bufaris
30-03-2005, 07:56 AM
شبكة البصرة
السيد زهره
منذ اندلعت المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال الأمريكي، لم تترك أمريكا وسلطاتها للاحتلال أي وسيلة أو أسلوب الا ولجأت اليه لتشويه صورة المقاومة وللتقليل من شأنها ومن شأن عملياتها. في مرحلة زعموا أن رجال المقاومة ما هم إلا فلول النظام السابق، وأن القبض على صدام حسين سيقضي على المقاومة. وقبضوا على صدام ولم تتراجع المقاومة.
في مرحلة تالية، زعموا ان مقاتلين من الخارج، يطلقون عليهم «ارهابيين« هم الذين ينفذون عمليات المقاومة وشنوا في هذا الإطار حملة على الدول المجاورة للعراق بزعم انها تتهاون او تسهل دخول هؤلاء المقاتلين. ورغم كل الترتيبات التي اعلنوا انهم توصلوا اليها مع الدول المجاورة، لم تتوقف المقاومة بل تصاعدت. وآخر مزاعمهم كما هو معروف كانت ان الانتخابات العراقية التي جرت ستكون نقطة تحول فاصلة وسوف تقود الى انحسار المقاومة وتراجعها، لكن هذا لم يحدث.
وبالطبع، ترافقت مع كل هذه المزاعم وحملة التشويه حرب ابادة شنتها قوات الاحتلال ضد مدن باسرها ارتكبت فيها ما اصبح العالم كله يعرفه من جرائم ذبح وابادة وتنكيل.
لكن اعترافين لاثنين من أكبر المسئولين العسكريين الأمريكيين في يوم واحد جاءا ليكشفا الحقيقة.. حقيقة المقاومة والأكاذيب الأمريكية. الجنرال جون أبوزيد قائد القيادة الأمريكية الوسطى قال امس لمحطة «سي. إن. إن« الامريكية ان معظم المسلحين في العراق، ويعني رجال المقاومة، هم عراقيون. واضاف: « لكن يبدو أن نسبة المقاتلين الأجانب زادت في الأشهر الأخيرة«.
ان كان «معظم« رجال المقاومة باعتراف ابوزيد هم عراقيون، ففيم إذن كان كل هذا الحديث عن «الارهاب« القادم من الخارج؟. وماذا يعني قوله «يبدو«؟. معناه ان سلطات الاحتلال لا تعرف ولا تملك اي حقائق ومعلومات يمكن ان تسوقها عن المقاتلين الاجانب. لكنها تصر على المكابرة وترديد هذه المزاعم.
وهذا على أية حال هو ما أكدته وتؤكده الوقائع في العراق. فعلى امتداد عامين من الاحتلال والمقاومة، اين هم المقاتلون الأجانب الذين يقودون عمليات المقاومة كما زعم الاحتلال دوما؟.. كم عددهم؟ .. وماذا فعلوا بالضبط؟. وفي نفس اليوم الذي أدلى فيه الجنرال أبوزيد بهذا التصريح، أدلى الجنرال جورج كايسي قائد قوات الاحتلال في العراق بتصريح لنفس المحطة الامريكية قال فيه: « لم نكسر ظهرهم بعد«، ويقصد رجال المقاومة بالطبع. واضاف: « مازالوا قادرين على شن ما بين خمسين الى ستين هجوما يوميا«.
بالطبع، حين يقدم قائد قوات الاحتلال في العراق هذا التقدير لعدد عمليات المقاومة يوميا فهو يقدم تقدير ما دون الحد الادنى. اي ان عمليات المقاومة هي بالضرورة اكثر بكثير من تقديره. لكن حتى بافتراض أن تقديره دقيق وسليم، فماذا يعني هذا؟.. ماذا يعني ان المقاومة تشن ستين هجوما يوميا؟. معناه اولا ان المقاومة هي قوة ضاربة لا يستهان بها أبدا. ومعناه ثانيا، ان سلطات الاحتلال تكذب حين تعلن خسائرها اليومية على ايدي رجال المقاومة. فهل من المعقول ان ستين هجوما يوميا على قوات الاحتلال لا توقع اي خسائر اطلاقا في صفوف هذه القوات على نحو ما تعلن سلطات الاحتلال في اغلب الأيام، أو سقوط أعداد لا تتجاوز واحدا أو اثنين أو في أحسن الأحوال عدد أصابع اليد الواحدة؟.
إذن، اعترافات قادة الاحتلال على هذا النحو تعني أمورا ثلاثة بالأساس:
الأول: إن المقاومة هي مقاومة وطنية عراقية أصيلة يقودها أبناء العراق. ولا يقلل من شأنها في شيء ان مواطنين عربا أو مسلمين مستعدون للقتال معها كما يظن الأمريكيون. فهذا يعني انها مقاومة عراقية بالاساس وعربية اسلامية عامة.
والثاني: ان المقاومة العراقية توجع الاحتلال وتنزل به خسائر فادحة. ولا يقلل من شأن هذا إخفاء سلطات الاحتلال لحقيقة خسائرهم
والثالث: ان سلطات الاحتلال على الرغم من كل أكاذيبها ومحاولاتها لتشويه صورة المقاومة، وعلى الرغم من كل صور الذبح والإبادة، لم تنجح في كسر شوكة المقاومة أو الحد من تصاعدها.
وان كان هذا هو تقدير الأمريكيين أنفسهم وباعترافهم، فمن باب أولى أن نعطي نحن العرب المسلمين للمقاومة العراقية حقها.. أن نعطيها ما تستحق من اعتبار وتقدير، وأن نسعى للدفاع عنها ومساعدتها بكل ما نستطيع من سبل، كما ذكرنا مرارا في هذا المكان من قبل.
تاريخ البشرية كله لم يسجل أن قوة احتلال غاشم استطاعت « كسر ظهر« مقاومة وطنية على نحو ما يحلم به قائد الاحتلال في العراق. التاريخ يسجل العكس. المقاومة هي التي تكسر في نهاية المطاف ظهر أي احتلال. حقيقة الأمر انه ان كان هناك ما ينبغي أن نراهن عليه لهزيمة مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق، وبالتالي ردع كامل المشروع الامريكي لاجتياح كل بلادنا وفرض الهيمنة الاستعمارية عليها، فهو المقاومة العراقية. ينبغي أن يكون هذا هو رهاننا.
شبكة البصرة
الثلاثاء 18 صفر 1426 / 29 آذار 2005
السيد زهره
منذ اندلعت المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال الأمريكي، لم تترك أمريكا وسلطاتها للاحتلال أي وسيلة أو أسلوب الا ولجأت اليه لتشويه صورة المقاومة وللتقليل من شأنها ومن شأن عملياتها. في مرحلة زعموا أن رجال المقاومة ما هم إلا فلول النظام السابق، وأن القبض على صدام حسين سيقضي على المقاومة. وقبضوا على صدام ولم تتراجع المقاومة.
في مرحلة تالية، زعموا ان مقاتلين من الخارج، يطلقون عليهم «ارهابيين« هم الذين ينفذون عمليات المقاومة وشنوا في هذا الإطار حملة على الدول المجاورة للعراق بزعم انها تتهاون او تسهل دخول هؤلاء المقاتلين. ورغم كل الترتيبات التي اعلنوا انهم توصلوا اليها مع الدول المجاورة، لم تتوقف المقاومة بل تصاعدت. وآخر مزاعمهم كما هو معروف كانت ان الانتخابات العراقية التي جرت ستكون نقطة تحول فاصلة وسوف تقود الى انحسار المقاومة وتراجعها، لكن هذا لم يحدث.
وبالطبع، ترافقت مع كل هذه المزاعم وحملة التشويه حرب ابادة شنتها قوات الاحتلال ضد مدن باسرها ارتكبت فيها ما اصبح العالم كله يعرفه من جرائم ذبح وابادة وتنكيل.
لكن اعترافين لاثنين من أكبر المسئولين العسكريين الأمريكيين في يوم واحد جاءا ليكشفا الحقيقة.. حقيقة المقاومة والأكاذيب الأمريكية. الجنرال جون أبوزيد قائد القيادة الأمريكية الوسطى قال امس لمحطة «سي. إن. إن« الامريكية ان معظم المسلحين في العراق، ويعني رجال المقاومة، هم عراقيون. واضاف: « لكن يبدو أن نسبة المقاتلين الأجانب زادت في الأشهر الأخيرة«.
ان كان «معظم« رجال المقاومة باعتراف ابوزيد هم عراقيون، ففيم إذن كان كل هذا الحديث عن «الارهاب« القادم من الخارج؟. وماذا يعني قوله «يبدو«؟. معناه ان سلطات الاحتلال لا تعرف ولا تملك اي حقائق ومعلومات يمكن ان تسوقها عن المقاتلين الاجانب. لكنها تصر على المكابرة وترديد هذه المزاعم.
وهذا على أية حال هو ما أكدته وتؤكده الوقائع في العراق. فعلى امتداد عامين من الاحتلال والمقاومة، اين هم المقاتلون الأجانب الذين يقودون عمليات المقاومة كما زعم الاحتلال دوما؟.. كم عددهم؟ .. وماذا فعلوا بالضبط؟. وفي نفس اليوم الذي أدلى فيه الجنرال أبوزيد بهذا التصريح، أدلى الجنرال جورج كايسي قائد قوات الاحتلال في العراق بتصريح لنفس المحطة الامريكية قال فيه: « لم نكسر ظهرهم بعد«، ويقصد رجال المقاومة بالطبع. واضاف: « مازالوا قادرين على شن ما بين خمسين الى ستين هجوما يوميا«.
بالطبع، حين يقدم قائد قوات الاحتلال في العراق هذا التقدير لعدد عمليات المقاومة يوميا فهو يقدم تقدير ما دون الحد الادنى. اي ان عمليات المقاومة هي بالضرورة اكثر بكثير من تقديره. لكن حتى بافتراض أن تقديره دقيق وسليم، فماذا يعني هذا؟.. ماذا يعني ان المقاومة تشن ستين هجوما يوميا؟. معناه اولا ان المقاومة هي قوة ضاربة لا يستهان بها أبدا. ومعناه ثانيا، ان سلطات الاحتلال تكذب حين تعلن خسائرها اليومية على ايدي رجال المقاومة. فهل من المعقول ان ستين هجوما يوميا على قوات الاحتلال لا توقع اي خسائر اطلاقا في صفوف هذه القوات على نحو ما تعلن سلطات الاحتلال في اغلب الأيام، أو سقوط أعداد لا تتجاوز واحدا أو اثنين أو في أحسن الأحوال عدد أصابع اليد الواحدة؟.
إذن، اعترافات قادة الاحتلال على هذا النحو تعني أمورا ثلاثة بالأساس:
الأول: إن المقاومة هي مقاومة وطنية عراقية أصيلة يقودها أبناء العراق. ولا يقلل من شأنها في شيء ان مواطنين عربا أو مسلمين مستعدون للقتال معها كما يظن الأمريكيون. فهذا يعني انها مقاومة عراقية بالاساس وعربية اسلامية عامة.
والثاني: ان المقاومة العراقية توجع الاحتلال وتنزل به خسائر فادحة. ولا يقلل من شأن هذا إخفاء سلطات الاحتلال لحقيقة خسائرهم
والثالث: ان سلطات الاحتلال على الرغم من كل أكاذيبها ومحاولاتها لتشويه صورة المقاومة، وعلى الرغم من كل صور الذبح والإبادة، لم تنجح في كسر شوكة المقاومة أو الحد من تصاعدها.
وان كان هذا هو تقدير الأمريكيين أنفسهم وباعترافهم، فمن باب أولى أن نعطي نحن العرب المسلمين للمقاومة العراقية حقها.. أن نعطيها ما تستحق من اعتبار وتقدير، وأن نسعى للدفاع عنها ومساعدتها بكل ما نستطيع من سبل، كما ذكرنا مرارا في هذا المكان من قبل.
تاريخ البشرية كله لم يسجل أن قوة احتلال غاشم استطاعت « كسر ظهر« مقاومة وطنية على نحو ما يحلم به قائد الاحتلال في العراق. التاريخ يسجل العكس. المقاومة هي التي تكسر في نهاية المطاف ظهر أي احتلال. حقيقة الأمر انه ان كان هناك ما ينبغي أن نراهن عليه لهزيمة مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق، وبالتالي ردع كامل المشروع الامريكي لاجتياح كل بلادنا وفرض الهيمنة الاستعمارية عليها، فهو المقاومة العراقية. ينبغي أن يكون هذا هو رهاننا.
شبكة البصرة
الثلاثاء 18 صفر 1426 / 29 آذار 2005