المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خدم الاحتلال.. عملاء أم عبيد؟!



الفرقاني
25-04-2005, 05:19 PM
خدم الاحتلال.. عملاء أم عبيد؟!


بقلم: أبو الفاروق

برغم كل شيء، يمكننا القول من دون مبالغة؛ أن هناك من يفترض أن يرفع يديه إلى السماء ويحمد الله لان عملية المدائن الأخيرة ربما تكون هدية مجانية في محلها تماماً ودرساً ثميناً في وقته تماماً، هو بأمسّ الحاجة إليهما، الهدية والدرس، لكي يكفّ تماماً عن أن يأمل شيئاً من هذه المعمعة التي اسمها.. (وضع الاحتلال).


نعم، قولوا ماشئتم عن هذه (العملية) فهي أكثر من مهزلة حية أمام الملأ وأكثر من فضيحة مجلجلة على الهواء مباشرة سواء بالنسبة لعصابات الاحتلال الصهيو- أمريكي التي لم تعد تخفي ممارسات التنسيق المشترك مع المخابرات الإيرانية على الأرض العراقية الجريحة.. أو بالنسبة إلى عملاء الاحتلال من ضباع المخطط (وتعرفون ما يتصف به الضبع) الذين لم يعودوا يكتفون بتنفيذ سيناريو من(يشتهي ويستحي) كما يقول مثلنا الشعبي الدارج، انما أصبحوا (يشتهون ولا يستحون) هكذا.. يالشقائهم!


فبعد ان أشبع هؤلاء الضباع، أناس المدائن لاسيما أهل السنة والجماعة منهم تنكيلا واعتقالات جماعية على الهوية طوال أكثر من شهر أو شهرين لدفع عوائل بأكملها إلى الرحيل عنها، وهذا ما حصل للكثير منها، أخذوا اليوم يذرفون دموع التماسيح على عوائل غير عراقية تحنّ إلى (طاق كسرى) وقاموا بالاجتياح (الرسمي) هذه المرة للمدينة البطلة المجاهدة هذه، العريقة في عروبتها وإسلامها الحقيقي الأصيل، على أمل أن يغيروا شيئاً من وجهها وطبيعتها أو (يخترقوا) شيئاً من صنيعها وإرادتها.


ولكن الأمر لا يخلو من فائدة حقيقية لمن يريد من أولئك الذين يقبعون بين ظهرانينا وما زالوا أمّا يتشكون من هذه (الخسارة) المزعومة أو تلك، وأما يحسنون الظن، مراراً وتكراراً، بضباع مسيّسة لكن لا تنطبق عليها مواصفات أهل السياسة ولا معايير أهل الأخلاق ولا التزامات أهل الوحدة الوطنية.. وهل يليق برجل دين أو مسلم حرّ أو يجدر بسياسي عاقل أو نصف عاقل أن يحسن الظن بضبع، وضبع دجال فوقها، وضبع دجال على أردأ ما يكون الدجل فوق فوقها..؟!!.

أما الهدية المجانية التي قدمتها مهزلة وفضيحة (المدائن)، فهي رسالة صارخة يقول ملخصها؛ أن لا فائدة ترتجى إطلاقاً من التعاطي بروحية الممكن من المكاسب السياسية وغير السياسية، مع هذه الخلطة التعيسة من عصابات احتلال مأزوم ومرتبك تلعب بالأوراق القذرة كل حين، ومن عملاء مخطط لا يتورعون من إتباع أخسّ السبل وتلفيق أسوأ الأكاذيب من أجل السيناريو الأسود إياه الذي تعرفون ونعرف، ومن أبواق دعاية للاحتلال وللمخطط مثل الـ(BBC) وقناة (العرة) تتفنن في التعبير عن انحطاطها المهني وغير المهني وهي تجرّ جمهورها جرّاً إلى حبائل الخداع السوقي الذي يبدو انه لم يعد يخجل من فقدان المصداقية وأخلاق المهنة أيضاً.


أما الدرس الثمين فهو إثبات جديد يؤكد ما قال به أحرار وشرفاء ومجاهدو العراق مذ حلّ الاحتلال وحلّت معه لعنة العمالة الصريحة والعلنية... من، أن العملاء ليسوا مدانين وتتوجب مقاطعتهم أو الاقتصاص منهم لمجرد أنهم يعبرون عن سقوط أخلاقي يخصهم ولا يفعل سوى أن يخرق المحرمات ويخدش حياء الرأي العام.. وإنما لأن أذى العملاء الأساس هو أنهم يتبعون سيدهم، وقل أسيادهم، أولاً وأخيراً ولا يتبعون كل ما يمت بصلة إلى دينهم أو مجتمعهم أو بلدهم أو حتى عقيدتهم أو جماعتهم.. والعميل لا دين له ولا مجتمع ولا بلد ولا عقيدة ولا جماعة حتى.


نعم!.. يا بعض شيوخنا وإخوتنا الأجلاء.. إن مشكلة العميل الأولى وفي كل الأمكنة والأزمان، حتى في الغرب نفسه أيام المقاومة للنازية تحديداً، انه عبد لسيده.. وهؤلاء أمامنا، أدوات وأحصنة وخدام الاحتلال والمخطط، ليسوا (واقعيين) يمكن التعاطي معهم بالمرة أو الحديث عن استخدام الذكاء السياسي معهم.. إنما هم عبيد اقحاح ربطوا مصيرهم بالاحتلال والمخطط وانتهى الأمر.. وانظروا إلى هذا الجزار البهلواني الجديد الذي قدم أوراق اعتماده (الرئاسية) إلى مسؤول المكتب السياسي في المنطقة الخضراء.. كيف يتحدث عن الحل المليشياوي المافيوي لمستقبل العراق!..


المهم، إن الدرس الحقيقي جاءنا هذه المرة من فلوجية القائم التي قالت أخبارها الطيبة في مصادفة جميلة مع حدث المدائن؛ إن عصابات الاحتلال رضخت لشروط المجاهدين وابتعدت لأكثر من ستة كم عن حدود المدينة.. وكنّا نود أن نتحدث في هذا العمود عن المقاتلة البطلة (أم عمر) التي روى أحد خطباء جمعتنا الأحرار كيف استشهدت على سجادتها، لله درّها، وكانت تقاتل من على سطح دارها، وقد عالجتها رصاص قناص استعماري مجرم في جبينها المشرق وقاذفة الـ(RBG) بجانب سجادتها.. فجاء الترابط في الحديث من تلقاء نفسه وعلى سليقة الميدانية.. أليس كذلك؟!.


فهذه هي المعادلة.. الأحرار على طرف.. والعديد على الطرف الآخر.. ومن يجلس في الوسط يتعب أو يناله الرمي أو (الطشار) من الجانبين.. اللهم اهده قبل فوات الأوان.. والحمد لله في كل الأحوال.


أبو الفاروق

http://www.kifah.org/?id=911