عبدالغفور الخطيب
09-04-2005, 09:12 PM
في ذكرى تأسيسه : يبقى البعث المشروع الأكثر قبولا
قبل ثمان وخمسين عاما انطلق حزب البعث ، مكثفا آلام الأمة العربية و آمالها صائغا رؤية الجماهير العربية في تشخيص أزماتها ، ومجسدا لحل تلك الأزمات بأهداف محورية واضحة وحاسمة وقاطعة ، أصبحت ملكا لكل عربي من المحيط الى الخليج ولم تعد وقفا على البعثيين ، فكان كل مثقف وطني غيور ولا يزال ، أثناء نقاشه لا يفتأ وان تنساب من فكره عبارات سبق للبعث ان بشر بها منذ وقت وهنا تتجسد عظمته ، وحتى من أراد ان يتمسك بموقعه في الحكم او من المثقفين الذين يتملقوا حكامهم فانهم يصفونهم بصفات باركها البعث او أراد ان تكون بالخيرين من أبناء الأمة .
لم يكن البعث يغفل عند وضع مشروعه أهمية الوسائل التي سيحقق من خلالها أهداف الأمة ، فكانت الأمة بأبنائها هي الوسيلة الأولى ، فقرن اسم العرب باسمه وشعاره ، لا من باب النظرة الشوفينية المقيتة ، ولا من باب الاستعلاء على غير العرب من ابناء الوطن العربي ، بل لكي يحدد ابرز صفات ساحة عمله وأهدافه من خلال هذا التخصيص ، فلا يوجد تسمية اكثر جدارة من تسمية هذا البحر من المواطنين الذين يسكنون الوطن اكثر من صفتهم بصفة العروبة ، وقد فهم الخيرون حسن مقاصده وانضووا تحت لواءه كشركاء حقيقيين لا كتابعين من درجة مختلفة فكان الكردي والتركماني و الأمازيغي وكل ابناء الإثنيات الذين ساهموا بجد في صيانة المبادئ والنضال في تحقيق الأهداف .
ولم يكن البعث ملحدا ولا كافرا بل كان منحازا للإيمان ضد الكفر ، ولكن دون الغوص في تفاصيل الطائفية والدينية المفرقة ، لأنه كان حزبا يدعو للتوحيد وليس للتفرقة ، فكان المسلمون بكل طوائفهم والنصارى بكل طوائفهم وكل من يدين بديانة ، له مكانا في البعث ليسهم بإبداع في مسيرته النضالية . ولأنه بعث لاستنهاض الأمة بأبهى صورها ، فقد استحضر ماضيها المتسامح مع كل المبدعين والمشجع لهم منذ أيام المأمون وعلى مر الزمن .
لم يكن البعث منغلقا وانطوائيا ، بل كان منفتحا على كل حركات التحرر بالعالم ، وقد كان يتعامل بأنفة و ندية مع كل قوى العالم ، يحاورها بكبرياء دون ان يمس بالثوابت الرئيسة للمبادئ ، وهذا ما وسع عليه دائرة العداء التي لم تعد إمبريالية وصهيونية فحسب ، بل أضيف إليها من يستمد شرعية بقاءه في الحكم فأخذ بالإنابة مضايقة البعث في تنظيماته في الوطن العربي ، وحكمه ( القلعة) في القطر العراقي .
لقد أدرك البعث ان لا حرية دون تحرر ولا اغتناء دون ذراع قوي يحمي الثروة ، فكان عمله يتناغم مع هذه الرؤية ، ممهدا لتأميم النفط ومطالبا باستخدامه أساسا لتقييم التبادل السلعي و التقني ، وعندما أحس أثناء معركة التأميم وكان يدركها سلفا ، ان طريق المجد الذي يختطه ، سيكون محفوفا بالمخاطر ، كان لا بد من تهيئة الذراع القوي الذي يحمي إنجازات الثورة ، فأعد جيشا قويا من الكوادر العسكرية و أردفه بجيوش من العلماء والمفكرين ليعطوا العمق الفلسفي والتقني و الإجرائي لما يقوم به .
ونتيجة لازدحام الزخم النضالي ، كان لا بد من استنفار الأعداء في كل بقاع الأرض من أجل إعاقة عملية الوثوب والنهوض تلك . وحدث ما حدث لا لسوء تخطيط كما يحلو للمشككين أن يسمونه ، بل لاختلال المعادلات المادية في المحصلة العامة . و أثبت البعث بأصالته ان لا تغيير في روحية النضال ومهما تكن النتائج مؤلمة ، فمن يدخل حقلا كله أشواك وأصبح في منتصفه ، فانه من الخير والمنطق له ان يكمله متقدما ، فالتقدم مؤلم والتراجع مؤلم أيضا ، لكن التقدم المؤلم هو الشرف بعينه والتراجع هو الهزيمة بعينها ، فلم ينهزم البعث.
وان كان شريط النتائج المادية هو ليس في صالحه آنيا ، لكن ما يحدث هو ان هناك إعادة صياغة لأمة بحالها في تلك المرحلة ، و نهاية السباق ستكون بعون الله للأمة و فرسانها في المقدمة وهم البعثيون .
من هنا نقول بان المشروع البعثي كان ولا يزال المشروع الأكثر قبولا لدى أبناء الأمة و هو المشروع الذي ستلتف حوله كل القوى الخيرة بإذن الله .
فتحية للبعث في عيد تأسيسه الثامن والخمسون .
تحية للقائد الرمز المجاهد صدام حسين
تحية لكل أسرى العراق والأمة العربية
تحية لكل من ذاق ألما وصبر في سبيل الله والوطن
تحية لكل مناضل بعثي شريف بقي على مبادئه ولم يرتكس
تحية لكل من أدرك ان البعث كان وما زال على حق في تشخيصه واقع الأمة .
تحية لشهداء ومناضلي فلسطين العربية
والله اكبر الله اكبر
قبل ثمان وخمسين عاما انطلق حزب البعث ، مكثفا آلام الأمة العربية و آمالها صائغا رؤية الجماهير العربية في تشخيص أزماتها ، ومجسدا لحل تلك الأزمات بأهداف محورية واضحة وحاسمة وقاطعة ، أصبحت ملكا لكل عربي من المحيط الى الخليج ولم تعد وقفا على البعثيين ، فكان كل مثقف وطني غيور ولا يزال ، أثناء نقاشه لا يفتأ وان تنساب من فكره عبارات سبق للبعث ان بشر بها منذ وقت وهنا تتجسد عظمته ، وحتى من أراد ان يتمسك بموقعه في الحكم او من المثقفين الذين يتملقوا حكامهم فانهم يصفونهم بصفات باركها البعث او أراد ان تكون بالخيرين من أبناء الأمة .
لم يكن البعث يغفل عند وضع مشروعه أهمية الوسائل التي سيحقق من خلالها أهداف الأمة ، فكانت الأمة بأبنائها هي الوسيلة الأولى ، فقرن اسم العرب باسمه وشعاره ، لا من باب النظرة الشوفينية المقيتة ، ولا من باب الاستعلاء على غير العرب من ابناء الوطن العربي ، بل لكي يحدد ابرز صفات ساحة عمله وأهدافه من خلال هذا التخصيص ، فلا يوجد تسمية اكثر جدارة من تسمية هذا البحر من المواطنين الذين يسكنون الوطن اكثر من صفتهم بصفة العروبة ، وقد فهم الخيرون حسن مقاصده وانضووا تحت لواءه كشركاء حقيقيين لا كتابعين من درجة مختلفة فكان الكردي والتركماني و الأمازيغي وكل ابناء الإثنيات الذين ساهموا بجد في صيانة المبادئ والنضال في تحقيق الأهداف .
ولم يكن البعث ملحدا ولا كافرا بل كان منحازا للإيمان ضد الكفر ، ولكن دون الغوص في تفاصيل الطائفية والدينية المفرقة ، لأنه كان حزبا يدعو للتوحيد وليس للتفرقة ، فكان المسلمون بكل طوائفهم والنصارى بكل طوائفهم وكل من يدين بديانة ، له مكانا في البعث ليسهم بإبداع في مسيرته النضالية . ولأنه بعث لاستنهاض الأمة بأبهى صورها ، فقد استحضر ماضيها المتسامح مع كل المبدعين والمشجع لهم منذ أيام المأمون وعلى مر الزمن .
لم يكن البعث منغلقا وانطوائيا ، بل كان منفتحا على كل حركات التحرر بالعالم ، وقد كان يتعامل بأنفة و ندية مع كل قوى العالم ، يحاورها بكبرياء دون ان يمس بالثوابت الرئيسة للمبادئ ، وهذا ما وسع عليه دائرة العداء التي لم تعد إمبريالية وصهيونية فحسب ، بل أضيف إليها من يستمد شرعية بقاءه في الحكم فأخذ بالإنابة مضايقة البعث في تنظيماته في الوطن العربي ، وحكمه ( القلعة) في القطر العراقي .
لقد أدرك البعث ان لا حرية دون تحرر ولا اغتناء دون ذراع قوي يحمي الثروة ، فكان عمله يتناغم مع هذه الرؤية ، ممهدا لتأميم النفط ومطالبا باستخدامه أساسا لتقييم التبادل السلعي و التقني ، وعندما أحس أثناء معركة التأميم وكان يدركها سلفا ، ان طريق المجد الذي يختطه ، سيكون محفوفا بالمخاطر ، كان لا بد من تهيئة الذراع القوي الذي يحمي إنجازات الثورة ، فأعد جيشا قويا من الكوادر العسكرية و أردفه بجيوش من العلماء والمفكرين ليعطوا العمق الفلسفي والتقني و الإجرائي لما يقوم به .
ونتيجة لازدحام الزخم النضالي ، كان لا بد من استنفار الأعداء في كل بقاع الأرض من أجل إعاقة عملية الوثوب والنهوض تلك . وحدث ما حدث لا لسوء تخطيط كما يحلو للمشككين أن يسمونه ، بل لاختلال المعادلات المادية في المحصلة العامة . و أثبت البعث بأصالته ان لا تغيير في روحية النضال ومهما تكن النتائج مؤلمة ، فمن يدخل حقلا كله أشواك وأصبح في منتصفه ، فانه من الخير والمنطق له ان يكمله متقدما ، فالتقدم مؤلم والتراجع مؤلم أيضا ، لكن التقدم المؤلم هو الشرف بعينه والتراجع هو الهزيمة بعينها ، فلم ينهزم البعث.
وان كان شريط النتائج المادية هو ليس في صالحه آنيا ، لكن ما يحدث هو ان هناك إعادة صياغة لأمة بحالها في تلك المرحلة ، و نهاية السباق ستكون بعون الله للأمة و فرسانها في المقدمة وهم البعثيون .
من هنا نقول بان المشروع البعثي كان ولا يزال المشروع الأكثر قبولا لدى أبناء الأمة و هو المشروع الذي ستلتف حوله كل القوى الخيرة بإذن الله .
فتحية للبعث في عيد تأسيسه الثامن والخمسون .
تحية للقائد الرمز المجاهد صدام حسين
تحية لكل أسرى العراق والأمة العربية
تحية لكل من ذاق ألما وصبر في سبيل الله والوطن
تحية لكل مناضل بعثي شريف بقي على مبادئه ولم يرتكس
تحية لكل من أدرك ان البعث كان وما زال على حق في تشخيصه واقع الأمة .
تحية لشهداء ومناضلي فلسطين العربية
والله اكبر الله اكبر