المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقاومة تقرض رؤوس مجلس بريمر / منقول



واصلوا الجهاد
21-05-2004, 12:11 PM
كتــب عبدالرحمن الربيعي : ــ

المقاومة تقرض رؤوس مجلس بريمر - مقال رائع

لم اكن اعرف رئيس مجلس بريمر الشهري الذي اغتيل ببغداد يوم الاثنين الماضي عز الدين سليم، ولا اعرف ان كان ضمن قائمة المجلس الحقيقية ام هو احد (الدوبليرات) بلغة السينما او (البدائل) بلغتنا، اذ اننا رأينا العجب العجاب في (العراق الجديد). اعضاء مجلس حكم يتوارون عن الانظار ذعرا ويوفدون بدلا عنهم ممثلين لهم يسمونهم (مناوبين) فإن موقعهم الذي منحهم اياه جلالة بريمر هو موقع مثل (الطابو) ومن حقهم ان يورثوه لمن شاؤوا من عرقهم وطائفتهم ضمن المحاصصات المشينة.
نعم، لا اعرفه وليس صدفة ان لا يعرفه العراقيون ايضا، ومن الاجوبة التي استمعت اليها عنه وبثتها احدي الاذاعات الاوروبية الناطقة بالعربية ما قاله شاب سأله المذيع عنه فقال: (لا اعرفه ولا يهمني أمره، الامريكان هم الذين جاؤوا به).
ومن احدي الفضائيات قال شاب من جيش المهدي وهو يتمترس في موقعه: لقد جاء به الامريكان، وكل من يأتي به الامريكان عميل لهم.
الان لنقلب الوجه الاخر للموضوع فهوشيار زيباري الذي صارت الفضائيات تستفتيه ظهر علينا وهو غاطس بين عشرات اللاقطات التي تحمل كل واحدة منها اسم فضائية اعطي الجواب الفصل بأنه ما دام قد قتل علي يد (الارهابيين) فهذا دليل علي وطنية (رجالات) مجلس الحكم.. الخ.
ويبدو ان البعض ذاكرتهم غائبة، او انهم اعتمدوا تغييبها ظنا منهم ان المتابعين ينسون اليوم ما حدث بالامس رغم ان الاحداث متصلة ببعضها، ولا يمكن فصلها ابدا.
لقد اعلن المقاومون ومنذ اطلاقتهم الاولي الموجهة لصدور المحتلين واتباعهم انهم سيتعاملون مع الخونة وباعة الاوطان وندل مجلس بريمر كما يتعاملون مع المحتلين، ونضيف من وحي ما علمتنا الاحداث بان عقاب الخائن والعميل يجب ان يكون اقسي من عقاب المحتل، نقول هذا ونحن نؤمن بأن المحتلين لا يحترمون في قرارتهم هؤلاء الذين يسيل لعابهم وراء مناصب في الهواء وصفقات تخريب لا تعمير مزعومة، ولنتذكر حكاية ذلك الخائن الذي قدم لنابليون كل ما اراد حتي احتل وطنه فجاءه يطلب الثمن بناء علي وفائه لنابليون، فما كان من نابليون الا ان طرده وهو يقول له: لم تكن امينا او وفيا لوطنك فكيف تكون وفيا لي؟ وكان رحيما به عندما بصق عليه وطرده.
ان العراق يشتعل اليوم، وبدأ العراقيون يعرفون ويدركون جيدا اكاذيب المحتلين الذين الحقوا بهم اهانات لم يكونوا يتوقعونها ـ وكان عليهم ان يتوقعوها قبل ان يسلموا قيادهم لهم وينفرز الاتباع والعملاء والمترجمون والخاضعون بهذا الشكل المزري والمذل.
سيذهب هذا او ذاك من مجلس بريمر اغتيالا او كمدا في ساعة حساب مع النفس لمن في داخله بقية من وطنية قديمة، نعم سيذهبون ولكن العراق سيبقي!
ولم تكن عملية اغتيال عز الدين سليم الدقيقة المحكمة تستهدفه وحده بل كانت تستهدف اخرين من مجلس بريمر وممن شكلوا نواة الاحتلال وتابعوا الاعداد له في كل مراحله بما قدموا من خرائط وفبركوا من معلومات، وقد ذكرت الانباء ان من بين الذين قتلوا مع سليم احد (الدوبليرات) ولم يذكر (دوبلير) من كان!
وامام مقاومة تتمتع بهذه الدرجة من الحرفية والدقة لا بد للمتابع ان يري ويري. لان العملاء مستهدفون كل الاستهداف، ولن يطمئنوا بالتأكيد في العراق وحساب العراقيين الشرفاء معهم مفتوح (رغم انهم يدّعون عراقية الانتماء) فأثداء العراقيات لم ترضع خونة الارض والتاريخ ابدا؟
لم يكن العراق في هذه الفوضي يوما، ولم يكن مستباحا بهذا الشكل، لم تصل اهانة مواطنيه حد الاعتداء الجنسي المصور علي الرجال وهم مكبلو الأيدي، والاكياس علي رؤوسهم! لم يمس الشرف ابدا حتي جاء الامريكان. كذلك لم تصرخ امرأة طالبة نسف سجن ابو غريب بمن فيه لايقاف مسلسل الجرائم والاعتداء من قبل شذاذ الافاق والمرتزقة ضد نجيبات العراقيات وامهات الابطال اللواتي شددن من عزم الرجال في حروب التحرير واللواتي تم اقتيادهن الي سجون العار.
ان وكسة امريكا في العراق ما بعدها (وكسة) ومئات الالوف من جنودهم لم تستطع ايقاف قصاص المقاومة منهم ولذا سيجلبون المزيد من الجند والعتاد، ذكرت الاخبار انهم سيسحبون عدة الوف من جنودهم في كوريا الجنوبية، وسيفعل الشيء تابعهم بلير بارسال اكثر من ثلاثة الاف جندي الي العراق بعد ان اصبح جنوده اسري البصرة الفيحاء.
ولكن كل هذا لا يفيد، ولا ينفع، وما عليهم الا ان يكفوا عن ركب رؤوسهم ويعترفوا بان هناك شعوبا عصية، لا يمكن اذلالها ابدا، وعلي رأسها الشعب العراقي.
ولعل اجمل وادق تعليق هو ما قاله وزير خارجية اسبانيا عندما سئل عن قتل رئيس مجلس بريمر لهذا الشهر، حيث ذهب الي كبد الموضوع وليس الي اطرافه عندما قال: ان لامريكا ان تنسحب من العراق.
ونقول لها: اسحبوا عساكركم وجلاديكم وامضوا، العراق لا يريدكم، والعراقيون يمقتون وجودكم، ارحلوا حتي لا تغطسوا في وحل العراق دون ان تنالوا شيئا مما حلمتم به واردتموه.
ان مشاريعكم انكسرت في العراق، حيث اخترتم المكان الخطأ فنالكم ما نالكم.
لن تكون لكم (قواعد) في العراق ولا (مستوطنة) تسمي سفارة تضم خمسة آلاف عامل.
كما لن يبقي لكم في العراق عميل واحد، وعملاؤكم الذين دخلوا معكم سيخرجون معكم اذ لم يكن لكم في العراق من ينتظركم، ولن يأسف عليكم احد ان غادرتم.

عبد الرحمن مجيد الربيعي
روائي من العراق يقيم في تونس