عبدالغفور الخطيب
18-04-2005, 01:49 AM
عندما يصبح المثقف عبئا إضافيا على الأمة
لا نود الخوض في أصل كلمة المثقف والثقافة والمثاقفة ، وغيرها من المصطلحات ، فقد أصبحت تلك الكلمات مضافة لأرصدة القراء والمثقفين بشكل عام .
لكن وظيفة الثقافة ، هي ما أود طرحه في هذه المقالة ، فان كان استنبات المثقفين يتم لأسباب كثر منها ، الفراغ ومنها الحرقة ومنها أشكال التذاوت التي تؤشر على صاحبها ليوكد ذاته أولا ثم ليلفت نظر من يتوسم انهم سيرفعون من شأنه . وكل تلك الأمور والدوافع مشروعة لحد ما طالما ان هناك هدف ووظيفة لما يطرحون من مواد ثقافية .
فوظيفة الثقافة هي كخرائط المستكشفين تدلهم على الطرق التي يجب ان يسلكونها ، او ككتب الطبخ ، ترشد الطباخ ان يحضر طبخته من خلال تكثيف خبرات الكاتب ، ينقلها لمن يريد .
وكما ان خريطة القطب الجنوبي لا تكون مفيدة ، عند استكشاف منطقة صحراوية في آسيا او إفريقيا . وكما ان كتاب طبخ صيني لا يكون مفيد عند سكان ليبيا مثلا لعدم توفر المواد المطلوبة ولعدم تدرب السكان هناك على تذوق الطعام الصيني . فان كثير من المواد الثقافية التي يطرحها كتاب عرب ، لا حاجة لها ولا أحد ينتظرها ، لأن لا وظيفة لها .
على أن اشتراط الفائدة يرتبط بالوقت نفسه ، مع خبرات الكاتب وما تجمع لديه من مهارات تجعله مؤهلا لأن يكتب أو يحاضر في عنوان يختاره . فلن يكتب حارس مرمى مثلا عن خبايا مداولات مجلس الأمن . او يكتب كفيف عن جمال غابات الدانوب .
وكم تمر مسائل لها وقع خطير على المجتمع ، لا نرى خلال عام كامل من يكتب عنها كلمة واحدة ، فكنت أرى مشروع لقانون العمال تطرحه حكومة عربية ، ولم أر كاتب عمود واحد تطرق له طيلة عام كامل ، رغم أنه مليء بالثغرات ومليء بالفخاخ التي تفرخ مزيدا من البؤس للمجتمع .
ان تهافت المثقفين على العناوين الكبرى كأحداث ضخمة تمر بها الأمة ، بات ظاهرة لو تفحصناها لوجدناها أحد أسباب تدهور حال الأمة . فلن يستطيع مثقف أن يناقش مستقبل الأمة وهو لم يتدرب على مناقشة جزئية بسيطة ، كمناقشة ارتفاع نسبة البطالة و استبداد البنوك والمصارف وتسرب الطلبة من المدارس و تصحر الأراضي الخ . فلن يستطيع من يعجز عن القفز عن عشرين سنتمتر ان ينافس بالقفز العالي في أولمبياد عالمي .
ان المثقف المفيد لشعبه و أمته هو المثقف الذي يتحاشى أن يضع نفسه كمثقف شمولي ، يتكلم في كل المناحي دون تخصص ، فلو انتشرت ظاهرة المثقفين المختصين لظهر بعدها ظاهرة مثقفين شموليين مؤهلين أكفاء ، وبعدها سنرى برامج لأحزاب سياسية تتوائم مع معطيات الأصالة لدى الأمة ومع متطلبات النهوض الآنية بفهم كامل .
لا نود الخوض في أصل كلمة المثقف والثقافة والمثاقفة ، وغيرها من المصطلحات ، فقد أصبحت تلك الكلمات مضافة لأرصدة القراء والمثقفين بشكل عام .
لكن وظيفة الثقافة ، هي ما أود طرحه في هذه المقالة ، فان كان استنبات المثقفين يتم لأسباب كثر منها ، الفراغ ومنها الحرقة ومنها أشكال التذاوت التي تؤشر على صاحبها ليوكد ذاته أولا ثم ليلفت نظر من يتوسم انهم سيرفعون من شأنه . وكل تلك الأمور والدوافع مشروعة لحد ما طالما ان هناك هدف ووظيفة لما يطرحون من مواد ثقافية .
فوظيفة الثقافة هي كخرائط المستكشفين تدلهم على الطرق التي يجب ان يسلكونها ، او ككتب الطبخ ، ترشد الطباخ ان يحضر طبخته من خلال تكثيف خبرات الكاتب ، ينقلها لمن يريد .
وكما ان خريطة القطب الجنوبي لا تكون مفيدة ، عند استكشاف منطقة صحراوية في آسيا او إفريقيا . وكما ان كتاب طبخ صيني لا يكون مفيد عند سكان ليبيا مثلا لعدم توفر المواد المطلوبة ولعدم تدرب السكان هناك على تذوق الطعام الصيني . فان كثير من المواد الثقافية التي يطرحها كتاب عرب ، لا حاجة لها ولا أحد ينتظرها ، لأن لا وظيفة لها .
على أن اشتراط الفائدة يرتبط بالوقت نفسه ، مع خبرات الكاتب وما تجمع لديه من مهارات تجعله مؤهلا لأن يكتب أو يحاضر في عنوان يختاره . فلن يكتب حارس مرمى مثلا عن خبايا مداولات مجلس الأمن . او يكتب كفيف عن جمال غابات الدانوب .
وكم تمر مسائل لها وقع خطير على المجتمع ، لا نرى خلال عام كامل من يكتب عنها كلمة واحدة ، فكنت أرى مشروع لقانون العمال تطرحه حكومة عربية ، ولم أر كاتب عمود واحد تطرق له طيلة عام كامل ، رغم أنه مليء بالثغرات ومليء بالفخاخ التي تفرخ مزيدا من البؤس للمجتمع .
ان تهافت المثقفين على العناوين الكبرى كأحداث ضخمة تمر بها الأمة ، بات ظاهرة لو تفحصناها لوجدناها أحد أسباب تدهور حال الأمة . فلن يستطيع مثقف أن يناقش مستقبل الأمة وهو لم يتدرب على مناقشة جزئية بسيطة ، كمناقشة ارتفاع نسبة البطالة و استبداد البنوك والمصارف وتسرب الطلبة من المدارس و تصحر الأراضي الخ . فلن يستطيع من يعجز عن القفز عن عشرين سنتمتر ان ينافس بالقفز العالي في أولمبياد عالمي .
ان المثقف المفيد لشعبه و أمته هو المثقف الذي يتحاشى أن يضع نفسه كمثقف شمولي ، يتكلم في كل المناحي دون تخصص ، فلو انتشرت ظاهرة المثقفين المختصين لظهر بعدها ظاهرة مثقفين شموليين مؤهلين أكفاء ، وبعدها سنرى برامج لأحزاب سياسية تتوائم مع معطيات الأصالة لدى الأمة ومع متطلبات النهوض الآنية بفهم كامل .