الفرقاني
02-05-2005, 10:48 PM
محللون: الأمريكيون فشلوا في القضاء علي المتمردين في العراق
2005/05/01
واشنطن ـ من مارتن سيف: قضت موجة الهجمات المتعددة الأهداف التي جرت في العراق مؤخرا علي نشوة الفرح غير الواقعي التي سادت في دوائر واشنطن منذ الانتخابات العراقية في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وشهد العراق الجمعة الماضي 17 انفجارا، بينها 13 انفجارا في العاصمة بغداد، أسفرت عن مقتل 23 عنصرا من قوي الأمن العراقية وإصابة 31 بجراح.
وكانت الهجمات، بكل المقاييس، منسقة بشكل جيد، وطموحة في أهدافها وناجحة في تنفيذها. وتضمنت ست تفجيرات انتحارية، ما أظهر أن المتمردين ما زالوا يحظون بتأييد المتطرفين الساعين إلي الشهادة .
ويبدو أن الهجمات أعدت لتكون بمثابة صفعة علي وجه القوات الأمريكية في بغداد. وقتل ثلاثة جنود أمريكيين في تفجيرات أمس.
ويسود الاعتقاد في دوائر واشنطن أن التأخر في تأليف الحكومة العراقية هو الذي شجع علي موجة العنف الجديدة. وبما أن الحكومة قد تشكلت أخيرا، فإن القوات العراقية ستتمكن من العمل مجددا لضرب المتمردين.
ولكن هذه النظرية المتفائلة نسبيا تستند إلي العديد من الافتراضات. أولا، إنها تفترض أن العنف كان يتدني فعلا بعد انتخابات 30 كانون الثاني (يناير). ولكن علي الرغم من أن عدد الإصابات في صفوف القوات الأمريكية تدني فعلا في تلك الفترة، إلا أن الهجمات علي الأهداف العراقية حافظت علي مستواها السابق. ويعتقد بعض المحللين العسكريين الأمريكيين أنه لم يتحقق أي تقدم فعلي في مواجهة التمرد العراقي في تلك الفترة.
وقد يكون المتمردون قرروا تطبيق النظرية الكلاسيكية في حرب العصابات عبر تركيز جهدهم علي ترهيب مجتمعاتهم السكانية بهدف التمكن من السيطرة عليها.
وفي كل الأحوال، تبين أن الخلافات السياسية المستحكمة بين الشيعة والأكراد أضرت جدا بالعملية السياسية العراقية المدعومة أمريكيا، فخلال فترة الخلاف بقي العراقيون تحت رحمة المتمردين.
ولم يتم إحراز أي تقدم لأسابيع في تشكيل حكومة جديدة، أو تعزيز الأمن والوضع المعيشي. وكانت الانتخابات النيابية، في نظر العراقيين، هي الخطوة الأولي علي الطريق المؤدي إلي هذه الأهداف.
وتتولي الحكومة العراقية سلطاتها يوم الثلاثاء المقبل، ولكن أقل ما يقال فيها إنها تبدو ضعيفة. وحتي الآن لم يتفق الأكراد والشيعة علي من يجب أن يتولي الوزارات الأساسية.
وتبدو الحكومة العراقية كصدفة خالية، والجهد التي بذلته إدارة الرئيس جورج بوش لإقناع ممثلي الأطراف بالموافقة عليها جعل أعضاءها يبدون وكأنهم مجرد دمي أمريكية.
والأهم أن موجة التفجيرات الأخيرة أظهرت، مجددا، أن القوات الأمريكية وحلفاءها من العراقيين الذين تدربوا مؤخرا، لا يملكون القدرة علي حماية أنفسهم أو كبار المسؤولين من الاغتيال.
وعلي العكس، تشير التقديرات الاستخبارية الأمريكية إلي أن المتمردين وخلايا القاعدة مازالوا قادرين علي اختراق القوات العراقية الجديدة والاستمرار في الحصول علي معلومات ممتازة عنها.
وتمكن هذه المعلومات المتمردين من قتل وإرباك القوي الأمنية العراقية الجديدة، وذلك علي النقيض من حال خلايا تنظيم القاعدة في السعودية التي تعرضت للتشتيت والتفتيت نتيجة ضربات قوي الأمن السعودية الواثقة والتي تحظي بمعلومات استخبارية جيدة عن الذين تلاحقهم.
ويبدو حاليا أنه يمكن تشخيص الأهداف الأمريكية من الحرب، لا تحقيقها. وتحتاج القوات الأمريكية وحلفاؤها من البريطانيين والعراقيين إلي تحقيق خرق استخباري فعلي لصفوف المتمردين. فيما تحتاج القوات العراقية إلي جهاز لمكافحة التجسس لتطهير صفوفها من عملاء المتمردين.
ويبدو لافتا أن القوات البريطانية تعمد إلي سحب عناصر استخبارات رئيسية من إيرلندا الشمالية ونقلها إلي الجنوب العراقي الشيعي.
وتعتبر المهارات الاستخبارية الميدانية البريطانية ممتازة بكل المقاييس.
ويؤشر نقل عناصر المخابرات البريطانية من أيرلندا القريبة إلي العراق البعيد مؤشرا إلي قلق دوائر القرار البريطانية من الوضع العراقي.
كما توحي الخطوة أن حكومة بلير تعتقد أن القوات الأمريكية والبريطانية ستضطر إلي البقاء في العراق بأعداد كبيرة ولعدة سنوات.
المتمردون ليسوا علي مقربة من تحقيق النصر في العراق، ولكنهم أيضا بعيدون عن الهزيمة.
(يو بي اي)
2005/05/01
واشنطن ـ من مارتن سيف: قضت موجة الهجمات المتعددة الأهداف التي جرت في العراق مؤخرا علي نشوة الفرح غير الواقعي التي سادت في دوائر واشنطن منذ الانتخابات العراقية في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وشهد العراق الجمعة الماضي 17 انفجارا، بينها 13 انفجارا في العاصمة بغداد، أسفرت عن مقتل 23 عنصرا من قوي الأمن العراقية وإصابة 31 بجراح.
وكانت الهجمات، بكل المقاييس، منسقة بشكل جيد، وطموحة في أهدافها وناجحة في تنفيذها. وتضمنت ست تفجيرات انتحارية، ما أظهر أن المتمردين ما زالوا يحظون بتأييد المتطرفين الساعين إلي الشهادة .
ويبدو أن الهجمات أعدت لتكون بمثابة صفعة علي وجه القوات الأمريكية في بغداد. وقتل ثلاثة جنود أمريكيين في تفجيرات أمس.
ويسود الاعتقاد في دوائر واشنطن أن التأخر في تأليف الحكومة العراقية هو الذي شجع علي موجة العنف الجديدة. وبما أن الحكومة قد تشكلت أخيرا، فإن القوات العراقية ستتمكن من العمل مجددا لضرب المتمردين.
ولكن هذه النظرية المتفائلة نسبيا تستند إلي العديد من الافتراضات. أولا، إنها تفترض أن العنف كان يتدني فعلا بعد انتخابات 30 كانون الثاني (يناير). ولكن علي الرغم من أن عدد الإصابات في صفوف القوات الأمريكية تدني فعلا في تلك الفترة، إلا أن الهجمات علي الأهداف العراقية حافظت علي مستواها السابق. ويعتقد بعض المحللين العسكريين الأمريكيين أنه لم يتحقق أي تقدم فعلي في مواجهة التمرد العراقي في تلك الفترة.
وقد يكون المتمردون قرروا تطبيق النظرية الكلاسيكية في حرب العصابات عبر تركيز جهدهم علي ترهيب مجتمعاتهم السكانية بهدف التمكن من السيطرة عليها.
وفي كل الأحوال، تبين أن الخلافات السياسية المستحكمة بين الشيعة والأكراد أضرت جدا بالعملية السياسية العراقية المدعومة أمريكيا، فخلال فترة الخلاف بقي العراقيون تحت رحمة المتمردين.
ولم يتم إحراز أي تقدم لأسابيع في تشكيل حكومة جديدة، أو تعزيز الأمن والوضع المعيشي. وكانت الانتخابات النيابية، في نظر العراقيين، هي الخطوة الأولي علي الطريق المؤدي إلي هذه الأهداف.
وتتولي الحكومة العراقية سلطاتها يوم الثلاثاء المقبل، ولكن أقل ما يقال فيها إنها تبدو ضعيفة. وحتي الآن لم يتفق الأكراد والشيعة علي من يجب أن يتولي الوزارات الأساسية.
وتبدو الحكومة العراقية كصدفة خالية، والجهد التي بذلته إدارة الرئيس جورج بوش لإقناع ممثلي الأطراف بالموافقة عليها جعل أعضاءها يبدون وكأنهم مجرد دمي أمريكية.
والأهم أن موجة التفجيرات الأخيرة أظهرت، مجددا، أن القوات الأمريكية وحلفاءها من العراقيين الذين تدربوا مؤخرا، لا يملكون القدرة علي حماية أنفسهم أو كبار المسؤولين من الاغتيال.
وعلي العكس، تشير التقديرات الاستخبارية الأمريكية إلي أن المتمردين وخلايا القاعدة مازالوا قادرين علي اختراق القوات العراقية الجديدة والاستمرار في الحصول علي معلومات ممتازة عنها.
وتمكن هذه المعلومات المتمردين من قتل وإرباك القوي الأمنية العراقية الجديدة، وذلك علي النقيض من حال خلايا تنظيم القاعدة في السعودية التي تعرضت للتشتيت والتفتيت نتيجة ضربات قوي الأمن السعودية الواثقة والتي تحظي بمعلومات استخبارية جيدة عن الذين تلاحقهم.
ويبدو حاليا أنه يمكن تشخيص الأهداف الأمريكية من الحرب، لا تحقيقها. وتحتاج القوات الأمريكية وحلفاؤها من البريطانيين والعراقيين إلي تحقيق خرق استخباري فعلي لصفوف المتمردين. فيما تحتاج القوات العراقية إلي جهاز لمكافحة التجسس لتطهير صفوفها من عملاء المتمردين.
ويبدو لافتا أن القوات البريطانية تعمد إلي سحب عناصر استخبارات رئيسية من إيرلندا الشمالية ونقلها إلي الجنوب العراقي الشيعي.
وتعتبر المهارات الاستخبارية الميدانية البريطانية ممتازة بكل المقاييس.
ويؤشر نقل عناصر المخابرات البريطانية من أيرلندا القريبة إلي العراق البعيد مؤشرا إلي قلق دوائر القرار البريطانية من الوضع العراقي.
كما توحي الخطوة أن حكومة بلير تعتقد أن القوات الأمريكية والبريطانية ستضطر إلي البقاء في العراق بأعداد كبيرة ولعدة سنوات.
المتمردون ليسوا علي مقربة من تحقيق النصر في العراق، ولكنهم أيضا بعيدون عن الهزيمة.
(يو بي اي)