المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اطلاقة اليوم : جمهورية العراق الكردية !



bufaris
03-05-2005, 01:18 AM
لا نعترف بالاحتلال ولا بأي من متعلقاته : عملائه . . افرازاته . . صنائعه . ولكننا حين نناقش اليوم "جمهورية العراق الكردية " فإننا ننبه الى مدى خطورة المؤامرة على العراق .

قبل ايام استقبل طالباني رئيس "العراق الجديد" بعض السفراء الاجانب. وبطبيعة الحال كان الى جانبه " هوش" وزير الخارجية . الى هنا . . يمكن ان يسأل السائل وماذا في ذلك : هذا بروتوكول صحيح .

ولكن في حالتنا هذه : كان رئيس "الدولة" ووزير خارجيته كرديين . وقد يرد البعض ايضا : وماذا في ذلك ؟ العراق متعدد القوميات ومن حق الكردي كمواطن عراقي ان يترشح لرئاسة الدولة ولوزارة الخارجية .

كل هذا جيد ونوافق عليه : ولكن اذا انتخب الاثنان انتخابا شعبيا لكفاءتهما وحيث يجد الشعب العراقي بكل اطيافه انه ليس هناك افضل من هذين الرجلين لهذين المنصبين .

ولكن ما يحدث في العراق المحتل شيئا آخر لا علاقة له لا بديمقراطية ولا بكفاءة ولا بالرجل المناسب في المكان المناسب.

الذي يحدث في العراق مؤامرة خبيثة وكبيرة تتلبس بلباس حقوق الاقليات والقوميات الخ .

اذا كانت المسألة ديمقراطية والتمثيل حسب القوميات فإن القومية العربية هي الغالبة في الشعب العراقي البالغ اكثر من 25 مليون نسمة والاكراد 4 ملايين فقط . ولهذا كان من الديمقراطية ان يرأس الحكومة عربي ويكون وزير الخارجية عربي ولابأس ان يكون النواب اكرادا او تركمان .

الذي حدث ان عملاء الامريكان اقتسموا المناصب حسب المحاصصة فصارت المناصب لهم ارثا يتوارثونه مع كل حكومة عميلة . وقد اصر الاكراد على وزارة الخارجية ليمثل العراق (العربي) كرديا لا يشكل الا اقلية من مجموع الشعب العراقي.

انظر الان الصورة بهذا الشكل: عندما يزور طالباني الكردي بصفته رئيس الدولة أي بلد عربي او اجنبي سيكون بطبيعة الحال برفقته وزير الخارجية الكردي. عندما يزور أي رئيس دولة اجنبي او عربي العراق سيكون في استقباله بطبيعة الحال رئيس كردي ووزير خارجية كردي. عندما يعقد مؤتمر قمة عربي او اقليمي او دولي سيحضره بطبيعة الحال رئيس كردي ووزير خارجية كردي .

هل وضحت الصورة ؟ باختصار لم يعد العراق عربيا . هذا هو المطلوب من تولي الاكراد وزارة الخارجية والاصرار على رئاسة الدولة (في هذه الحكومة المؤقتة على الاقل) ولا ندري اذا كان هذا سيكون خاتما مختوما للدولة العراقية او ( لصقة امريكانية) كما يقال ، لا يمكن خلعها .

الان تعالوا نرى كيف تمكنوا من هذه المحاصصة .

في العراق سابقا ، كل عراقي كان يتعلم منذ نعومة اظفاره ان العراق يتشكل من عدة قوميات : العربية والكردية والتركمانية والاشورية بشكل رئيسي وهناك قوميات صغيرة اخرى . كما كنا نتعلم ان العراق يحتوي على ديانات مختلفة : اهمها من حيث العدد الاسلام ثم المسيحية والصابئية واليزيدية واليهودية ايضا. يعني ان هذه القوميات المختلفة تدين بكل هذه الاديان . هناك المسيحي العربي والكردي والتركماني والاشوري . وهناك المسلم العربي والكردي والتركماني وهكذا . وهناك اليهودي العربي والكردي الخ . كان الدين لله والانتماء لوطن .

الان وحسب المؤامرة : لأن العراق اكثريته عربية ومن اجل سيادة الاكراد (ربما حسب اتفاقات مع المحتل) قسم العرب الى قسمين (طائفيين ) مع بث الفتنة و التفرقة بينهما من اجل ان ينشغلوا بقتال بعضهم البعض او لافناء بعضهم البعض ، اذن اختفى العنصر العربي الذي اصبح من يدعو الى عروبته يسمى (قومجي) من اجل التصغير والاستهانة والترهيب ايضا . اختفى العرب وظهر بدلا منهم : سنة وشيعة . لاحظوا الان مايحدث:

لدينا الشيعة اغلبية كما يقال وهذه الاغلبية (او من يمثلها بانتخابات مزيفة ) لا تدعي انها عربية اي لم تقبل المحاصصة على اساس (عرب واكراد) بل تقبل المحاصصة على اساس انها طائفة شيعية لا قومية لها . وهذه الطائفة تتحالف مع الاكراد . اذن بقي (السنة) الذين هم وحدهم الذي يقولون بعروبيتهم . وهم اقلية . محصلة كل هذا : العرب اقلية في العراق .

هل ترون المؤامرة ؟ هذه كانت اسباب المحاصصة والطائفية . بعملية حسابية مختلقة اصبح العرب في العراق من اغلبية الى اقلية وحتى هذه الاقلية اذا قالت انها عربية نعتت بالفاشية والعنصرية والقومجية .

في المقابل دعونا نرى ماذا يحدث في معسكر الاكراد، وهم كما نعرف ايضا يدينون بالاسلام ، او اغلبهم على الاقل وهناك فيهم السنة والشيعة (الفيلية) ولكن الاغلبية سنة . ومن اجل الا يتحالف الاغلبية السنية الكردية مع السنة العرب ويقلبوا المعادلة مرة اخرى . احتفظ الكرد بقوميتهم كتلة واحدة واتبعوا مبدأ الدين لله والولاء للقومية الكردية ، حتى انهم سمحوا بمن يريد ان يغير دينه من الاسلام الى المسيحية وبنوا لهم كنيسة خاصة تتحدث الكردية وساعدوا في ضرب وقصف ومطاردة جماعة (انصار الاسلام) .

في احد احاديثه الصحفية للاعلام الغربي قال طالباني بعد تنصيبه رئيسا للدولة المسخ وهو يشير الى العراق (التعددي) : " لدينا تنوع . . العراق يتكون من السنة والشيعة والاكراد" لم يقل – حاشا لله – عرب واكراد كما كنا نقول وكان هو يقول ايام زمان. من هم هؤلاء السنة ومن هم هؤلاء الشيعة ؟ لا نعرف قوميتهم : انهم طوائف دينية وحسب . اما الاكراد فهم قومية وحسب : ماهو دينهم او دياناتهم او مذاهبهم ؟ لانعرف : انهم وحدة واحدة .

اظن ان الصورة اصبحت واضحة الان. واصبح واضحا لماذا التأكيد على ان المقاومة (سنية) فهم يريدون ايصال الصورة ان هناك اقلية دنيا من الشعب العراقي وطائفة صغيرة من طوائفه فقدت ميزاتها ولا تريد ان تندمج في العراق (الكردي) ولهذا فعلى الجميع في الداخل والخارج ايجاد حل لهذه الطائفة الصغيرة : قتالا او دمجا في الحكومة ؟ يابة شتريدون ؟ وزارات؟ . . طيب نعطيكم وزارات ، مناصب ؟ تعالوا خذوا مناصبا.

هذه هي الصورة الان . ولكن ابعاد الصورة اكبر بكثير مما نتصور . تعالوا نرى الوزارات التي اصبحت ارثا متوارثا للاكراد : عدا مناصب الرئيس ونواب الرئيس ورئيس الوزراء .

الخارجية – اهم وزارة سيادية
الكهرباء (وكالة) – بنية تحتية وطاقة
التخطيط والانماء الدولي- اهم وزارة ترسم سياسة الدولة الاقتصادية والاستثمارات
الاتصالات – بينة تحتية
العمل والشؤون الاجتماعية – اهم وزارة تمس حياة الجماهير وتشرف على توفير الاعمال واحوال العمال والموارد البشرية ورفاهية الشعب
الموارد المائية – بمثابة خطورة واهمية وزارة النفط ان لم تكن اخطر - طاقة
البيئة - بنية تحتية مهمة
البلديات والاشغال العامة – تشرف على مفاصل الدولة ومحافظاتها وكل المشاريع والاستثمارات
حقوق الانسان – من اجل السكوت على انتهاكات الاحتلال لحقوق الانسان العراقي (لاحظوا سكوت بختيار الوزير السابق على كل الانتهاكات من ابو غريب الى ا لفلوجة وكل القتل المجاني للانسان العراقي في نقاط التفتيش وفي مداهمات المنازل ، وتركيز هوسه على ما يفعله صدام حسين في الاسر، فقد كان بين حين واخر يقول تصريحا كاذبا من ان الرئيس الاسير يكتب شعرا ويزرع شجرا . هل تذكرون شيئا آخر قاله او فعله بختيار ؟ )

باختصار استولى الاكراد على كل وزارات البنية التحتية والطاقة (ماعدا النفط) في البلاد وكل الوزارات المعنية بالتخطيط والعقود والاستثمارات والمشاريع وكل الوزارات التي تمس حياة الشعب العراقي ومصالحه الحيوية . ولهذا ربما نفهم لماذا قاتلوا باستماتة من اجل الحصول على وزارة النفط ايضا ، وفي هذه الحالة كانت كل مصادر الطاقة تقع تحت ايديهم . (النفط - الكهرباء – الموارد المائية - الموارد البشرية ). اضافة الى انهم يتحدثون باسم العراق الان من خلال وزارة الخارجية .

اذن لا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان :

1- من يتحدث عن السنة والشيعة وهؤلاء في تضاد مع هؤلاء ، يغذي هذه المؤامرة ويؤكدها ويرسخها.
2- العراق اصبح كرديا والاكراد اغلبية.
3- انهم يحاولون محو القومية العربية ومن يدعو اليها في حين انهم يعززون القومية الكردية وينعتون من يمسها بأنه عنصري فاشي يسعى الى ابادة الاكراد.
4- ان الاكراد لايسعون الى اقامة دولة كردية في شمال العراق ، فمن يريد دولة صغيرة في حين انه حول العراق بأكمله الى دولة كردية ؟

لكل هذه الحيثيات ، لابد انه كان هناك اقتراحات بتسمية العراق : جمهورية الاكراد الفدرالية او جمهورية العراق الكردية. ولكنهم بدلا من اثارة وعي الناس بهذه المؤامرة سموا العراق "جمهورية العراق الفيدرالية" والفيدرالية تعني في القاموس العراقي : الكردية .


دورية العراق