أبو العز الجبريني
19-05-2004, 03:42 PM
أخوتي الأحبة في الله ... السلام عليكم ورحمته وبركاته
في هذه المرة اخترت لكم هذا المقال المهم والذي يتحدث عن أخلاق المجاهد ، لكي نتعلم كيف نكون مجاهدين وما هو فضل المجاهدين وما هي درجاتهم ، وكل ما يتعلق بالمجاهدين ، علنا نشحذ هممنا قبل الآخرين ، فننضم إلى الموكب المبارك قريبا ، ويكون لنا دور جدي وفاعل ومؤثر في مجربات الأحداث من حولنا ، بدل أن نبقى في صفوف المتفرجين أو المفعول بهم ، ولأنه موضوع مهم وحيوي ، ولأن المقال فيه طويل ، ارتأيت أن أقسمه على حلقات خمس ، لدفع الإملال منه ، ولتعميم الفائدة ، والله من وراء القصد
أخلاق المجاهد
تصنيف
الشيخ المجاهد أبي عمر محمد بن عبد الله السيف
رئيس محكمة التمييز العليا في الشيشان
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.
فهذا الكتيب اشتمل على فضائل الجهاد، وصفات المجاهدين، أسباب النصر، وما أعد الله للمجاهدين والشهداء من النعيم المقيم والدرجات الرفيعة في الجنة، وقد كتب ليكون محرضا للمجاهدين ومرغبا لهم في الجهاد، ومرهبا من القعود عنه والركون إلى الدنيا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
باب : الإخلاص :
قال تعالى: «وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء».
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزى يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا شيء» فأعادها ثلاث مرات، قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا شيء»، ثم قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه» رواه أبو داود والنسائي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها، قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار» رواه مسلم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، وفي رواية: (يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية) وفي رواية: (يقاتل غضبا فمن في سبيل الله؟) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» متفق عليه.
باب : في أن الغاية من الجهاد أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الحكم لله تعالى :
قال الله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير».
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى» رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم» رواه أحمد.
باب : في وجوب الجهاد :
قال الله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».
قال الله تعالى: «انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون».
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا» رواه البخاري ومسلم.
باب: فضل الجهاد :
قال الله تعالى: «أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله، والله لا يهدي القوم الظالمين، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم».
عن النعمان بن بشير قال كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لاأعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم جمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل: «أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر» رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله» قيل: ثم ماذا؟ قال» الجهاد في سبيل الله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» متفق عليه. -
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: «الإيمان بالله والجهاد في سبيله» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: «لا تستطيعونه» فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول: «لا تستطيعونه» ثم قال: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولاصلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية البخاري: أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: «لا أجده» ثم قال: «هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر» فقال ومن يستطيع ذلك؟
باب: فضل المجاهد على سائر الناس :
قال الله تعالى: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة، وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما، درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما».
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل؟ قال: «مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله» قال: ثم من؟ قال: «مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره» متفق عليه.
شِعب: الطريق في الجبل.
باب: في أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» رواه أبو داود و الترمذي.
باب: في درجات المجاهدين في الجنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض» رواه البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة» فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها علي يا رسول الله، فأعادها عليه ثم قال: «وأخرى يرفع الله بها العبد مئة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» رواه مسلم.
باب: الجهاد ذروة سنام الإسلام :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: «لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل» ثم تلى: «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون» ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله» ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: «كف عليك هذا»، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم»، أو قال: «على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» رواه أحمد والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
الجُنَّة: هي ما يستجن به العبد كالمِجَنِّ الذي يقيه عن القتال، والصوم جُنة من المعاصي وجُنة من النار.
ذروة سنامه: وهو أعلى مافيه وأرفعه.
مِلاك ذلك: أي من مَلك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه.
في هذه المرة اخترت لكم هذا المقال المهم والذي يتحدث عن أخلاق المجاهد ، لكي نتعلم كيف نكون مجاهدين وما هو فضل المجاهدين وما هي درجاتهم ، وكل ما يتعلق بالمجاهدين ، علنا نشحذ هممنا قبل الآخرين ، فننضم إلى الموكب المبارك قريبا ، ويكون لنا دور جدي وفاعل ومؤثر في مجربات الأحداث من حولنا ، بدل أن نبقى في صفوف المتفرجين أو المفعول بهم ، ولأنه موضوع مهم وحيوي ، ولأن المقال فيه طويل ، ارتأيت أن أقسمه على حلقات خمس ، لدفع الإملال منه ، ولتعميم الفائدة ، والله من وراء القصد
أخلاق المجاهد
تصنيف
الشيخ المجاهد أبي عمر محمد بن عبد الله السيف
رئيس محكمة التمييز العليا في الشيشان
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.
فهذا الكتيب اشتمل على فضائل الجهاد، وصفات المجاهدين، أسباب النصر، وما أعد الله للمجاهدين والشهداء من النعيم المقيم والدرجات الرفيعة في الجنة، وقد كتب ليكون محرضا للمجاهدين ومرغبا لهم في الجهاد، ومرهبا من القعود عنه والركون إلى الدنيا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
باب : الإخلاص :
قال تعالى: «وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء».
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزى يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا شيء» فأعادها ثلاث مرات، قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا شيء»، ثم قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه» رواه أبو داود والنسائي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها، قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار» رواه مسلم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، وفي رواية: (يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية) وفي رواية: (يقاتل غضبا فمن في سبيل الله؟) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» متفق عليه.
باب : في أن الغاية من الجهاد أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الحكم لله تعالى :
قال الله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير».
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى» رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم» رواه أحمد.
باب : في وجوب الجهاد :
قال الله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».
قال الله تعالى: «انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون».
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا» رواه البخاري ومسلم.
باب: فضل الجهاد :
قال الله تعالى: «أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله، والله لا يهدي القوم الظالمين، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم».
عن النعمان بن بشير قال كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لاأعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم جمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل: «أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر» رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله» قيل: ثم ماذا؟ قال» الجهاد في سبيل الله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» متفق عليه. -
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: «الإيمان بالله والجهاد في سبيله» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: «لا تستطيعونه» فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول: «لا تستطيعونه» ثم قال: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولاصلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية البخاري: أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: «لا أجده» ثم قال: «هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر» فقال ومن يستطيع ذلك؟
باب: فضل المجاهد على سائر الناس :
قال الله تعالى: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة، وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما، درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما».
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل؟ قال: «مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله» قال: ثم من؟ قال: «مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره» متفق عليه.
شِعب: الطريق في الجبل.
باب: في أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» رواه أبو داود و الترمذي.
باب: في درجات المجاهدين في الجنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض» رواه البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة» فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها علي يا رسول الله، فأعادها عليه ثم قال: «وأخرى يرفع الله بها العبد مئة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» رواه مسلم.
باب: الجهاد ذروة سنام الإسلام :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: «لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل» ثم تلى: «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون» ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله» ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: «كف عليك هذا»، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم»، أو قال: «على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» رواه أحمد والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
الجُنَّة: هي ما يستجن به العبد كالمِجَنِّ الذي يقيه عن القتال، والصوم جُنة من المعاصي وجُنة من النار.
ذروة سنامه: وهو أعلى مافيه وأرفعه.
مِلاك ذلك: أي من مَلك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه.