الفرقاني
18-04-2005, 10:41 PM
الدور الإيراني وأذناب إيران في قضية مدينة المدائن ( سلمان باك) وسر طاق كسرى!
بقلم: سمير عبيد
سيبقى اللاعب الأهم في العراق هي الولايات المتحدة الأميركية المحتلة للعراق، أما اللاعب المهم فهي إيران التي تتخادم مع واشنطن في العراق، وفي مناطق كثيرة من المنطقة وحسب شهادات موثقة من بعض المسئولين الإيرانيين والأميركان معا، ويتم هذا التخادم من خلال أذنابها في تلك المناطق وداخل العراق، أو من خلال أجهزتها الإستخباراتية والتي لها ارتباطات مع بعض الأجنحة الإيرانية الحاكمة، والتي ترتبط مع واشنطن بعلاقات لم تنقطع من خلال الأبواب الخلفية بشكل مباشر أو عن طريق بعض الوسطاء الأوربيين.
أما الطرف العراقي المعيّن من قبل الاحتلال فينقسم إلى شرائح تتخادم مع واشنطن ولندن وطهران والكويت وعمّان، ولم يبق من يتخادم مع بغداد والشعب العراقي إلا النفر القليل، والذي لا يمتلك سطوة النفوذ والتأثير الملموس، ولكن لا ننكر وجوده، ويحتاج للدعم كي يصل إلى المقدمة، عسى تنتصر عنده الغيرة الوطنية.
لقد أرسلت حكومة طهران بعد احتلال العراق بأشهر قليلة وفدا سريا رفيعا إلى بغداد، وكان يتكون من بعض السياسيين القوميين، وعلماء الآثار، والجيولوجيا، وبعض المهندسين المرموقين، وذلك من أجل دراسة وتقييم كيفية ترميم ( طاق كسرى) الأثري في مدينة المدائن ــ سلمان باك ــ العراقية، والذي يعتبره الإيرانيون رمزا تاريخيا وإسقاطا تاريخيا بأن العراق تابعا لإيران، ( وهناك وثيقة تؤكد ذلك أعد القراء بإيجادها كوني بعيدا عن أرشيفي هذه الأيام)، ولقد تم استقبال الوفد من قبل بعض كبار المسئولين العراقيين الذين استوزروا في التشكيلة الأولى للوزراء المرادفة لمجلس الحكم آنذاك.
لذا فقضية أحداث مدينة المدائن ( سلمان باك) قامت بها مجموعات من الحرس الثوري ( الباسدران) بقيادة بعض رجال الاستخبارات الإيرانيين، وبمساعدة بعض الأذناب من الأصول الإيرانية في العراق، والذي قسما منهم وصل للبرلمان العراقي الجديد ـ للأسف الشديد ــ ، ولقد صرّح لنا مصدر مقرّب من المخابرات العراقية الجديدة إن هناك أقوالا لبعض الشهود من سكان المدينة يخافون البوح بشهادتهم لوسائل الإعلام يؤكدون أن المجموعات كانت تتكلم العربية باللكنة الإيرانية، وعند الانسحاب من المدينة توجهت المجموعات باتجاهات مختلفة وأغلبها نحو الحدود الإيرانية.
ويبدو الهدف هو لإحراج حكومة ( علاوي) المستقيلة، والتي بقيت لتصريف الأمور، ومن ثم تقليل حضوضها في الحصول على بعض الوزارات، وكذلك السبب الثاني هو دخول المدينة والسيطرة عليها قبل تشكيل الحكومة كي تُحسب الأحداث وما يجري خلالها على حكومة ( علاوي) وليس على حكومة الجعفري، فيما لو نجح السيد الجعفري بتشكيلها.
والغريب كان أكثر الأحزاب التي اندفعت نحو اقتحام المدينة هو حزب الدعوة بقيادة الجعفري، وهناك شهود عيان ومصدر من الجمعية العراقية يؤكد أن هناك بعض القيادات من حزب الدعوة كانت تدفع لاقتحام المدينة، ويبدو تريد مكانا محاذيا لإيران، بعد أن أصبحت مدينة البصرة من حصة المجلس الأعلى و الدكتورالجلبي، وأصبحت مدينة العمارة من حصة ونفوذ الشيخ ( المحمداوي) وقسم من حزب الدعوة ــ تنظيم العراق ــ إضافة لمدينة الناصرية، لهذا هي المدينة التي سيبسط عليها جماعة إيران نفوذهم، وذلك لقربها من الحدود الإيرانية ( نوع ما)، وهي التي تقع قرب طريق التهريب من والى إيران من جهة إيران، كما هي المدينة التي يعتبرها الإيرانيون القوميون رمزهم ومدينتهم، وتحمل رمز إرثهم في العراق وهو ( طاق كسرى) الآيل للسقوط، كما تتمتع المدينة بخصوصية (الترانزيت) الحديث بين المناطق السنية والشيعية في المنطقة، والتي ارتفعت بورصتها الطائفية بعد الاحتلال والتبشير بديموقراطية بوش الحمراء في العراق والتي استندت إلى أبغض قاعدة في التاريخ العراقي وهي قاعدة ( الطائفية والإثنية) وكذلك هي نقطة مهمة في طريق الزائرين القادمين من إيران نحو العراق، ويبقى الهدف الإستراتيجي وهو تحويل هذه المدينة إلى مزار تاريخي للإيرانيين، أي زيارة نصب ( طاق كسرى) وذلك لتثقيف الشعب الإيراني والأجيال الإيرانية على فكرة إن العراق تابعا لإيران..
لذا فلو كانت حكومة علاوي حريصة حقا، وكذلك الحكومة التي لازالت في غرفة العمليات على المنطقة المحاذية إلى مدينة (المدائن)، لعالجت ملف ( مليون ونصف عراقي عربي) يعيشون عند الأقارب وفي الخيام وتحت سقف الصفيح، بعد أن تم طردتهم من قبل مليشيات ( البشمركَة) الكردية من ديارهم في مدن ــ خانقين وكلر وكركوك وغيرها ــ لأنهم عربا، ولأستطاعت معالجة ملف ( 350) ألف عراقي يعيشون في المقابر والخيام في ضواحي الفلوجة بعد تهديم مدينتهم ــ الفلوجة ــ !.
ولو كانت الجمعية العراقية تمثل العراق الحقيقي لما سمح أعضائها الكبار بنشر خبر وفبركة احتجاز الشيعة من قبل المجموعات السنية، فهذا خطر حقيقي وفخ نحو الصِدام المذهبي والمناطقي، وتصرف غير مسئول، وتبين بعد اقتحام المدينة لا أثر لذلك الخبر وتلك الفبركة، لذا لابد من الاعتذار للسنة والشيعة في تلك المدينة وفي العراق كافة.
والحقيقة لا يعوّل على تلك الجمعية التي جاءت بانتخابات غير شرعية قررتها قوات الاحتلال، فهي نفسها التي غضت النظر عن تجاوز ( الطالباني ) عليها، عندما أطلق على العراق أسم ( العراق الفيدرالي) دون مناقشة ودون تصويت ودون قرار.
لذا ستبقى الأسئلة التي يجب أن يطرحها كل عراقي تجول في الرؤوس والخواطر:
إلى متى سيبقى الاحتلال في العراق، والى متى يبقى هؤلاء الذين ينادون بعبارة ( أعطوا الفرصة للاميركان) يرددون تلك المقولة..آلا يخجلون؟.
والى متى تبقى النخب السياسية العراقية القابعة في المنطقة الخضراء تتمادى في ذبح العراق، ونهب خيراته والغوص في دم شعبه، وتحويلهم إلى مختبر للتجارب والبرامج السياسية وصيغ الحكم الفاشلة؟.
وفي الختام... هذا ما حدث في مدينة المدائن، إما بالنسبة للسيد الجعفري فهو الحلقة الأضعف في التركيبة كلها، حيث لا يمتلك الرجل القبيلة الضخمة، ولا المليشيات الضاربة، ولا حتى القاعدة الحزبية في العراق التي تحميه، خصوصا بعد أن أصبحت تلك القاعدة إلى حزب الدعوة تنظيم العراق، ومن حصة الأحزاب الإسلامية الصغيرة.
لذا بعد أن جيء بالسيد جلال الطالباني رئيسا للعراق، وبالسيد عادل عبد المهدي نائبا، وسوف يكون الجلبي بجوار الجعفري، هذا يدل أن السيد الجعفري انتهى سياسيا وحوصر من جميع الجهات، وربما لن يعمّر كما يتوقع بعض الخبراء الغربيين، لذا ننصحه أن يستقرا الواقع بشكل دقيق قبل الغوص في النار..اللهم أشهد إنا بلغنا.
كاتب وسياسي عراقي
18.4.2005
samiroff@hotmail.com
بقلم: سمير عبيد
سيبقى اللاعب الأهم في العراق هي الولايات المتحدة الأميركية المحتلة للعراق، أما اللاعب المهم فهي إيران التي تتخادم مع واشنطن في العراق، وفي مناطق كثيرة من المنطقة وحسب شهادات موثقة من بعض المسئولين الإيرانيين والأميركان معا، ويتم هذا التخادم من خلال أذنابها في تلك المناطق وداخل العراق، أو من خلال أجهزتها الإستخباراتية والتي لها ارتباطات مع بعض الأجنحة الإيرانية الحاكمة، والتي ترتبط مع واشنطن بعلاقات لم تنقطع من خلال الأبواب الخلفية بشكل مباشر أو عن طريق بعض الوسطاء الأوربيين.
أما الطرف العراقي المعيّن من قبل الاحتلال فينقسم إلى شرائح تتخادم مع واشنطن ولندن وطهران والكويت وعمّان، ولم يبق من يتخادم مع بغداد والشعب العراقي إلا النفر القليل، والذي لا يمتلك سطوة النفوذ والتأثير الملموس، ولكن لا ننكر وجوده، ويحتاج للدعم كي يصل إلى المقدمة، عسى تنتصر عنده الغيرة الوطنية.
لقد أرسلت حكومة طهران بعد احتلال العراق بأشهر قليلة وفدا سريا رفيعا إلى بغداد، وكان يتكون من بعض السياسيين القوميين، وعلماء الآثار، والجيولوجيا، وبعض المهندسين المرموقين، وذلك من أجل دراسة وتقييم كيفية ترميم ( طاق كسرى) الأثري في مدينة المدائن ــ سلمان باك ــ العراقية، والذي يعتبره الإيرانيون رمزا تاريخيا وإسقاطا تاريخيا بأن العراق تابعا لإيران، ( وهناك وثيقة تؤكد ذلك أعد القراء بإيجادها كوني بعيدا عن أرشيفي هذه الأيام)، ولقد تم استقبال الوفد من قبل بعض كبار المسئولين العراقيين الذين استوزروا في التشكيلة الأولى للوزراء المرادفة لمجلس الحكم آنذاك.
لذا فقضية أحداث مدينة المدائن ( سلمان باك) قامت بها مجموعات من الحرس الثوري ( الباسدران) بقيادة بعض رجال الاستخبارات الإيرانيين، وبمساعدة بعض الأذناب من الأصول الإيرانية في العراق، والذي قسما منهم وصل للبرلمان العراقي الجديد ـ للأسف الشديد ــ ، ولقد صرّح لنا مصدر مقرّب من المخابرات العراقية الجديدة إن هناك أقوالا لبعض الشهود من سكان المدينة يخافون البوح بشهادتهم لوسائل الإعلام يؤكدون أن المجموعات كانت تتكلم العربية باللكنة الإيرانية، وعند الانسحاب من المدينة توجهت المجموعات باتجاهات مختلفة وأغلبها نحو الحدود الإيرانية.
ويبدو الهدف هو لإحراج حكومة ( علاوي) المستقيلة، والتي بقيت لتصريف الأمور، ومن ثم تقليل حضوضها في الحصول على بعض الوزارات، وكذلك السبب الثاني هو دخول المدينة والسيطرة عليها قبل تشكيل الحكومة كي تُحسب الأحداث وما يجري خلالها على حكومة ( علاوي) وليس على حكومة الجعفري، فيما لو نجح السيد الجعفري بتشكيلها.
والغريب كان أكثر الأحزاب التي اندفعت نحو اقتحام المدينة هو حزب الدعوة بقيادة الجعفري، وهناك شهود عيان ومصدر من الجمعية العراقية يؤكد أن هناك بعض القيادات من حزب الدعوة كانت تدفع لاقتحام المدينة، ويبدو تريد مكانا محاذيا لإيران، بعد أن أصبحت مدينة البصرة من حصة المجلس الأعلى و الدكتورالجلبي، وأصبحت مدينة العمارة من حصة ونفوذ الشيخ ( المحمداوي) وقسم من حزب الدعوة ــ تنظيم العراق ــ إضافة لمدينة الناصرية، لهذا هي المدينة التي سيبسط عليها جماعة إيران نفوذهم، وذلك لقربها من الحدود الإيرانية ( نوع ما)، وهي التي تقع قرب طريق التهريب من والى إيران من جهة إيران، كما هي المدينة التي يعتبرها الإيرانيون القوميون رمزهم ومدينتهم، وتحمل رمز إرثهم في العراق وهو ( طاق كسرى) الآيل للسقوط، كما تتمتع المدينة بخصوصية (الترانزيت) الحديث بين المناطق السنية والشيعية في المنطقة، والتي ارتفعت بورصتها الطائفية بعد الاحتلال والتبشير بديموقراطية بوش الحمراء في العراق والتي استندت إلى أبغض قاعدة في التاريخ العراقي وهي قاعدة ( الطائفية والإثنية) وكذلك هي نقطة مهمة في طريق الزائرين القادمين من إيران نحو العراق، ويبقى الهدف الإستراتيجي وهو تحويل هذه المدينة إلى مزار تاريخي للإيرانيين، أي زيارة نصب ( طاق كسرى) وذلك لتثقيف الشعب الإيراني والأجيال الإيرانية على فكرة إن العراق تابعا لإيران..
لذا فلو كانت حكومة علاوي حريصة حقا، وكذلك الحكومة التي لازالت في غرفة العمليات على المنطقة المحاذية إلى مدينة (المدائن)، لعالجت ملف ( مليون ونصف عراقي عربي) يعيشون عند الأقارب وفي الخيام وتحت سقف الصفيح، بعد أن تم طردتهم من قبل مليشيات ( البشمركَة) الكردية من ديارهم في مدن ــ خانقين وكلر وكركوك وغيرها ــ لأنهم عربا، ولأستطاعت معالجة ملف ( 350) ألف عراقي يعيشون في المقابر والخيام في ضواحي الفلوجة بعد تهديم مدينتهم ــ الفلوجة ــ !.
ولو كانت الجمعية العراقية تمثل العراق الحقيقي لما سمح أعضائها الكبار بنشر خبر وفبركة احتجاز الشيعة من قبل المجموعات السنية، فهذا خطر حقيقي وفخ نحو الصِدام المذهبي والمناطقي، وتصرف غير مسئول، وتبين بعد اقتحام المدينة لا أثر لذلك الخبر وتلك الفبركة، لذا لابد من الاعتذار للسنة والشيعة في تلك المدينة وفي العراق كافة.
والحقيقة لا يعوّل على تلك الجمعية التي جاءت بانتخابات غير شرعية قررتها قوات الاحتلال، فهي نفسها التي غضت النظر عن تجاوز ( الطالباني ) عليها، عندما أطلق على العراق أسم ( العراق الفيدرالي) دون مناقشة ودون تصويت ودون قرار.
لذا ستبقى الأسئلة التي يجب أن يطرحها كل عراقي تجول في الرؤوس والخواطر:
إلى متى سيبقى الاحتلال في العراق، والى متى يبقى هؤلاء الذين ينادون بعبارة ( أعطوا الفرصة للاميركان) يرددون تلك المقولة..آلا يخجلون؟.
والى متى تبقى النخب السياسية العراقية القابعة في المنطقة الخضراء تتمادى في ذبح العراق، ونهب خيراته والغوص في دم شعبه، وتحويلهم إلى مختبر للتجارب والبرامج السياسية وصيغ الحكم الفاشلة؟.
وفي الختام... هذا ما حدث في مدينة المدائن، إما بالنسبة للسيد الجعفري فهو الحلقة الأضعف في التركيبة كلها، حيث لا يمتلك الرجل القبيلة الضخمة، ولا المليشيات الضاربة، ولا حتى القاعدة الحزبية في العراق التي تحميه، خصوصا بعد أن أصبحت تلك القاعدة إلى حزب الدعوة تنظيم العراق، ومن حصة الأحزاب الإسلامية الصغيرة.
لذا بعد أن جيء بالسيد جلال الطالباني رئيسا للعراق، وبالسيد عادل عبد المهدي نائبا، وسوف يكون الجلبي بجوار الجعفري، هذا يدل أن السيد الجعفري انتهى سياسيا وحوصر من جميع الجهات، وربما لن يعمّر كما يتوقع بعض الخبراء الغربيين، لذا ننصحه أن يستقرا الواقع بشكل دقيق قبل الغوص في النار..اللهم أشهد إنا بلغنا.
كاتب وسياسي عراقي
18.4.2005
samiroff@hotmail.com