enad
20-05-2004, 04:31 PM
كلكم تتذكرون هذه الصرخة التي أطلقها عزة إبراهيم, نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي و ممثل العراق في القمة الإسلامية التي عُقدت في الدوحة قبل الغزو الأمريكي للعراق, و تذكرون كيف أنه أطلقها و على الهواء مباشرة في وجه وزير خارجية الكويت و الذي قد أصبح الآن رئيساً لوزرائها و الذي لم أستطع أن أحفظ إسمه يوماً ... فكلّهم سالم... و كلهم صباح..
و بالرغم من أن الواقعة ترجمت و بشكل مرعب الواقع العربي العفن و أضافت عنواناً بارزاً إلى التاريخ العربي المرئي و المسموع بعد العنوان الذي سطّره العقيد القذافي و الأمير عبدالله في القمة العربية التي سبقت القمة الإسلامية بفترة قصيرة, بالرغم من كل هذا فإن في جملة عزة إبراهيم الكثير من الدلالات...
القسم الأول من الجملة .... إخرس يا قرد... يضعنا في عالم الحقيقة المرةّ... عالم المواجهة و المصادمة... عالم الماديات... و القناعات... و الإستحقاقات... و نستدل من هذا القسم على....
أن العراقيون ينظرون بالكثير من الإحتقار إلى حكام الكويت...
و أنهم يعتبرونهم قردة أو خنازير... و هذه الصفات غالباً ما يصف بها العرب الصهاينة... و هذا يدل على أن العراقيون يعتبرون آل الصباح من الصهاينة...
و أنهم يعتبرون حكام الكويت.... صعاليك... أو أشباه صعاليك...
و أنهم يعتبرونهم من طبقة الخدم الفليبينية... يقولون لهم اخرسوا فيخرسوا.... يقولون لهم انبحوا فينبحوا...
هذا في القسم الأول..
أما القسم الثاني ..... أنت أمام العراق... فإنه ينقلنا من عالم الحقيقة و الإستحقاقات... إلى عالم المعاني الكبرى و الجمال الأعظم.. حيث تسمو المعاني فوق كل معنى... و يعلو الجمال فوق كل جمال... حيث لا يتنشق البشر إلا الصفاء... و لا يأكلون إلا الوفاء... و لا يشربون إلا الإباء...
و نستدل من هذا القسم على...
أن العراقيون يعتزون بشدة كبيرة بإنتمائهم إلى أرض العراق... و بالتالي نستطيع أن نتصور مدى إدراكهم العميق لعروبتهم حتى يضعوها في المرتبة الأولى قبل كل شيء...
و أنهم خاضوا هذه الحرب من أول كلمة فيها ... و حتى آخر رصاصة... بشجاعة الشجعان... و نبل الفرسان... و فداء الأوطان...
و أنهم لم يطأطئوا رؤوسهم... و لم يخفضوا أصواتهم... و لم يتراجعوا قيد أنملة... و كانوا يعرفون عندها كما العالم أجمع... بأن الحرب قادمة لا محالة اذا لم يقبلوا بشروط الذل و المهانة...
و أنهم قاتلوا بشرف... و صمدوا بشرف... و قاوموا بشرف... و قُتل من قُتل منهم بشرف... و أُسر من أُسر منهم بشرف... و هم ما زالوا على العهد باقون ...
و سيبقوا دائماً على العهد بإذن الله...
و أرجو هنا من كل إنسان موضوعي أن يتذكر عزة إبراهيم و هو ينطق بهذه الكلمات و من ثم ينظر نظرة تحليلية إلى معانيها قبل أن يصدر حكمه على ما خرجتُ به.... منها..
و أنا لست بعثياً... و لست ناصرياً... و لكنني عربي حتى النخاع...
و لا أكره أمريكا شعباً.... و لكنني أكرهها .... أطماع و هيمنة.... حتى النخاع...
و لست شيعياً... و لست سنياً... و لكنني أكره العملاء حتى النخاع...
و أكره الظلم... و أكره الغدر... و أعشق الحق.... حتى النخاع...
و من ثم...
يقول لنا بعض الأخوة بأن صدام جبان و رعديد و طالب حياة ... و ما إلى ذلك من مفردات الرغبة و التمني.. و ما دليلهم على ذلك إلا ما قاله المستعمرون الغاصبون الكاذبون...
يقول أهل الشام... إننا لم نرى الله و لكننا.... عرفناه بالعقل... فهل ثمة عقل لدى هؤلاء الناس يحاكمون به الأمور بالأصول ... أم أن الأحقاد قد لحست العقول...
أميركا التي شهد العالم بأسره على كذبها....
أميركا التي قتلت أكثر من مليون عراقي جوعاً أو مرضاً خلال اثنتي عشر عاماً من الحصار الظالم...
أميركا التي قتلت في حربها الأخيرة على العراق عشرات الآلاف من المسلمين العرب العراقيين...
أميركا التي اغتصبت كرامة بغداد الرشيد... و النجف الأشرف... و كربلاء المقدسة...
أميركا التي فعلت كل هذا على أساس كذبة.... شهد العالم بأنها كانت... كذبة عظمى ... و جريمة عظمى... لا تليق إلا .... بدولة عظمى...
أميركا هذه.... هي كعبة هؤلاء الناس... و ما يقوله بوش الصغير... هو قرآنهم...
و إذا ما قال الجنرال ريكاردو سانشيز(رض) بأن صدام كان مختبئاً في حفرة و أنه كان متعاوناً و مستسلماً لقدره فإن قوله بالنسبة لهؤلاء هو بمثابة الحديث الشريف الذي لا يرقى إليه شك...
و يخرج علينا رامسفيلد بعد ساعتين ليقول بأن صدام ليس متعاوناً و لا مسالماً...
و يخرج بعد ساعات الصعلوك عدنان و من معه من أركان دووولة صعاليك مجلس الحكم ليقولوا لنا بأن الرئيس العراقي صدام حسين كان يتكلم إليهم بمنتهى الإحتقار و الإزدراء و يقول الباججي بأن الرئيس كان أشبه ما يكون..... بالأسد الجريح...
هل سمعوا شيء ............ لا ..... لا ... و رب واشنطن..
هل فهموا شيء ............. لا ..... لا .... و رب إسرائيل..
هل سمعوا الكذب و التناقض فيما يقوله اليانكيز و أعوانهم...
هل فهموا بأن مهنة هؤلاء المستعمرين , و منذ الأزل, هي الكذب على ضحاياهم من أمثالنا...
ثم تعالوا نحلل هذا الإعتقال الغريب العجيب...
كيف يمكن أن يذيع المحتل نبأ اعتقال صدام حسين بعد ساعات فقط من ذلك الإعتقال... و هو الذي يقول بأن صدام يقود جزءاً أساسياً من المقاومة العراقية... ألم يكن المحتل بحاجة إلى أسبوعين على أقل تقدير... لكي يستنطق الأسير و يأخذ منه الأسماء و يفهم التكتيكات و من ثم يذهب ليتأكد من صحة المعلومات و من دقتها... و من ثم ألا يحتاج هذا المحتل لبعض الوقت حتى يضع يده على الكوادر و المجموعات المقاومة.... أم أن هذه المجموعات ستكون في انتظاره في مكان واحد ..... و ربما بقمصان النوم..؟
ثم تعالوا نناقش قول القائلين بأن الصور التي نشرها العدو المحتل للرئيس صدام حسين لم يكن المقصود منها ...... إذلال العرب بها.
نقول أن المواثيق الدولية تمنع العدو من أن يعرض الأسرى بشكل مهين... فكيف إذا ما كان الأسير هو القائد العام للقوات المسلحة و رئيس الجمهورية... فيقولوا لنا بأن ذلك كان ضرورياً لكي يعرف العراقيون بأن عصر الخوف قد ولىّ و إلى الأبد... فنقول لهم و لماذا يجب أن يعرض الرئيس و هو في حالة يرثى لها و يخضع للفحص الطبي من قبل أحد العلوج المحتلين... ثم إنهم حلقوا له لحيته بعد دقائق من التصوير و هذا يثبت سوء النية لديهم...
و على فرض أن قسماً من العراقيين يحتاج إلى أن يرى جلاده السابق مقبوض عليه لكي يطمئن قلبه أكثر... فهل هؤلاء العراقيون هم من أهل الشماتة و التشفّي... ألا يكفيهم أن جلادهم أصبح وراء القضبان و على لائحة المحاكمات... ألا يستطيعون أن يتنازلوا عن جزئية الشماتة و التشفّي مقابل أنّ الذي يمسك بجلادهم هو عدوٌ آخر لهم.... و لأمتهم العربية و الإسلامية...
و من ثم يقول بعضهم بأن العدو لم يقصد إهانة العرب لأنه يعرف بأن صدام ليس زعيماً للعالم العربي و أن هناك في كل قطر عربي... صدام خاص به لا يقل مجداً و لا كرامة عن صدام العراق... و هذا القول لا يخلو من الحقيقة...
و لهؤلاء نقول بأن أمريكا تعرف بأن العرب لا يكرهون شيئاً في الأرض كما يكرهونها... و تعلم بأن العرب هم في هذه الحرب كمن يشاهد مباراة بين فريقين... و هو ساجد يصلي... و يدعو ربه إلى نصرة أحد الفريقين على الآخر... و من هنا كان لا بد للعدو من انتصار ساحق ُمذلّ... حتى ينشر روح الإحباط... و يخنق أنفاس المقاومة... و يرمي بنا إلى غياهب اليأس... و يُقعدنا عن نصرة أهلنا المظلومين... و يُبعدنا قدرالمستطاع عن أرض عربية إسلامية يلهث ورائها و يريد استباحتها بعيداً عن المقاومة و المقاومين...
و من ثم نقول للذين يقولون بأن صدام ظهر في الصور ذليلاً بأن قولهم قد يتفق عليه الكثير من المراقبين.... و لهؤلاء نقول..
الأسر ليس عيباً...
الصحابة أُسروا...
نابليون أُسر...
أبو فراس الحمداني أُسر...
عمر المختار أُسر...
شرفاء الشعوب التي ناضلت من أجل استقلالها أُسروا...
و من التاريخ العالمي ضباط و قادة كبار في الحروب أُسروا...
شرفاء من المقاومة اللبنانية أُسروا...
شرفاء من المقاومة الفلسطينية و على رأسهم مروان البرغوثي أُسروا...
فالأسر في حد ذاته ليس عيباً... و صدام لم يقل يوماً بأنه سيقتل نفسه إذا ما تعرض لخطر الأسر... و قد نستدل على عقلية صدام الحقيقية من خلال تصرف نجليه و حفيده مصطفى... و لا أعتقد بأن تربيتهم جاءت من المريخ كما يحلو للبعض أن يقول و إنما هم حصيلة ما أخذوه عن أبيهم و جدهم... و نلاحظ هنا بأن هذين الرجلين و هذا الفتى إبن الأربعة عشر ربيعاً لم يحاولوا أن يقتلوا أنفسهم مع أنهم قاتلوا حتى قُتلوا و لم يستسلموا... حتى مصطفى... قاتل بعد مقتل أبيه و عمه بمفرده مدة 35 دقيقة... ألم يكن يستطيع الإستسلام... ألم يكن يستطيع أن يقتل نفسه... و لكنه لم يتعلم من أحد أن يقتل نفسه... بل تعلم بأن يقاتل حتى الموت...
و من هنا نستطيع أن نفهم عقلية صدام حسين و أنه لم يكن ليقتل نفسه قبل أن يأتيه الموت و في نفس الوقت فإنه لم يكن ليستسلم بتلك الطريقة التي لا تبعد كثيراً عن خيالات هوليوود و مخرجيها و التي أتانا بها الجنرال العلوجي ريكاردو سانشيز...
و يكون هناك أمامنا روايتين...
رواية تروي لنا التاريخ المعروف لصدام حسين و التي تتضمن رفضه للإستسلام و رفضه العروض المغرية بالعيش الآمن في أي بلد يريد و أخذ من المال ما يريد و اصطحاب من الأهل و الأقرباء و الأصدقاء من يريد... و تتضمن هذه الرواية أيضاً الطريقة التي قاتل بها نجليه عدي و قصي و حفيده... مصطفى قصي صدام حسين...
و رواية أخرى يرويها لنا أعداء صدام حسين.... و قتلة أولاده و أحفاده... و أكذب أهل الأرض جميعاً... و بشهادة أهل الأرض جميعاً.... و يرددها و يؤيدها من ورائهم... مجموعة ممن يسمّون أنفسهم بضحايا صدام حسين... و قد يكونوا كذلك...
فأيّ من الروايتين نصدّق....؟؟
و نعود لمن قال بأن صدام ظهر ذليلاً في أسره..... و نقول..
إن الذين وضعوا الميثاق أو القانون الدولي الذي منع الآسر من أن يعرض أسيره بشكل مهين أو مذل كانوا يعرفون بأن الأسير لا حول له و لا قوة و هو وحيد بين أيدي آسريه... و لكي يمنعوا هذا الإستغلال البشع للضعف الإنساني... شّرعوا هذا القانون النبيل للإنسانية جمعاء و جعلوه خطاً أحمراً للفرسان في ساحات المعارك حتى يبقى شيء من النبل البشري في أصعب الأوقات و أحلكها..... أوقات الحروب... و لكن هيهات أن تعرف أميركا ماذا هو النبل الإنساني في أوقات حروبها.... هيهات يا هيروشيما... هيهات يا ناجازاكي... هيهات يا فييتنام..... هيهات يا عراق
و نعود للأخوة الذين يبررون الإحتلال و يمدحون العملاء و يزغردون شماتة و تشفياً و يفاخرون باستعداء الأجنبي على أبناء أمتهم.... و نقول لهم..
المعادلة هكذا تصبح غير متوازنة...... و عليكم إعادة الحسابات...
تقولون بأن العرب لا يريدون الخير لكم......... و هذا محض هراء...
كل ما نطلبه منكم هو أن تكونوا منطقيين بعض الشيء...
اشتموا صدام كما تريدون... و لكن قولوا لنا متى ستشتمون الإحتلال... و متى ستقولوا عن الخائن بأنه خائن...
متى يصبح صدام من الماضي و متى ستستفيقوا إلى الإستعمار الذي عاد إلى دياركم بعد طول غياب...
و متى يعترف الكويتي بأن بلاده مستعمرة أمريكية...
و متى تتوقفون عن أساليبكم الإستفزازية و أنتم تعلمون بأن الأمة ليست إلى جانبكم...
و لماذا لا تحاولون أن تكسبوا الأمة إلى جانبكم... قولوا فقط بأنكم سعيدون بزوال النظام... و أنكم تتطلعون إلى بناء عراق المستقبل.. عراق الحرية.. عراق العروبة.. و أن هذا البناء لا يمر إلا من بوابة الإستقلال.. و أنكم سوف تقومون إلى واجبكم في مقاومة الإحتلال.. و سمّوا الأشياء بأسمائها... محتل... خائن... عميل... مقاومة... بطولة... الخ... و عندها سوف تجدون بأن الحواجز التي تفصلكم عن أبناء أمتكم قد زالت... و سوف يفرحون معكم بزوال النظام... لأن زواله قد أعطاكم الفرصة لأن تخوضوا نفس معارك الشرف التي خاضها أجدادكم من قبل... و سوف يكونوا لكم عوناً في كل ميدان و في كل ساح...
و أقول لكم بأن تتذكروا القانون الطبيعي الذي يقول... كل فعل له ردة فعل
لم تستوعبوا بأن التطرف في المواقف لن يواجه إلا بمثله...
لم تستوعبوا بأن الحقد الأعمى لن يواجه إلا بمثله ...
لم تستوعبوا بأن الإنحياز للعملاء أياً كانوا... لن يواجه إلا بالإنحياز للمقاومين أياً كانوا ...
لم تستوعبوا بأن تبرير الإحتلال لن يواجه إلا بتبرير أخطاء النظام ...
لم تستوعبوا بأن الخيانة لن تواجه إلا بالتخوين .........
لم تستوعبوا بأن الكفر بالأوطان لن يواجه إلا بالتكفير ...
و أيضاً...
و أيضاً لم تفهموا...
لم تفهموا بأن العرب يكرهون الصهيونية أكثر من أي شيء آخر...
لم تفهموا بأن العرب يكرهون الأطماع و الهيمنة الأمريكية أكثر من أي شيء آخر...
لم تفهموا بأن العرب يحمّلون أمريكا و من قبلها بريطانيا المسؤولية عن اغتصاب فلسطين ... و عن أنهار الدم العربي و الفلسطيني التي تدفقت .. و ما تزال تتدفق منذ عشرات السنين ...
لماذا تريدون تحميل أمتكم ما لا تستطيع حمله ..؟
لماذا تضعوننا أمام خيارين ........ أحلاهما مرّ ...؟
فإما أن نبرر لكم الإحتلال ........ أو نحن أعداؤكم...... لماذا؟
فإما أن نقبل بالعملاء زعماء ....... أو نحن أعداؤكم ....... لماذا؟
فإما أن نسمّي المقاومة الشريفة إرهاباً ...... أو نحن أعداؤكم ...... لماذا؟
فإما أن نرقص من الفرح عندما يتقصد المستعمر إذلالنا .. أو نحن أعداؤكم.... لماذا؟
أقول لماذا ...... و أعرف لماذا.....
و أنتم تعرفون..... و هم يعرفون.... لماذا؟
و أطلب منكم أن تتعقلوا دائماً و تتأدبوا دائماً في طروحاتكم... و لا تجعلوا من أنفسكم مهزلة القراء حتى و لو كنتم تتكلمون من وراء حجاب...
و أرجوا أن لا تحيجونا ... في أي وقت من الأوقات ... لأن نقول لكم...
اخرس يا قرد........ أنت أمام العراق
منقول
و بالرغم من أن الواقعة ترجمت و بشكل مرعب الواقع العربي العفن و أضافت عنواناً بارزاً إلى التاريخ العربي المرئي و المسموع بعد العنوان الذي سطّره العقيد القذافي و الأمير عبدالله في القمة العربية التي سبقت القمة الإسلامية بفترة قصيرة, بالرغم من كل هذا فإن في جملة عزة إبراهيم الكثير من الدلالات...
القسم الأول من الجملة .... إخرس يا قرد... يضعنا في عالم الحقيقة المرةّ... عالم المواجهة و المصادمة... عالم الماديات... و القناعات... و الإستحقاقات... و نستدل من هذا القسم على....
أن العراقيون ينظرون بالكثير من الإحتقار إلى حكام الكويت...
و أنهم يعتبرونهم قردة أو خنازير... و هذه الصفات غالباً ما يصف بها العرب الصهاينة... و هذا يدل على أن العراقيون يعتبرون آل الصباح من الصهاينة...
و أنهم يعتبرون حكام الكويت.... صعاليك... أو أشباه صعاليك...
و أنهم يعتبرونهم من طبقة الخدم الفليبينية... يقولون لهم اخرسوا فيخرسوا.... يقولون لهم انبحوا فينبحوا...
هذا في القسم الأول..
أما القسم الثاني ..... أنت أمام العراق... فإنه ينقلنا من عالم الحقيقة و الإستحقاقات... إلى عالم المعاني الكبرى و الجمال الأعظم.. حيث تسمو المعاني فوق كل معنى... و يعلو الجمال فوق كل جمال... حيث لا يتنشق البشر إلا الصفاء... و لا يأكلون إلا الوفاء... و لا يشربون إلا الإباء...
و نستدل من هذا القسم على...
أن العراقيون يعتزون بشدة كبيرة بإنتمائهم إلى أرض العراق... و بالتالي نستطيع أن نتصور مدى إدراكهم العميق لعروبتهم حتى يضعوها في المرتبة الأولى قبل كل شيء...
و أنهم خاضوا هذه الحرب من أول كلمة فيها ... و حتى آخر رصاصة... بشجاعة الشجعان... و نبل الفرسان... و فداء الأوطان...
و أنهم لم يطأطئوا رؤوسهم... و لم يخفضوا أصواتهم... و لم يتراجعوا قيد أنملة... و كانوا يعرفون عندها كما العالم أجمع... بأن الحرب قادمة لا محالة اذا لم يقبلوا بشروط الذل و المهانة...
و أنهم قاتلوا بشرف... و صمدوا بشرف... و قاوموا بشرف... و قُتل من قُتل منهم بشرف... و أُسر من أُسر منهم بشرف... و هم ما زالوا على العهد باقون ...
و سيبقوا دائماً على العهد بإذن الله...
و أرجو هنا من كل إنسان موضوعي أن يتذكر عزة إبراهيم و هو ينطق بهذه الكلمات و من ثم ينظر نظرة تحليلية إلى معانيها قبل أن يصدر حكمه على ما خرجتُ به.... منها..
و أنا لست بعثياً... و لست ناصرياً... و لكنني عربي حتى النخاع...
و لا أكره أمريكا شعباً.... و لكنني أكرهها .... أطماع و هيمنة.... حتى النخاع...
و لست شيعياً... و لست سنياً... و لكنني أكره العملاء حتى النخاع...
و أكره الظلم... و أكره الغدر... و أعشق الحق.... حتى النخاع...
و من ثم...
يقول لنا بعض الأخوة بأن صدام جبان و رعديد و طالب حياة ... و ما إلى ذلك من مفردات الرغبة و التمني.. و ما دليلهم على ذلك إلا ما قاله المستعمرون الغاصبون الكاذبون...
يقول أهل الشام... إننا لم نرى الله و لكننا.... عرفناه بالعقل... فهل ثمة عقل لدى هؤلاء الناس يحاكمون به الأمور بالأصول ... أم أن الأحقاد قد لحست العقول...
أميركا التي شهد العالم بأسره على كذبها....
أميركا التي قتلت أكثر من مليون عراقي جوعاً أو مرضاً خلال اثنتي عشر عاماً من الحصار الظالم...
أميركا التي قتلت في حربها الأخيرة على العراق عشرات الآلاف من المسلمين العرب العراقيين...
أميركا التي اغتصبت كرامة بغداد الرشيد... و النجف الأشرف... و كربلاء المقدسة...
أميركا التي فعلت كل هذا على أساس كذبة.... شهد العالم بأنها كانت... كذبة عظمى ... و جريمة عظمى... لا تليق إلا .... بدولة عظمى...
أميركا هذه.... هي كعبة هؤلاء الناس... و ما يقوله بوش الصغير... هو قرآنهم...
و إذا ما قال الجنرال ريكاردو سانشيز(رض) بأن صدام كان مختبئاً في حفرة و أنه كان متعاوناً و مستسلماً لقدره فإن قوله بالنسبة لهؤلاء هو بمثابة الحديث الشريف الذي لا يرقى إليه شك...
و يخرج علينا رامسفيلد بعد ساعتين ليقول بأن صدام ليس متعاوناً و لا مسالماً...
و يخرج بعد ساعات الصعلوك عدنان و من معه من أركان دووولة صعاليك مجلس الحكم ليقولوا لنا بأن الرئيس العراقي صدام حسين كان يتكلم إليهم بمنتهى الإحتقار و الإزدراء و يقول الباججي بأن الرئيس كان أشبه ما يكون..... بالأسد الجريح...
هل سمعوا شيء ............ لا ..... لا ... و رب واشنطن..
هل فهموا شيء ............. لا ..... لا .... و رب إسرائيل..
هل سمعوا الكذب و التناقض فيما يقوله اليانكيز و أعوانهم...
هل فهموا بأن مهنة هؤلاء المستعمرين , و منذ الأزل, هي الكذب على ضحاياهم من أمثالنا...
ثم تعالوا نحلل هذا الإعتقال الغريب العجيب...
كيف يمكن أن يذيع المحتل نبأ اعتقال صدام حسين بعد ساعات فقط من ذلك الإعتقال... و هو الذي يقول بأن صدام يقود جزءاً أساسياً من المقاومة العراقية... ألم يكن المحتل بحاجة إلى أسبوعين على أقل تقدير... لكي يستنطق الأسير و يأخذ منه الأسماء و يفهم التكتيكات و من ثم يذهب ليتأكد من صحة المعلومات و من دقتها... و من ثم ألا يحتاج هذا المحتل لبعض الوقت حتى يضع يده على الكوادر و المجموعات المقاومة.... أم أن هذه المجموعات ستكون في انتظاره في مكان واحد ..... و ربما بقمصان النوم..؟
ثم تعالوا نناقش قول القائلين بأن الصور التي نشرها العدو المحتل للرئيس صدام حسين لم يكن المقصود منها ...... إذلال العرب بها.
نقول أن المواثيق الدولية تمنع العدو من أن يعرض الأسرى بشكل مهين... فكيف إذا ما كان الأسير هو القائد العام للقوات المسلحة و رئيس الجمهورية... فيقولوا لنا بأن ذلك كان ضرورياً لكي يعرف العراقيون بأن عصر الخوف قد ولىّ و إلى الأبد... فنقول لهم و لماذا يجب أن يعرض الرئيس و هو في حالة يرثى لها و يخضع للفحص الطبي من قبل أحد العلوج المحتلين... ثم إنهم حلقوا له لحيته بعد دقائق من التصوير و هذا يثبت سوء النية لديهم...
و على فرض أن قسماً من العراقيين يحتاج إلى أن يرى جلاده السابق مقبوض عليه لكي يطمئن قلبه أكثر... فهل هؤلاء العراقيون هم من أهل الشماتة و التشفّي... ألا يكفيهم أن جلادهم أصبح وراء القضبان و على لائحة المحاكمات... ألا يستطيعون أن يتنازلوا عن جزئية الشماتة و التشفّي مقابل أنّ الذي يمسك بجلادهم هو عدوٌ آخر لهم.... و لأمتهم العربية و الإسلامية...
و من ثم يقول بعضهم بأن العدو لم يقصد إهانة العرب لأنه يعرف بأن صدام ليس زعيماً للعالم العربي و أن هناك في كل قطر عربي... صدام خاص به لا يقل مجداً و لا كرامة عن صدام العراق... و هذا القول لا يخلو من الحقيقة...
و لهؤلاء نقول بأن أمريكا تعرف بأن العرب لا يكرهون شيئاً في الأرض كما يكرهونها... و تعلم بأن العرب هم في هذه الحرب كمن يشاهد مباراة بين فريقين... و هو ساجد يصلي... و يدعو ربه إلى نصرة أحد الفريقين على الآخر... و من هنا كان لا بد للعدو من انتصار ساحق ُمذلّ... حتى ينشر روح الإحباط... و يخنق أنفاس المقاومة... و يرمي بنا إلى غياهب اليأس... و يُقعدنا عن نصرة أهلنا المظلومين... و يُبعدنا قدرالمستطاع عن أرض عربية إسلامية يلهث ورائها و يريد استباحتها بعيداً عن المقاومة و المقاومين...
و من ثم نقول للذين يقولون بأن صدام ظهر في الصور ذليلاً بأن قولهم قد يتفق عليه الكثير من المراقبين.... و لهؤلاء نقول..
الأسر ليس عيباً...
الصحابة أُسروا...
نابليون أُسر...
أبو فراس الحمداني أُسر...
عمر المختار أُسر...
شرفاء الشعوب التي ناضلت من أجل استقلالها أُسروا...
و من التاريخ العالمي ضباط و قادة كبار في الحروب أُسروا...
شرفاء من المقاومة اللبنانية أُسروا...
شرفاء من المقاومة الفلسطينية و على رأسهم مروان البرغوثي أُسروا...
فالأسر في حد ذاته ليس عيباً... و صدام لم يقل يوماً بأنه سيقتل نفسه إذا ما تعرض لخطر الأسر... و قد نستدل على عقلية صدام الحقيقية من خلال تصرف نجليه و حفيده مصطفى... و لا أعتقد بأن تربيتهم جاءت من المريخ كما يحلو للبعض أن يقول و إنما هم حصيلة ما أخذوه عن أبيهم و جدهم... و نلاحظ هنا بأن هذين الرجلين و هذا الفتى إبن الأربعة عشر ربيعاً لم يحاولوا أن يقتلوا أنفسهم مع أنهم قاتلوا حتى قُتلوا و لم يستسلموا... حتى مصطفى... قاتل بعد مقتل أبيه و عمه بمفرده مدة 35 دقيقة... ألم يكن يستطيع الإستسلام... ألم يكن يستطيع أن يقتل نفسه... و لكنه لم يتعلم من أحد أن يقتل نفسه... بل تعلم بأن يقاتل حتى الموت...
و من هنا نستطيع أن نفهم عقلية صدام حسين و أنه لم يكن ليقتل نفسه قبل أن يأتيه الموت و في نفس الوقت فإنه لم يكن ليستسلم بتلك الطريقة التي لا تبعد كثيراً عن خيالات هوليوود و مخرجيها و التي أتانا بها الجنرال العلوجي ريكاردو سانشيز...
و يكون هناك أمامنا روايتين...
رواية تروي لنا التاريخ المعروف لصدام حسين و التي تتضمن رفضه للإستسلام و رفضه العروض المغرية بالعيش الآمن في أي بلد يريد و أخذ من المال ما يريد و اصطحاب من الأهل و الأقرباء و الأصدقاء من يريد... و تتضمن هذه الرواية أيضاً الطريقة التي قاتل بها نجليه عدي و قصي و حفيده... مصطفى قصي صدام حسين...
و رواية أخرى يرويها لنا أعداء صدام حسين.... و قتلة أولاده و أحفاده... و أكذب أهل الأرض جميعاً... و بشهادة أهل الأرض جميعاً.... و يرددها و يؤيدها من ورائهم... مجموعة ممن يسمّون أنفسهم بضحايا صدام حسين... و قد يكونوا كذلك...
فأيّ من الروايتين نصدّق....؟؟
و نعود لمن قال بأن صدام ظهر ذليلاً في أسره..... و نقول..
إن الذين وضعوا الميثاق أو القانون الدولي الذي منع الآسر من أن يعرض أسيره بشكل مهين أو مذل كانوا يعرفون بأن الأسير لا حول له و لا قوة و هو وحيد بين أيدي آسريه... و لكي يمنعوا هذا الإستغلال البشع للضعف الإنساني... شّرعوا هذا القانون النبيل للإنسانية جمعاء و جعلوه خطاً أحمراً للفرسان في ساحات المعارك حتى يبقى شيء من النبل البشري في أصعب الأوقات و أحلكها..... أوقات الحروب... و لكن هيهات أن تعرف أميركا ماذا هو النبل الإنساني في أوقات حروبها.... هيهات يا هيروشيما... هيهات يا ناجازاكي... هيهات يا فييتنام..... هيهات يا عراق
و نعود للأخوة الذين يبررون الإحتلال و يمدحون العملاء و يزغردون شماتة و تشفياً و يفاخرون باستعداء الأجنبي على أبناء أمتهم.... و نقول لهم..
المعادلة هكذا تصبح غير متوازنة...... و عليكم إعادة الحسابات...
تقولون بأن العرب لا يريدون الخير لكم......... و هذا محض هراء...
كل ما نطلبه منكم هو أن تكونوا منطقيين بعض الشيء...
اشتموا صدام كما تريدون... و لكن قولوا لنا متى ستشتمون الإحتلال... و متى ستقولوا عن الخائن بأنه خائن...
متى يصبح صدام من الماضي و متى ستستفيقوا إلى الإستعمار الذي عاد إلى دياركم بعد طول غياب...
و متى يعترف الكويتي بأن بلاده مستعمرة أمريكية...
و متى تتوقفون عن أساليبكم الإستفزازية و أنتم تعلمون بأن الأمة ليست إلى جانبكم...
و لماذا لا تحاولون أن تكسبوا الأمة إلى جانبكم... قولوا فقط بأنكم سعيدون بزوال النظام... و أنكم تتطلعون إلى بناء عراق المستقبل.. عراق الحرية.. عراق العروبة.. و أن هذا البناء لا يمر إلا من بوابة الإستقلال.. و أنكم سوف تقومون إلى واجبكم في مقاومة الإحتلال.. و سمّوا الأشياء بأسمائها... محتل... خائن... عميل... مقاومة... بطولة... الخ... و عندها سوف تجدون بأن الحواجز التي تفصلكم عن أبناء أمتكم قد زالت... و سوف يفرحون معكم بزوال النظام... لأن زواله قد أعطاكم الفرصة لأن تخوضوا نفس معارك الشرف التي خاضها أجدادكم من قبل... و سوف يكونوا لكم عوناً في كل ميدان و في كل ساح...
و أقول لكم بأن تتذكروا القانون الطبيعي الذي يقول... كل فعل له ردة فعل
لم تستوعبوا بأن التطرف في المواقف لن يواجه إلا بمثله...
لم تستوعبوا بأن الحقد الأعمى لن يواجه إلا بمثله ...
لم تستوعبوا بأن الإنحياز للعملاء أياً كانوا... لن يواجه إلا بالإنحياز للمقاومين أياً كانوا ...
لم تستوعبوا بأن تبرير الإحتلال لن يواجه إلا بتبرير أخطاء النظام ...
لم تستوعبوا بأن الخيانة لن تواجه إلا بالتخوين .........
لم تستوعبوا بأن الكفر بالأوطان لن يواجه إلا بالتكفير ...
و أيضاً...
و أيضاً لم تفهموا...
لم تفهموا بأن العرب يكرهون الصهيونية أكثر من أي شيء آخر...
لم تفهموا بأن العرب يكرهون الأطماع و الهيمنة الأمريكية أكثر من أي شيء آخر...
لم تفهموا بأن العرب يحمّلون أمريكا و من قبلها بريطانيا المسؤولية عن اغتصاب فلسطين ... و عن أنهار الدم العربي و الفلسطيني التي تدفقت .. و ما تزال تتدفق منذ عشرات السنين ...
لماذا تريدون تحميل أمتكم ما لا تستطيع حمله ..؟
لماذا تضعوننا أمام خيارين ........ أحلاهما مرّ ...؟
فإما أن نبرر لكم الإحتلال ........ أو نحن أعداؤكم...... لماذا؟
فإما أن نقبل بالعملاء زعماء ....... أو نحن أعداؤكم ....... لماذا؟
فإما أن نسمّي المقاومة الشريفة إرهاباً ...... أو نحن أعداؤكم ...... لماذا؟
فإما أن نرقص من الفرح عندما يتقصد المستعمر إذلالنا .. أو نحن أعداؤكم.... لماذا؟
أقول لماذا ...... و أعرف لماذا.....
و أنتم تعرفون..... و هم يعرفون.... لماذا؟
و أطلب منكم أن تتعقلوا دائماً و تتأدبوا دائماً في طروحاتكم... و لا تجعلوا من أنفسكم مهزلة القراء حتى و لو كنتم تتكلمون من وراء حجاب...
و أرجوا أن لا تحيجونا ... في أي وقت من الأوقات ... لأن نقول لكم...
اخرس يا قرد........ أنت أمام العراق
منقول