المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رامسفيلد :الحرب الأهلية هي الحل في العراق



bufaris
01-05-2005, 11:27 PM
شبكة البصرة

ناهض حتر

توصل صقر الحرب, وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد, أخيرا, إلى استنتاج كان معروفاً لدينا منذ بداية العدوان الامبريالي على العراق في نيسان .2003 يقول رامسفيلد «إن الجنود الأمريكيين لن يتغلبوا على المسلحين في العراق» «المقاومة العراقية» و أضاف »إن العراقيين أنفسهم - وليس القوات الأمريكية - هم الذين سيتغلبون على الجماعات المسلحة«.

وهذا التقييم صحيح تماماً:

1- فالقوات الأجنبية تفتقر إلى الشرعية السياسية, وهو ما يؤثر على معنوياتها وقدراتها الاستخبارية واستعداد أفرادها للتضحية, ويفقدها الهيبة واستعداد المجتمع المحلي للتعاون.

2- والى ذلك, فالقوات الأمريكية في العراق, هي اقل من المطلوب للقيام بالسيطرة والعمليات القتالية. وهي تعاني من نقاط ضعف لوجستية عديدة, في النقل والاستخبارات والقوات الخفيفة الخ.

3- إن كلفة القوات الأجنبية باهظة جداً »اكثر من مليار دولار أسبوعيا« وهي كلفة لا يمكن إدامتها الى ما لا نهاية.

4- هناك, أيضا, الكلفة السياسية في الداخل الأمريكي وعلى المستوى الدولي.

ولقد كانت الإدارة الأمريكية, تأمل في إطلاق عملية سياسية عراقية محلية, تؤدي إلى خفض سياسي, في هجمات المقاومة. وما حصل منذ إجراء الانتخابات في 30 كانون الثاني الماضي, هو العكس. فقد عوضت المقاومة العراقية عن بعض خسائرها السياسية والعسكرية, بتصعيد غير مسبوق للعمليات, جرى التعتيم عليها خلال اشهر شباط واذار ونيسان من العام الحالي, ولكن لم يكن ممكناً الاستمرار في سياسة التعتيم تلك, لأنها تخدم بصورة مؤقتة فقط, أي لخلق انطباع بان »الانتخابات« نجحت في وقف الهجمات. وبالنظر إلى استمرار هذه »الهجمات« وتصاعدها, لم يكن أمام رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي ريتشارد مايرز سوى الاعتراف بان »عدد الهجمات في تزايد«!

على كل حال, فإننا نستطيع القول ان الولايات المتحدة قد توصلت إلى قرار استراتيجي باليأس من إمكانية »الانتصار« في العراق. وهي تخطط الآن للانسحاب في مرحلة أولى خارج المدن وتخفيض عديد قواتها, بانتظار تشكيل حكومة عراقية دائمة تقرر, مطلع العام ,2006 استضافة قواعد أمريكية دائمة.

ويتواءم هذا السيناريو مع رغبة أطراف »التحالف« - بمن فيهم الإنكليز - على جدولة الانسحاب من العراق اعتباراً من نهاية العام الحالي.

أما الحرب ضد المقاومة العراقية, فلسوف يتم إيكالها - بالكامل - إلى القوات العراقية النظامية والميليشيات الصفوية والكردية في حرب أهلية, يأمل الأمريكيون بانتصار حلفائهم فيها. ولكنهم باتوا على قناعة بأنها طويلة.. ولا بد من التعايش معها.

استراتيجية 2003 الأمريكية لاستخدام القوة المسلحة للتغيير السياسي في الشرق الأوسط, سقطت كلية. وقد تمت العودة, بالفعل, الى استراتيجية معقدة من التدخلات والتحالفات السياسية مع القوى المحلية, بالإضافة إلى استخدام »القواعد« العسكرية وإسرائيل. وهذه الاستراتيجية سوف تنطبق على العراق اعتباراً من مطلع العام المقبل.

في اعتقادنا إن الحرب الأهلية في العراق, سوف تشعل المنطقة, قبل ان تحطم العملية السياسية في العراق كلياً:

1- لن يكون هناك في العراق حكومة مستقرة ذات صدقيه وقدرة على كبح جماح المقاومة. بالعكس: المقاومة ستتصاعد وسط انفلات أمني شامل.

2- وهذا الوضع سوف يعرقل - كلياً أو جزئياً - إعادة الاعمار والاستثمار في حقول نفطية جديدة أو حتى متابعة التصدير بالمعدلات التي كانت قبل الاحتلال.

3- تصاعد العمليات القتالية في العراق, سوف يؤدي إلى تنشيط الخلايا المسلحة في كل المنطقة.

وبالمحصلة, فإننا أمام فشل شامل للمشروع الأمريكي في العراق والمنطقة.

شبكة البصرة

السبت 21 ربيع الاول 1426 / 30 نيسان 2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس