منصور بالله
03-04-2005, 12:30 AM
المشروع الإسلامى ألد أعداء الغرب
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
المواطن فى أمريكا وأوروبا لا يعرف كثيرًا عن خفايا سياسة بلاده الخارجية ، ولا يعرف حقيقة حكامه ونزعتهم الاستعمارية وتسلطهم الدائم على الدول الفقيرة المستضعفة .. المواطن هناك لا يعرف الكثير عن سياسة حكوماته التى تقوم على استغلال الشعوب ونهب ثرواتها ..
حتى وإن علم هذا المواطن شيئـًا عن جور بلاده وجرائم حكامه فإنه يظل عاجزًا عن تقويم هذا النهج الاستعمارى الراسخ فى أذهان حكام تلك الدول الباغية ، والمواطن الغربى لا يتمتع بديمقراطية حقيقية وإنما بظواهر خادعة لا تقدم ولا تؤخر ..
صحيح ... يمكنه الوقوف فى أكبر ميادين بلاده ويعلن رأيه فى حكومته ويسب حاكمه ويلعن حكومته ثم يتوجه إلى بيته دون أن يخشى على نفسه وأهله وماله .. يفعل ذلك فى حماية الشرطة ويفعله فى وسائل الإعلام ، لكنه لا يستطيع أن يغير شيئـًا من سياسة بلاده .
الحرية هناك لها أشكال عديدة ، ولكن ليس من بينها تغيير سياسة البلاد الخارجية .. هناك حرية فى الفكر وحرية فى العقيدة وحرية فى الجنس وحرية فى اللهو والشذوذ ، ولكن لا توجد حرية فى أن تجبر الحكومة على تغيير سياستها الخارجية ، وهناك أسباب كثيرة لذلك ليس أهمها ما توفره هذه الحكومات لشعوبها من حياة رغدة ورفاهية مبالغ فيها تغطى كل جوانب المعيشة وتمنع المواطن من التفكير فى سياسة بلاده الجائرة ... الحكومات هناك أشبه بالراقصة التى تضمن لأولادها الجلوس دائمًا فى المقاعد الأمامية والمتميزة وجعلهم محط أنظار الجميع ... شعوب هذه الحكومات هم أبناء الراقصة الذين ينعمون بكل متع الحياة ولا يملكون محاسبة والدتهم على أسلوب حياتها المشين والمهين ، وإن خرج من بينهم من يفعل ذلك فلابد أنه سيواجه بحزم وقوة وسيتم تذكيره بأن أسلوب والدته فى الحياة هو الذى وفر له كل ما يتمتع به من نعم ورفاهية وأن كل شئ إنما جاء عن طريق هذا السقوط والتدنى ، ولذلك فإن حكومات الغرب بلا استثناء حريصة كل الحرص على تغييب عنصر الضمير فى مجتمعاتها وذلك عن طريق تهميش الدين وفصله عن السياسة ، وقد سنت لذلك من القوانين ما يضمن لها الاستمرار فى بغيها وقطعت الطريق عن كل صاحب مبدأ أو ضمير يطالب باحترام حقوق الآخرين ، وعلى الرغم من إحكام هذا الأمر إلا أننا نشاهد فى كل فترة خروج رجال شرفاء من بين هذه الأمم سواء كانوا كتابًا أو فلاسفة أو رجال دين أو قانون يطالبوا بالعدل والمساواة بين كل البشر ويطالبوا بعدم استعباد البشر والبعد عن استغلال الآخرين ونهب ثرواتهم ، لكن هؤلاء القوم يظلوا مهمشين وتظل أصواتهم خافتة وغير مؤثرة بسبب الحصار الإعلامى والتضييق الحكومى والمحاكمة إن اقتضت الضرورة ذلك .
والشعوب الغربية تثق كثيرًا فى إعلامها بسبب الحرفية الفائقة فى هذا الإعلام وبناء كل شئ على العلم والتخطيط ، ولذلك فإن المواطن الغربى يظل محاصرًا بإعلام كاذب يفسر له الأمور على غير حقيقتها ، فنراه ينفر من الإسلام ويخاف من المسلمين دون أن يعرف عن الإسلام شئ .
والعالم الآن يحكمه حفنة من الأجارم واللصوص ـ يسكن أقواهم فى عواصم الغرب ويسكن أضعفهم فى عواصم الشرق ، ومثلما نقول دائمًا ان حكامنا ليسوا من الشعوب فى شئ فإن الشعوب الأخرى ليست من حكامها فى شئ ، وتلك حقيقة يجب ألا نغفلها وأكبر دليل على صحتها هو هذا الانتشار الواسع للإسلام فى تلك الدول التى يحارب قادتها الإسلام ..
إن المواطن الغربى إذا ما تسرب له شعاع بسيط من نور الإسلام تمسك به تمسك الغريق بطوق النجاة ، وذلك لأنه يعيش الحياة بمظهر وليس بجوهر .. يعيشها خاليًا من العقيدة ومن الصفات الروحية الحميدة ، وبمجرد أن يتسرب له شعاع من هذا الدين العظيم نراه يسلم دون تردد ويبدع فى إسلامه ويتمسك بأحكامه ويقدمها على كل المتع الأخرى التى وفرها لها حكامه ، والمرأة الغربية إذا ما عرفت الشئ اليسير من هذا الدين نراها تلقى بكل متع الدنيا وراء ظهرها وتلتزم بالحجاب وطاعة الله وتعاليم الإسلام ، ويكفى أن نعرف أن الهاجس الأكبر لقوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية كان يتمثل فى التخوف الدائم والمتواصل والذى يصل إلى حد الرعب من اقتراب جنودهم من هذا الدين والاحتكاك بأهله ومعرفة ما أخفته بلادهم وأجهزة إعلامهم عنهم ، وفى حرب الخليج الثانية التى أطلقوا عليها زورًا ( حرب تحرير الكويت ) أسلم الآلاف من جنود أمريكا وبريطانيا بمجرد احتكاكهم القليل بهذا الدين ومعرفة الشئ اليسير منه ، ونفس الشئ يتكرر الآن فى العراق وبصورة أوسع وأكبر على الرغم من الجو العام الذى تفرضه الحروب وما يعيشه الجنود من خوف وعدم وجود فرصة حقيقة للتفكير والتمعن فى أمر هذا الدين ، إلا أنهم يسلمون بمجرد معرفتهم بحقيقة هذا الدين .
إن القليل من مكارم هذا الدين يكفى لنشر العدل والخير فى كل أرجاء الدنيا وإنقاذ البشرية من هذا الخراب والدمار الذى تعيشه ..
إننا نشاهد قوانين الغرب ولكن لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء وضعها ، ونقرأ دساتيرهم ولكن يخفى علينا مبرراتهم ، وأول ما سعت إليه العلمانية فى الغرب هو تنحية الدين جانبًا وفصله عن كل فروع الحياة ، وأصبح هذا الفصل يمثل الركيزة التى يعتمد عليها الغرب فى تنفيذ مشروعه الاستعمارى حيث أدركوا منذ اللحظة الأولى خطورة هذا الدين فى مشروعهم ، وان أى دين مهما كان هذا الدين يستطيع بقليل من تعاليمه نسف مخططهم والتصدى لتلك المشاريع الظالمة التى لا تعرف الرحمة أو العدل ، وسيظل الدين الإسلامى هو الهاجس الذى يخيف تلك الحفنة الفاسدة التى لم تترك فى العالم شبرًا آمنـًا إلا وأفسدته وجعلته يعيش فى خوف وترقب ورعب .
إن الدين الإسلامى هو القادر على اقامة الحجة وخلق قدر من الوسطية والاعتدال يربط بين الأمم دون جور أو زيف ، ولكى نعلم خطورة هذا الأمر علينا أن ندرك أن حكومات الغرب يمكنها أن تتسامح فى أى شئ إلا فى أمر واحد هو تمكين الدين وتمكين رموزه وفرض تعاليمه حتى لو كان هذا الدين دينهم الذى ارتضوه لأنفسهم ، فما بالنا لو كان المقصود هو الدين الإسلامى .. الدين الذى يقوم على أساس من العدل والمساواة وعدم استغلال الآخرين ، وقد فطن الغرب لذلك وتعامل مع الدين الإسلامى كعدو رئيسى ومشترك ، وإنه ليس حجر عثرة أمام مشروعهم الاستعمارى فحسب وإنما هو بمثابة الجبل الثقيل الذى ليس لارتفاعه نهاية ولا فى كتلته ثغرة ولا فى بنيانه نتوء وأنه العائق الحقيقى أمام مشروعهم الاستعمارى الذى يسمونه حضارى !!
إن قطعة الشيكولاته أو الجاتوه أو كوب الحليب الذى يوضع فى فم الطفل الأوروبى هو جزء مما نزع من فم الطفل العربى والمسلم والأفريقى .. يفعلون ذلك بمنتهى البرود والجمود وظلوا يفعلوه قرون طويلة حتى اتسعت الفجوة بين الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول ، ويمكن مشاهدة الفرق بمنتهى الوضوح فى وجه الطفل الأوروبى ووجه الطفل الأفريقى .. نشاهده فى أحداث غزة والفلوجة ، ونشاهده فى التعامل بإجرام مع كل قائد مسلم يحاول دفع الأذى عن بلاده ورد الضرر عن شعبه وإعادة الحقوق لأصحابها .
دول الغرب كلها تبحث الآن عن أسامه بن لادن لأنه مشروع الخير الذى سيجلب عليهم الدمار ويستخلص منهم الحقوق ويرفع عن الأمة الظلم ، والعجيب أن يساعدهم حكام العرب فى ذلك وأن يعيش بيننا من يطعن فى مبادئ الشيخ أسامه بن لادن ، ويعيش بيننا من يصور لنا أن الغرب تقدم علينا بسبب تنحيته للدين وتخلصه من قيوده ورموزه قائلاً إن أول ما فعلته الثورة الفرنسية تمثل فى شنق كل رموز الدين المسيحى والتخلص منهم من أجل اقامة حياة علمانية لا كلمة فيها للدين ، وإذا صح هذا فى الغرب فإنه لا يصح فى الشرق لأن تهميش الدين فى أوطاننا يعنى الهلاك والدمار ويدعم المشروع الغربى ويجهض كل محاولات الخلاص من تبعيتنا للغرب .
يقول الإمام محمد عبده ردًا على كل من يدعى أن الدين هو السبب فى تأخر الأمة : ( كذب الخراصون .. إن الدين أول معلم ، وأهدى أستاذ ، وأرشد قائد للأنفس إلى اكتساب العلوم والتوسع فى المعارف ، وأرحم مؤدب وأبصر مروض .. يطبع الأرواح على الآداب الحسنة والخلائق الكريمة .. الدين هو الذى رفع أمة كانت من أعرق الأمم فى التوحش والقسوة والخشونة ، فسما بها إلى أرقى مراقى الحكمة والمدنية فى أقرب مدة وهى الأمة العربية ) .
وفى سبيل تدمير كل مكسب يمكن أن تحققه الأمم المستضعفة تفعل الدول المستكبرة كل ما يمكن فعله فى سبيل خنق كل محاولات الإصلاح فى تلك الأمم ، وفى ذلك أيضًا يقول الإمام محمد عبده : ( بلغ الإجحاف بالشرقيين غايته ، ووصل العدوان فيهم نهايته ، وأدرك المتغلب عليهم نكايته ، خصوصًا فى المسلمين منهم ـ فمنهم ملوك أنزلوا عن عروشهم جورًا ، وذوو حقوق فى الامرة حرموا حقوقه ظلمًا ، وأعزاء باتوا أذلاء ، وأجلاء أصبحوا حقراء ، وأغنياء أمسوا فقراء ، وأصحاء أصبحوا سقامًا ، وأسود تحولت أنعامًا ) وهذا ما نعيشه واقعًا ، حيث استبعاد الصالحين من الأمة وتولية الأراذل واللصوص ومحاصرة الأصحاء والأسود من أجل خلق أنظمة فاسدة توالى الغرب وتساعده على مواصلة مشروعه الاستعمارى .
ورفاهية الغرب ينول قسط منها ملوك الشرق ، وما ينعم به لصوص الغرب يصل بعض منه إلى كلاب الشرق متمثلا فى الحكام وحاشيتهم ومعاونيهم ، ومنظومة الشيطان التى تحكم بلادنا لم تترك بابًا للإصلاح إلا وقفلته ووضعت على بابه من يضبط إيقاع هذا العمل ويقننه تحت مسمى احترام القانون ... على كل باب يقف شيطان صغير ينفذ سياسة شيطان أكبر ، وقد توافق أى دولة من دول العالم على اقامة حزب علمانى ، لكن أى منها لا يوافق أبدًا على اقامة حزب دينى لا فى الشرق ولا فى الغرب ولا فى الدول المتقدمة أو المتأخرة ، والاستثناء الوحيد فى ذلك هى إسرائيل التى نراها فى توسع وانتشار لتمسكها بدينها حتى لو كان فاسدًا ومشوهًا إلا أنهم تمسكوا به حتى ملكوا مفاتيح كل شئ وأصبحت كل الديانات تعمل لنصرتهم .. المسيحية متمثلة فى عصابة الغرب ، والإسلام متمثلا فى ملوك الشرق .. كلهم يعملون لنصرة اليهودية وتمكينها بعد أن جعلت إسرائيل من الدين أساس حركتها ونهضتها وسطوتها ، وقد أعطاها الله ما أرادت (( كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا )) ويقول جل شأنه : (( َمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )) .
ولأنه لا يصلح الأنفس غير الدين فقد يذهب الحاكم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وينقل تجارب الآخرين ، لكنه يظل عاجزًا عن تحقيق النهضة لبلاده ويظل مشروعه مشوهًا ويزداد تشوهًا كلما ابتعد عن الدين ... لقد شاهدنا الشيوعية وهو تزدهر ثم شاهدناها وهى تسقط ، وشاهدنا الرأسمالية وهى تزدهر ، ومن يعش منا سيشاهدها وهى تسقط لا محالة ... ستظهر تجارب كثيرة وتختفى تجارب كثيرة ، وفى النهاية لن يصلح أحوال الدنيا غير الدين ، ولن يصلح أى دين على وجه الأرض إلا إذا صلح الإسلام وتسيد وهيمن على باقى الرسالات ، ونحن الآن نعيش مرحلة من مراحل تجارب الحكام وبعدهم عن الإسلام ، وقد لا نبلغ التجربة الحقيقية التى سوف يتسيد فيها الإسلام ويعتدل فيها الميزان ، لكننا على كل حال مطالبين بالأخذ بالأسباب والعمل قدر المستطاع على تمكين دين الحق مهما كانت درجة تمكن الباطل ومهما بعدت مسافة الإصلاح ومهما عزت الوسائل وصعبت المهام نظل كأفراد وجماعات مطالبون بمقاومة الباطل وتمكين دين الحق ونشر تعاليم الإسلام ... ولا دخل لنا بالنتائج .
علينا ألا نستصغر الأفعال ، ولا نحقر المقاومة ، ولا نستعجل النتائج ، وعلينا ألا ننسى أن أسامه بن لادن وهو فرد ومعه عدة أفراد هزموا أمريكا ـ وهى امبراطورية ـ هزموها فى عقر دارها فى لحظة ما وفى توقيت ما وفى معركة ما ... لا أحد ينكر ذلك ، ومازال أسامه بن لادن حيًا وبوش حيًا وآثار المعارك ماثلة للعيان !!
ليس المطلوب إفناء أمريكا فهى الشر الباقى إلى يوم الدين .. الشر الذى ينتقل من روما إلى لندن إلى باريس إلى واشنطن مرورًا بكل عواصم الشر الأخرى ... المطلوب فقط هو مواصلة التحدى والمحافظة على روح المقاومة والابقاء على بذور الحق إلى أن تجد التربة المناسبة والجو الملائم للإنبات والازدهار والتمكن ... لو كان الأمر أمر معركة لكفى الحياة جيل واحد ، لكنه صراع الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وينصر الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين .
يذهب خالد بن الوليد ويأتى صلاح الدين ، ويذهب صلاح الدين ويأتى أسامه بن لادن ، وسيذهب أسامه بن لادن ويأتى آخرون ، وهؤلاء شواهد علينا وحجج على أعمالنا .. من حضر أيام الرسول كيف كان حاله ، ومن حضر من الأمة أيام خالد كيف كان حاله .. هل تقاعس .. هل تهرب .. هل ساعد .. هل أيد .. هل كان من الخوالف أم كان ممن تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنـًا على أنهم لم يجدوا وسيلة تبلغهم الجهاد ... نفس الحال ينطبق على من كان فى عهد صلاح الدين ... من كان معه ومن خالفه ، وينطبق على أسامه بن لادن .. من كان معه ومن خالفه ... إنهم الرموز التى تكشف النفوس .. يلتف حولها من يؤمن ويبعد عنها من يكفر ..
هل تركنا أسامه بن لادن يصلى فى المسجد بمفرده أم امتلأ عليه المسجد عن آخره ... الميدان هو المسجد ، وفراغ الميدان أشبه بفراغ المسجد ، ولن ينتصر الإسلام إلا إذا امتلئ الميدان ، وليس لدينا حجة ، فكلمات أسامه بن لادن تصل إلينا ونحن فى بيوتنا ، وحجته علينا فاقت حجتنا عليه ، فليس هناك ما يمنعنا من نصرة دين الله إذا ما كان الثمن هو رضا الله ... ميادين الجهاد مفتوحة عن آخرها وتقرب منا كل يوم أكثر وأكثر حتى لا تكون هناك حجة لنا ... من لم يستطيع أن يجاهد فى البلقان فقد اقترب منه الجهاد أكثر وصار فى أفغانستان ومن بعدت عليه الشقه فقد اقترب الميزان أكثر وأكثر وأصبح مفتوحًا على آخره فى العراق ، ومن لم يستطع الجهاد فى العراق فعليه الجهاد فى بلده ففيها الشر كله متمثلا فى الحكام .. إن الله ينقل إلينا الأرض فماذا نحن فاعلون ؟!! .... لقد أمد الله فرع الجهاد وأوصله للراقد والنائم والكسول والخامل حتى أصبح الميدان فى صحن البيت وفى حجرة النوم وفى وسط الأمة وعلى حدود السعودية وسوريا والأردن والكويت وإيران وتركيا وعلى مرمى حجر من باقى الدول العربية والإسلامية ... هل ننتظر من يفتح لنا الفم ويطعمنا الشهادة ؟!!
كيف نترك الكفار يتجمعون علينا من كل قارات الدنيا ولا نخطوا خطوة واحدة نحو نصرة الحق على أرض أوطاننا ؟!!
كيف تجمعوا على الباطل وتفرقنا على الحق ؟!!
لماذا لا نقول مقولة عبدالعزيز جاويش الذى ترك وظيفته وفضل عليها العمل الوطنى بعد أن فشلت ثورة عرابى ووصل اليأس إلى ذروته وضاع الرجاء من الأمة واحتل الانجليز مصر ... عندها وقف الشيخ عبدالعزيز جاويش وتساءل بكلمات تصلح اليوم لقولها فى العراق وسائر أوطاننا المحتلة : ( كيف لا نبذل كل مرتخص وغالٍ فى سبيل تحرير الوطن وقطع اليد الغاصبة له جزاء بما كسبت ... لنرفع أصواتنا حتى نطرق بها أبواب السماء فنستنزل المقت والسخط على من دخلوا بلادنا وقبضوا بأيدى جبروتهم على نواصينا واستخدموا فى سبيل اصابة غرضهم أفرادًا إذا ما لقوكم قالوا إنا لكم ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين" ) .
علينا أن نتمسك بالإسلام دومًا ففيه النجاة ، ونظل رافعين على الدوام لافتة : الإسلام هو الحل ، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز .
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
mahmoudshanap@hotmail.com
المواطن فى أمريكا وأوروبا لا يعرف كثيرًا عن خفايا سياسة بلاده الخارجية ، ولا يعرف حقيقة حكامه ونزعتهم الاستعمارية وتسلطهم الدائم على الدول الفقيرة المستضعفة .. المواطن هناك لا يعرف الكثير عن سياسة حكوماته التى تقوم على استغلال الشعوب ونهب ثرواتها ..
حتى وإن علم هذا المواطن شيئـًا عن جور بلاده وجرائم حكامه فإنه يظل عاجزًا عن تقويم هذا النهج الاستعمارى الراسخ فى أذهان حكام تلك الدول الباغية ، والمواطن الغربى لا يتمتع بديمقراطية حقيقية وإنما بظواهر خادعة لا تقدم ولا تؤخر ..
صحيح ... يمكنه الوقوف فى أكبر ميادين بلاده ويعلن رأيه فى حكومته ويسب حاكمه ويلعن حكومته ثم يتوجه إلى بيته دون أن يخشى على نفسه وأهله وماله .. يفعل ذلك فى حماية الشرطة ويفعله فى وسائل الإعلام ، لكنه لا يستطيع أن يغير شيئـًا من سياسة بلاده .
الحرية هناك لها أشكال عديدة ، ولكن ليس من بينها تغيير سياسة البلاد الخارجية .. هناك حرية فى الفكر وحرية فى العقيدة وحرية فى الجنس وحرية فى اللهو والشذوذ ، ولكن لا توجد حرية فى أن تجبر الحكومة على تغيير سياستها الخارجية ، وهناك أسباب كثيرة لذلك ليس أهمها ما توفره هذه الحكومات لشعوبها من حياة رغدة ورفاهية مبالغ فيها تغطى كل جوانب المعيشة وتمنع المواطن من التفكير فى سياسة بلاده الجائرة ... الحكومات هناك أشبه بالراقصة التى تضمن لأولادها الجلوس دائمًا فى المقاعد الأمامية والمتميزة وجعلهم محط أنظار الجميع ... شعوب هذه الحكومات هم أبناء الراقصة الذين ينعمون بكل متع الحياة ولا يملكون محاسبة والدتهم على أسلوب حياتها المشين والمهين ، وإن خرج من بينهم من يفعل ذلك فلابد أنه سيواجه بحزم وقوة وسيتم تذكيره بأن أسلوب والدته فى الحياة هو الذى وفر له كل ما يتمتع به من نعم ورفاهية وأن كل شئ إنما جاء عن طريق هذا السقوط والتدنى ، ولذلك فإن حكومات الغرب بلا استثناء حريصة كل الحرص على تغييب عنصر الضمير فى مجتمعاتها وذلك عن طريق تهميش الدين وفصله عن السياسة ، وقد سنت لذلك من القوانين ما يضمن لها الاستمرار فى بغيها وقطعت الطريق عن كل صاحب مبدأ أو ضمير يطالب باحترام حقوق الآخرين ، وعلى الرغم من إحكام هذا الأمر إلا أننا نشاهد فى كل فترة خروج رجال شرفاء من بين هذه الأمم سواء كانوا كتابًا أو فلاسفة أو رجال دين أو قانون يطالبوا بالعدل والمساواة بين كل البشر ويطالبوا بعدم استعباد البشر والبعد عن استغلال الآخرين ونهب ثرواتهم ، لكن هؤلاء القوم يظلوا مهمشين وتظل أصواتهم خافتة وغير مؤثرة بسبب الحصار الإعلامى والتضييق الحكومى والمحاكمة إن اقتضت الضرورة ذلك .
والشعوب الغربية تثق كثيرًا فى إعلامها بسبب الحرفية الفائقة فى هذا الإعلام وبناء كل شئ على العلم والتخطيط ، ولذلك فإن المواطن الغربى يظل محاصرًا بإعلام كاذب يفسر له الأمور على غير حقيقتها ، فنراه ينفر من الإسلام ويخاف من المسلمين دون أن يعرف عن الإسلام شئ .
والعالم الآن يحكمه حفنة من الأجارم واللصوص ـ يسكن أقواهم فى عواصم الغرب ويسكن أضعفهم فى عواصم الشرق ، ومثلما نقول دائمًا ان حكامنا ليسوا من الشعوب فى شئ فإن الشعوب الأخرى ليست من حكامها فى شئ ، وتلك حقيقة يجب ألا نغفلها وأكبر دليل على صحتها هو هذا الانتشار الواسع للإسلام فى تلك الدول التى يحارب قادتها الإسلام ..
إن المواطن الغربى إذا ما تسرب له شعاع بسيط من نور الإسلام تمسك به تمسك الغريق بطوق النجاة ، وذلك لأنه يعيش الحياة بمظهر وليس بجوهر .. يعيشها خاليًا من العقيدة ومن الصفات الروحية الحميدة ، وبمجرد أن يتسرب له شعاع من هذا الدين العظيم نراه يسلم دون تردد ويبدع فى إسلامه ويتمسك بأحكامه ويقدمها على كل المتع الأخرى التى وفرها لها حكامه ، والمرأة الغربية إذا ما عرفت الشئ اليسير من هذا الدين نراها تلقى بكل متع الدنيا وراء ظهرها وتلتزم بالحجاب وطاعة الله وتعاليم الإسلام ، ويكفى أن نعرف أن الهاجس الأكبر لقوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية كان يتمثل فى التخوف الدائم والمتواصل والذى يصل إلى حد الرعب من اقتراب جنودهم من هذا الدين والاحتكاك بأهله ومعرفة ما أخفته بلادهم وأجهزة إعلامهم عنهم ، وفى حرب الخليج الثانية التى أطلقوا عليها زورًا ( حرب تحرير الكويت ) أسلم الآلاف من جنود أمريكا وبريطانيا بمجرد احتكاكهم القليل بهذا الدين ومعرفة الشئ اليسير منه ، ونفس الشئ يتكرر الآن فى العراق وبصورة أوسع وأكبر على الرغم من الجو العام الذى تفرضه الحروب وما يعيشه الجنود من خوف وعدم وجود فرصة حقيقة للتفكير والتمعن فى أمر هذا الدين ، إلا أنهم يسلمون بمجرد معرفتهم بحقيقة هذا الدين .
إن القليل من مكارم هذا الدين يكفى لنشر العدل والخير فى كل أرجاء الدنيا وإنقاذ البشرية من هذا الخراب والدمار الذى تعيشه ..
إننا نشاهد قوانين الغرب ولكن لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء وضعها ، ونقرأ دساتيرهم ولكن يخفى علينا مبرراتهم ، وأول ما سعت إليه العلمانية فى الغرب هو تنحية الدين جانبًا وفصله عن كل فروع الحياة ، وأصبح هذا الفصل يمثل الركيزة التى يعتمد عليها الغرب فى تنفيذ مشروعه الاستعمارى حيث أدركوا منذ اللحظة الأولى خطورة هذا الدين فى مشروعهم ، وان أى دين مهما كان هذا الدين يستطيع بقليل من تعاليمه نسف مخططهم والتصدى لتلك المشاريع الظالمة التى لا تعرف الرحمة أو العدل ، وسيظل الدين الإسلامى هو الهاجس الذى يخيف تلك الحفنة الفاسدة التى لم تترك فى العالم شبرًا آمنـًا إلا وأفسدته وجعلته يعيش فى خوف وترقب ورعب .
إن الدين الإسلامى هو القادر على اقامة الحجة وخلق قدر من الوسطية والاعتدال يربط بين الأمم دون جور أو زيف ، ولكى نعلم خطورة هذا الأمر علينا أن ندرك أن حكومات الغرب يمكنها أن تتسامح فى أى شئ إلا فى أمر واحد هو تمكين الدين وتمكين رموزه وفرض تعاليمه حتى لو كان هذا الدين دينهم الذى ارتضوه لأنفسهم ، فما بالنا لو كان المقصود هو الدين الإسلامى .. الدين الذى يقوم على أساس من العدل والمساواة وعدم استغلال الآخرين ، وقد فطن الغرب لذلك وتعامل مع الدين الإسلامى كعدو رئيسى ومشترك ، وإنه ليس حجر عثرة أمام مشروعهم الاستعمارى فحسب وإنما هو بمثابة الجبل الثقيل الذى ليس لارتفاعه نهاية ولا فى كتلته ثغرة ولا فى بنيانه نتوء وأنه العائق الحقيقى أمام مشروعهم الاستعمارى الذى يسمونه حضارى !!
إن قطعة الشيكولاته أو الجاتوه أو كوب الحليب الذى يوضع فى فم الطفل الأوروبى هو جزء مما نزع من فم الطفل العربى والمسلم والأفريقى .. يفعلون ذلك بمنتهى البرود والجمود وظلوا يفعلوه قرون طويلة حتى اتسعت الفجوة بين الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول ، ويمكن مشاهدة الفرق بمنتهى الوضوح فى وجه الطفل الأوروبى ووجه الطفل الأفريقى .. نشاهده فى أحداث غزة والفلوجة ، ونشاهده فى التعامل بإجرام مع كل قائد مسلم يحاول دفع الأذى عن بلاده ورد الضرر عن شعبه وإعادة الحقوق لأصحابها .
دول الغرب كلها تبحث الآن عن أسامه بن لادن لأنه مشروع الخير الذى سيجلب عليهم الدمار ويستخلص منهم الحقوق ويرفع عن الأمة الظلم ، والعجيب أن يساعدهم حكام العرب فى ذلك وأن يعيش بيننا من يطعن فى مبادئ الشيخ أسامه بن لادن ، ويعيش بيننا من يصور لنا أن الغرب تقدم علينا بسبب تنحيته للدين وتخلصه من قيوده ورموزه قائلاً إن أول ما فعلته الثورة الفرنسية تمثل فى شنق كل رموز الدين المسيحى والتخلص منهم من أجل اقامة حياة علمانية لا كلمة فيها للدين ، وإذا صح هذا فى الغرب فإنه لا يصح فى الشرق لأن تهميش الدين فى أوطاننا يعنى الهلاك والدمار ويدعم المشروع الغربى ويجهض كل محاولات الخلاص من تبعيتنا للغرب .
يقول الإمام محمد عبده ردًا على كل من يدعى أن الدين هو السبب فى تأخر الأمة : ( كذب الخراصون .. إن الدين أول معلم ، وأهدى أستاذ ، وأرشد قائد للأنفس إلى اكتساب العلوم والتوسع فى المعارف ، وأرحم مؤدب وأبصر مروض .. يطبع الأرواح على الآداب الحسنة والخلائق الكريمة .. الدين هو الذى رفع أمة كانت من أعرق الأمم فى التوحش والقسوة والخشونة ، فسما بها إلى أرقى مراقى الحكمة والمدنية فى أقرب مدة وهى الأمة العربية ) .
وفى سبيل تدمير كل مكسب يمكن أن تحققه الأمم المستضعفة تفعل الدول المستكبرة كل ما يمكن فعله فى سبيل خنق كل محاولات الإصلاح فى تلك الأمم ، وفى ذلك أيضًا يقول الإمام محمد عبده : ( بلغ الإجحاف بالشرقيين غايته ، ووصل العدوان فيهم نهايته ، وأدرك المتغلب عليهم نكايته ، خصوصًا فى المسلمين منهم ـ فمنهم ملوك أنزلوا عن عروشهم جورًا ، وذوو حقوق فى الامرة حرموا حقوقه ظلمًا ، وأعزاء باتوا أذلاء ، وأجلاء أصبحوا حقراء ، وأغنياء أمسوا فقراء ، وأصحاء أصبحوا سقامًا ، وأسود تحولت أنعامًا ) وهذا ما نعيشه واقعًا ، حيث استبعاد الصالحين من الأمة وتولية الأراذل واللصوص ومحاصرة الأصحاء والأسود من أجل خلق أنظمة فاسدة توالى الغرب وتساعده على مواصلة مشروعه الاستعمارى .
ورفاهية الغرب ينول قسط منها ملوك الشرق ، وما ينعم به لصوص الغرب يصل بعض منه إلى كلاب الشرق متمثلا فى الحكام وحاشيتهم ومعاونيهم ، ومنظومة الشيطان التى تحكم بلادنا لم تترك بابًا للإصلاح إلا وقفلته ووضعت على بابه من يضبط إيقاع هذا العمل ويقننه تحت مسمى احترام القانون ... على كل باب يقف شيطان صغير ينفذ سياسة شيطان أكبر ، وقد توافق أى دولة من دول العالم على اقامة حزب علمانى ، لكن أى منها لا يوافق أبدًا على اقامة حزب دينى لا فى الشرق ولا فى الغرب ولا فى الدول المتقدمة أو المتأخرة ، والاستثناء الوحيد فى ذلك هى إسرائيل التى نراها فى توسع وانتشار لتمسكها بدينها حتى لو كان فاسدًا ومشوهًا إلا أنهم تمسكوا به حتى ملكوا مفاتيح كل شئ وأصبحت كل الديانات تعمل لنصرتهم .. المسيحية متمثلة فى عصابة الغرب ، والإسلام متمثلا فى ملوك الشرق .. كلهم يعملون لنصرة اليهودية وتمكينها بعد أن جعلت إسرائيل من الدين أساس حركتها ونهضتها وسطوتها ، وقد أعطاها الله ما أرادت (( كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا )) ويقول جل شأنه : (( َمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )) .
ولأنه لا يصلح الأنفس غير الدين فقد يذهب الحاكم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وينقل تجارب الآخرين ، لكنه يظل عاجزًا عن تحقيق النهضة لبلاده ويظل مشروعه مشوهًا ويزداد تشوهًا كلما ابتعد عن الدين ... لقد شاهدنا الشيوعية وهو تزدهر ثم شاهدناها وهى تسقط ، وشاهدنا الرأسمالية وهى تزدهر ، ومن يعش منا سيشاهدها وهى تسقط لا محالة ... ستظهر تجارب كثيرة وتختفى تجارب كثيرة ، وفى النهاية لن يصلح أحوال الدنيا غير الدين ، ولن يصلح أى دين على وجه الأرض إلا إذا صلح الإسلام وتسيد وهيمن على باقى الرسالات ، ونحن الآن نعيش مرحلة من مراحل تجارب الحكام وبعدهم عن الإسلام ، وقد لا نبلغ التجربة الحقيقية التى سوف يتسيد فيها الإسلام ويعتدل فيها الميزان ، لكننا على كل حال مطالبين بالأخذ بالأسباب والعمل قدر المستطاع على تمكين دين الحق مهما كانت درجة تمكن الباطل ومهما بعدت مسافة الإصلاح ومهما عزت الوسائل وصعبت المهام نظل كأفراد وجماعات مطالبون بمقاومة الباطل وتمكين دين الحق ونشر تعاليم الإسلام ... ولا دخل لنا بالنتائج .
علينا ألا نستصغر الأفعال ، ولا نحقر المقاومة ، ولا نستعجل النتائج ، وعلينا ألا ننسى أن أسامه بن لادن وهو فرد ومعه عدة أفراد هزموا أمريكا ـ وهى امبراطورية ـ هزموها فى عقر دارها فى لحظة ما وفى توقيت ما وفى معركة ما ... لا أحد ينكر ذلك ، ومازال أسامه بن لادن حيًا وبوش حيًا وآثار المعارك ماثلة للعيان !!
ليس المطلوب إفناء أمريكا فهى الشر الباقى إلى يوم الدين .. الشر الذى ينتقل من روما إلى لندن إلى باريس إلى واشنطن مرورًا بكل عواصم الشر الأخرى ... المطلوب فقط هو مواصلة التحدى والمحافظة على روح المقاومة والابقاء على بذور الحق إلى أن تجد التربة المناسبة والجو الملائم للإنبات والازدهار والتمكن ... لو كان الأمر أمر معركة لكفى الحياة جيل واحد ، لكنه صراع الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وينصر الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين .
يذهب خالد بن الوليد ويأتى صلاح الدين ، ويذهب صلاح الدين ويأتى أسامه بن لادن ، وسيذهب أسامه بن لادن ويأتى آخرون ، وهؤلاء شواهد علينا وحجج على أعمالنا .. من حضر أيام الرسول كيف كان حاله ، ومن حضر من الأمة أيام خالد كيف كان حاله .. هل تقاعس .. هل تهرب .. هل ساعد .. هل أيد .. هل كان من الخوالف أم كان ممن تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنـًا على أنهم لم يجدوا وسيلة تبلغهم الجهاد ... نفس الحال ينطبق على من كان فى عهد صلاح الدين ... من كان معه ومن خالفه ، وينطبق على أسامه بن لادن .. من كان معه ومن خالفه ... إنهم الرموز التى تكشف النفوس .. يلتف حولها من يؤمن ويبعد عنها من يكفر ..
هل تركنا أسامه بن لادن يصلى فى المسجد بمفرده أم امتلأ عليه المسجد عن آخره ... الميدان هو المسجد ، وفراغ الميدان أشبه بفراغ المسجد ، ولن ينتصر الإسلام إلا إذا امتلئ الميدان ، وليس لدينا حجة ، فكلمات أسامه بن لادن تصل إلينا ونحن فى بيوتنا ، وحجته علينا فاقت حجتنا عليه ، فليس هناك ما يمنعنا من نصرة دين الله إذا ما كان الثمن هو رضا الله ... ميادين الجهاد مفتوحة عن آخرها وتقرب منا كل يوم أكثر وأكثر حتى لا تكون هناك حجة لنا ... من لم يستطيع أن يجاهد فى البلقان فقد اقترب منه الجهاد أكثر وصار فى أفغانستان ومن بعدت عليه الشقه فقد اقترب الميزان أكثر وأكثر وأصبح مفتوحًا على آخره فى العراق ، ومن لم يستطع الجهاد فى العراق فعليه الجهاد فى بلده ففيها الشر كله متمثلا فى الحكام .. إن الله ينقل إلينا الأرض فماذا نحن فاعلون ؟!! .... لقد أمد الله فرع الجهاد وأوصله للراقد والنائم والكسول والخامل حتى أصبح الميدان فى صحن البيت وفى حجرة النوم وفى وسط الأمة وعلى حدود السعودية وسوريا والأردن والكويت وإيران وتركيا وعلى مرمى حجر من باقى الدول العربية والإسلامية ... هل ننتظر من يفتح لنا الفم ويطعمنا الشهادة ؟!!
كيف نترك الكفار يتجمعون علينا من كل قارات الدنيا ولا نخطوا خطوة واحدة نحو نصرة الحق على أرض أوطاننا ؟!!
كيف تجمعوا على الباطل وتفرقنا على الحق ؟!!
لماذا لا نقول مقولة عبدالعزيز جاويش الذى ترك وظيفته وفضل عليها العمل الوطنى بعد أن فشلت ثورة عرابى ووصل اليأس إلى ذروته وضاع الرجاء من الأمة واحتل الانجليز مصر ... عندها وقف الشيخ عبدالعزيز جاويش وتساءل بكلمات تصلح اليوم لقولها فى العراق وسائر أوطاننا المحتلة : ( كيف لا نبذل كل مرتخص وغالٍ فى سبيل تحرير الوطن وقطع اليد الغاصبة له جزاء بما كسبت ... لنرفع أصواتنا حتى نطرق بها أبواب السماء فنستنزل المقت والسخط على من دخلوا بلادنا وقبضوا بأيدى جبروتهم على نواصينا واستخدموا فى سبيل اصابة غرضهم أفرادًا إذا ما لقوكم قالوا إنا لكم ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين" ) .
علينا أن نتمسك بالإسلام دومًا ففيه النجاة ، ونظل رافعين على الدوام لافتة : الإسلام هو الحل ، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز .