المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرائن رهائن المدائن!.......(د نوري المرادي)



الفرقاني
21-04-2005, 12:14 AM
قرائن رهائن المدائن!

د نوري المرادي

www.alkader.net

www.albasrah.net



إذا أتاكم السستاني بنبأ فتبينوا!

وإن أتاكم إبن الحكيم بنبأ فالعنوا والديه!

وإن أتاكم جعفري بنبأ فإعلموا إنه من حشاشة الروح!

وإن ردد نبأً من هؤلاء المجرمين واحد من كتبة الإحتلال فأهملوه!



إن هوى العبد من هوى سيده، ورقص القِرد من القرّاد. فلات أهمية، إذن، لما يكتبه العبد وقد ذهب سيده إلى المزبلة بعد أن أقيم عليه حدّ الفسوق.

ويشهد الله أني تابعت خبر رهائن المدائن، فأعرضت عنه لمشاغل ودوافع.

والدوافع، منها ثابتان أولهما إن المقاومة الوطنية العراقية لا تستهدف غير المحتلين والعملاء من رموز حكومة الأحتلال وأحزابهم. وكل هؤلاء أهداف مشروعة لا تلام المقاومة عليهم بالقتل أو الخطف، فرادا ومجموعات. وتصفية واحد من العملاء كتصفية عشرة منهم وكتصفية ألف. وهي هكذا، ومن يتظلم فليتظلم! ومن يهادد بشق الزيق إنزعاجا فلا يتوان!

والثاني أن المقاومة حتى اليوم ما خطفت أو إحتجزت أو قتلت بريئا. وكل من قتلوا ظلما وعدوانا فالقاتل هو الطرف الآخر، المحتل أو عملاؤه، حتما وليس المقاومة. ومن خطفته المقاومة وتبينت براءته أُطلِق وكُرِّم ومن ثبت جرمه نال القصاص حتى لو كان حشرا، سنة أو شيعة أو نصران.

هذه الأمور صارت عند المتابع لأخبار المقاومة الوطنية العراقية أو غيرها، بحكم التشهد والتوحيد الذي لا يحتمل غير اليقين. لذا، ومن هذين الدافعين، نزل خبر إحتجاز رهائن شيعة في المدائن عندي إلى مستوى مسرحية أبوتبارك والشيعي الحلي جوهرا وهدفا ونهاية.

ما أعنيه، أن عقدة نفسية لواطية عند الحكيم أو أحد مراجعه تفاقمت وكادت أن تنفجر فالتة من عقالها فبحثت عن هدف تستتر خلفه. وأسهل الأهداف وأسهلها للتستر هو رمي العقدة على الغير. والغير هنا، ما يدعون من مذهبية المقاومة، ومظلومية كبسها على النقيض. فتقاطع الهدف مع الهدف المتركب على العقدة الأليمة الموشكة على الإنفجار هي الأخرى، التي يعانيها المحتل من يد المقاومة العراقية. فإلتقى الهدفان بإخراج مسرحية أبو تبارك والحلي. وحيث إن مخرج مسرحية أبوتبارك من عائلة الحكيم أو تابعيهم المأتلفين بقائمة سستاني، وحيث إن خبر رهائن المدائن من المصدر ذاته، فلابد وأنه ساتر لهدف آخر.

وقد إفترضت أن الهدف هو مجرد تشييه الأنظار عن الإنزال الأمريكي المنوي في القائم، بعد أن فشلت محاولة إقتحامها من البر. والعدو، كما توقع المتابعون سيحاول إنزال بعض القناصة على السطوح في مدينة القائم ليقضمها بالتدريج.

لكن مسرحية الرهائن معدة لفاجعة دموية أكبر من إحتلال مدينة القائم البطلة بآلاف المرات. أو هذا ما أراه شخصيا.

فعلى أحد المواقع كتبت سيدة بإسم فاتن نور، ما تدعيه شعرا عن تداعيات فوضى المدائن، جاء فيه: ((ما بين بغداد وكربلا ذاك هو سارق الضحكات، لثام وخطف حرامية لبعول الماجدات، والي في بيته يموت بسلسلة ونسوان المدائن صامدات معلقات، صعوبات، جنايزنا صارت مثل النمل وما كفت الدمعات، وين الحكومة وين النشامى )) فالقضية، كما تخبرنا هذه السيدة العاهلة، هي إبادة جماعية للشيعة، وجنائزهم بعدد النمل والمخطوفون منهم مقيدون بالسلاسل، ونساء أسرى الشعية ومقتوليهم صامدات. وهي هنا تتخذ من الشعر سحذا للهمم!

وتحت عنوان فاقع هو: ((مذبحة المدائن مجرد نقطة في بحر عمليات الهولوكوست الأموي المراوني الحديث ضد الحسين وأحبابه)) كتب سيد بإسم مؤيد بلاسم العبودي، على موقع كتابات، يقول: ((عندما سمعت بخبر احتقان مدينة المدائن الجميلة نتيجة خطف مجموعة عوائل عراقية مسالمة على يد ذيول الزرقاوي – والذي يمثل النسخة الوهابية القذرة من أبي سفيان وأبي جهل وامثالهما من اللقطاء أبناء اللقطاء )) ولم يذكر ما الذي حدث له عندما سمع الخبر، لكنه يواصل فيقول: ((قد قام عدد من هواة القتل والذبح بخطف عدد من عوائل ووجهاء الشيعة في المدائن مطالبين بطرد الشيعة من هذه المدينة ، تمهيدا لطردهم من هذا العالم إلى العالم الاخر حاملين اوجاعهم وآلامهم وشكاواهم من إخوانهم في الدين والوطن والعروبة الذين ذبحوهم مرات ومرات ومرات على امتداد التاريخ ولم يجدوا منهم سوى التسامح و العفو والإكرام ومقابلة الإساءة بالإحسان ،، لا اعرف لماذا نمثل نحن في كل عصر ومكان دور هابيل ويمثل غيرنا دور قابيل؟ نحن الذين كتب علينا القتل على الهوية قدرا أزليا لا لذنب سوى أننا عشقنا عليا،، إلى كل محب لعلي اطلق ندائي برفع الصوت عاليا لإيقاف مسلسل القتل التفخيخ والذبح على الهوية الذي تمارسه عصابات الوثنية الوهابية وقبائل البعث العفلقي ،، أطلق ندائي بتدويل قضية اضطهاد شيعة علي في العراق وباكستان وأفغانستان على يد مغول القاعدة )) إذن فهولوكست شيعة المدائن، برأي هذا الكاتب السافل، حقيقة واقعة فصار يستصرخ لها الضمير العالمي ليوقفها.

وتوالت كتابات أمثاله خصوصا على مواقع قائمة السستاني وأتباعها من الكتبة والمريدين. فتدخل الخيرين، وقالوا أن خبر الرهائن كاذب. ثم أصدر أصحاب الرأي بياناتهم وحذروا من فتنة منوية بهذا الخبر. لكن المعنيين لم يرعووا. فأعلنت هيئة علماء المسلمين أن خبر الرهائن كذبة، وأن بالإمكان التحقق من الخبر فيالمدينة ذاتها. ثم أعلن الإمامان الخالصي والصدر أن الخبر كذبة وأيدهم بذلك الإمام الحسني, ومع ذلك واصل السستانيون فريتهم فأصدرت منظمة منهم بإسم (أسود العراق) بيانا يقول: (( عاجـل! بسم الله الرحمن الرحيم (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين) هيئة علماء المسلمين تنفي وجود اي مخطتفين في مدينة المدائن ثم تخرج علينا الاخبار لتأكد أنتشال أكثر من مئة 100 جثه من نهر دجله في مدينة الصويره المجاوره لمدينة المدائن. أتقـو الله يا هيئة علماء المسلمـين! لا حول ولا قوة الا بالله ماذا يمكن ان يقال بحقكم ))

أما من عثر على هذه الجثث ولماذا لم يصورها التلفزيون، وكيف علم "أسود العراق" أن الجثث لشيعة سستانيين، فهذه أمور ثانوية مقارنة بحجم الهدف.

ثم يدخل على الخط علي بشير نجفي، ليؤكد: (( أن تحرك يوجد من قبل المرجعيه مع الحكومه لحل أزمة رهائن سلمان باك سلميا )) ثم يعاجله المايسترو الميت - السستاني ليفتي عبر وكيله قائلا بالحرف: ((سستاني مستاء جدا من الاخبار التي وردت عن وضع المدائن وابدي حزنه لما يجري هناك من اعتقال رهائن، ويدعو الي ضبط النفس وعدم اللجوء الي العنف او اخذ الثار ))

وعلي نجفي هو آية الله وحجة إسلام، وإبن واحد من أربعة مراجع كبار. أما سستاني فهو أكبرهم وآية الله العظمى وحجة الله والإسلام والمسلمين وظله وارف وسره مقدس وهو معصوم عن الكذب والنسيان بالقول والفعل والتفكير. وهو مصدر الحقيقة وظله ساتر يوم القيامة حين تكاد الشمس تبلغ الأعناق! وحين يدعو إلى (عدم) الأخذ بالثأر فقد سجل موقفا على الله تعالى، يعصمه من المسائلة بإعتباره منع الأخذ بالثأر لكن الغوغاء خالف ولا جرم عليه.

المهم أن المرجعية التي يدعونها الأعلم بين العالمين والأصدق والأوثق خبرا بحيث إن أعلنت الحروب فزهقت الأنفس لا تلام، هذه المرجعية قالت أن شيعة في المدائن مخطوفون ومعتقلون وقامت بتحرك لإطلاقهم. أي ذهبت وناقشت وربما قابلت الخاطفين لتبحث إمكانية تلبية مطالبهم لإطلاق سراح المخطوفين المساكين الشيعة.

لكن، لا صدق الخبر ولا صدقت المرجعية! وقد ذهب جيش بقيادة شيعي وإشراف رئيس وزراء شيعي وإن كان إسمه عليوي، فلا وجد خطفا ولا مخطوفين! وكل ما وجدوه أن شيعة المدائن وسنتها يتقاسمون الجوع والبطالة وفقدان الخدمات.

هذا والمدائن، كما تعلم المرجعية، تبعد عن حوزة النجف فراسخ معدودات وبإمكان المعمم أو الحاسر أن يقطع خبر الخطف باليقين خلال ساعة. أو لتأكد منه بالهاتف النقال خلال ثوان. لكن مرجعية الله على الأرض، أو هكذا يقولون عنها، كذبت مجازفة بكل ما رتبه لها التلموديون خلال المئتي سنة الأخيرة. وعليه فلابد وأن الهدف المتوخى من كذبة بهذا المستوى، أثقل وزنا وفوق التصور. وهو حصرا ما أفصح عنه واحد من لسانات حال هذه المرجعية المجرمة!

فيوم أمس فقط ظهر إلى العلن خطاب كان الأصفهاني أكرم الحكيم قد ألقاه قبل أسبوع في ما سمى بالجمعية الوطنية قال فيه بالحرف: ((هناك مستوطنات صدامية تحيط بغداد في سلمان باك واللطيفية واليوسفية والمحمودية والإسكندرية وابوغريب والعامرية، ولابد من الإجتثاث )).

وهذا هو الهدف! وقبله فرغوا الفلوجة من 300الف من سكانها ثم هجروا 120الف مواطن من كركوك كجزء أولي من نصف مليون عراقي إتفقت قائمة أبناء أعراس الثعالب مع مافيا الطرزان على طردهم لإسكان أكراد إيران بدلهم، كما إحتل الإيرانيون آلاف المساكن في جنوب العراق، وخصوصا مدن العمارة البصرة، كميت علي الغربي علي الشرقي، بدرة جصان خانقين وغيرها.

على أية حال!

إن أبناء العراق البررة، وفتيان شنعار الميامين، أفشلوا هذه الجريمة التي كانت مدبرة لأن تحرق الشعب العراقي بفتنة طائفية لا تبقي ولا تذر. وسينزل العقاب حتما بالذين وقفوا خلف هذه المؤامرة الكبيرة، أيا كان وزنهم ونوعهم. وحاشى الله العلي العظيم أن يهون عليه العراق لأجل مرجع مرتد خائن عميل همه أن يلغ كالكلب في دماء العباد.

بقي أن ما تقوله هذه الأزمة من دلائل. وأقلها أن سستاني وحوزته أقل علما من غبي وأكذب من مسليمة، وهو مجرد عميل صغير يؤمر كما يؤمر الخادم، وعمائم حوزته ووكلائه مجتمعة أعفن من جاروب شحذان! وأن الله سبحانه وتعالى أنقذ شعب العراق من فتنة، كانت ستذهب بريحه وريح المسلمين والعرب والمستضعفين من عامة إلى يوم الدين!

فالقصاص القصاص من المجرمين يا أحرار العراق!

قد قلت لكم سابقا أن لا تتركوهم يتنفسون الهواء لحظة فأنكرتمون!