المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الرسالة القومية الى الرسالة الكونية لبغداد العروبة



الياسري
19-05-2004, 12:57 AM
الدكتور غالب الفريجات

منذ اكثر من ثلاثين عاما حملت بغداد العروبة مشعل الرسالة القومية ، تمثلت في شعار حزب البعث العربي الاشترلكي،" امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " .

هذا المشعل القومي الذي مثل رافعة للامة من المحيط الىالخليج ، من موريتانيا حتى اليمن ، كان للقدر العراقي دوره البارز في الاسهام بنهضة هذه الامة بقيادة البعث وصدام حسين ، كان العراق دوما في اول الركب للاخذ بيد العرب نحو شاطئ الامان ، شاطئ الاستقلال والكرامة على الصعيدين الاقليمي والعالمي. تمثل في الوقوف بوجه العدوان الصهيوني البربري على شعب فلسطين ومقدرات الامة، وفي وجه المطامع الفارسية المجوسة بالثوبين الشاهنشاهي والخميني حيث ملأت الزمرة الخمينية المجوسية الدنيا ضجيجا في معاداة الشيطان الاكبر،وهي حليفته في السعي لتفتيت الامة، والعدوان على ارضها ، ونهب خيراتها ،في شعاراته الجوفاء مثل تصدير الثورة، ومفاتيح الجنة،لجند الشيطان الذي كان يدفع بهم لاحتلال مدن العراق .

عندما انحنت اكبر دولة عربية امام الهيمنة الامبريالية الامريكية الصهيونية بشخص رئيسها،الذي بارك للكيان الصهيوني وجوده واحتلاله الارض والكرامة العربية ،وقفت بغداد العروبة لتقول لا ،ما هذا الزمن العربي الذي تداس فيه الكرامة،ولا هذا الزمن العربي الذي تنحني فيه الامة امام اعدائها ،وقبل هذا وذاك سارعت بغداد العروبة وحدها ودون مناد لحماية دمشق من السقوط امام العدوان الصهيوني دون ان تطلب اجرا حتى بالكلمات ولا بالاعفاء من اثمان المياه والكهرباء لجندها الغر الميامين ،الذين افتدوا دمشق الفيحاء وحلب الشهباء وقاسيون البعث من التلوث بالوحل الصهيوني .

واصلت بغداد عطاءها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية لدنيا العرب والعروبة،وعينها دائما على فلسطين الامة وشعبها المكافح المناضل في وجه الغطرسة الصهيونية فكانت اليد الحنون لأم رؤم ، تتلهف ليوم موعود يعيد للعرب تاريخهم،وللعرب امجادهم في السبي البابلي،بقيادة عراقي اشم امثال نبوخذنصر وصلاح الدين في ثوب فتى عراقي كان اسمه وصوته يخيف كل من تجرأ على الاهانة بالامة،،واراد الانتقا ص من حقوقها .

كانت هذه رسالة بغداد القومية التي اراد ت ا ن يعيد العرب عزتهم وكرامتهم في الوحدة والحرية والاشتراكبة ،الا ان الامة بنظامها السياسي العربي كانت في واد الذل والخنوع ، والسير على خطى عبد الله الصغير الذي سلم الاوطان واستسلم لأعداء الوطن والدين،عندما خط اول سطر في مسلسل الهزيمة لامبراطورية عربية شامخة ،اشاعت النور والخير لكل بني البشر الذين اصطدمت بهم سلما اوحربا، وهكذا سقطت بغداد عندما تخلى النظام العربي الرسمي عن هويته القومية، ولبس لبوس الذل والخنوع وسلم مقاليد الامور للامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية، فاحتلت ارادته قبل ا ن تحتل البلاد التي ابتليت به ونصب زعيما عليها ،،فكانت رموز النظام العربي الرسمي وبالا على الامة،ومخرزا في عيون صغارها .

ارادت بغداد العروبة بفتيانها الغر الميامين النهوض بالامة ، واراد رموز النظام العربي الرسمي

لهذه الامة السقوط في وحل الذل والعار،وحل الانقياد لارادة اعداء الأمة ، ارادت بغداد العروبة بفارسها العربي ان تهيء للمعركة عدتها وان تكتمل استعدادا ت الفرسان ليوم نصر موعود على ارض الاسراء والمعراج،واراد النظام العربي الرسمي تنوع الاحتلالات ،فلم يكتف بالتخلي عن فلسطين،فقد تخلى عن العراق لامبراطورية الشر في واشنطن بالتعاون مع كل جرذان الشر في العالم وفي المقدمة منهم جرذان الشر في الحركة الصهيونية العالمية ومجوس هذا العصر في طهران وكلابهم المسعورة في الحوزات اللادينية في النجف وكربلاء .

سقطت بغداد وظن الخائبون وجرذان الشر بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ان العا لم قد دان لهم ، لان من يملك مفاتيح بغداد،يملك مفاتيح العالم،ألم تحكم بغداد في يوم ما من ايام العز والشرف لأ مة العرب؟ ألم يحدثنا تاريخ الامة المجيد عن عمورية وجيوش الروم التي هانت وضعفت امام جحافل الدولة العباسية في بغداد ،لنصرة امرأة عربية واحدة استغاثت فوجدت من يغيثها في بغداد؟ .

في نيسان الماضي نيسان البعث،أحكم طوق الشرك من جحافل امبراطورية الشر وخيانة ابناء الرجس في النظام العربي الرسمي على بغداد ،وظن الخائبون في الداخل والخارج ان بغداد اصبحت ملك ايديهم،وما هي الا ايام واسابيع حتى نهضت بغداد في عنوان جديد من عناوين الامة المجيدة عنوان المقاومة والتحرير عنوان الجهاد وصلاة الاسلام ووضوئه،فلا اسلام بدون جهاد ولاعروبة بدون فرسان وفرو سية ، ونهض فرسان العراق ومجاهديه، ليحيلوا حياة الغاصبين لشرف بغداد جحيما ، لان بغداد عصية على المغول أيا كانت لكناتهم والاثواب التي بتبرقعون بها ،وأخذ مرتزقة هذا العصر يعيدون حساباتهم في كل يوم،أين مخططاتهم في زوايا الغرف المظلمة التي رسمت حدود المنطقة والعالم بعد السيطرة على العراق ؟ وأين هي قدراتهم في صب نيرا ن الاستكبار العالمي على بغداد العروبة وشرف الامة ؟ ، التي ظنوا خائبين مع

مرتزقتهم من كل الاجناس والاعرا ق ا ن يجدوا الامن والامان في احضان بغداد ، أين عملاؤهم الذين امتطوا الدبابات الامريكية وهم اسوأ من عرفتهم البشرية لأن من يخون وطنه يخون شرفه وكرامته هذا اذا كان يملك شيئا من الشرف والكرامة،فالخيانة رجس من الشيطان والخائن هو الشيطان بعينه .

بغداد المقاومة والتحريرأذاقت مرتزقة امريكا الدرس الذي يستحقونه عندما يفكرون في الاعتداء على الاحرار الاباة من ابناء هذا العالم؟ ألم تكن مقولة عربية انطلقت من فارس عربي اصيل تخرج من مدرسة محمد بن عبد الله ، عندما قال متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم احرارا ،نم قريرا يا بن الخطاب، فالعراق الاشم بابطاله ومجاهديه اليوم وغدا يسيرون على نهج شعارك الخالد ،فتيان البعث وفدائيو صدام حسين وقوافل الوطنيين والقوميين والاسلاميين في كل قرية من قرى العراق امتشقوا السلاح دفاعا ليس عن العراق والعروبة ، بل دفاع عن العالم بأسره،لأن قوى الاستكبار والشر في واشنطن وتل ابيب تريد لهم الذل والخنوع والسير في خدمة السيرك البهلواني الامبريالي الصهيوني، المدرسة المسيحية الصهيونية تريد اذلال العالم والهيمنة على مقدراته من خلال التحكم في حدقات عيون بغداد،وما عرفت ا ن بغداد لا تكحل عيونها الا بالحديد والنار لمن اراد التلصص على شرفها وشرف اخواتها من كان العربية وان الاسلامية .

نعم بغداد حملت رسالة الامة القومية عندما كانت خارج الأسر ، وهاهي في الاسر تحمل رسالة العالم الكونية ، رسالة بغداد القومية كانت في مواقف النظام الوطني القومية تجاه قضايا الامة وفي شعار الامة الخالد،رسالة الامة الخالدة،امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، و رسالة بغداد الكونية على يد رجال المقاومة والتحرير في قبر مغول هذا العصر من امبرياليين وصهاينة وعملاء وكل مرتزقة هذا العصر،الذين يريدون هندسة العالم لخدمة مصالحهم على حساب مصالح الشعوب ،ستجرجر واشنطن ذيول هزيمتها على ارض الرافدين، وستمزق كل مخططات السيطرة والهيمنة على الارض العربية، وا لساحة العالمية ،وسيقبع كلاب واشنطن وتل ابيب في ا قبية الذ ل والعار ولن تنفعهم قوة النيران التي يملكونها ، ولا عمالة العملاء الذين استكانوا لهم ممن ينتسبون للعراق زورا وبهتانا ،سيكون العراق منطلق تحرير هذا الكون من امبراطورية الشر التي استهانت بانسانية الانسان من اجل الدرهم والدولار.

بالامس رفع العراق شعارات الامة في الوحدة والتحرير ، وهاهو اليوم يرفع شعارا ت المقاومة والتحرير ، فالامة لن تكون الا اذا عاد ت تحتضن نفسها لينسجم واقعها مع جوهرها في حدودها من الماء الىالماء ،والامة لن تكون الا اذا نهلت من معين ثقافتها القومية ودستورها الديني، حتى تتعانق العروبة بالاسلام في الاخذ بيد الانسان العربي نحو الذات العربية والطموح القومي بعيدا عن مفردات التجزأة والفقر والتخلف ، وسيكون لبغداد العروبة السطر الاول في بناء الامة

وعودة الوعي القومي العربي ، بعد ما يتم تكنيس الاحتلال وقوى البغي والعدوان على ايدي رجال المقاومة والتحرير من ابناء العراق الغر الميامين .