المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 280 ألف عراقي.. في سجون الاحتلال!



bufaris
21-04-2005, 09:10 AM
شبكة البصرة

نشرت جريدة افاق عربية بتاريخ 17/3/2005 المقابلة الاتية مع الدكتور عزيز جبر شيال مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان, وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد فيما ياتي نص ما نشرته الجريدة:


- كيف تقومون نتائج الانتخابات الأخيرة؟
.. الانتخابات حسب ما اطلعنا عليها ميدانيًا أجريت بالفعل حسب ما هو مرسوم ومخطط لها منذ فترة طويلة برغم وجود أربع مدن لم تشارك في هذه الانتخابات. وأستطيع أن أقول للتاريخ: إن كل من قال: إن التصويت كان في أعلي درجاته. فهو غير صادق مطلقًا, وهذا الحديث الذي تردد غير حقيقي» لأن كثيرًا من المناطق لم يكن بها أصلاً مراكز انتخابية وهناك مدينة الشعلة والغزالية, وهذه مدن لم يتم فيها تصويت أصلا بسبب الظروف الحياتية والأمنية, بالإضافة إلي أطراف بغداد مثل الكرخ واليوسفية والرشيد والدورة. فكيف أجريت هذه الانتخابات إذًا؟


مولود مشوه

- إذًا كيف ترون شكل الحكومة المقبلة؟
.. الحكومة المقبلة ستكون مولودًا مشوهًا» لأنها ليست وليدة انتخابات حرة ونزيهة, فضلاً عن فئات واسعة من الشعب لم ينتخبها, كما أنها ستكون محدودة الصلاحيات في ظل بقاء الاحتلال. ونتوقع فشل الحكومة المقبلة في تحقيق طموحات من انتخبها بسبب الواقع الذي يحتكم فيه الأمريكيون إلي حد كبير, وأن الاحتلال سيبقي جاثما علي صدور العراقيين, فيما سيبقي الملف الأمني ساخنًا.. وهو ما سيؤدي إلي فشل العملية السياسية برمتها.


- هل تتوقعون حدوث حرب أهلية بسبب أن الحكومة العراقية لا تمثل جميع طوائف الشعب؟
.. لا أتوقع انزلاق العراق لحرب أهلية» لأن الظروف التي أعقبت الاحتلال كانت مهيأة لذلك, ولكنها لم تقع» لأن ظروفها الموضوعية غير قائمة في البلاد, بالإضافة إلي أن الحكومة المقبلة لا تمثل كل الشيعة العراقيين, فهناك تيارات قاطعت الانتخابات كالتيار الصدري وكذلك التيار الخالصي, ووفق هذا المنظور فلن يتم اعتبار الحكومة شيعية خالصة ولكنها حكومة مدعومة من قًبل الاحتلال الذي مهد لها عبر انتخابات مشبوهة تمنحها بعض الشرعية.


- نود التعرف علي حالة حقوق الإنسان العراقي, وهل تضاءلت الانتهاكات بعد وجود حكومة عراقية جديدة؟
.. للأسف.. حالات انتهاك حقوق الإنسان مازالت مستمرة مثلما كان يحدث في عهد صدام ووقت الاحتلال وفي حكومة علاوي, بل إن إياد علاوي لبس ثوب العمالة وأضفي شرعية علي الاحتلال ليستمر في انتهاكاته ضد العراقيين, خاصة في الفلوجة التي نسميها في العراق المدينة الصامدة.


انتهاك الأعراض

- هل قمتم بزيارة للفلوجة عقب اقتحامها؟ وهل لكم أن تطلعوننا علي ما قامت به قوات الاحتلال من خراب ودمار؟
.. للأسف لم يتمكن الفريق الميداني الخاص بالمركز من الدخول إلي الفلوجة بسبب منع القوات الأمريكية من دخولها, بل اعتدت الضرب علي واحد من أعضاء فريق المركز والطرد والمنع من دخول المدينة, لكن تمكنَّا من الحصول علي بعض التقارير الخاصة بوضع المدينة حاليًا, والتي تؤكد أن قوات الاحتلال انتهكت أعراض 149 امرأة عراقية داخل مساجد الفلوجة, وهدمت ما يقرب من 17 ألف منزل سكني تمت تسويتها بالأرض, بالإضافة إلي هدم 45 مسجدًا بشكل تام و56 مدرسة و459 محلاً تجاريًا, وكذلك استشهاد ما يزيد علي 300 مدني عراقي أغلبهم من النساء والأطفال.
مذابح السجون العراقية


- برغم انتهاء أزمة «أبو غريب» إلا أن الإعلام أظهر وجود تعذيب مستمر ضد العراقيين داخل السجون.. فإلي أي مدي وصل الوضع داخل السجون العراقية؟ وكيف تمكن ملاحقة المجرمين القائمين علي التعذيب ومحاكمتهم؟
.. بداية.. القائمون علي تعذيب العراقيين من جنود الاحتلال ينتمون إلي المجموعة المسيحية الصهيونية التي تحكم في أمريكا, ولا نتوقع منهم غير ذلك, لكن الأمر الحقيقي هو أن الأضواء سُلطت علي سحق أبو غريب لكن هناك سجونًا ألعن من «أبو غريب» كسجن «المطار» الذي يتركون فيه السجناء لا يستحمون إلا مرة كل شهر ثم يأمرونهم بالاستحمام الجماعي نساءً ورجالاً ثم يدخلون بعد ذلك إلي جلسات الكهرباء وكذلك سجن «قصر السجود» -ولقد سجنت به- لا يسمح فيه بالحديث مع أي إنسان, وتم تعليقي من ذراعي أكثر من 18 ساعة, وبقيت أدعو الله لأولادي فاستمروا في تعذيبي» لأنهم ظنوا أني أتحدث معهم, وكان سبب اعتقالي أن قوات الاحتلال تقول: إن زوج ابنتي يعمل في المقاومة. ويمارسون الضغط عليَّ لكي أدلي أو أفصح عن مكانه, وكذلك التعذيب مازال مستمرًا في سجن «البكي» في أم القصر, وكل قاعدة عسكرية بها سجن خاص بها. وبعد مجيء حكومة علاوي لم يفرج عن المعتقلين, بل قام بالتعاون مع الاحتلال لاستئصال رموز المقاومة واعتقالهم والإلقاء بهم في السجون إن لم يتم قتلهم. ويتجاوز عدد السجناء داخل السجون العراقية 280 ألف سجين حتي الآن يشمل النساء والأطفال, والمصيبة في الأمر أنه يتم تعذيب الأطفال العراقيين لكي يقروا باشتراك ذويهم في أعمال المقاومة.


ولادة طبيعية

- الحكومات المتعاقبة في فترة ما بعد الاحتلال تصف المقاومة بأنها إرهاب واضح.. فكيف ترون وضع المقاومة العراقية الآن؟
.. لنكن واقعيين» فالمقاومة العراقية الشريفة والواضحة لقوات الاحتلال التي ولدت من رحم الشعب العراقي لم تنشأ من أجل النزهة وإنما دفاعًا عن الشرف والوطن العراقيين, وعملية المقاومة عملية مشروعة, وكل إنسان عليه الاعتراف بها» لأنها ولدت ولادة طبيعية نتيجة الاحتلال الأمريكي للعراق بدون شرعية, أما المقاومة فأهدافها مشروعة, والتي من ضمنها تشكيل حكومة وطنية عراقية وإنهاء حالة الاحتلال, بالإضافة إلي عدم تقسيم العراق, وللأسف هناك دول عربية تسعي الآن بكل صراحة إلي تقسيم العراق» فمنهم من اجتمع في الجنوب ومنهم من اجتمع في الشمال وهذا الوضع نرصده بدقة متناهية, حتي دول الجوار تدخلت لحماية أقلياتها وتدعيم مصالحها, وهذا التدخل الهدف الرئيسي منه أن يظل العراق ملتهبًا.


- كيف ترون مستقبل الاحتلال الأمريكي في العراق؟ وهل تتوقعون رحيله قريبا؟
.. هذه القوات لن تخرج من العراق في الوقت الحاضر مطلقًا» وذلك لأن الأمريكيين خططوا لهذه الحرب منذ فترة طويلة, ولو كانت تريد الخروج من العراق منذ وقت مبكر لفعلت, فالعراق هدف استراتيجي لهم ولن يتخلوا عنه ببساطة, ولكن عليهم أن يعلموا أن الشعب العراقي شعب ذو نفس طويل.


كتابة الدستور

- قضية كتابة الدستور العراقي ومشاركة السنة في كتابته.. كيف ترونها؟
.. قضية الدستور موضع اهتمام الجميع وتقتضي مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي فيها» لأن هذا الدستور لا يخص جهة واحدة أو طائفة بعينها بل يمثل خليطًا كبيرًا من الطوائف والمذاهب والأقليات.. ومن هنا فلابد أن تكون اللجنة التي تكتب الدستور لجنة قانونية وطنية تكتب دستورًا يحظي بتأييد الجميع وتتجنب الجوانب الخلافية الشديدة من خلال صيغ دستورية تسمح بمعالجة الخلافات وهو بتقديرنا الحل الأمثل.
وبالتأكيد لن تقوم للعراق قائمة ولن يتحقق الاستقرار من دون مشاركة فعالة للسنة في بناء الدول وكتابة الدستور» لأنهم طرف أساسي وشريك فعلي, ونحن بحاجة إلي عقد مؤتمر عام شامل لجميع فئات الشعب العراقي للحوار الوطني بكتابة الدستور ودعمه.


- حكومة علاوي وتيارات من الحكومة الجديدة علي قناعة بأن الديمقراطية جاءت إلي العراق علي أيدي الأمريكيين.. فما رأيكم؟
.. هذه مهزلة.. الديمقراطية لا يصنعها إلا الديمقراطيون, وهؤلاء ليسوا ديمقراطيين, وما هم إلا صنائع لتجميل صورة المحتل, ولا أعتقد أن الأحزاب السياسية الحالية قادرة علي أن ترسي الديمقراطية».


- هل تتوقعون أن تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ سيناريو أفغانستان داخل العراق؟
.. بكل تأكيد.. وستستمر في بث عملائها داخل أراضينا, وأعتقد أنه لا فرق بين علاوي -أو غيره من العملا-ء وبين كرازاي.. وأمريكا تسعي إلي ترتيب الأوضاع داخل العراق بشكل يخدم أهدافها علي المدي البعيد, مثلما حدث في أفغانستان, ولكن يغيب عنها أن ما طُبق في أفغانستان لا يمكن تطبيقه في العراق» فهناك فرق كبير بين الدولتين, فالعراقيون -بفضل الله- استطاعوا أن يديروا دفة المعركة بذكاء للكشف عن الحقيقة وإسقاط الهالة الأمريكية.. بفضل مقاومتهم بإذن الله.

شبكة البصرة

الاحد 9 صفر 1426 / 20 آذار 2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

منصور بالله
21-04-2005, 10:26 AM
يقول تعالى فى سورة آل عمران : (( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ـ 140 ـ وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) .