عبدالغفور الخطيب
01-04-2005, 03:23 PM
الممــــــــــاليك
يكاد أمر هؤلاء المماليك أن يكون فريدا بالتاريخ ، إذ أنه كما يلاحظ من إسمهم ، فهم طبقة من الأرقاء الذين كانوا في خدمة البلاط والدولة فيما مضى ، والغرابة الأكثر هي أن هؤلاء استطاعوا أن يحكموا حوالي (267) عاما ودون أن بكون الحكم في الوراثة !
أما كيفية وصولهم للحكم ، فان الخليفة ( المستعصم ) آخر خلفاء العباسيين في بغداد قد أهدى للملك الأيوبي ( الصالح نجم الدين أيوب ) جارية تركية أو أرمنية . وقد أنجبت من الملك الصالح ولدا فأعتقها وتزوجها ، وبعد موته حكمت لمدة ثمانين يوما ، فأرسل الخليفة ( المستعصم ) يعاتب أمراء مصر ( ان كان ما بقي عندكم رجل تولونه ، فقولوا لنا لنرسل إليكم رجلا ) ، وقد اختار مماليك مصر قائد الجيش سلطانا للدولة وهو (ايبك) أول سلطان لهم ، تزوجت (شجرة الدر) أرملة ( الملك الصالح ) منه . الا ان جواريها و بأمر من زوجة (ايبك) الأولى ، قتلنها ب ( القباقيب!) ، ورمينها من برج القلعة .
والمماليك مجموعتان : مجموعة المماليك البحرية ( 1250ـ 1382م )
وعددهم (24) حاكم ، أولهم أيبك 1250ـ1257 ومن بعده ( نور الدين علي) 1257ـ1259م ومن ثم ( قطز ) 1259ـ 1260م ومن ثم (الظاهر بيبرس ) وآخر البحريين هو ( برقوق ) 1382م .
ولقد كان أكثر هؤلاء المماليك من أصل تركي ومغولي ، وسموا بالمماليك البحرية لأن معسكراتهم كانت بجزيرة الروضة الواقعة وسط النيل ، الذي يسمى عند العامة ( بحر النيل ) ، قبالة القاهرة وتجاه الجيزة .
وواصلت دولة المماليك مهامها القتالية ضد الصليبيين . وهزمت التتار في ( معركة عين جالوت ) سنة 1260 م ، كما استمروا يشجعون المذهب السني ، ويتنافسون في إقامة المدارس والمساجد ، والتي أقاموها مجسدة للفن الإسلامي في العصر الوسيط .
وذلك مع انهم عاشوا مع جهاز دولتهم الإداري والحربي ، بمعزل عن دائرة العروبة بقسماتها الحضارية ، فلقد كانوا فرسان الإقطاع الحربي الذين تصدوا لدفع الخطر الصليبي والمغولي عن الشرق الإسلامي ، في مقابل السلطة السياسية والاقتصادية على البلاد . وكانت السلطة تنتقل في دولتهم إما من السلطان الى أقوى مماليكه ، و إما من السلطان المغلوب او المقتول الى غالبه او قاتله !!
المماليك البرجية : ( 1382ـ 1517م )
ينحدر سلاطين هذه الدولة من العنصر الشركسي ، ولقد جلبوا الى مصر بعد المماليك البحرية ، وكانوا يكونون في الأصل الحرس الخاص للسلطان المنصور ( سيف الدين قلاوون ) (1279ـ 1290م) أحد سلاطين المماليك البحرية ، وتسميتهم بالمماليك ( البرجية ) جاءت من محل إقامتهم في أبراج قلعة الجبل بالقاهرة .
وعدد سلاطين المماليك البرجية ( 23) سلطانا ، أولهم هو الظاهر سيف الدين (برقوق ) بن أنس العثماني اليلبغاوي ( 1382ـ 1398م) ، و آخر سلاطينهم هو الأشرف ( طومان باي ) 1517 م الذي انتهت دولة المماليك بقتله على يد السلطان العثماني ( سليم الأول ) عندما فتح العثمانيون مصر و ألحقوها بدولتهم
وتعتبر دولة المماليك البرجية ، امتدادا واستمرارا لدولة المماليك البحرية في قسماتها العامة ، وطابع الحياة فيها ونوعية منجزاتها ، مع بعض التحولات التي طرأت على جبهات التحديات الخارجية ، فبدلا من الصراع ضد الصليبيين و التتار تحول الصراع حول امتلاك الطرق التجارية العامة ، وخاصة بعد اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح ، ووصولهم عبره الى جزر الهند ، وهو الأمر الذي أصاب سلطنة المماليك بالضعف الذي مكن العثمانيين من الانتصار عليهم .
الظاهر بيبرس ( 1260 ـ 1277م):
كان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري ، أعظم سلاطين المماليك و أشهرهم ، وقد كان رقيقا تركيا ، اشتراه أحد الدمشقيين من صاحبه في حماة وهو ( البندق دار ) أي ( رامي النشاب ) ، وأعاده اليه بسبب عيب في إحدى عينيه الزرقاويين ، فاشتراه الملك الصالح ، وعينه رئيسا للحرس ، وكان طويل القامة ، أسمر اللون ، صاحب صوت جهوري ، شجاعا يمتاز بصفات الزعامة .
وعلى اثر خلافه مع السلطان ( قطز ) على اثر معركة ( عين جالوت ) ، إذ أبلى بيبرس بلاء حسنا ، فوعده قطز أمارة حلب ، الا أنه لم يوف بوعده ، فقتله (بيبرس ) في طريق عودته الى مصر ، وتولى الحكم هو . وأدخل على الحكم قضايا جادة ، منها البريد السريع وحفر الأقنية ، و أعاد الخلافة للعباسيين ولو بصورة اسمية وبقيت ( 250) عاما في مصر ودون أي فعل حقيقي ، وما عمله هذا الا لاعطاء صفة الشرعية على حكمه .
وعندما دخل العثمانيون الى مصر ، حملوا معهم آخر خليفة لاستنبول وهو (المتوكل ) مع الحلة المحمدية وغيره .. وهي الآن في متاحفهم .
يكاد أمر هؤلاء المماليك أن يكون فريدا بالتاريخ ، إذ أنه كما يلاحظ من إسمهم ، فهم طبقة من الأرقاء الذين كانوا في خدمة البلاط والدولة فيما مضى ، والغرابة الأكثر هي أن هؤلاء استطاعوا أن يحكموا حوالي (267) عاما ودون أن بكون الحكم في الوراثة !
أما كيفية وصولهم للحكم ، فان الخليفة ( المستعصم ) آخر خلفاء العباسيين في بغداد قد أهدى للملك الأيوبي ( الصالح نجم الدين أيوب ) جارية تركية أو أرمنية . وقد أنجبت من الملك الصالح ولدا فأعتقها وتزوجها ، وبعد موته حكمت لمدة ثمانين يوما ، فأرسل الخليفة ( المستعصم ) يعاتب أمراء مصر ( ان كان ما بقي عندكم رجل تولونه ، فقولوا لنا لنرسل إليكم رجلا ) ، وقد اختار مماليك مصر قائد الجيش سلطانا للدولة وهو (ايبك) أول سلطان لهم ، تزوجت (شجرة الدر) أرملة ( الملك الصالح ) منه . الا ان جواريها و بأمر من زوجة (ايبك) الأولى ، قتلنها ب ( القباقيب!) ، ورمينها من برج القلعة .
والمماليك مجموعتان : مجموعة المماليك البحرية ( 1250ـ 1382م )
وعددهم (24) حاكم ، أولهم أيبك 1250ـ1257 ومن بعده ( نور الدين علي) 1257ـ1259م ومن ثم ( قطز ) 1259ـ 1260م ومن ثم (الظاهر بيبرس ) وآخر البحريين هو ( برقوق ) 1382م .
ولقد كان أكثر هؤلاء المماليك من أصل تركي ومغولي ، وسموا بالمماليك البحرية لأن معسكراتهم كانت بجزيرة الروضة الواقعة وسط النيل ، الذي يسمى عند العامة ( بحر النيل ) ، قبالة القاهرة وتجاه الجيزة .
وواصلت دولة المماليك مهامها القتالية ضد الصليبيين . وهزمت التتار في ( معركة عين جالوت ) سنة 1260 م ، كما استمروا يشجعون المذهب السني ، ويتنافسون في إقامة المدارس والمساجد ، والتي أقاموها مجسدة للفن الإسلامي في العصر الوسيط .
وذلك مع انهم عاشوا مع جهاز دولتهم الإداري والحربي ، بمعزل عن دائرة العروبة بقسماتها الحضارية ، فلقد كانوا فرسان الإقطاع الحربي الذين تصدوا لدفع الخطر الصليبي والمغولي عن الشرق الإسلامي ، في مقابل السلطة السياسية والاقتصادية على البلاد . وكانت السلطة تنتقل في دولتهم إما من السلطان الى أقوى مماليكه ، و إما من السلطان المغلوب او المقتول الى غالبه او قاتله !!
المماليك البرجية : ( 1382ـ 1517م )
ينحدر سلاطين هذه الدولة من العنصر الشركسي ، ولقد جلبوا الى مصر بعد المماليك البحرية ، وكانوا يكونون في الأصل الحرس الخاص للسلطان المنصور ( سيف الدين قلاوون ) (1279ـ 1290م) أحد سلاطين المماليك البحرية ، وتسميتهم بالمماليك ( البرجية ) جاءت من محل إقامتهم في أبراج قلعة الجبل بالقاهرة .
وعدد سلاطين المماليك البرجية ( 23) سلطانا ، أولهم هو الظاهر سيف الدين (برقوق ) بن أنس العثماني اليلبغاوي ( 1382ـ 1398م) ، و آخر سلاطينهم هو الأشرف ( طومان باي ) 1517 م الذي انتهت دولة المماليك بقتله على يد السلطان العثماني ( سليم الأول ) عندما فتح العثمانيون مصر و ألحقوها بدولتهم
وتعتبر دولة المماليك البرجية ، امتدادا واستمرارا لدولة المماليك البحرية في قسماتها العامة ، وطابع الحياة فيها ونوعية منجزاتها ، مع بعض التحولات التي طرأت على جبهات التحديات الخارجية ، فبدلا من الصراع ضد الصليبيين و التتار تحول الصراع حول امتلاك الطرق التجارية العامة ، وخاصة بعد اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح ، ووصولهم عبره الى جزر الهند ، وهو الأمر الذي أصاب سلطنة المماليك بالضعف الذي مكن العثمانيين من الانتصار عليهم .
الظاهر بيبرس ( 1260 ـ 1277م):
كان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري ، أعظم سلاطين المماليك و أشهرهم ، وقد كان رقيقا تركيا ، اشتراه أحد الدمشقيين من صاحبه في حماة وهو ( البندق دار ) أي ( رامي النشاب ) ، وأعاده اليه بسبب عيب في إحدى عينيه الزرقاويين ، فاشتراه الملك الصالح ، وعينه رئيسا للحرس ، وكان طويل القامة ، أسمر اللون ، صاحب صوت جهوري ، شجاعا يمتاز بصفات الزعامة .
وعلى اثر خلافه مع السلطان ( قطز ) على اثر معركة ( عين جالوت ) ، إذ أبلى بيبرس بلاء حسنا ، فوعده قطز أمارة حلب ، الا أنه لم يوف بوعده ، فقتله (بيبرس ) في طريق عودته الى مصر ، وتولى الحكم هو . وأدخل على الحكم قضايا جادة ، منها البريد السريع وحفر الأقنية ، و أعاد الخلافة للعباسيين ولو بصورة اسمية وبقيت ( 250) عاما في مصر ودون أي فعل حقيقي ، وما عمله هذا الا لاعطاء صفة الشرعية على حكمه .
وعندما دخل العثمانيون الى مصر ، حملوا معهم آخر خليفة لاستنبول وهو (المتوكل ) مع الحلة المحمدية وغيره .. وهي الآن في متاحفهم .