المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير: امريكا فقدت السيطرة علي العراق والصحافيون محاصرون في فنادق بغداد *الله أكبر*



الفرقاني
18-04-2005, 10:35 PM
تقرير: امريكا فقدت السيطرة علي العراق والصحافيون محاصرون في فنادق بغداد

2005/04/17


لندن ـ القدس العربي :اندلاع العنف في العراق وتصاعد وتيرته، وضع مزاعم وزارة الدفاع الامريكية حول تراجع المقاومة العراقية وقرب نهايتها محلا للشك. ويقول مراسلون عاملون في بغداد ان امريكا وبريطانيا قادرتان علي اقناع العالم بان الوضع في طريقه للتحسن بشكل باتت فيه العودة للحياة الطبيعية محتومة، لان الكثير من العاملين في الاعلام الدولي لا يستطيعون مغادرة العاصمة، بل الفنادق التي يقيمون فيها نظرا لخطورة الاوضاع. ويقول مراسل صحيفة اندبندنت اون صاندي انه عندما حاول الدخول لمدينة الموصل، شمال العراق بمعية حرس من البشمركة الكردية، قيل له ان الوضع خطير جدا، ولهذا السبب فان معظم الحوادث في داخل العراق لا تجد من يكتب تقارير اعلامية عنها. ونقلت الصحيفة العام الماضي عن جنود امريكيين انهم لا يقومون بالابلاغ عن الحوادث التي يتعرضون لها في اثناء الدوريات الا في حالة وقوع خسائر بشرية، ويقول الجنود ان جنرالاتنا يريدون سماع الاخبار التي تشير لتراجع عدد الهجمات وليس زيادتها ، مما يعني ان مزاعم البنتاغون، عن تراجع العمليات من 140 في اليوم الي مجرد 40 مثيرة للسخرية.
ولا ينفي المراسل من ان عدد قتلي الجيش الامريكي تراجع الي جندي في اليوم، بدلا من اربعة في شهر اذار (مارس) وخمسة في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي ولكن هذا التراجع لا علاقة له بضعف تكتيكات المقاومة، بقدر ما يشير الي تغيير في الاستراتيجية الامريكية، التي تعمل علي توفير الخبرات التدريبية للجيش العراقي الجديد ووضع العراقيين في المقدمة. ويعمل اكثر من 2000 خبير عسكري امريكي مع الجيش العراقي. ويري باتريك كوكبيرن ان شبكات التلفزة الامريكية التي تعمل من داخل الفنادق العراقية المحروسة، سهلت امام الادارة الامريكية عملية بيع الاخبار الجيدة للرأي العام العراقي.
ويعلق علي تصريحات القيادات العسكرية الرسمية من امكانية تخفيض اعداد القوات الامريكية في المدي القريب، بانها لا تتعلق بتحسن الوضع في العراق ولكن لها علاقة بالاستراتيجية الامريكية نفسها والتزامها تجاه العراق. فالطريقة الوحيدة لسحب القوات الامريكية هي حل علي الطريقة الفيتنامية، الاعلان عن الانتصار، والتأكيد علي قدرة الجيش العراقي لمواجهة التحديات بعد خروج الامريكيين.
ويعتقد ان عدد الجنود العراقيين، بحسب الارقام الامريكية، وصل الي 152 الف جندي، ولكن لا توجد تفاصيل عن طبيعة الارقام والجنود في نفس الوقت.
وفي حالة الموصل، ينقل المراسل عن مصادر كردية قولها انه عندما سيطرت المقاومة علي كامل الموصل تقريبا العام الماضي، قامت عناصر الشرطة بالتعاون مع المقاتلين وسيطروا علي كميات من الاسلحة والمعدات تقدر بحوالي 40 مليون دولار.
ولم تتحدث التقارير الاخبارية عن سقوط الموصل هذا بيد المقاتلين، ولا تزال القوات الامريكية تعاني من مصاعب علي الرغم من الانتخابات في نهاية كانون الثاني (يناير) 2003، فلم تكن امريكا قادرة علي هزيمة المقاتلين، ولم يهزمها المقاتلون، وتسيطر فقط علي جزر معزولة فيما تحول العراق الي منطقة خطرة لا يستطيع اي شخص التحرك فيه، مثلما فشلت بحكم العراق حكما مباشرا عندما حل الحاكم السابق بول بريمر الجيش. ويقول الكاتب ان دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع زار الاسبوع الماضي بغداد لمنع الاحزاب الشيعية من السيطرة علي وزارتي الدفاع والداخلية اللتين تسيطر عليهما امريكا. ويري ان الوضع الان في العراق تحول الي طائفية، فحزب علاوي المدعوم من امريكا ورئيس الوزراء المؤقت الذي عينته صيف العام الماضي لم يحصل الا علي نسبة قليلة من الاصوات، مقابل حصول الشيعة والاكراد علي النصيب الوافر فيما قاطع السنة الانتخابات. ويقول كوكبيرن ان المقاومة لن تختفي، فمع ان العديد منها لها علاقة بجماعات متطرفة وجماعات اجرامية الا انها ستجد من يحميها، خاصة في ظل الترقب والخوف من نوايا الامريكيين.
وكتب ريتشارد انغرام في اوبزيرفر تحت عنوان لا تذكروا الحرب قال فيه ان هناك شعورا بأنه مع احتدام الحملة الانتخابية في بريطانيا يقوم حزب العمال بحملة تضليل منسقة تهدف إلي اظهار أن الأمور تسير نحو الاحسن في العراق، ويشير إلي ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يتحدث عن احتمال عودة بعض القوات البريطانية إلي البلاد نهائيا في غضون مطلع العام المقبل. ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن مسؤولين في القيادة العسكرية الامريكية ان واشنطن لا ترغب في الوقت الحالي بقيام الحكومة الانتقالية بالحديث عن ترتيبات لها علاقة بالوجود العسكري، وتفضل تأجيل الوضع الي ما بعد نشوء حكومة دائمة. وتوقع مسؤولون ان تنشغل الحكومة الحالية حول الدستور. ويقول الامريكيون ان الحكومة القادمة التي سمي ابراهيم الجعفري منها 31 وزيرا ستكون متنوعة، علي خلاف حكومة علاوي المفضل لديها، ويتوقعون ان يكون احمد الجلبي، زعيم المؤتمر الوطني العراقي الذي دعم باتجاه التدخل العسكري، سيكون نائبا لرئيس الوزراء.
ويشير الامريكيون الي ان تنوع الحكومة التي ستكون شيعية ـ كردية ستسبب وجعا للادارة خاصة اذا بدأت بالنقاشات والمشاكل حول القضايا الدينية والاثنية، وقضايا مكافحة المقاومة، حيث يقول مسؤول ماذا لو كان وزير الدفاع سنيا، وقلنا اننا نريد ضرب الفلوجة، هل سيكون بمقدور الجعفري الموافقة؟ . ويخشي الامريكيون ان يتصادموا مع العراقيين حول وضع القواعد العسكرية الدائمة، ففي الوقت الذي يقولون فيه ان لا حاجة لمثل هذه القواعد في العراق بسبب تواجد الامريكيين في دول الخليج، مثل الكويت وقطر والبحرين ووسط اسيا وافغانستان الا انهم يتوقعون ان طلبا في المستقبل قد يواجه بمشاكل اجرائية.