المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث الأمريكي اليائس عن الأمان خلف القوات العراقية !!



الفرقاني
21-04-2005, 12:47 AM
البحث الأمريكي اليائس عن الأمان خلف القوات العراقية !!



تقارير رئيسية :عام :السبت 29 صفر 1426هـ -9 أبريل 2005 م



مفكرة الإسلام:
رصدت صحيفة ديترويت فري برس حالة الفزع التي تنتاب جنود الاحتلال الأمريكي من احتمالات أن تطالهم رصاصات رجال المقاومة العراقية في كل وقت أثناء تحركهم في مختلف المناطق والمدن والقرى العراقية.

وتحكي الصحيفة كيف أن السيرجنت ريتشارد ماكدوجال من قوات الاحتلال الأمريكية في العراق كان يسير في إحدى الليالي في ممر مظلم بأحد الأحياء في العراق وهو يمني نفسه بأن ينتهي من أداء المهمة الموكلة إليه قبل أن يشعر بوجوده أحد قناصة المقاومة العراقية, ويقضي عليه برصاصاته.

وتذكر الصحيفة معاناة السيرجنت الأمريكي ماكدوجال الذي كان يسير في الطريق المظلم ومياه الأمطار تهطل بشدة، وهو يلقي نظرة حذرة على جنود قوات الحرس الوطني العراقية المصاحبة له.

وتشير الصحيفة إلى أن دورية السيرجنت ماكدوجال كانت في هذه المرة تشق طريقها خلال الحي الأكثر خطورة على الإطلاق في العاصمة العراقية بغداد, وهو الكائن في منطقة شارع حيفا, أو ما يعرف باسم 'شارع الجحيم' كما اصطلح على تسميته جنود الاحتلال.

وقالت الصحيفة: إن أجواء الظلمة في المنطقة التي لم يكن ضوء الهلال كافيًا لإزالة رهبتها في نفوس الوحدة العسكرية الأمريكية قد جعلت السيرجنت ماكدوجال وبقية رفاقه يشهرون فوهات بنادقهم التي كانت من نوع M16 وM4 ويحركونها من جهة إلى أخرى تحسبًا لهجوم مباغت من أي اتجاه وفي أي لحظة من قبل رجال المقاومة.

وفجأة ووسط كل هذه الأجواء برز وجه أحد العراقيين واختفى بسرعة كبيرة، وهنا صرخ أحد الجنود الأمريكيين: 'يبدو أن هناك من يراقبنا'.

وأشار السيرجنت ماكدوجال إلى جنوده لكي يذهبوا إلى الناحية التي برز فيها وجه العراقي، ثم بدأ أزيز الرصاصات يعبر فوق رؤوسهم.

وبعد أن سردت صحيفة ديترويت فري برس هذا المشهد أكدت أن الواقع قبل عامين من الآن كان مختلفًا إلى حد كبير عندما كان السيرجنت ريتشارد ماكدوجال ورفاقه في مهمتهم الأولى إلى العراق، عندما كانوا ضمن القوات التي حشدتها الولايات المتحدة الأمريكية لغزو العراق، وتولت فرقة المشاة الثالثة التي ينتمي إليها ماكدوجال مهام السيطرة على مناطق في بغداد في عملية عرفت باسم 'هزيم الرعد'.

وطبقًا لماكدوجال فإن آلات الإعلام الأمريكية في ذلك الوقت قبل عامين عندما سقطت بغداد كانت حريصة على أن تُظهر أعدادًا من النساء العراقيات والأطفال وهم يخرجون إلى الشوارع يركضون إلى جوار مدرعات برادلي ودبابات إبرامز.

وتنقل الصحيفة عن السيرجنت الأمريكي قوله: 'لقد كانت هذه أيام مضت، أما الآن فالواقع مخيف للغاية'.
ويضيف السيرجنت ريتشارد ماكدوجال والذي ينتمي لمنطقة روتشيستر في ولاية نيويورك: 'لقد بات كل يوم جديد يحمل لنا سؤالاً مصيريًا مخيفًا: 'هل سيكون الموت في هذا الموت؟'

ويستطرد ماكدوجال قائلاً: 'الموت دائمًا على بالنا.. في كل خطوة نخطوها نراه, وخلف كل باب نفتحه نتساءل: ترى ما الذي ينتظرنا خلفه'.

وكانت الإدارة الأمريكية قد توقّعت إحراز نصر عسكري سريع على الجيش العراقي يعقبه انتقال سريع لميلاد حكومة عراقية يقودها أقطاب المعارضة الذين كانوا على مدى سنوات قابعين، ولكن بدلاً من تحقق هذه السيناريوهات التي رسمها مخططو الحرب في واشنطن شهد العراق على مدى العامين المنصرمين حرب شوارع مستعرة قادتها عناصر المقاومة العراقية لا تزال تلهب بسياطها قوات الاحتلال إلى اليوم.

وتؤكد الصحيفة أن سنة العراق الذين أدركوا أنه لا أمل في السيطرة على استقرار البلاد وطرد الاحتلال من خلال العمل السياسي في ظل إصرار الإدارة الأمريكية على تعيين إدارة احتلال أجنبية سلمت بعد أشهر مقاليد الأمور لحكومة انتقالية معينة من قبل الاحتلال، بدءوا في مدنهم ومحافظاتهم ينظمون صفوفهم ويطورون تحركاتهم للانتظام في مجموعات مسلحة من المقاتلين, سرعان ما انضم إليهم فدائيون إسلاميون أجانب وعناصر من الجيش العراقي السابق.

وأشارت الصحيفة إلى أن جماعات المقاومة العراقية السنية تطورت في استخدام الأسلحة من استعمال بنادق إيه كي 47 إلى قذاف الهاون والقنابل اليدوية التي تعمل بالدفاع الصاروخي والسيارات المفخخة، فضلاً عن فرق القناصة العراقيين، كما لجأت بعض الفصائل إلى عمليات اختطاف الرهائن وقتلهم في حالة عدم الاستجابة للمطالب والشروط التي يتم وضعها لإطلاق سراحهم.

وبحسب الصحيفة تقول الميجور ألين كونواي من فرقة المشاة الثالثة: 'عندما نتحدث عن اختلاف الأوضاع الآن عما كانت عليه قبل عامين، تكون أهم نقطة هي أننا قبل عامين كنا نعرف من العدو الذي نواجهه، أما الآن فقد تغير شكل التهديدات التي نجابهها'.

وفي هذا السياق تلفت الصحيفة إلى أن آمال القيادة الأمريكية والشعب الأمريكي في المرحلة الحالية تنعقد على إمكانية البدء في تقليص حجم قوات الاحتلال الموجودة في العراق اعتمادًا على وحدات الجيش العراقي الجديد وقوات الأمن العراقية.

وبعد عامين من سقوط العاصمة العراقية في قبضة الاحتلال يسعى الجنود الأمريكيون بكل ما لديهم من جهد وإمكانيات خاصة في بغداد لبناء قوات عراقية لديها مهارات تمكنها من التصدي لرجال المقاومة وتعتمد على فهمها للغة أهل البلد وإلمامها بطبيعته الثقافية.

وتلمح الصحيفة إلى أن منطقة شارع حيفا وما حولها تسكنها أغلبية سنية، ورغم هذا فإن الاحتلال يصر على أن تقوم قوات الحرس الوطني العراقية التي قوامها من الشيعة بالقيام بدوريات مستمرة فيها، حيث سقط من هذه القوات الآلاف حتى الآن بسبب هجمات المقاومة سواء باستخدام السيارات المفخخة أو تنفيذ عمليات الاغتيال.

وتكشف الصحيفة عن حقيقة أن ما لا يقل عن خمس عشرة عائلة ينتمي أبناؤها لقوات الحرس الوطني قد اضطرت إلى التخلي عن أماكنها والتحرك نحو المناطق القريبة من أماكن إقامة القواعد العسكرية الأمريكية.

ويقول اللوتينانت رائد عبد الجاسم وهو شيعي من قوات الحرس الوطني العراقية: 'نظرًا لأنني شاركت في عملية أسر أحد المشتبه بهم البارزين، فقد تعرضت عائلتي بكاملها لتهديدات باستهداف أفرادها'، مشيرًا إلى أنه نقل زوجته وأطفاله للإقامة في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية أملاً في الحماية.

وفي هذا السياق تفيد الصحيفة بأن قوات الحرس الوطني تنتهج أساليب شديدة الصرامة والقسوة مع من تتمكن من القبض عليهم من أبناء منطقة شارع حيفا وما حولها من المواطنين السنّة، حيث تشير إلى أن الجنود العراقيين والأمريكيين كانوا قد احتجزوا أحد المشتبه في علاقتهم برجال المقاومة في شارع حيفا خلال هذا الأسبوع.

وتقول الصحيفة: إن قوات الحرس الوطني الشيعية التفت حول هذا المشتبه به، ورفسه أحد الجنود العراقيين في وجهه، بينما أمسك جندي آخر برقبته وضرب رأسه في الحائط، وأقدم جندي ثالث على صفعه على الوجه.

وتضيف الصحيفة أن أحد جنود الحرس الوطني يدعى علي عبد المحسن شيعي يبلغ من العمر 22 عامًا أصوب بندقيته الإيه كي 47 باتجاه المواطن العراقي السني المشتبه به وصرخ في وجهه قائلاً: 'ستعترف أو أقسم بالله أنني سأطلق عليك النار حالاً'.
ورغم أن جنديًا أمريكيًا طلب من أحد المترجمين أن يخبر الجندي الشيعي من قوات الحرس الوطني بأن يتوقف عن هذا الأسلوب، إلا أن المترجم صاح في الشخص المحتجز قائلاً: 'لو أتيت معنا فسوف نذبحك'.

وتؤكد الصحيفة أن المواطن السني المحتجز كان يلبس ملابس خفيفة للغاية ويرتعش من شدة البرد, والدماء تسيل من رأسه, ويقسم على أنه ليست له أية علاقة بالأسلحة التي تم العثور عليها في منزل كان يملكه في السابق.

من جهته صرح الكابتن الأمريكي إدوارد بالانكو البالغ من العمر 30 عامًا الذي ينتمي لفرقة المشاة الثالثة المسؤولة عن جانب من تدريبات الجيش العراقي الجديد بأنه رغم ورود معلومات تفيد بأن هذا الشخص السني الذي تم احتجازه ينتمي لعناصر المقاومة، إلا أن مثل هذه المعلومات لا يمكن تأكيدها بشكل مطمئن.

وقال الكابتن بالانكو: 'المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي أن العديد من جنود القوات العراقية يتحركون بدوافع الثأر الشخصي والرغبة في تحقيق مصالح ذاتية'.

ورغم إدراك قوات الاحتلال الأمريكية لحقيقة أن قوات الأمن العراقية مازالت لم ترقَ إلى مستوى العمل الاحترافي, وأنها مازالت تتحرك بطريقة عشوائية تحكمها الأهواء، إلا أن الجنود الأمريكيين وجدوا أنفسهم مضطرين للاعتماد على هذه القوات العراقية لترافقهم في العمليات داخل شارع حيفا.

وتشدد الصحيفة الأمريكية على أن شارع حيفا مازال يمثل مع المناطق المحيطة به – ورغم مرور عامين على سقوط بغداد – خطرًا حقيقيًا لقوات الاحتلال الأمريكية والقوات الأمريكية بسبب تمكن عناصر المقاومة العراقية من التجول بحرية هناك، وهو ما يجعل القيام بدوريات أمنية في هذه المناطق رعبًا أكيدًا.

وقال الكابتن بالانكو: 'نحن لم نعد قادرين على التحرك بسياراتنا في شارع حيفا وما حوله, لأن القنابل اليدوية التي تعمل بالدفع الصاروخي تدمر عربات الهمفي التابعة لنا، وسيارات البيك أب التابعة للقوات العراقية'.

وتشير الصحيفة إلى أنه وبعد عامين من سقوط بغداد صار حلم الجنود الأمريكيين هو العمل في منطقة بعيدة عن شارع حيفا وما حوله، حيث يقول السيرجنت ماثيو هورتن البالغ من العمر 22 عامًا من نيويورك: 'لقد كنت أعتقد أنني لن أعود لهذه المنطقة'.
ولفتت الصحيفة إلى أن السيرجنت هورتن كانت دوريته قد تعرضت لهجوم بقنبلة تعمل بالدفع الصاروخي خلال مهمته الماضية في العراق إبان عام 2003، وأسفر ذلك الهجوم عن إصابة 20 جنديًا أمريكيًا بجراح، ورأى السيرجنت هورتن أحد أصدقاءه يفقد كلتا ذراعيه في هذا الهجوم.

ترجمة وإعداد: أحمد أبو العطا

http://www.islammemo.cc/taqrer/one_news.asp?IDnews=384