المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا..وإستراتيجية الخروج من العراق!



عاشق بغداد
15-04-2005, 08:10 PM
أمريكا..وإستراتيجية الخروج من العراق! / طارق ديلواني



المصدر : موقع المختصر/

مجلة العصر / لأشهر قليلة مضت كان الحديث لدى الأمريكيين ينصب على إستراتيجية تعزيز قواتهم في العراق عبر جلب مزيد من الجنود أو توسيع دائرة جيش التحالف بما يخدم فكرة البقاء العسكري وتحقيق التفوق.

الآن وبعد أن غيرت المقاومة العراقية معالم الساحة العراقية، وبعد شهر ونصف من إجراء الانتخابات التي صُوّرت على أنها نقطة التحول نحو بداية الاستقرار في العراق، تحول الحديث إلى إستراتيجية أمريكية لبحث كيفية الخروج من المستنقع العراقي.

سقوط القتلى والجرحى في صفوف الجنود الأمريكيين يتواصل والتحالف العسكري في العراق ينهار شيئا فشيئا بانسحاب الدول المشاركة، فيما يزداد الشعور بفداحة الثمن المطلوب لتغطية نفقات المشروع الأمريكي في بلاد الرافدين، والأهم من ذلك كله أن أمريكا تخسر على كل الجبهات عسكريا وشعبيا خارجيا وداخليا إعلاميا واقتصاديا ...الخ مما دفع بالساسة الأمريكيين وصانعي القرار إلى الحديث جديا عن آليات الهرب والخروج قبل أن يستفحل الأمر أكثر.

ولعل أبرز ملامح الإستراتيجية الأمريكية المقبلة توسيع نطاق دور الأمم المتحدة في العراق سياسيا وعسكريا، وبدا هذا الأمر واضحا من خلال قيام لإدارة الأمريكية بجسّ نبض الدول الأوروبية وروسيا لمعرفة مدى استعداد هذه الدول لتطبيق الفكرة.

المثير أن الحديث عن إستراتيجية الخروج من العراق تأتي في موازاة الحديث أيضا عن نجاح الحرب الاستباقية التي خاضها بوش في العراق وأنها حركت مياه الشرق الأوسط الراكدة ودفعت بعض الدول للإصلاح، بل وأثارت الشعوب وحركتها في إشارة إلى انتفاضة اللبنانيين والانتخابات العراقية والفلسطينية وتحرك الشعب المصري تحت يافطة "كفاية "!

فبدأ الحديث عن ضرورة استكمال بناء أربع عشرة قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، وعدم وضع جدول زمني للخروج الأمريكي منه، حتى لا يستغله أعداء نجاح الديمقراطية، على حدّ تعبير المروجين للبقاء في العراق، وانتهاز الظروف المتأججة في المنطقة العربية، لكن صوت "الخروج" ظل أقوى وأعلى خاصة في الفترة الأخيرة بسبب الخسائر اليومية الفادحة.

إذا لا يمكن وصف الأمر إلا على أساس أنه محاولة أمريكية لركوب تيار الغضب الشعبي العربي لتأجيل إستراتيجية الخروج من العراق باستغلال إدارة الرئيس بوش التطورات المتلاحقة في العالم العربي، خاصة بعد اغتيال الرئيس الحريري، ومظاهرات "كفاية" للرئيس مبارك في مصر، والانتخابات البلدية في السعودية، لإبعاد الموضوع العراقي عن الجدل السياسي في أمريكا بمجرد انتهاء الانتخابات، ربما بسبب الوتيرة العالية للخسائر في أرواح الجنود الأمريكيين في العراق بمعدل ثلاثة جنود يوميا.

ويعتقد كثيرون أن القوات الأمريكية لن تخرج من العراق قبل مرور بضعة أعوام، قد تصل إلى عشرة أعوام أو أكثر. وبعد أن كان الحالمون بإحدى إستراتيجيات الخروج متعددة المراحل تبدأ بانتخابات عراقية من شأنها تهدئة العنف لمدة شهرين يمكن بعدها الانسحاب المرحلي من العراق، وليكن بعد ذلك ما يكون، انتهت الانتخابات ولم يتوقف العنف يوما واحدا.

والحقيقة أن إشكالية رغبة الأمريكيين في الخروج من العراق تتلخص في أن الأمريكيين دخلوا العراق دون إعداد أي إستراتيجية للخروج!

أما الإشكالية الثانية فهي المقاومة العراقية التي لم يتوقعها الأمريكيون..إذ اعتقد هؤلاء أنهم في نزهة لن تستغرق طويلا سيقومون خلالها بنصب تمثال الحرية مكان تمثال صدام وقضاء عدة ليال ثم العودة إلى الوطن!

المشكلة أيضا في نظرة الأمريكيين لورطتهم في العراق، فهي نظرة من برج عاجي ترفض الاعتراف بالهزيمة وتصر على تحقيق النصر الزائف، ومثال ذلك ما تراه كونداليزا رايس حول إستراتيجية الخروج الأمريكي من العراق، حيث ترى أنه يجب عدم استخدام تعبير إستراتيجية الخروج، وإنما إستراتيجية النجاح عبر دحر "المقاومة".

غير أن كل تلك التعريفات الغامضة للبقاء وإستراتيجية الخروج من العراق لم تقنع الديمقراطيين في الكونغرس، فطالب السناتور هاري ريد مثلا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، إدارة الرئيس بوش بتحديد إستراتيجية للخروج من العراق بشكل مشرف وكريم في ضوء الانتهاء من الخطوة الأولى، وهي الانتخابات التي أجريت في العراق. وقال إن على الرئيس بوش أن يعرف ما هو تعريف النصر في الحرب التي شنها على العراق، حتى يمكن ما الذي يجب عمله لكي يتم إنجاز المهمة. أما السناتور الديمقراطي البارز إدوارد كينيدي، فذهب إلى حد اقتراح خطة بالخطوات اللازم اتخاذها لتنفيذ إستراتيجية للخروج من العراق من قبيل:

- تحقيق فك الارتباط السياسي بين العراقيين والولايات المتحدة بأن تُـتاح للعراقيين حرية اتخاذ القرار بأنفسهم.

- فك الارتباط العسكري بين العراق والولايات المتحدة، وإعلان الرئيس بوش أنه ليس للولايات المتحدة نية للبقاء طويلا في العراق.

خلاصة القول إن على صقور بوش وأركان إدارته من المحافظين الجُدد أن يتخلوا عن قناعتهم بأن العراق سيُصبح نموذجا لنجاح الديمقراطية في الشرق الأوسط، لأن ما حدث في العراق لا يمكن أن ينسحب على باقي الدول العربية .. إنها مجرد ذريعة فقط للبقاء أطول وقت ممكن في "الوحل" العراقي!!

منصور بالله
15-04-2005, 10:03 PM
للمقاومة أكفان سيلتف فيها كل جنود امريكا وكل من ساند أمريكا ويعود إلى بلاده مذمومًا مدحورًا ....ذلك هي وإستراتيجية الخروج من العراق!