف د.وعد أن "العراقي يحاول دائما التخفيف من وطأة الضغط الذي يعانيه بالنكتة، وخاصة السياسية؛ ففي السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق صدام حسين انتشرت وبشكل كبير النكتة السياسية التي تتناول شخص رئيس النظام وبعض أركانه. كل ذلك كان من أجل التخفيف من وطأة الضغط الذي كان يعانيه الشعب؛ بل إن بعض النكات التي انتشرت في عهد صدام كانت من صنع دوائر مختصة في المخابرات العراقية لاختبار رد الفعل بشأن بعض الأمور".

وتشهد المدن العراقية في الآونة الأخيرة تزايدا في عدد التفجيرات التي تتم بواسطة السيارات المفخخة، كان آخرها يوم الإثنين 2-5-2005 عندما وقعت 6 تفجيرات بسيارات مفخخة في بغداد ومحيطها، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات العراقيين وعدد من الجنود الأمريكيين.

http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif