المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق المجاهد (الحلقة الثانية)



أبو العز الجبريني
19-05-2004, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

تصنيف
الشيخ المجاهد أبي عمر محمد بن عبد الله السيف
رئيس محكمة التمييز العليا في الشيشان

باب: ترك الجهاد من صفات المنافقين :

قال الله تعالى: «ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يَفْرَقون، لو يجدون ملجأً أو مغاراتٍ أو مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إليه وهم يَجْمَحون».
وقال الله تعالى: «فَرِحَ المُخَلَّفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يعلمون، فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق» رواه مسلم.

باب : في أن القعود عن الجهاد سبب للذل والهلاك وتسلط الأعداء :

قال الله تعالى: «لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة، وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم، يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون».
عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» أخرجه أحمد وأبو داود.
وعن أسلم أبي عمران قال غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس: مه مه، لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: «وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد.
قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية. رواه أبو داود.
وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت» أخرجه أبو داود.
وفي رواية لأحمد: «حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال».
وبعد أن بايع المسلمون أبا بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال: أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم» رواه ابن إسحاق، قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح.

باب: في وجوب وحدة المجاهدين وأن التفرق سبب للهزيمة :

قال الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
عن الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جُثى جهنم فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟ قال: «وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» رواه الترمذي وأحمد.
قيد: أي قدر.
الربقة: هي في الأصل العروة في حبل يجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها فاستعارها للإسلام، يعني ما شد المسلم به نفسه من عرى الإسلام أي حدوده وأحكامه.
وادعى بدعوى الجاهلية: أي نادى في الإسلام بنداء الجاهلية وعصبيتها.
جثى جهنم بضم الجيم: أي الشيء المجموع، وروي (من جُثِيِّ) بتشديد الياء وضم الجيم: جمع جاث من جثى على ركبتيه.

باب: في أسباب نصر المجاهدين وصفاتهم وترهيبهم من الذنوب :

قال الله تعالى: «إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم إن الله غفور حليم».
وقال الله تعالى: «أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير».
وقال الله تعالى: «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير».
وقال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».
وقال تعالى: «إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار».
وقال تعالى: «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور».
وقال تعالى: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم، التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين».
وقال تعالى: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فؤلئك هم الفاسقون».
فالصحابة رضي الله عنهم حققوا الإيمان التام، والعمل الصالح التام، فحصل لهم التمكين التام في الأرض، وحينما نقص إيمان من بعدهم نقص تمكينهم بحسب ما نقص من إيمانهم وأعمالهم الصالحة.
وقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين».
قال الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه اللهُ تعالى: (فأمرَ المجاهدين فيها بخمسةِ أشياءٍ ما اجتمعت في فئةٍ قط إلا نُصِرَتْ وإن قَلَّتْ وكَثُرَ عدُوها:
أحدِها: الثباتُ.
الثاني: كثرةُ ذكرِه سبحانه وتعالى.
الثالثِ: طاعتُه وطاعةُ رسوله.
الرابعِ: اتفاقُ الكلمةِ وعدمُ التنازعِ الذي يوجِبُ الفشلَ والوهنَ، وهو جندٌ يقوي به المتنازعون عدوهم عليهم فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام لايستطيع أحدٌ كسرها فإذا فرقها وصار كل منهم وحده كسرها كلها.
الخامس: ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه وهو الصبر.
فهذه خمسة أشياء تبتني عليها قبة النصر ومتى زالت أو بعضها زال من النصر بحسب ما نقص منها وإذا اجتمعت قوّى بعضها بعضا وصار لهم أثر عظيم في النصر ولما اجتمعت في الصحابة لم تقم لهم أمة من الأمم، وفتحوا الدنيا ودانت لهم العباد والبلاد، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعفت آل الأمر إلى ما آل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
عن فضالة بن عبيد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المجاهد من جاهد نفسه» رواه الترمذي وأحمد واللفظ له.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» متفق عليه.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف» رواه أبو داود.
وأنفق الكريمة: أي أنفق النفيسة من كل شيء.
وياسر الشريك: أي ساهل الرفيق وعامله باليسر.
ولم يرجع بالكفاف: أي لم يرجع لا له ولا عليه من ثواب تلك الغزوة وعقابها بل يرجع وقد لزمه الإثم.
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار، فقال رجل من القوم أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالارض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله، قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل السيف في الأرض، وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «إن الرجل يعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» رواه البخاري ومسلم.
قال ابن رجب: قوله: «فيما يبدو للناس» إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة.
الشاذة: الخارج والخارجة عن الجماعة، وأنث الكلمة على معنى النسمة أو التشبيه الخارج بشاذة الغنم والفاذة مثله.
وقيل: الشاذ: الخارج، والفاذ: المنفرد، والمعنى لا يلقى شيئا إلا قتله.
وذباب السيف طرفه الأسفل.

باب: في فضل الجراح في سبيل الله :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تضمّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون الدم، وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لو لا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل». رواه مسلم، وروى البخاري بعضه.
الكلم: الجرح.
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي، اللون لون الدم والريح ريح مسك» متفق عليه.

باب: فضل الشهادة والعمليات الاستشهادية :

قال الله تعالى: «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى بعضكم من بعض، فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب.«
وعن عتبة بن عبد السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة، ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله عز وجل حتى يقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق» رواه أحمد بإسناد جيد، والطبراني وابن حبان واللفظ له.
الممتحن: هو المشروح صدره، ومنه قوله تعالى: «أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى» :أي شرحها ووسعها.
فرق: خاف. والممصمصة: الممحصة المكفرة.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه» رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن.
وعن أنس رضي الله عنه قال: «جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة، وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا، وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: «فزت ورب الكعبة»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت الليلة رجلين أتياني، فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قالا أما هذه الدار فدار الشهداء» رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر - فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال: «يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى» رواه البخاري.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد مثل به، فوضع بين يديه، فذهبت أكشف وجهه فنهاني قومي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها» متفق عليه.
وعن نعيم بن همار أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الشهداء أفضل؟ قال: «الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه». رواه أحمد وأبو يعلى.
وعن البراء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد، فقال يا رسول الله أقاتل أوأسلم؟ قال: «أسلم ثم قاتل» فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمل قليلا وأجر كثيرا». متفق عليه وهذا لفظ البخاري.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين». رواه مسلم.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف قلت؟» قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك». رواه مسلم.

باب: في أن الشهيد لا يفتن في قبره والسبب في ذلك :

عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال: يا رسول ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: «كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة» رواه النسائي.
ببارقة السيف: أي السيوف البارقة، من البروق وهو اللمعان.

صدام العرب
20-05-2004, 03:52 AM
بارك الله بك وعليك