خطاب
16-04-2005, 11:02 AM
وجاء الحدث .. وأول الغيث قطر!
شبكة البصرة
د. عمر ظاهر
كنا بانتظار حدث يكسر حالة التوازن بين الاحتلال والمقاومة، تلك المرحلة التي يعتبر وصولها بحد ذاته انتصاراً تاريخياً للمقاومة، فهي قد ثبتت أقدامها كخصم ينازل العدو منازلة الند للند، رغم أن العدو هو القوة العظمى الوحيدة في العالم بكل ما في ذلك من معنى ورغم أنه يتمتع بدرع بشري من المرتزقة والعملاء المحليين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا وقودا لنار جاءت تحرق شعبهم ووطنهم.
لقد جاء الحدث هادئاً وصاخباً، هامساً ومدوياً، باهتاً وساطعاً، وزيارة الأخرق الخرف رامسفيلد لبغداد هي نذير وقوعه. أما شقه الهاديء والهامس والباهت فكان اللقاء الذي جرى بين رأس جوقة الخونة، ابراهيم الجعفري، وسيدهم جميعاً، رامسفيلد. قال لهم بعبارات مهينة "أنتم بالنسبة لنا أطفال، تفعلون ما نقوله لكم. تذكروا فضلنا عليكم، فقد جعلناكم حكومة في العراق. وإذا حاولتم أن تجحدوا نعمتنا فسوف نعيد كل شيء إلى أصحابه الشرعيين. وأنتم تعرفون أنكم ملأتم قلوب العراقيين قيحاً وهم يتوقون إلى إذلالكم، فالأولى بكم أن تتبعوا أوامرنا وإلا .."
أما الشق الصاخب والمدوي والساطع فكان رد المقاومة الشجاعة على رامسفيلد، ضربات فندت ادعاءاته بأن المقاومة قد تراجعت، ورسالة إلى الجميع بأن المحتلين والخونة يقفون في صف واحد ولا تمييز بينهم، وسوف يخرجون من العراق سوية مثلما دخلوه معاً. ولسوف يذوق الجعفري وبقية الخونة الذل والهوان على أيدي سادتهم حتى تدمع عيونهم وتدمى قلوبهم شوقاً إلى أيام صدام حسين، ويقبلوا بنعاله على رؤوسهم لأنها كانت أرحم عليهم من إملاءات العجوز الحقود رامسفيلد.
ترى ما هو الحدث؟
الحدث عراقي بحت. حثالة الشيعة، متمثلين بالدعوة والمجلس الأعلى استلموا حصتهم من صفقة تدمير العراق واحتلاله، وتربعوا على المؤسسة الصورية للحكم في بغداد. ألم يكن هذا ما يريدونه؟ أم أنهم كانوا يحلمون بديمقراطية تطلق أيديهم في العراق فيتصرفون به كما يحلو لهم حتى يجعلوه ولاية إيرانية؟ لا. لا. لا. هذا لم يكن متفقاً عليه. كان الاتفاق أن يصبح العراق مرتعاً للموساد وسوقاً للاستثمارات الاسرائيلية، والجعفري وافق على ذلك وعليه الآن أن يلتزم بما اتفق عليه.
وماذا يعني ذلك؟ هذا هو بيت القصيد، فهؤلاء الحثالة يجب عليهم بعد الآن أن يسبحوا بحمد رامسفيلد وينسوا ارتباطاتهم المتينة ووشائجهم القوية وحبلهم السري مع الأم الرؤوم إيران. وإن لم يفعلوا ذلك فليتذكروا إذن ما فعلوه بأهل الفلوجة والموصل! وإن لم يصدقوا بما يقوله رامسفيلد فلينظروا إلى ذلك السيد الآخر الذي راح يزور الفلوجة .. وليضربوا أخماساً في أسداس حول ما يجريه هناك من محادثات ومع من ولماذا. من يدري فقد يكون ذهب ليجتمع مع الزرقاوي! المهم أن على الحثالة أن يفهموا ويعوا بأن عليهم الصمت إذا أرادوا المحافظة على ما حصلوا عليه، حتى لو كان ما حصلوا عليه مجرد كراسي متهاوية في وزارات خاوية.
ولكن على أي شيء يجب أن يصمتوا، فهم صامتون منذ البداية، صمتوا على مذابح النجف، صمتوا على فضائع أبو غريب، صمتوا على مذابح الفلوجة، بل وتشفوا بها. لم يطلب منهم المزيد من الصمت وعلى ماذا؟
لاحظوا أمرين، الأول تصاعد الضجة الاسرائيلية في هذه الأيام حول البرنامج النووي الإيراني، وانتبهوا إلى الغزل الإيراني المنافق مع العميل الاسرائيلي الرخيص جلال الطالباني. لقد أصبح العراق بهذا الاحتلال ضحية رهانات اقليمية على العملاء، فإيران تسابق الزمن لإنجاز برنامجها النووي وهي تستخدم الجعفري وبقية الحثالة ورقة ضغط لتأجيل الهجوم على منشآتها، وتتودد إلى الطالباني الذي بات من المؤكد أنه يقدم شمال العراق لأغراض الدعم اللوجستي للهجوم الاسرائيلي المرتقب على المنشآت الإيرانية.
لقد جاء رامسفيلد إلى بغداد ليقول للجعفري أن دوره كورقة ضغط إيرانية قد انتهى وعليه أن يتفرغ لخدمة اسرائيل وحدها، وإلا ..! عليه أن يصمت عندما تتعرض إيران لضربة.
وبانتهاء هذا الدور وللأسباب الموجبة لانتهائه تنتهي أيضاً حالة التوازن بين الاحتلال والمقاومة العراقية الباسلة. أولاً لأن إفلاس الجعفري وجوقته سيدفع المزيد من العراقيين إلى المقاومة المسلحة باعتبارها طريقاً وحيدة لإخراج الاحتلال من العراق. وثانياً لأن الشعب الإيراني سيدرك أن مداهنات ساسته ورهاناتهم ومضارباتهم في أسواق التآمر لن تنقذ المشروع النووي ولن تحقق أحلام الامبراطورية التي ينظرون إلى العراق كولاية فيها.
الحدث عراقي بحت لأنه يؤذن بانفراط عقد التحالف بين خدم إيران (الجعفري وجوقته) وخدم اسرائيل (الطالباني وزمرته). خدم إيران أسقط في أيديهم، فماذا يبقى لهم إذا انقطع الحبل مع دجالي قم؟ سيصبحون في مهب الريح، (لا حظت برجيلها ولا أخذت سيد علي) كما يقول المثل الشعبي العراقي. والمقاومة العراقية تتخطى حالة التوازن إلى النصر المؤزر بإرادة الله وعونه.
شبكة البصرة
د. عمر ظاهر
كنا بانتظار حدث يكسر حالة التوازن بين الاحتلال والمقاومة، تلك المرحلة التي يعتبر وصولها بحد ذاته انتصاراً تاريخياً للمقاومة، فهي قد ثبتت أقدامها كخصم ينازل العدو منازلة الند للند، رغم أن العدو هو القوة العظمى الوحيدة في العالم بكل ما في ذلك من معنى ورغم أنه يتمتع بدرع بشري من المرتزقة والعملاء المحليين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا وقودا لنار جاءت تحرق شعبهم ووطنهم.
لقد جاء الحدث هادئاً وصاخباً، هامساً ومدوياً، باهتاً وساطعاً، وزيارة الأخرق الخرف رامسفيلد لبغداد هي نذير وقوعه. أما شقه الهاديء والهامس والباهت فكان اللقاء الذي جرى بين رأس جوقة الخونة، ابراهيم الجعفري، وسيدهم جميعاً، رامسفيلد. قال لهم بعبارات مهينة "أنتم بالنسبة لنا أطفال، تفعلون ما نقوله لكم. تذكروا فضلنا عليكم، فقد جعلناكم حكومة في العراق. وإذا حاولتم أن تجحدوا نعمتنا فسوف نعيد كل شيء إلى أصحابه الشرعيين. وأنتم تعرفون أنكم ملأتم قلوب العراقيين قيحاً وهم يتوقون إلى إذلالكم، فالأولى بكم أن تتبعوا أوامرنا وإلا .."
أما الشق الصاخب والمدوي والساطع فكان رد المقاومة الشجاعة على رامسفيلد، ضربات فندت ادعاءاته بأن المقاومة قد تراجعت، ورسالة إلى الجميع بأن المحتلين والخونة يقفون في صف واحد ولا تمييز بينهم، وسوف يخرجون من العراق سوية مثلما دخلوه معاً. ولسوف يذوق الجعفري وبقية الخونة الذل والهوان على أيدي سادتهم حتى تدمع عيونهم وتدمى قلوبهم شوقاً إلى أيام صدام حسين، ويقبلوا بنعاله على رؤوسهم لأنها كانت أرحم عليهم من إملاءات العجوز الحقود رامسفيلد.
ترى ما هو الحدث؟
الحدث عراقي بحت. حثالة الشيعة، متمثلين بالدعوة والمجلس الأعلى استلموا حصتهم من صفقة تدمير العراق واحتلاله، وتربعوا على المؤسسة الصورية للحكم في بغداد. ألم يكن هذا ما يريدونه؟ أم أنهم كانوا يحلمون بديمقراطية تطلق أيديهم في العراق فيتصرفون به كما يحلو لهم حتى يجعلوه ولاية إيرانية؟ لا. لا. لا. هذا لم يكن متفقاً عليه. كان الاتفاق أن يصبح العراق مرتعاً للموساد وسوقاً للاستثمارات الاسرائيلية، والجعفري وافق على ذلك وعليه الآن أن يلتزم بما اتفق عليه.
وماذا يعني ذلك؟ هذا هو بيت القصيد، فهؤلاء الحثالة يجب عليهم بعد الآن أن يسبحوا بحمد رامسفيلد وينسوا ارتباطاتهم المتينة ووشائجهم القوية وحبلهم السري مع الأم الرؤوم إيران. وإن لم يفعلوا ذلك فليتذكروا إذن ما فعلوه بأهل الفلوجة والموصل! وإن لم يصدقوا بما يقوله رامسفيلد فلينظروا إلى ذلك السيد الآخر الذي راح يزور الفلوجة .. وليضربوا أخماساً في أسداس حول ما يجريه هناك من محادثات ومع من ولماذا. من يدري فقد يكون ذهب ليجتمع مع الزرقاوي! المهم أن على الحثالة أن يفهموا ويعوا بأن عليهم الصمت إذا أرادوا المحافظة على ما حصلوا عليه، حتى لو كان ما حصلوا عليه مجرد كراسي متهاوية في وزارات خاوية.
ولكن على أي شيء يجب أن يصمتوا، فهم صامتون منذ البداية، صمتوا على مذابح النجف، صمتوا على فضائع أبو غريب، صمتوا على مذابح الفلوجة، بل وتشفوا بها. لم يطلب منهم المزيد من الصمت وعلى ماذا؟
لاحظوا أمرين، الأول تصاعد الضجة الاسرائيلية في هذه الأيام حول البرنامج النووي الإيراني، وانتبهوا إلى الغزل الإيراني المنافق مع العميل الاسرائيلي الرخيص جلال الطالباني. لقد أصبح العراق بهذا الاحتلال ضحية رهانات اقليمية على العملاء، فإيران تسابق الزمن لإنجاز برنامجها النووي وهي تستخدم الجعفري وبقية الحثالة ورقة ضغط لتأجيل الهجوم على منشآتها، وتتودد إلى الطالباني الذي بات من المؤكد أنه يقدم شمال العراق لأغراض الدعم اللوجستي للهجوم الاسرائيلي المرتقب على المنشآت الإيرانية.
لقد جاء رامسفيلد إلى بغداد ليقول للجعفري أن دوره كورقة ضغط إيرانية قد انتهى وعليه أن يتفرغ لخدمة اسرائيل وحدها، وإلا ..! عليه أن يصمت عندما تتعرض إيران لضربة.
وبانتهاء هذا الدور وللأسباب الموجبة لانتهائه تنتهي أيضاً حالة التوازن بين الاحتلال والمقاومة العراقية الباسلة. أولاً لأن إفلاس الجعفري وجوقته سيدفع المزيد من العراقيين إلى المقاومة المسلحة باعتبارها طريقاً وحيدة لإخراج الاحتلال من العراق. وثانياً لأن الشعب الإيراني سيدرك أن مداهنات ساسته ورهاناتهم ومضارباتهم في أسواق التآمر لن تنقذ المشروع النووي ولن تحقق أحلام الامبراطورية التي ينظرون إلى العراق كولاية فيها.
الحدث عراقي بحت لأنه يؤذن بانفراط عقد التحالف بين خدم إيران (الجعفري وجوقته) وخدم اسرائيل (الطالباني وزمرته). خدم إيران أسقط في أيديهم، فماذا يبقى لهم إذا انقطع الحبل مع دجالي قم؟ سيصبحون في مهب الريح، (لا حظت برجيلها ولا أخذت سيد علي) كما يقول المثل الشعبي العراقي. والمقاومة العراقية تتخطى حالة التوازن إلى النصر المؤزر بإرادة الله وعونه.