هند
30-04-2005, 09:32 AM
المقاومة الوطنية العراقية واستشراف المستقبل
شبكة البصرة
د محمد جواد فارس
إن المقاومة العراقية الباسلة اختلفت عن ابرز المقاومات المعاصرة كما هي المقاومة الجزائرية وكذلك الفيتنامية ، ومقاومة شعب جنوب أفريقيا ومقاومة الشعب الفلسطيني البطل للاحتلال الصهيوني .
ظهرت المقاومة العراقية بعد احتلال بغداد في يوم 9 نيسان 2003 .
وهنا لابد لي أن أشير إن النظام العراقي كان قد اعد لهذه المقاومة. وكنت ضمن وفد من الوطنيين العراقيين زار بغداد واطلع من المسئولين على الأوضاع, قبل أربعة اشهر من بدء العدوان. حيث جرى حديث بيننا وبين الأستاذ عزت إبراهيم الدوري نائب رئيس الجمهورية آنذاك .
حيث قال إننا بعد حصار دام أكثر من عقد من الزمن لن نستطيع مقاومة احد اكبر الجيوش عدة وعددا ، بأسلحة ليس لدينا حتى قطع غيار لها. ولكننا اعددنا العدة لهم سوف نقاومهم لفترة طويلة حيث اعددنا جيشنا وشعبنا وحزبنا وكل الوطنيين لحرب أنصار طويلة الأمد ، وسوف نكبدهم المزيد من الخسائر البشرية والمادية لهم ولحلفائهم . وانتم سوف تكونون شهود عيان على ذلك وشركاء في معارك الشرف الوطنية .
كنا قد فهمنا من خلال هذه الزيارة إن الدولة العراقية ، بدأت على تفكيك الجيش العراقي وإيجاد حلقات منهم تقوم بأعمال فردية ومن خلال متابعة لقاء رئيس الدولة مع ضباط الجيش ، كان يسألهم هل علمتم جنودكم على الركض والهرولة لمسافات طويلة ؟
من خلال التجربة اللاحقة للمقاومة وجدنا أهمية هذا الحديث تكمن في ضرب قطعات الجيش الأمريكي وحلفائه وأعوانه في منطقة ما والذهاب إلى منطقة أخرى خلال فترة قصيرة لتصعيد موقف آخر هناك وعلى سبيل المثال ، عملية في هيت تعقبها عملية في عانة أو الفلوجة .
وقد ذكر رئيس المفتشين عما يسمى أسلحة الدمار الشامل ، الكذبة التي صدقها البعض حيث كتب (سكوت روتر) انه وجد عددا من الجنود والضباط في زياراته المفاجأة لبعض المعسكرات إنهم مشغولين في أعداد حقول ألغام بدائية ، حيث كتب حتى إلى جهاز المخابرات الأمريكية إنهم يفتشون على أسلحة دمار شامل ، وهنا يجد العسكر العراقيين يقومون بالتدريب على الألغام بسيطة . حيث لم يفهم الأمر انه من ضمن الخطط اللاحقة للتصدي وهنا نحن ألان نجد عبوات ناسفة تطيح بهم وبالياتهم وتكبدهم خسائر فادحة .
وهنا أريد أن أقول إن هذه المقاومة احد ابرز ميزاتها هي سرعة تحولها من شكل إلى آخر . المقاومة هي إذن بالأساس منذ الأيام الأولى استكمال لمقاومة شعب العراقي وجيشه منذ الأيام الأولى للعدوان .
الكل يعرف مدى مقاومة أم قصر تلك القرية الصغيرة في جنوب العراق والتي صمدت أسابيع كانت قاسية على القوات الأمريكية والبريطانية ولقنتهم درسا لا ينسى .
إن سهولة تحرك المقاومة واستخدامها للسلاح في أي مكان وزمان من ارض العراق هو ناتج طبيعي لوجود السلاح في كل شبر من ارض العراق .
إذن يمكن تعداد القوى المشاركة في المقاومة وهي الجيش العراقي الذي حل بقرار من بول بريمر الحاكم الأمريكي في العراق .وفصائل من الحرس الجمهوري وكذلك جيش القدس (وهي قوات شعبية عراقية ظهرت قبل العدوان من مختلف شرائح المجتمع العراقي) وأعضاء من حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان حاكما . انضم أليهم عدد غير قليل من القوميون والشيوعيين وكذلك من قوى إسلامية .
وهنا لا بد من الإشارة إلى الأخوة الأشقاء العرب الذين ذهبوا متطوعين لملاقاة الجيش الأمريكي أيام العدوان واهم أفراد من دول عربية عديدة . قد يسميهم البعض (بالإرهابيين) .
كلنا نعرف من تجارب الشعوب إن هناك أعداد من المتطوعين فمثلا في أسبانيا ذهب الشيوعيون من سوريين وعراقيين وآخرين للدفاع عن الجمهورية الأسبانية وكذلك حرب تحرير الجزائر . وها هي تجربة المقاومة الفلسطينية خير شاهد على ذلك حيث احتل العرب مراكز حساسة في القيادة ومنهم آلاف الشهداء والقائمة تطول فلماذا لا يحق لعربي غيور على أمته المقاتلة أن يقاتل إلى جانب شعب العراق في هذه المحنه والاحتلال يجثم على صدره؟
إن شعبنا لا ينسى قضية أمته ومقابر الجنود العراقيين في كل مكان في الوطن العربي وهي الشاهد على وطنية وبسالة الجندي والمقاتل العراقي .
أريد القول إن اغلب القوى الوطنية للشعب العراقي منخرطة في صفوف تنظيمات المقاومة بنسب متفاوتة ولا يمكن إغفال دور القوى الإسلامية الوطنية التي ظهرت عل الساحة العراقية لفعل له قوته ، وخير شاهد على ذلك ما يصدر على الفضائيات من أعمال بطولية تحمل الصفة الإسلامية والبطولية (الجهاد وكتائب مسميات مسماة باسم قادة إسلاميين وأنصار الإسلام وهناك أسماء وقتية تظهر وتختفي .
المقاومة نعمل من اجل توسيع دائرتها
هناك عمليات تجري وجرت خارج مناطق تكررت في الإعلام والتي اتخذت في تسميتها والتي اتخذت في تسميتها طابع طائفي مثال (المثلث السني) والمقصود هنا مناطق غرب الفرات .
وهناك عمليات حصلت في الحلة وكربلاء والبصرة والعمارة والناصرية وكركوك وغيرها من مدن وقصبات العراق ، وهنا لابد من الإشارة إلى ما كتبه الأستاذ عبد الرحمن الهواري (انتقلت الانتفاضة العفوية في مواجهة قوى الاحتلال . وتحولت هذه الانتفاضة إلى مقاومة حقيقية للاحتلال الانغلو- أمريكي ، سواء بهدف التحرير أو بهدف الانتقام للشرف والحفاظ على العرض ، أو بهدف إظهار الشعور الحقيقي تجاه الوجود الأجنبي على ارض العراق) إن إطلاق صفات ليست في محلها على المقاومة والمقاومين عل نحو (فلول النظام ، أيتام النظام ، الإرهابيين وغيرها) إنما تدل على إفلاس من يستخدمها في إعلامهم المغرض .فالمقاومة كما تقرر في كل الشرائع والأعراف إنها ردة فعل على تجاوزات الاحتلال ووجوده اللاشرعي .
ومما زاد للاندفاع نحو المقاومة هي الحسابات الشرعية الدينية و التي تتمثل في الجهاد ضد المحتل لتحرير ارض الإسلام والتي قال عنها الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب (إن العراق هو ثغر الإسلام) وقد أفتى عدد غير قليل من علماء العراق في الداخل والخارج قبل وبعد الاحتلال بوجوب دفع العدو .
إن جبهة المقاومة العراقية تتسع لتشمل اغلب قوى الشعب العراقي كما سبق وان ذكرنا وللقوى الإسلامية الوطنية العراقية في الساحة دور بارز في الفعل الحقيقي المقاوم . وهذه التيارات والمقصود بها الإسلامية الوطنية منفتحة على غيرها من المقاومة ومتعاونة .
إن ازدياد الضغط عل القوات الانغلو – أمريكية المتصهينة في العراق وقيامها أثناء التفتيش عن رجال المقاومة بالسرقة والاعتداء على الشيوخ والنساء ، زاد من تفجير الغضب العراقي لدى الشباب والنساء حيث تزايدت أعداد الشباب المنخرطين في المقاومة ولا ننسى دور النساء المقاومات فهن جزء من حركة فعل المقاومة وذلك بتقديم المساعدة الاستخباراتية وكذلك اللوجستية مثل نقل السلاح والعتاد والكشف عن العملاء .
الأعداء المستهدفين من قبل المقاومة :- هم جميع العسكريون الأمريكيون أو مدنيون أفرادا ومؤسسات ، وكذلك جميع الجنسيات التي شاركت بالعدوان على العراق سواء كانوا عسكريون أو مدنيون عربا أو أجانب ، العملاء الذين جاءوا مع قوات الاحتلال أو تعاونوا معها . لقد وصلت أعداد العمليات المقاومة وذلك حسب اعتراف العدو معدل (ألف وخمسمائة ~ ألفان عملية شهريا) .
وهنا لابد من ذكر إن هناك شهداء صدفه من العراقيين يسقطون على اثر العمليات التي تستهدف القوات الأمريكية في داخل المدن ، ومن خلال المشاهد التي تبثها الفضائيات إن المقاومة تتجنب سقوط مدنيين في العمليات لان المقاومة تضحي من اجل تحرير الشعب العراقي ، والمقاومة تحذر العملاء من مغبة التعاون والكف عن التعاون قبل أن تقوم بأي عمل ضدهم .
الإرهاب والمقاومة
بعد الاحتلال الذي جرى للعراق في يوم 9 نيسان 2003 ، دخل العراق عدد غير قليل من أجهزة المخابرات العالمية ومنها أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية ، والبريطانية وكذلك الموساد الإسرائيلي إضافة إلى أجهزة أخرى قامت بأعمال متعدد منها حرق المكتبات وكذلك سرقة الآثار التاريخية للعراق لطمس معالم هذا التراث الكبير والذي أصبح بحق ملك للبشرية جمعاء .
وجرت عمليات النهب والسلب في مؤسسات الدولة العراقية وكان القصد منها تحطيم الدولة العراقية ومؤسساتها والإجهاز على البنية التحتية للدولة العراقية . هذه كانت المرحلة الأولى بعد الاحتلال ، أما بعد تشكيل مجلس الحكم من الأحزاب والقوى السياسية التي جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية وهنا لا باس من إعطاء لمحة عن هذه الخارطة السياسية ولنبدأ من شمال الوطن حيث القوى الكردية التي قدمت المزيد من المساعدات اللوجستية للجيش الأمريكي وقوات الاحتلال .
لقد أصبحوا الخنجر في الخاصرة العربية وهم الذين حصلوا بفضل نضال الشعب العربي على بيان 11 آذار 1970 والذي تضمن في الحكم الذاتي وقبل ذلك بعد ثورة 14 تموز 1958 فقد نص الدستور المؤقت على أن العرب والأكراد شركاء في الوطن . فالحزبين الرئيسيين وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني وبزعامة مسعود البرزاني وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني متنكرين لكل ما قدمه الشعب العراقي وقواه السياسية في نضاله من اجل حقوق الأكراد .
وهذا لا يعني بالضرورة إن كل الشعب الكردي هو مع هؤلاء في الموقف ولكن هناك قوى وشخصيات وطنية كردية وقفت وتقف ضد الاحتلال . إما القوى الأخرى ومنها التي قامت بتظليل المخابرات الأمريكية في أسلحة الدمار الشامل أو علاقة النظام بما يسمى بالقاعدة ومنها حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه احمد الجلبي ، إضافة إلى حزب الدعوة الإسلامي بزعامة إبراهيم الجعفري ، والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة محمد باقر الحكيم والذي قتل في النجف بعد وصوله مع القوات التي دخلت إلى النجف ، فنها جميعا تملك ميليشيات مسلحة قامت بالفعل بمساعدة قوات الاحتلال في قتل العلماء وكبار العسكريين والأطباء ومن هم ضد الاحتلال .
إن الدعاية المعادية في صياغة أخبار العمليات من اجل الإساءة إلى المقاومة كان المقاومة تستهدف المدنيين العراقيين ، وهنا نتساءل إذا كانت المقاومة تستهدف المدنيين فعلا ، فالعراقيين موجودين في كل مكان في العراق ، ولكن لماذا يضرب هذا الموقع بالذات ولا يضرب غيره .
أما المعارك التي خاضتها المقاومة العراقية وببسالة فهي معركة نيسان في الفلوجة الأولى حيث لم يتمكن الأمريكيون من دخول المدينة وأبقتها محاصرة ، أسقطت المقاومة 25 مروحية في هذه المعركة والتي سماها الأمريكيون (الثأر للثلاثة) الذين قتلوا في الفلوجة وقد كتبت لافتة بذلك (نثار لهم) أي لثلاثة من الصهاينة الذين قتلوا في المدينة ، كبدت المقاومة الأمريكان خسائر جسيمة بالأرواح والآليات ، وحتى الطائرات التي كانت تسير بدون طيار وبعد ذلك جاءت انتفاضة النجف على يد التيار الصدري وبمشاركة فعالة من قوى متعددة حتى من الفلوجة إضافة إلى مدن عراقية من شمال العراق وجنوبه ، ولكن التآمر الذي تم عليها أوأدها والذي جرت فيه مسرحية نقل المرجعية الدينية متمثلة في السيد على السستاني إلى لندن لغرض العلاج. ففي 1/11/2004 ببدء المعارك في الفلوجة الثانية والذي تم الإعلان عنها يوم 8/11/2004 بالموافقة على القصف من حكومة إياد علاوي .
شهر ونصف من القصف اليومي المتواصل للمدينة لم يستطيعوا دخول حي الحولان مثلا ، وقد استشهد ثلاثة آلاف مواطن عراقي جلهم من المدنيين (شيوخ وأطفال ونساء) وقد تم فتح مياه الفرات عليهم حيث طافت الجثث ونهشتها الكلاب السائبة .
أسقطت المقاومة الباسلة 18 مروحية في الفلوجة وقد بلغ عدد القتلى من جيش الاحتلال الأمريكي ألفين قتيل واسر في المعركة 115 جندي أمريكي . ودمرت 75 آلية ما عدى الآليات التي دمرت خارج مدينة الفلوجة ، ومن الملفت للنظر إن هناك مقدم أمريكي أعلن إسلامه وخلع بزته العسكرية مستنكرا كما يقوم به الأمريكيون من الفضائح في السجون والمعتقلات كما جرى في سجون أبو غريب والفضائح التي نشرتها وتناقلتها وكالات الأنباء والصحافة ورسائل السجينات العراقيات والتي كانت تطالب المقاومة قتل الأمريكيين وقتلهن بسبب من عمليات الاغتصاب التي لحقت بهن وهنا لا بد من الإشارة إلى ما تحدث به الجنرال اندروميل براون أمر الفيلق الأول للمارينز الأمريكي (الفلوجة ربما هي استثناء في أنواع الحروب التي خضناها وشاركنا فيها ولكنها ستبقى درسا لنا ونقطة تحول لتغيير الدراسة الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية . إن هجمات المسلحين بالصواريخ والمتفجرات ساهمت في إبطاء وتأخير الجيش الأمريكي في السيطرة على الفلوجة كما إن جماعات المقاتلة قد فهمت واكتشفت المؤثر الوحيد علينا في هذه المعركة وهو النقل والإمداد والتموين وقد نجحوا في ذلك . فقد استخدمنا في معركة الفلوجة أسلحة لم يستخدمها الجيش الأمريكي منذ بداية دخول العراق وحتى الآن . فعلى سبيل المثال تم استخدام الدبابات أبرامز EM1 وهي دبابات ضخمة تزن سبين طنا مزودة بمدفع عيار 155 مللي كما تم إطلاق آلاف الصواريخ الموجهة عبر الليزر إضافة إلى حاويات القنابل)
المقاومة والعرب المقاتلون فيها
هنالك تضخيم للدور الذي يقوم به العرب والمسلمين المقاتلين ضمن المقومة كما وسبق واشرنا في البداية ، بل إن هناك أساءت لهذا الدور والكل يعرف جيدا إن هناك عرب لبوا النداء في بداية الحرب على العراق وذهب الكثير منهم واستشهد ببسالة عدد منهم وبقى من بقى يحارب مع المقومة وهنا لابد من الإشارة إلى إن الدعاية الإمبريالية والتي تقول إن المقاتلون هم إرهابيون جاءوا من وراء الحدود وهذه إهانة بحد ذاتها للشعب العراقي الذي يقاوم منذ الأيام الأولى لاحتلاله ونحن كعراقيين نتساءل لماذا لا يحق لهؤلاء الإبطال مشاركة شعب العراق في النضال ضد قوى الاستعمار الجديد في المنطقة وهنا أعيد التذكير مرة أخرى بدور كبير العراقيون والعرب في مشاركة شعوب كانت تقارع الإمبريالية والصهيونية ، فعلى سبيل المثال ذهب عدد من المقاتلين الشيوعيون العرب ومنهم فؤاد قازان من لبنان وخالد بكداش مكن سوريا ويوسف سلمان (فهد) من العراق ذهبوا إلى أسبانيا لدعم الشعب الأسباني وهناك مقبرة في مدريد يخلد فيها شهداء عراقيون بأسماء حركية .
وهناك مثال آخر هو انخراط عدد غير قليل من العراقيين في صفوف المقاومة الفلسطينية ومنهم من أصبحوا قادة في المنظمة فما الضير إن يقاتل الآن أي مقاتل عربي مع المقاومة .
وفي الوقت نفسه هناك قوى أرادت أن تجعل من العراق ساحة لتصفية الحساب مع الأمريكان وهذا شبيه بما حدث أيام الحرب الأهلية في لبنان حيث أصبح لبنان ساحة لتصفية حسابات .
ونستنتج بما تقدم إن الجيش العراقي قد فكك نفسه حسب الخطة ب لان أسلحته لا تقوى على مواجهة أسلحة العدوان الأمريكي وقد تحول هذا الجيش إلى المقومة رغم عدم التكافؤ مع أسلحة الأعداء وكذلك الأرض التي يحارب عليها غير مناسبة لحرب العصابات ومن هنا يجب أن نقول إن كل شعب لابد من أن يصنع طريقة له في المقاومة طبقا للظرف والجغرافيا . كان العدو الأمريكي يفكر في نهب نفط العراق للأنفاق على قواته لكن المقاومة قلبت المعادلة في ضربها لخطوط النفط المتواصلة ، حيث يضخ النفط الآن بحدوده الدنيا ، هذا ما ضرب نظرية مهندس الحرب على العراق (بول وولفيتز) عندما قال إن الإنفاق على الحرب وجيش الاحتلال سوف يتوفر من عائدات النفط .
هذا جعل من نفقات الاحتلال 300 مليار دولار والخلاصة إن مستقبل المقاومة الوطنية العراقية للاحتلال الأمريكي مرخون بتطورها الفكري والسياسي إلى جانب ممارساتها المسلحة أي بقدرتها على تطوير استراجيتها العسكرية من حيث الأهداف والمهمات والوسائل والأساليب مع التوجه إلى توسيع القاعدة الشعبية وبناء جبهة وطنية عريضة تضم كل القوى السياسية الموجودة في البلد ومنها القومية واليسارية والإسلامية من اجل الانتصار على المحتل الأمريكي .
شبكة البصرة
الجمعة 20 ربيع الاول 1426 / 29 نيسان 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
شبكة البصرة
د محمد جواد فارس
إن المقاومة العراقية الباسلة اختلفت عن ابرز المقاومات المعاصرة كما هي المقاومة الجزائرية وكذلك الفيتنامية ، ومقاومة شعب جنوب أفريقيا ومقاومة الشعب الفلسطيني البطل للاحتلال الصهيوني .
ظهرت المقاومة العراقية بعد احتلال بغداد في يوم 9 نيسان 2003 .
وهنا لابد لي أن أشير إن النظام العراقي كان قد اعد لهذه المقاومة. وكنت ضمن وفد من الوطنيين العراقيين زار بغداد واطلع من المسئولين على الأوضاع, قبل أربعة اشهر من بدء العدوان. حيث جرى حديث بيننا وبين الأستاذ عزت إبراهيم الدوري نائب رئيس الجمهورية آنذاك .
حيث قال إننا بعد حصار دام أكثر من عقد من الزمن لن نستطيع مقاومة احد اكبر الجيوش عدة وعددا ، بأسلحة ليس لدينا حتى قطع غيار لها. ولكننا اعددنا العدة لهم سوف نقاومهم لفترة طويلة حيث اعددنا جيشنا وشعبنا وحزبنا وكل الوطنيين لحرب أنصار طويلة الأمد ، وسوف نكبدهم المزيد من الخسائر البشرية والمادية لهم ولحلفائهم . وانتم سوف تكونون شهود عيان على ذلك وشركاء في معارك الشرف الوطنية .
كنا قد فهمنا من خلال هذه الزيارة إن الدولة العراقية ، بدأت على تفكيك الجيش العراقي وإيجاد حلقات منهم تقوم بأعمال فردية ومن خلال متابعة لقاء رئيس الدولة مع ضباط الجيش ، كان يسألهم هل علمتم جنودكم على الركض والهرولة لمسافات طويلة ؟
من خلال التجربة اللاحقة للمقاومة وجدنا أهمية هذا الحديث تكمن في ضرب قطعات الجيش الأمريكي وحلفائه وأعوانه في منطقة ما والذهاب إلى منطقة أخرى خلال فترة قصيرة لتصعيد موقف آخر هناك وعلى سبيل المثال ، عملية في هيت تعقبها عملية في عانة أو الفلوجة .
وقد ذكر رئيس المفتشين عما يسمى أسلحة الدمار الشامل ، الكذبة التي صدقها البعض حيث كتب (سكوت روتر) انه وجد عددا من الجنود والضباط في زياراته المفاجأة لبعض المعسكرات إنهم مشغولين في أعداد حقول ألغام بدائية ، حيث كتب حتى إلى جهاز المخابرات الأمريكية إنهم يفتشون على أسلحة دمار شامل ، وهنا يجد العسكر العراقيين يقومون بالتدريب على الألغام بسيطة . حيث لم يفهم الأمر انه من ضمن الخطط اللاحقة للتصدي وهنا نحن ألان نجد عبوات ناسفة تطيح بهم وبالياتهم وتكبدهم خسائر فادحة .
وهنا أريد أن أقول إن هذه المقاومة احد ابرز ميزاتها هي سرعة تحولها من شكل إلى آخر . المقاومة هي إذن بالأساس منذ الأيام الأولى استكمال لمقاومة شعب العراقي وجيشه منذ الأيام الأولى للعدوان .
الكل يعرف مدى مقاومة أم قصر تلك القرية الصغيرة في جنوب العراق والتي صمدت أسابيع كانت قاسية على القوات الأمريكية والبريطانية ولقنتهم درسا لا ينسى .
إن سهولة تحرك المقاومة واستخدامها للسلاح في أي مكان وزمان من ارض العراق هو ناتج طبيعي لوجود السلاح في كل شبر من ارض العراق .
إذن يمكن تعداد القوى المشاركة في المقاومة وهي الجيش العراقي الذي حل بقرار من بول بريمر الحاكم الأمريكي في العراق .وفصائل من الحرس الجمهوري وكذلك جيش القدس (وهي قوات شعبية عراقية ظهرت قبل العدوان من مختلف شرائح المجتمع العراقي) وأعضاء من حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان حاكما . انضم أليهم عدد غير قليل من القوميون والشيوعيين وكذلك من قوى إسلامية .
وهنا لا بد من الإشارة إلى الأخوة الأشقاء العرب الذين ذهبوا متطوعين لملاقاة الجيش الأمريكي أيام العدوان واهم أفراد من دول عربية عديدة . قد يسميهم البعض (بالإرهابيين) .
كلنا نعرف من تجارب الشعوب إن هناك أعداد من المتطوعين فمثلا في أسبانيا ذهب الشيوعيون من سوريين وعراقيين وآخرين للدفاع عن الجمهورية الأسبانية وكذلك حرب تحرير الجزائر . وها هي تجربة المقاومة الفلسطينية خير شاهد على ذلك حيث احتل العرب مراكز حساسة في القيادة ومنهم آلاف الشهداء والقائمة تطول فلماذا لا يحق لعربي غيور على أمته المقاتلة أن يقاتل إلى جانب شعب العراق في هذه المحنه والاحتلال يجثم على صدره؟
إن شعبنا لا ينسى قضية أمته ومقابر الجنود العراقيين في كل مكان في الوطن العربي وهي الشاهد على وطنية وبسالة الجندي والمقاتل العراقي .
أريد القول إن اغلب القوى الوطنية للشعب العراقي منخرطة في صفوف تنظيمات المقاومة بنسب متفاوتة ولا يمكن إغفال دور القوى الإسلامية الوطنية التي ظهرت عل الساحة العراقية لفعل له قوته ، وخير شاهد على ذلك ما يصدر على الفضائيات من أعمال بطولية تحمل الصفة الإسلامية والبطولية (الجهاد وكتائب مسميات مسماة باسم قادة إسلاميين وأنصار الإسلام وهناك أسماء وقتية تظهر وتختفي .
المقاومة نعمل من اجل توسيع دائرتها
هناك عمليات تجري وجرت خارج مناطق تكررت في الإعلام والتي اتخذت في تسميتها والتي اتخذت في تسميتها طابع طائفي مثال (المثلث السني) والمقصود هنا مناطق غرب الفرات .
وهناك عمليات حصلت في الحلة وكربلاء والبصرة والعمارة والناصرية وكركوك وغيرها من مدن وقصبات العراق ، وهنا لابد من الإشارة إلى ما كتبه الأستاذ عبد الرحمن الهواري (انتقلت الانتفاضة العفوية في مواجهة قوى الاحتلال . وتحولت هذه الانتفاضة إلى مقاومة حقيقية للاحتلال الانغلو- أمريكي ، سواء بهدف التحرير أو بهدف الانتقام للشرف والحفاظ على العرض ، أو بهدف إظهار الشعور الحقيقي تجاه الوجود الأجنبي على ارض العراق) إن إطلاق صفات ليست في محلها على المقاومة والمقاومين عل نحو (فلول النظام ، أيتام النظام ، الإرهابيين وغيرها) إنما تدل على إفلاس من يستخدمها في إعلامهم المغرض .فالمقاومة كما تقرر في كل الشرائع والأعراف إنها ردة فعل على تجاوزات الاحتلال ووجوده اللاشرعي .
ومما زاد للاندفاع نحو المقاومة هي الحسابات الشرعية الدينية و التي تتمثل في الجهاد ضد المحتل لتحرير ارض الإسلام والتي قال عنها الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب (إن العراق هو ثغر الإسلام) وقد أفتى عدد غير قليل من علماء العراق في الداخل والخارج قبل وبعد الاحتلال بوجوب دفع العدو .
إن جبهة المقاومة العراقية تتسع لتشمل اغلب قوى الشعب العراقي كما سبق وان ذكرنا وللقوى الإسلامية الوطنية العراقية في الساحة دور بارز في الفعل الحقيقي المقاوم . وهذه التيارات والمقصود بها الإسلامية الوطنية منفتحة على غيرها من المقاومة ومتعاونة .
إن ازدياد الضغط عل القوات الانغلو – أمريكية المتصهينة في العراق وقيامها أثناء التفتيش عن رجال المقاومة بالسرقة والاعتداء على الشيوخ والنساء ، زاد من تفجير الغضب العراقي لدى الشباب والنساء حيث تزايدت أعداد الشباب المنخرطين في المقاومة ولا ننسى دور النساء المقاومات فهن جزء من حركة فعل المقاومة وذلك بتقديم المساعدة الاستخباراتية وكذلك اللوجستية مثل نقل السلاح والعتاد والكشف عن العملاء .
الأعداء المستهدفين من قبل المقاومة :- هم جميع العسكريون الأمريكيون أو مدنيون أفرادا ومؤسسات ، وكذلك جميع الجنسيات التي شاركت بالعدوان على العراق سواء كانوا عسكريون أو مدنيون عربا أو أجانب ، العملاء الذين جاءوا مع قوات الاحتلال أو تعاونوا معها . لقد وصلت أعداد العمليات المقاومة وذلك حسب اعتراف العدو معدل (ألف وخمسمائة ~ ألفان عملية شهريا) .
وهنا لابد من ذكر إن هناك شهداء صدفه من العراقيين يسقطون على اثر العمليات التي تستهدف القوات الأمريكية في داخل المدن ، ومن خلال المشاهد التي تبثها الفضائيات إن المقاومة تتجنب سقوط مدنيين في العمليات لان المقاومة تضحي من اجل تحرير الشعب العراقي ، والمقاومة تحذر العملاء من مغبة التعاون والكف عن التعاون قبل أن تقوم بأي عمل ضدهم .
الإرهاب والمقاومة
بعد الاحتلال الذي جرى للعراق في يوم 9 نيسان 2003 ، دخل العراق عدد غير قليل من أجهزة المخابرات العالمية ومنها أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية ، والبريطانية وكذلك الموساد الإسرائيلي إضافة إلى أجهزة أخرى قامت بأعمال متعدد منها حرق المكتبات وكذلك سرقة الآثار التاريخية للعراق لطمس معالم هذا التراث الكبير والذي أصبح بحق ملك للبشرية جمعاء .
وجرت عمليات النهب والسلب في مؤسسات الدولة العراقية وكان القصد منها تحطيم الدولة العراقية ومؤسساتها والإجهاز على البنية التحتية للدولة العراقية . هذه كانت المرحلة الأولى بعد الاحتلال ، أما بعد تشكيل مجلس الحكم من الأحزاب والقوى السياسية التي جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية وهنا لا باس من إعطاء لمحة عن هذه الخارطة السياسية ولنبدأ من شمال الوطن حيث القوى الكردية التي قدمت المزيد من المساعدات اللوجستية للجيش الأمريكي وقوات الاحتلال .
لقد أصبحوا الخنجر في الخاصرة العربية وهم الذين حصلوا بفضل نضال الشعب العربي على بيان 11 آذار 1970 والذي تضمن في الحكم الذاتي وقبل ذلك بعد ثورة 14 تموز 1958 فقد نص الدستور المؤقت على أن العرب والأكراد شركاء في الوطن . فالحزبين الرئيسيين وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني وبزعامة مسعود البرزاني وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني متنكرين لكل ما قدمه الشعب العراقي وقواه السياسية في نضاله من اجل حقوق الأكراد .
وهذا لا يعني بالضرورة إن كل الشعب الكردي هو مع هؤلاء في الموقف ولكن هناك قوى وشخصيات وطنية كردية وقفت وتقف ضد الاحتلال . إما القوى الأخرى ومنها التي قامت بتظليل المخابرات الأمريكية في أسلحة الدمار الشامل أو علاقة النظام بما يسمى بالقاعدة ومنها حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه احمد الجلبي ، إضافة إلى حزب الدعوة الإسلامي بزعامة إبراهيم الجعفري ، والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة محمد باقر الحكيم والذي قتل في النجف بعد وصوله مع القوات التي دخلت إلى النجف ، فنها جميعا تملك ميليشيات مسلحة قامت بالفعل بمساعدة قوات الاحتلال في قتل العلماء وكبار العسكريين والأطباء ومن هم ضد الاحتلال .
إن الدعاية المعادية في صياغة أخبار العمليات من اجل الإساءة إلى المقاومة كان المقاومة تستهدف المدنيين العراقيين ، وهنا نتساءل إذا كانت المقاومة تستهدف المدنيين فعلا ، فالعراقيين موجودين في كل مكان في العراق ، ولكن لماذا يضرب هذا الموقع بالذات ولا يضرب غيره .
أما المعارك التي خاضتها المقاومة العراقية وببسالة فهي معركة نيسان في الفلوجة الأولى حيث لم يتمكن الأمريكيون من دخول المدينة وأبقتها محاصرة ، أسقطت المقاومة 25 مروحية في هذه المعركة والتي سماها الأمريكيون (الثأر للثلاثة) الذين قتلوا في الفلوجة وقد كتبت لافتة بذلك (نثار لهم) أي لثلاثة من الصهاينة الذين قتلوا في المدينة ، كبدت المقاومة الأمريكان خسائر جسيمة بالأرواح والآليات ، وحتى الطائرات التي كانت تسير بدون طيار وبعد ذلك جاءت انتفاضة النجف على يد التيار الصدري وبمشاركة فعالة من قوى متعددة حتى من الفلوجة إضافة إلى مدن عراقية من شمال العراق وجنوبه ، ولكن التآمر الذي تم عليها أوأدها والذي جرت فيه مسرحية نقل المرجعية الدينية متمثلة في السيد على السستاني إلى لندن لغرض العلاج. ففي 1/11/2004 ببدء المعارك في الفلوجة الثانية والذي تم الإعلان عنها يوم 8/11/2004 بالموافقة على القصف من حكومة إياد علاوي .
شهر ونصف من القصف اليومي المتواصل للمدينة لم يستطيعوا دخول حي الحولان مثلا ، وقد استشهد ثلاثة آلاف مواطن عراقي جلهم من المدنيين (شيوخ وأطفال ونساء) وقد تم فتح مياه الفرات عليهم حيث طافت الجثث ونهشتها الكلاب السائبة .
أسقطت المقاومة الباسلة 18 مروحية في الفلوجة وقد بلغ عدد القتلى من جيش الاحتلال الأمريكي ألفين قتيل واسر في المعركة 115 جندي أمريكي . ودمرت 75 آلية ما عدى الآليات التي دمرت خارج مدينة الفلوجة ، ومن الملفت للنظر إن هناك مقدم أمريكي أعلن إسلامه وخلع بزته العسكرية مستنكرا كما يقوم به الأمريكيون من الفضائح في السجون والمعتقلات كما جرى في سجون أبو غريب والفضائح التي نشرتها وتناقلتها وكالات الأنباء والصحافة ورسائل السجينات العراقيات والتي كانت تطالب المقاومة قتل الأمريكيين وقتلهن بسبب من عمليات الاغتصاب التي لحقت بهن وهنا لا بد من الإشارة إلى ما تحدث به الجنرال اندروميل براون أمر الفيلق الأول للمارينز الأمريكي (الفلوجة ربما هي استثناء في أنواع الحروب التي خضناها وشاركنا فيها ولكنها ستبقى درسا لنا ونقطة تحول لتغيير الدراسة الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية . إن هجمات المسلحين بالصواريخ والمتفجرات ساهمت في إبطاء وتأخير الجيش الأمريكي في السيطرة على الفلوجة كما إن جماعات المقاتلة قد فهمت واكتشفت المؤثر الوحيد علينا في هذه المعركة وهو النقل والإمداد والتموين وقد نجحوا في ذلك . فقد استخدمنا في معركة الفلوجة أسلحة لم يستخدمها الجيش الأمريكي منذ بداية دخول العراق وحتى الآن . فعلى سبيل المثال تم استخدام الدبابات أبرامز EM1 وهي دبابات ضخمة تزن سبين طنا مزودة بمدفع عيار 155 مللي كما تم إطلاق آلاف الصواريخ الموجهة عبر الليزر إضافة إلى حاويات القنابل)
المقاومة والعرب المقاتلون فيها
هنالك تضخيم للدور الذي يقوم به العرب والمسلمين المقاتلين ضمن المقومة كما وسبق واشرنا في البداية ، بل إن هناك أساءت لهذا الدور والكل يعرف جيدا إن هناك عرب لبوا النداء في بداية الحرب على العراق وذهب الكثير منهم واستشهد ببسالة عدد منهم وبقى من بقى يحارب مع المقومة وهنا لابد من الإشارة إلى إن الدعاية الإمبريالية والتي تقول إن المقاتلون هم إرهابيون جاءوا من وراء الحدود وهذه إهانة بحد ذاتها للشعب العراقي الذي يقاوم منذ الأيام الأولى لاحتلاله ونحن كعراقيين نتساءل لماذا لا يحق لهؤلاء الإبطال مشاركة شعب العراق في النضال ضد قوى الاستعمار الجديد في المنطقة وهنا أعيد التذكير مرة أخرى بدور كبير العراقيون والعرب في مشاركة شعوب كانت تقارع الإمبريالية والصهيونية ، فعلى سبيل المثال ذهب عدد من المقاتلين الشيوعيون العرب ومنهم فؤاد قازان من لبنان وخالد بكداش مكن سوريا ويوسف سلمان (فهد) من العراق ذهبوا إلى أسبانيا لدعم الشعب الأسباني وهناك مقبرة في مدريد يخلد فيها شهداء عراقيون بأسماء حركية .
وهناك مثال آخر هو انخراط عدد غير قليل من العراقيين في صفوف المقاومة الفلسطينية ومنهم من أصبحوا قادة في المنظمة فما الضير إن يقاتل الآن أي مقاتل عربي مع المقاومة .
وفي الوقت نفسه هناك قوى أرادت أن تجعل من العراق ساحة لتصفية الحساب مع الأمريكان وهذا شبيه بما حدث أيام الحرب الأهلية في لبنان حيث أصبح لبنان ساحة لتصفية حسابات .
ونستنتج بما تقدم إن الجيش العراقي قد فكك نفسه حسب الخطة ب لان أسلحته لا تقوى على مواجهة أسلحة العدوان الأمريكي وقد تحول هذا الجيش إلى المقومة رغم عدم التكافؤ مع أسلحة الأعداء وكذلك الأرض التي يحارب عليها غير مناسبة لحرب العصابات ومن هنا يجب أن نقول إن كل شعب لابد من أن يصنع طريقة له في المقاومة طبقا للظرف والجغرافيا . كان العدو الأمريكي يفكر في نهب نفط العراق للأنفاق على قواته لكن المقاومة قلبت المعادلة في ضربها لخطوط النفط المتواصلة ، حيث يضخ النفط الآن بحدوده الدنيا ، هذا ما ضرب نظرية مهندس الحرب على العراق (بول وولفيتز) عندما قال إن الإنفاق على الحرب وجيش الاحتلال سوف يتوفر من عائدات النفط .
هذا جعل من نفقات الاحتلال 300 مليار دولار والخلاصة إن مستقبل المقاومة الوطنية العراقية للاحتلال الأمريكي مرخون بتطورها الفكري والسياسي إلى جانب ممارساتها المسلحة أي بقدرتها على تطوير استراجيتها العسكرية من حيث الأهداف والمهمات والوسائل والأساليب مع التوجه إلى توسيع القاعدة الشعبية وبناء جبهة وطنية عريضة تضم كل القوى السياسية الموجودة في البلد ومنها القومية واليسارية والإسلامية من اجل الانتصار على المحتل الأمريكي .
شبكة البصرة
الجمعة 20 ربيع الاول 1426 / 29 نيسان 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس