المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استهداف البعث في العراق هو استهداف للامة في عقيدتها القومية والدينية



الياسري
19-05-2004, 12:56 AM
الدكتور ابو سفانة

نظام البعث في العراق كان يشكل حالة النهوض القومي في وجه اعداء الامة ورموز النظام العربي المتخاذل ، ولهذا فقداستقطب عداء الولايات المتحدة زعيمة الامبريالية االعالمية وحليفتها الحركة الصهيونية ، لانه خطر على مخططاتهما في المنطقة العربية ، بالاضافة الى رموز النظام العربي الرسمي ودول الجوار الاسلامي،لانه كان يشكل حالة الاحراج القومي والديني لهذه الانظمة من خلال رفضه التبعية والاستسلام .



البعث لم يكن حزبا سياسيا ، بل حركة جماهيرية ذات ابعاد واهداف قومية تملك رؤيا سياسية وفعل تنظيمي قومي تجاوز حدود الوطن العربي، ليشمل التواجد العربي في كل انحاء المعمورة،لانها كانت ولازالت تعبيرا حقيقيا عن طموح الانسان العربي نحو الانعتاق من التجزأة والتبعية والتخلف ،باهدافها الوحدوية التحررية الاشتراكية ، ولهذا فقد استقطبت في تنظيماتها الطاقات البشرية العربية من مختلف الاعمار والاقطار والمستويات ، وفي فترة وجيزة من انطلاقتها في الاربعينيات اصبحت مبادؤها هي ذات المبادئ لكل فصائل التحررالقومي في ضوء من التقديم والتأخير –الوحدة والحرية والاشتراكية - .



البعث رفع شعار امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة معلنا ان العرب اصحاب رسالة تبلورت بعد ظهور الاسلام في الجزيرة العربية وانتشاره خارج حدودها ، وكان وصف الاسلام على لسان القائد المؤسس المرحوم الاستاذ احمد ميشيل عفلق "ان حركة الاسلام المتمثلة في حياة الرسول الكريم صورة صادقة ورمز كامل خالد لطبيعة النفس العربية وممكناتها الفنية واتجاهها الاصيل " مما يعني تلازم العروبة والاسلام ، ولقد ورد في حديثه عن الرسول العربي العظيم (صلعم) ،

"اذا كان محمد كل العرب ، فليكن كل العرب محمدا " ، ولايمان البعث بالاسلام فهو يعتبر ان الجيل العربي يحمل رسالة لاسياسية ، ايمانا وعقيدة ، لانظريات واقوال ، ولا تخيف هذه الامة الفئات الشعوبية المدعومة بسلاح الاجنبي ، المدفوعة بالحقد العنصري على العروبة،لان الله والطبيعة والتاريخ مع هذه الامة .



ان استهداف البعث في العراق وفي مواقع عديدة في الوطن العربي وخارجه منذ بروزه وبشكل خاص بعد الهجمة الامبريا لية الامريكية على ارض الرافدين ، يأتي في سياق اهداف اليمين المسيحي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية ، وبتحالف تام مع الحركة الصهيونية ، وممالأة رموز النظام العربي الرسمي التي كان يحرجها مواقف النظام الوطني القومي الذي يقوده البعث في العراق ،الا ان البعث في العراق لم يكن غافلا عن الاستراتيجية الامريكية ولم يكن متوهما في نتيجة الصراع بينه وبين اكبر واعتى قوة عالمية، وكان يعي تماما ان المواجهة في هذه الطريقة الرسمية لن تكون في صالحه لان الحرب النظامية تحتاج الى تقنيات عسكرية متطورة وقدرات نيرانية لا يملكها ،فقد خطط لصفحة الصراع الثانية والمتمثلة بحرب التحرير الشعبية فبرزت المقاومة العراقية باسرع ما كان يظن المراقبين والاعداء، واخذت وتيرتها تتصاعد يوما بعد اخر ، حتى بدأ الامريكيون الذين اوهموا انفسهم بالنصر يعيدون حساباتهم ، وفي كل يوم يغيرون من خططهم ، وبدأت انفسهم تحدثهم عن الخطأ الاستراتيجي القاتل الذي اوقعوا انفسهم فيه ،لان يد المقاومة والتحرير في العراق التي يشكل البعث عمودها الفقري كانت لمرتزقتها بالمرصاد ، وستكون هزيمة المشروع الامبريالي الامريكي في المنطقة على يد قوى المقاومة العراقية الباسلة التي يقودها البعث .



ان استهداف البعث من قبل قوى الغزو على ارض العراق ، هي ذاتها التي تستهدفه في الساحات العربية الاخرى ، وان كانت في العراق اشد ضراوة لانها تسعى لبناء نموذج من النظام السياسي على ارض الرافدين يختلف تماما عن النظام العروبي ، نظام تتمثل فيه صورة الكانتونات العربية المرسومة لدول المنطقة القائمة على العرقية والطائفية،البعيدة كل البعد عن الايمان بعقيدتها الدينية ووحدتها القومية ، نظام الولايات الصهيونية، ولاية كردية صهيونية في الشمال ، وولاية شيعية فارسية في الجنوب ، وولاية سنية قد تكون ملكية في مناطق الوسط ، وجميعها تسبح في الفلك الامبريالي الامريكي الصهيوني .



ان الاحتلال الأمريكي في العراق لم يأت ليرحل كما يوهمنا بعض السذج من العراقيين و العرب الممالئين للأهداف الأمريكية في المنطقة ، و لهذا فان رموز النظام العربي الرسمي و نظام الملالي في طهران، بدأت تتعامل مع رجالات الحكم العميل كحقيقة ثابتة ،لأنها مرعوبة من سطوة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، ولأنها لا تستطيع أن تقف في خندق المقاومة العراقية خوفا من وصول حمى المقاومة الى أوكارها التي يختبؤن فيها من جهة اخرى .



ان استمرار المقاومة العراقية ، و بهذه الوتيرة العالية ، و الوضوح في الرؤيا السياسية و استرتيجية المواجهة ،أخذت تجد صدى لها في أوساط الجماهير العربية ، و بدات هذه الجماهيرتعلن شيئا فشيئاعما يجول في خلدها أن شرعية التمثيل العراقي وشعب العراق هو من حق المقاومة لامن حق رموز الاحتلال و خدمه و عبيده الذين يزورون عواصم الانظمة العربية لاستجداء المساعده ، وحالهم يقول فاقد الشئ لايعطيه .



ان البعث بقيادته لحركة المقاومة والتحرير على ارض العراق كفيل بتحرير ارض الرافدين ، وبداية اجتثاث المشروع الامبريالي الامريكي في المنطقة، ومقدمة لانهيار الكيان المصطنع على ارض فاسطين ،وعلى قوى البعث في خارج حدود العراق وفي كل مكان مع قوى التقدم والتحرر في الوطن العربي ان تبدأ بتحرير الامة من الرموز العميلة على اراضيها ، فاستراتيجية المقاومة مشروعة في كل مكان من الوطن العربي ضد المصالح الامريكية المادية والبشرية .



ان الامة برموزها وقواها الحية مطالبة في الوقوف في الخندق البعثي المقاتل ،لان هذا الفكر القومي التقدمي هو فكر الامة ، الذي يمثل عقيدتها القومية والدينية ، فمن يستهين بعروبته ودينه ايا كان لونه السياسي تحت مفاهيم واستراتيجيات سياسية تنظيميةضيقة هو من لا يستوعب مرحلة الصراع ولا الاهداف التي تسعى لتحقيقها الزمرة المسيحية الصهيونية في البيت الابيض ، حيث مرحلة الهيمنة الامريكية لا تسمح لا لوطنية ولا لتقدمية ولا لقومية ولا لدين ان تكون في مواجهة هذه الاهداف ، وما على الجميع الا ان تتكاتف لحماية الامة ومشروعها الحضاري من الاستهداف وفي طليعة هؤلاء هم البعثيون الذين نذروا انفسهم لبناء هذا المشروع ، لانهم يفهمون جوهر امتهم وقدرتها على الصمود والبناء، وهم نتج هذه الامة التي تثق بنفسها وتعتمد على قواها وعلى تاريخها وارادتها التي تشع من العرب الاحياء منهم والاموات .