المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( أمريكا في العراق!؟...))



حلا بغداد
19-04-2005, 01:38 PM
(( أمريكا في العراق!؟...))

د. محمد صالح المسفر

قدر لي أن أحضر جانبا من جوانب المنتدي الأمريكي والعالم الإسلامي الذي عقد في الدوحة الأسبوع الماضي وهالني ما تفوه به السيد موفق الربيعي، أمام لجنة الأزمات المتفرعة عن المؤتمر بوصفه رئيس مجلس الأمن القومي العراقي . لقد راح الربيعي يجتر أحداث الماضي في العراق كعادته ورفاقه وكان العالم ما برح في مرحلة التعبئة الإعلامية والعسكرية ضد العراق، مقابر جماعية، معتقلات تغص بالسياسيين، ودكتاتورية، ومذابح، وقصة حلبجة التي أصبحت هلوكوست عراقية والتي أثبتت التقارير الأمريكية أي الدولة المحتلة لبلاد الرافدين بان العراق لم يكن يملك ذلك السلاح المستخدم في تلك المأساة وقفز موفق الربيعي فوق الأحداث التي عاشها ويعيشها العراق الشقيق منذ احتلاله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفائها.
لقد أشاد الربيعي في حديثه بالانجازات التي تحققت لبلاد الرافدين والعراقيين بعد الاحتلال من قبل أمريكا وحلفائها. قال: ان العراق يعيش في حقبة ديمقراطية ، انتخابات حرة وإعلام حر وخلو العراق من المعتقلين السياسيين وأهل الرأي. وراح في حديثه يسوق الاتهامات الجارحة ضد العرب بوجه عام والدول العربية المجاورة علي وجه التحديد ويتهم هذه الدول بأنها المصدر الوحيد للإرهاب والعاملين علي عدم استقرار ارض شنعار لأنهم كما قال ـ دول الجوار ـ يخافون من انتشار الديمقراطية العراقية في أوطانهم.
ومن حقنا نحن جوار العراق أن نسأل ما هي الديمقراطية التي نخاف أن تصدر الينا من عراق محتل يهيمن عليه طابور من المنتفعين وتجار الحروب واللصوص ... إن الديمقراطية المشار إليها هي ديمقراطية طائفية شعوبية لا يمكن أن تكتب لها الحياة، إنها ديمقراطية مزيفة ويكفينا دليلا علي هذا النموذج الفاشل بأنهم حتي كتابة هذه السطور لم يستطيعوا تشكيل حكومة بعد إعلان نتائج انتخاباتهم الطائفية الشعوبية وبعد مرور أكثر من شهرين، والسؤال لماذا؟ لأنهم بكل بساطة مختلفون علي توزيع الغنائم.
أما في تمجيده للإعلام الحر في العراق فهذه أكذوبة لا يمكن تصديقها ولكن البعض من الناس وطريقة الإخراج لمثل هذه الأكاذيب يمكن أن تمر علي الكثيرين دون تمحيص وهذه المجموعات التي سارت خلف الركب الأمريكي لاحتلال العراق تدربوا علي الكذب وعلي طريقة إخراجه بطريقة تشبه الصدق. ماذا يقول الربيعي عن إغلاق مكاتب محطة الجزيرة في العراق المحتل ، يقول عن هذه المحطة أنها أشبه بأسلحة الدمار الشامل لأنها تبث أعمال المقاومة ضد قوات التحالف كما قال ، ونسي أن هذه المحطة كانت تعمل في العراق بكل حرية في عهد النظام السابق ـ صدام حسين ـ ولم تسلم من انتقاد نظامه ، ولكن لم يقتل أي من مراسليها في العراق إلا في زمن الديمقراطية المزورة وحرية الإعلام الشكلية في ظل حكومات قوات الاحتلال .
لقد ساق الربيعي مجموعة من الأكاذيب عن وضع العراق الداخلي. لقد أشار إلي أن الدول العربية وخاصة المجاورة منها صدرت إلي العراق مجموعة من القتلة والإرهابيين أمثال الزرقاوي وغيره، وأنهم يستهدفون الجيش العراقي الحديث وحرس الوطن. دون أن يشير إلي مكونات هذا الجيش الذي تشكل بعد الاحتلال. وتجنب ذكر مذبحة الفلوجة التي نفذتها المرتزقة وقطيع مليشيات الطوائف الشعوبية (النيوزويك 25 كانون الثاني/يناير 2005) تحت حماية أمريكية، وعلاوي هو الذي أمر بتلك المذبحة ومن هو علاوي؟ فهل يعاقب بصفته مجرم حرب كما يطالب البعض بمحاكمة رموز النظام المعتقلة قيادته لدي القوات الأمريكية. لم يقف الأمر عند هذه الجريمة بل أن السيد جلال الطالباني أمر قوات جحافل المرتزقة وقوات الغزاة بتدمير منطقة القاطع الحدودية وهذا استفتاح لقيادته الإرهابية علي عموم العراق. وماذا يقولون عن احداث المدائن الأخيرة؟ يسوقون الأكاذيب عبر وسائل الإعلام لتكون لهم مبررا لتجذير الفكر الشعوبي الطائفي في العراق الشقيق.
يقول الربيعي رئيس مجلس الأمن القومي العراقي ان العرب يعملون علي تفتيت وتجزئة العراق وإثارة الطائفية بين صفوف مواطنيه، يا للهول!!
أستأذن القارئ لأذكره بما نشرته نيوزويك في عددها الصادر بتاريخ 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 يقول: علينا أن نفكك البلد ثم نعيد تركيبه . وهو يطلق علي هذه الرؤية إقليمية ديمقراطية وهي نظام فيدرالي مهلهل من أربعة أو ستة أقاليم ـ المثلث ـ لم يكن بإمكانه أن يدير شؤونه ويقول: المثلث سيكون له نظامه الخاص وقواته الأمنية ومجندوه إذا كانوا يريدون أن يصبحوا إقليما أصوليا مثل طالبان وسوف يطوقون من كل جانب وهم بلا موارد.
في الشمال، سيكون للأكراد إقليمهم المستقل ولكن ليس استقلالا كاملا ، في الجنوب سيكون هناك علي الأقل إقليمان شيعيان، واحد يرتكز علي مدينتي النجف وكربلاء، والآخر يشمل الأقاليم الغنية بالنفط حول البصرة والناصرية، بغداد ستشكل مقاطعة مستقلة.
هذه أفكار صاحب الأكذوبة في مؤتمر الدوحة والتي مؤداها أن العرب يعملون علي تفتيت وحدة العراق.
آخر القول: أمريكا راهنت علي هؤلاء لانتصارها في العراق ولكنها تتجرع كأس الهزيمة وتتستر تحت نقع فرسان العراق.

عبدالغفور الخطيب
19-04-2005, 02:09 PM
اشهد بان هذا الرجل نموذج للمثقف العربي الوطني الثابت