muslim
27-03-2005, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من كتائب الجهاد في العراق ...إلى شعبنا العراقي العظيم .. وجماهير أمتنا المجيدة
العراق على أعتاب مرحلة جديدة
خاص شبكة البصرة
بعد مرور عامين كاملين على الاحتلال الأمريكي الظالم لعراقنا الحبيب، وبعد أن زال الغبش، وتوضحت الأمور، وتكشفت الحقائق، وسقطت وريقات التوت عن عورات المجرمين وعملائهم المنافقين ...!!!
كان لابد لنا من وقفة تقييم دقيقة ، ومراجعة شاملة ، نضع فيها نقاط الحقيقة فوق حروفها ، وننشر بين يدي شعبنا العراقي المجاهد ، وجماهير أمتنا العربية والإسلامية الوفية ، حصاد تلك المرحلة المهمة لكل الأطراف الفاعلة في المعادلة العراقية ، وهي : المحتل الغاصب ، وعملاءه المدنّسون ، والمقاومة المجاهدة ومعها كل العراقيين الشرفاء والعرب والمسلمين والإنسانيين ، الرافضين لمشروع الاحتلال الآثم البغيض ...
* أما المحتل الآثم : فقد فشل فشلاً مخزياً في تحقيق أي من أهدافه الخسيسة على مستوى العراق والأمة والإنسانية ، والحديث عن فشل أهداف العدوان يستدعي التذكير بأهم أهداف ذلك العدوان ، والتي لم تعد خافية على أي من أبناء شعبنا المجاهد ، وأمتنا المجيدة ، والشرفاء في العالم ، والتي من أهمها :
1. تدمير العراق ، وتدمير نموذجه المتمرّد على الإرادة الصهيونية في الأمتين العربية والإسلامية ، بل في العالم بأسره ...
2. إجهاض الصحوة العروبية والإسلامية في العراق والأمة ، وقتل أية بذرة من بذور الخير والرجولة والفضيلة والكرامة والتحرر فيها .
3. السيطرة على منابع النفط في المنطقة ، والتحكم بمنظومة الدول الصناعية لإجبارها على الخضوع التام للإرادة الأمريكية ، والانقياد الأعمى لمشاريعها الامبريالية في المنطقة العربية الإسلامية والعالم ...
4. سرقة أموال العراق ونفطه وممتلكاته لدعم عجلة الاقتصاد الأمريكي المنهار ..
5. تنشيط شركات السحت الحرام المتصهينة في أمريكا ، وعلى رأسها شركات السلاح والنفط والمال والأعمال، من أجل ذلك فقد ركزت آلة العدوان الجبانة على إحداث أكبر تدمير ممكن في البنية التحتية للعراق ، بغض النظر عن قرب تلك الأهداف أو بعدها عن الجهد العسكري ...
6. أخيراً ، وليس آخراً ، فرض الهيمنة الأمريكية كقوة عظمى متغطرسة ومتفردة بالقرار الدولي في العالم ...
ولقد فشلت أمريكا على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها ...
وخسئت في تحقيق أي من أهدافها الغادرة ...
* فأما على الصعيد العسكري : فقد فشلت القوات الأمريكية الغازية فشلاً مخزياً ، بالرغم من تفوقها المطلق من الناحية الفنية ... ولقد اعترف كبار جنرالات الحرب الأمريكيين بهذه الحقيقة المرّة ، وأكدوا على فقدان السيطرة على العراق منذ الأشهر الأولى للعدوان ، بالرغم من كل مكابرات الساسة المتصهينين في البيت الأسود ...!!!
كما نشرت جميع الصحف الأمريكية المشهورة ، من أمثال الواشنتون بوست وغيرها ، مقالات مزلزلة ، تشخص فيها حجم الانهيار الذي تعيشه قواتهم المنهزمة ( انظر مقالة آن سكوت تيسون المنشورة في صحيفة الواشنتون بوست بتاريخ 19 / 3 / 2005 / والموسومة بعنوان : بعد عامين ... حرب العراق تستنزف الجيش الأمريكي ) ...
ورب عراقي لا ينقصه الإخلاص يسأل : كيف لنا أن نسلم بانهزام أمريكا عسكرياً ، إذا كانت قد احتلت العراق في أقل من شهر ، وهاهي تعيث فيه فساداً وتخريباً وتقتيلاً وتدميراً منذ ما يزيد على سنتين ...!!!؟
وللإجابة على هذا التساؤل المشروع ، لا بد لنا أولاً أن نذكر شعبنا العظيم وأمتنا المجيدة بحقيقة النصر ومعانيه في حرب القلة المؤمنة ضد الكثرة الكافرة عبر التاريخ العربي الإسلامي كله ، وكما هو حاصل على أرض العراق اليوم ، وأرض فلسطين المقدسة ، وغيرها من الأراضي العربية والإسلامية المجاهدة ...
ولنقرأ جميعاً هذه الآيات المباركات : بسم الله الرحمن الرحيم (( قُتِلَ أصحابُ الأخدودِ ، النَّارِ ذات الوقودِ ، إذْ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) البروج ( 4_7 ). صدق الله العظيم .
هذه الآيات هي من سورة البروج ، وهي من السور المكيّة ، التي تُعنى بعرض حقائق العقيدة ، وقواعد التصور الإسلامي ، وتهتمُّ ببناء القاعدة الصلبة من المؤمنين ، الذين يقوم على أكتافهم بناء الدين ، والدفاع عن المباديء.
وهي تحكي قصة مجموعة من المؤمنين السابقين ، الذين ابتلوا بأعداء كفرة حاقدين ، وطغاة ظالمين مجرمين، أرادوهم على ترك عقيدتهم ، والتخلّي عن مبادئهم ، فأبوا ذلك ، واعتصموا بعقيدتهم ، واستمسكوا بمبادئهم ، فحفر لهم الطغاة أخدوداً ، وأوقدوا فيه النيران ، ثم قذفوهم فيها ، على مرأى ومسمع من الجموع المحتشدة ، التي ساقها الطغاة بالقوة ، لتشهد فصول تلك المذبحة الرهيبة ، وبمثل تلك الدرجة من الوحشية والساديّة ، وانعدام أية أثرة من خلق إنساني ، أو ضمير بشري ، وبدون أي ذنب اقترفه المؤمنون ، اللهم إلا ( ذنب ) التمسك بالمباديء ، والدفاع عن العقيدة ...!!!
وربَّ سائل يسأل : ترى ، مالذي يمكن أن تفعله حفنة من المؤمنين ، أمام جيوش الطغاة الجرارة ، وقواتهم المدجّجة بالسلاح .!؟ وما هي النتيجة التي يمكن أن تتمخّض عن صمود مجموعة من المؤمنين أمام جحافل الظالمين ، واستبسالهم في الدفاع عن مبادئهم وأوطانهم ، واستشهادهم من أجل دينهم وعقيدتهم .!؟
وللإجابة على مثل هذا التساؤل المهم أيضاً نقول : إن النصر الحقيقي ، هو في تمسك أصحاب العقائد بعقائدهم ، وتمسك أصحاب المباديء بمبادئهم ، ودفاعهم عن قيمهم ، وتضحيتهم من أجل عقيدتهم وأوطانهم ومبادئهم ، ولقد تكفّل الله تعالى ، بتحقيق النصر لعباده المؤمنين ، على أعدائهم الكافرين ، فقال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( إنا لننصرُ رسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ، ولهم سوء الدار )) غافر ( 52).
وإذا جاء الوعد من الله المقتدر ، فلا شك أنه حاصل لا محالة ، ولكنَّ الناس يقيسون بظواهر الأمور ، ويغفلون عن جوهرها وحقيقتها ، أو يقيسون بفترة قصيرة من الزمان ، وحيّز محدود من المكان ، وهي بلا شك مقاييس بشرية قاصرة .!
فأما المقياس الإلهي ، فهو مقياس شامل ، يعرض القضية الإيمانية في رقعتها الفسيحة ، الممتدّة على مديات الزمان والمكان .
ولو نظرنا إلى القضية الإيمانية بهذه السعة ، وهذا الشمول ، لرأينا أنها قد انتصرت في النهاية من دون أدنى شك. فلقد خاض الإيمان مع الشرك _ منذ فجر البشرية إلى اليوم _ جولات وجولات ، كانت الغلبة في النهاية لصالح التوحيد والإيمان المحصّن بالحق ، على حساب الشرك والظلم والعدوان المدجج بالباطل ...
هذا من جهة ... ومن جهة أخرى ، فإن الناس يقصرون معنى النصر على صور حسيّة معينة معهودة لهم ، قريبة الرؤية لأعينهم ، ولكنَّ صور النصر في ميزان الله كثيرة ومتعددة ، وقد يتلبَّس بعضها بصور الهزيمة عند أصحاب النظرة السطحية المحدودة ..
فخليل الله إبراهيم عليه السلام ، كان قد انتصر _ في ميزان الله _ وهو يُلقى في نار النمرود ، لأنه كان قد ثبت على عقيدته ، ولم يتنازل عن مبادئه ..
وأصحاب الأخدود ، الذين سبقت الإشارة إليهم ، كانوا قد انتصروا أيضاً ، وهم يُلقَون في نار الطغاة ، لأنهم كانوا قد تمسَّكوا بدينهم ، وضحّوا من أجل عقيدتهم ومبادئهم .
والحسين بن علي ( رض ) ، كان قد انتصر، بالرغم من استشهاده ، وما كان لألف خطبة، وألف قصيدة أن تنصر قضيّته ، كما نصرتها قطرات الدم المهراق من جسده الطاهر فوق تراب كربلاء ..
والفلوجة ، وقبلها سامراء والنجف وتلعفر ، وجميع مدن العراق الصابرة المجاهدة ، كانت قد انتصرت على الأمريكان القتلة ، بالرغم من كل ما أحدثوه فيها من خراب ودمار ، لأنها كانت تدافع عن كرامتها واستقلالها، ولأن المجاهدين العمالقة الذين كانوا يحرسونها، إنما كانوا يحرسون عقيدة الأمة وشرفها وكرامتها ...
ويشهد الله والتاريخ ، ويشهد العراقيون النشامى ومعهم كل العرب والمسلمين والشرفاء في الإنسانية ، بأن الأمريكان لم يكونوا ليدخلوا الفلوجة حتى لو جعلوا عاليها سافلها، لولا قرار المجاهدين بالانسحاب التكتيكي لأهداف موضوعية أعلنا عنها في حينها ، بعد أكثر من شهرين كاملين من المنازلة التاريخية الخالدة ، التي مرّغنا فيها أنف الآلة العسكرية المتغطرسة بالأوحال ، ولقنّاهم من دروس البطولة والشهامة والاستبسال ما لم يعهدوه في تاريخهم ، حتى اعترف كبار قادتهم ومنظريهم بضرورة تغيير العقيدة العسكرية الأمريكية بكاملها بعد ملاحم الفلوجة الخالدة ... !!!
إذن ، إن صورة النصر الحسيّة المعروفة للناس ، لم تكن بعيدة _في ميزان الله أيضاً _ عن أهل الإيمان والمباديء ، فلقد انتصر المجاهدون في العراق انتصاراً مادياً حقيقياً ، فضلاً عن الانتصارات المعنوية والروحية ...
فلقد سحق المجاهدون العمالقة أغلب القوة البريّة المحتلة ، وأخرجوها من أرض المعركة ، حتى لجأ الأمريكان للاستعانة بقواتهم المنتشرة في ألمانيا وكوريا واليابان لأول مرّة منذ الحرب العالمية الثانية ...!!!
فلما فشلوا في ذلك أيضاً، لجؤوا إلى الاحتياطي القومي الفدرالي ولأول مرّة في تاريخهم..!!!
وحتى جنود هذا الاحتياطي فقد بدؤوا ينتحرون ويتمردون ويلجؤون إلى كندا وغيرها هرباً من أسود العراق ، الذين لقنوا الجيش الأمريكي من الدروس والعبر ، ما جعل مستنقع فيتنام على فداحته لهم أشبه بنزهة ربيعية ...!
كما سحق المجاهدون العمالقة جل آلة العدوان العسكرية المدرعة ، حتى بدأ الجنود الأمريكيون يبحثون عن الخردة بين الأزبال لتصفيح ناقلاتهم المذعورة ، ولقد وقف مجرم الحرب رامسفلد موقفه المهين المشهور في الكويت المحتلة قبل أشهر ، ليرد على سيل الاتهامات الموجهة إليه من قبل جنوده الغاضبين ، الذين رأوا من عمالقة الجهاد في الأمة على أرض الرافدين الطاهرة ، ما لا عهد لهم به في حروبهم البهلوانية السابقة ، بعبارته المهزومة التي قال فيها ولأول مرّة في تاريخ البنتاغون :
(( لقد وصلنا إلى العظم we have reached the bone )) ...!!!
ياأيها العراقيون الغيارى، ويا أيتها العراقيات الماجدات، ويا أبناء أمتنا المجيدة ...
هلا سألتم أنفسكم هذا السؤال البسيط : من الذي أوصل أعظم قوة عسكرية في العالم إلى العظم .!؟
ومن الذي أوصل أقوى جيش في التاريخ إلى حافة الانهيار ...!!!؟
والجواب بكل فخر واعتزاز : إنهم أبناؤكم المجاهدون أيها العراقيون والعرب ... ومن حقكم أن تفرحوا وتفاخروا بهم ، ومن واجبكم أن تزغردوا لهم وتساندوهم ...
* لقد سحقنا أكثر من مائة ألف من علوجهم المذعورة (مابين قتيل وجريح ومعوق عقلياً) وأخرجناهم من أرض المعركة إلى الأبد ...
* وسحقنا أعصاب من تبقى على قيد الحياة منهم ، حتى بدؤوا يهربون إلى المصحات العقلية ، أو يلجؤون إلى الانتحار ، أو يفرون إلى الدول المجاورة ، بالرغم من كل الحوافز والمغريات المادية المقدمة لهم ...
ولقد عجز البنتاغون عن تعويض النقص الفظيع في قواته المنهارة بسبب رفض الأمريكيين التطوع فيه خوفاً من بطش أسود العراق المجاهدين، الذين ملأت أخبار بطولاتهم آفاق الدنيا، بالرغم من التعتيم الهائل الذي مارسته الماكنة الإعلامية الصهيونية عليها ، وبالرغم من التقصير الرهيب الذي مارسه الأصدقاء الإعلاميون بحقها …
كما عجزوا عن إراحة بعض القطعات المنتشرة في أرض المعركة منذ أكثر من سنتين (وهذه بالإضافة لكونها فضيحة عسكرية ، فهي تهدد معنويات الجنود الذين يحرمون من إجازاتهم بالانهيار ) ، حتى اضطروا لتحريك قواتهم المنتشرة في ألمانيا وكوريا واليابان للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية كما ذكرنا …!!!
فلما عجزت هي الأخرى ، لجؤوا إلى قوات الاحتياط الفدرالي ، وهي المرة الأولى في تاريخ أمريكا على الإطلاق …
* كما سحقنا روح الأمريكان الشريرة ، وإرادة العدوان الظالم لديهم ، وحطمنا إرادة القتال لدى علوجهم ، ونتحدى أن يفكروا بالعدوان على أحد في العالم بعد اليوم ...
ولقد شهد العالم بأسره تحول خطابهم السياسي تجاه بعض الدول التي كانوا يصنفونها فيما أسموه بمحور الشرّ ، من التهديد والعدائية المطلقة ، إلى النفاق والدبلوماسية والمداهنة ...!!!
* ولقد حررنا العراق الحبيب من براثن عدوانهم الغادر منذ الشهر الثالث للمنازلة ، باعترافهم أنفسهم ، وحرّمنا عليهم الأمن والأمان والاطمئنان في أية مدينة من مدن العراق المقدسة ، بما فيها بغداد الحبيبة ، بل حرّمنا رقادهم حتى داخل أوكارهم المذعورة فيما يسمونها بالمنطقة الخضراء ، التي حولناها إلى منطقة حمراء ملتهبة
* كما حطمنا تحالفهم الشيطاني الشرير ، ودفعنا دوله إلى الهروب من العراق الواحدة تلو الأخرى ، بعد أن ساقتهم أمريكا إليه بعصاها الغليظة ، التي حطمناها أمام أنظار الدنيا حتى لم تعد تخيف أحداً في العالم ...
* بل حتى القوة الجوية المتفوقة التي يفاخرون بها العالم ، سحقناها ، وأخرجناها من أرض المعركة ، بعد أن أسقطنا منها العشرات ، بما فيها طائرات الشحن ، وناقلات لجند ، والمروحيات والطائرات المقاتلة ...
وهاهي سماء هيت البطلة ، وغيرها من فضاءات مدننا المجاهدة في الغربية وغيرها ، محرّمة على غربانهم المذعورة حتى هذه اللحظة …
* كما حرّمنا عليهم سرقة نفطنا ، وتسخيره لخدمة مجهودهم الحربي العدواني ضد وطننا وأمتنا ، فكان ذلك من أعظم مصائبهم ، حيث حرمهم من تسديد فواتير العدوان الظالم كما كانوا يحلمون ، الأمر الذي أربك اقتصادهم ، وضاعف مشاكلهم ، ومن جهتنا ، سنظل نلاحقهم بإذن الله ، حتى نعلن للدنيا سقوطهم وانهيارهم ...
* وأما على الصعيد الاقتصادي : فقد فشل العدوان فشلاً مخزياً في تحقيق أي من أهدافه الظالمة ، بل العكس تماماً هو الصحيح ، فبدلاً من أن يكون احتلال العراق المنقذ للاقتصاد الأمريكي المرتبك ، إذا به يدفعه إلى الانهيار التام ...!!!
لقد كان احتلال العراق في نظر الستراتيجيين الاقتصاديين الأمريكيين ، المنقذ الوحيد للاقتصاد الأمريكي المترنح ، وخاصة بعد ضربة الحادي عشر من سبتمر القاصمة ، فهو يحقق لهم الكثير من المكاسب الاقتصادية، مثل : الاستحواذ على منابع النفط ، والتحكم بأسعاره ( ولذلك كانت الأولوية الأولى لهم ، هي حماية النفط ووزارته ومنشآته ، ومنع أي عبث أو تخريب فيها ، بعكس كل الوزارات والدوائر الأخرى ، التي دمروها ، ثم أمروا عملاءهم بتخريبها وسرقتها ) ، وكذلك تنشيط شركاتهم التجارية التي وصلت إلى حافة الانهيار بعد 11 أيلول ( سبتمبر ) ، بل أعلنت العشرات منها إفلاسها الحقيقي ، وسرحت آلاف العمال الأمريكيين ، فكان احتلال العراق المخرج لشركات السلاح ( ولذلك فقد أسرفت الماكنة العسكرية الأمريكية باستخدام كثافة نيران أكثر بكثير من حاجة المواقف العسكرية الفعلية ، وهي تعلم ضمناً أن هذه النيران مدفوعة الثمن من خزينة العراق المحتل ) وكذلك شركات المال والأعمال والبناء ، التي وعدوها بعقود مغرية فيما سموه إعادة إعمار العراق بعد تدميره ( ولذلك فقد أسرف الأوغاد ، وبشكل غير مسبوق وغير مسوغ ، في تدمير العراق تدميراً كاملاً ، ليتيحوا المجال لشركاتهم المتصهينة ( من تجار السحت الحرام ) لسرقة ما تبقى من نفطه وخيراته ...!!!
فهل حقق المحتلون الأوغاد أياً من أهدافهم الخبيثة هذه أو غيرها ...!!!؟
الجواب : قطعاً ... لا ...
* لقد وصلت كلفة العدوان الظالم على العراق حتى هذه اللحظة أكثر من أربعمائة مليار دولار ، وقع العبء الأكبر فيها على جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين ، بعد أن أربك المجاهدون عمليات السرقة المستمرة لنفط العراق وخيراته .
* لقد طرد المجاهدون العمالقة جميع الشركات المتصهينة من العراق ، ونظفوا أرض الفراتين الطاهرة من أرجاسهم وأرجاس عملائهم ، الذين طالموا تستروا بأسماء وأشكال وهمية ، ولكن العين الساهرة لجهاز مخابرات المقاومة المقتدر كان لهم بالمرصاد ، ولطالما أكدنا لجماهيرنا المؤمنة الطيبة في العراق والأمة والإنسانية ، بأننا لسنا عشاق قتل ، ولا متعطشي دماء ، ولا دخل لنا بالصحفيين والإنسانيين وغيرهم ، بل نشجعهم ، وندعمهم ، ونساعدهم على الوصول للحقيقة ونشرها ، لأن الحقيقة تخدم قضيتنا العادلة ، وتخدم جهادنا المقدس ، كما فعلنا مع الصحفيين الفرنسيين ، والصحفيين الأندنوسيين ، والصحفية الإيطالية ، وغيرهم الكثير ... أما الجواسيس والعملاء والمرتزقة وأعوان المحتل وأنصاره ، الذين عبروا البحار والمحيطات مع قوات الاحتلال الظالمة ، وعملوا معها جنباً إلى جنب ، على تخريب وطننا ، وقتل شعبنا ، واستباحة حرماتنا ، وسرقة نفطنا وأموالنا ، فماذا تظنون أن نفعل بهم غير الذبح ...!!!
بسم الله الرحمن الرحيم ((تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)) (الأنفال:60 )
* لقد بلغ العجز التجاري الأمريكي حتى هذه اللحظة أكثر من خمسمائة مليار دولار ...!!!
* كما بلغت الديون الأمريكية الخارجية أكثر من سبعة تريليون دولار ( والتريليون يعادل ألف مليار دولار )...!
* أما الديون الداخلية (من الشعب للدولة) فقد تجاوزت مئات التريليونات من الدولارات...!!!
* كما انهارت كبريات الشركات الأمريكية وأعلنت إفلاسها ، وسرحت الآلاف من عمالها ، اللذين أضيفوا إلى طوابير العاطلين عن العمل ، واللذين بدؤوا يلجؤون إلى الجريمة المنظمة ، التي تتفوق فيها أمريكا على جميع دول العالم ...!!!
* نذكر هنا بأن أمريكا هي الأولى في العالم من حيث عدد نزلاء السجون ، حيث يتجاوز السجناء فيها الملوني سجين ...!!!
* كما نذكر العالم أيضاً بأن أمريكا ( التي تدعي أنها الدولة الديمقراطية الأولى في العالم ) تستثمر اليوم في بناء السجون ، أكثر بكثير مما تستثمر في بناء الجامعات ...!!!
* وهناك انهيار أمريكي مروّع على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والقيمي أيضاً ، فلقد نشرت الدراسات مؤخراً _ في داخل أمريكا وخارجها _ حقائق مذهلة عن الحالة المزرية التي يعيشها المجتمع الأمريكي ، حيث الأمراض الجنسية القاتلة ، وعلى رأسها الإيدز الذي يفتك بالآلاف من الأمريكيين سنوياً ، وحيث الخمر والمخدرات والشذوذ الجنسي ، وما ينتج عنه من فقر وتشرد وأمراض نفسية وإجرام ...
فهناك في أمريكا : جريمة قتل كل نصف ساعة تقريباً ، وجريمة سطو مسلّح كل دقيقة ، وحادث اغتصاب كل ستة دقائق ، وحادث سرقة بيوت كل نصف دقيقة ..!!!
في أمريكا أكثر من ثلاثمائة مليون قطعة سلاح ، أي أكثر من عدد السكان ..!!!
ولقد نشرت الإحصاءات أيضاً بأن (90% ) من طلاب المدارس الأمريكيين كذّابون ، و (70% ) منهم غشّاشون ، و ( 30% ) منهم لصوص محترفون ...!!!
* فإذا أضفنا إلى هذه الحقيقة الخسائر الفادحة التي خلّفتها أحداث الحادي عشر من أيلول على الاقتصاد الأمريكي ، والتي يقدّرها الخبراء الاقتصاديون بما يزيد على (800) مليار دولار خسائر ضرب مركز التجارة العالمي والبنتاغون ، متضمّناً خسارة آلاف العقول الإقتصادية التي سحقت فيه ، مع ( 800 ) مليار أخرى كلفة إعادة بنائه مع كوادره ومعدّاته..!!!
هذا فضلاً عن عشرات المليارات الأخرى ، المترتبة على الخسارات الأخرى في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة ، ابتداءً من شركات الطيران ، التي أعلنت الكثير منها عن حالة العجز والإفلاس ، وبدأت بالفعل بتسريح مئات الآلاف من الموظفين ، إلى قطاعات التأمين ، فالبلديات ، فالصحة ومشاكل الجمرة الخبيثة وغيرها …!!!
* وإذا أضفنا إلى ذلك أيضاً خسائرالعدوان العسكري الأمريكي على أفغانستان ، والتي قدرها الخبراء العسكريون بما يزيد على المليار دولار للشهر الواحد ، هذا باعتراف الأمريكيين أنفسهم ، والذين يعترفون أيضاً بأن الحرب لن تكون سهلة وقصيرة ، ولربما امتدت لعدّة سنوات ، ولنا أن نتصور الكلفة المترتبة عليها أيضاً .!
* كل ذلك ، بعد فضل الله وإرادته المقتدرة ، أدى إلى ارتفاع أسعار النفط ، وانهيار صرف الدولار ( حيث فقد حتى الآن أكثر من 40% من قيمته ) مقابل اليورو ، وتحول أكثر من خمسين بالمائة من البنوك الدولية من الدولار إلى اليورو في تعاملاتهم النقدية ...!!!
* وبهذا يكون الفضل بعد الله تبارك وتعالى في فشل أمريكا وإفلاسها ودفعها إلى حافة الانهيار ، لطليعة الأمة المؤمنة المجاهدة ( ونعني بها كل من شرّفه الله بالجهاد والمقاومة ضد الظلم والعدوان ، ابتداءً من أفغانستان المسلمة ، مروراً بالعراق العظيم ، وصولاً إلى فلسطين المباركة ، وانتهاءً بأقصى أرض للإسلام يجاهد أبناؤها من أجل دينهم وعزتهم واستقلالهم ) التي افتتحت سفر جهادها المبارك بمعجزة الحادي عشر من أيلول ( سبتمبر ) الخالدة ، التي استخرجت بموجبها الأمريكان الأغبياء من جحورهم ، واستجرّتهم إلى أرضنا أرض العروبة والإسلام ليلاقوا فيها حتفحهم ، ولنذيقهم من نفس كؤوس الموت والذل التي طالما سقوا منها هذه الأمة المنكوبة بهم وبعملائهم..!!
* وأما من الناحية السياسية والأخلاقية : فقد فشلت أمريكا فشلاً ذريعاً في تسويق أي من أكاذيبها الغبية ، التي سوّقتها في البداية كمسوّغات لعدوانها الظالم على العراق ، واحتلالها الآثم له ...
ولقد تهاوت جميع أكاذيبها الواحدة تلو الأخرى ، ابتداءً من أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل) حيث تبين للدنيا كلها بأن العراق لا يمتلك هذه الأسلحة ، بل الصهاينة هم الوحيدون في المنطقة الذين يمتلكونها دون أن يجرؤ أحد على محاسبتهم ، بل حتى على مساءلتهم ...!!!
ثم أكذوبة التعاون مع ( الإرهاب ) ، والصحيح بأن العراق لم يكن إرهابياً ، ولا يرعى الإرهاب ، بل أمريكا والكيان الصهيوني هما راعيتا الإرهاب ، ومسوّقتا الجريمة والعدوان في العالم ...!!!
أخيراً ، وليس آخراً ، الأكذوبة الصفيقة التي ادّعوا فيها ( التحرير ) و ( القضاء على الدكتاتورية ) و ( نشر الحرية والديمقراطية ) ، ولقد شهد العراق والأمة والعالم أجمع أي تحرير ، وأية ديمقراطية ، تلك التي سوّقوها للعراق الجريح ، المنكوب بهم وبعملائهم الساقطين من أمثالهم ...!!!
ولقد شهد العالم أيضاً رفض العراقيين الشرفاء ( بنسبة تزيد على تسعين في المائة ) لمشروع الاحتلال الظالم ، ومنهم من عبر عن رفضه بالمقاومة المسلحة ، ومنهم من عبر عن ذلك بالمقاومة السلمية ، وحتى الذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة ، إنما شاركوا لفهمهم أنها الخطوة الأولى نحو دحر الاحتلال كما زعموا لهم ...
بل حتى الشعوب الأوربية والأمريكية كانت قد عبّرت عن رفضها للعدوان الظالم ، قبل الغزو الآثم وبعده ، وذلك بتسييرها للمظاهرات المليونية الرافضة للعدوان ، والمطالبة بعقاب المجرمين المعتدين ، وعلى رأسهم بوش وبلير وأذنابهما من التافهين ...
* وأما عملاء المحتلين المدنّسين : فقد فشلوا في تسويق أنفسهم للشعب العراقي المجاهد ، كما فشلوا أيضاً في تحقيق أيّ من وعودهم الكاذبة ، وأحلامهم المريضة ...
لقد سوقوا أنفسهم للشعب العراقي – وخاصة قبيل مهزلة الانتخابات – على أن لهم من تعاونهم مع المحتلين الظالمين ، هدفين ( واقعيين ) أو ( عقلانيين ) اثنين ...!!!
الأول : هو إخراج القوات متعددة الجنسيات كما يسمونها ، وإنهاء الاحتلال بالطرق السلمية...!!!
والثاني : هو إعادة إعمار العراق ، ونشر الحرية والديمقراطية والتعددية بين ربوعه ...!!!
وهل في العراق العظيم اليوم ، والأمة كلها ، بل والإنسانية أيضاً ، من تنطلي عليه أمثال تلك الترهات الكاذبة ؟
أما إخراج المحتل من أرض العراق ، فهم أحقر وأتفه من أن يفعلوا ذلك ...!!!
وكيف يخرجونه إذا كانوا يتوسلون به في الصباح والمساء لكي يبقى ، وبالتالي تبقى معه منافعهم الدنيئة ومصالحهم الخسيسة ..!!!؟
ثم ، أليسوا هم الذين زينوا له درب الرذيلة ، وأغروه باحتلال العراق العظيم ، تأسياً بآبائهم وأجدادهم الخونة ، من أمثال : أبي رغال وابن العلقمي ونصير الكفر الطوسي ...!!!؟
وأما إعمار العراق ، ونشر الديمقراطية بين ربوعه ، فهذه من النكات والنوادر التي يقرؤها الأطفال في قصص جحا ، من أمثال : إيداع اللحم عند القطط والكلاب ...!!! أو تأمين البنوك عند اللصوص ...!!!
أو تكليف الذئاب بحراسة الحملان...!!! أو غيرها من النكات السخيفة والمفارقات العجيبة...!!!
والحقيقة التي يعرفها كل فرد من أبناء شعبنا العزيز وأمتنا المجيدة ، هي : أن هؤلاء العملاء المدنّسين لم يفلحوا إلا في شيء واحد فقط ، وهو تزيين فعل الشر للمحتلين الظالمين ، ثم العمل معهم على تدمير العراق ، وقتل أبنائه ، وانتهاك أعراضه ، وتدنيس مقدساته ، وسرقة نفطه وخيراته ...!!!
وحتى ما سمي بالانتخابات التي طالما تشدّقوا بها ، فنجزم ويجزم معنا كل الشرفاء ، بأنه لم يكن ليشارك بها أحد، حتى من الذين شاركوا بها ، وتحمسوا لها ، لولا تصديقهم للزيف الذي روّجه أصحاب العمائم السوداء ، وعلى رأسهم حاخامهم الفارسي ( السيستاني ) ، الذين جبنوا عن مواجهة المحتل عسكرياً ، فراحوا يروجون للبسطاء والطيبين من أبناء الوطن ، فكرة ( النضال السلمي ) ، و ( العمل على إخراج المحتل من خلال صناديق الانتخاب ) ، ولذلك فقد خرج من خرج للانتخابات على هذا الأساس ، واعتبرها البعض واجباً دينياً إذا كانت فعلاً ستقود إلى إخراج المحتلين ...!!!
وما درى هؤلاء المساكين الطيبين ، أن أولئك الدجالين المزيّفين ، الذين روّجوا لأمثال تلك المقولات الكاذبة ، هم من أخلص جنود الاحتلال ، وهم الحراس الأمناء لمشروعه الاستعماري البغيض في العراق والأمة ...!!!
أنظروا إليهم وهم يحرسون قطعات المحتلين ، ويذودون عن معسكرات الاحتلال بفيالقهم (البدرية ) و
( البيشمرقية ) الخائنة ...!!!
ثم انظروا إليهم بعد شهرين من انتهاء تلك المسرحية الركيكة ( الانتخابات ) وهم يتهارشون فيما بينهم وزارات العراق ومؤسساته الجريحة ، كما يتهارش الكلاب جيفتهم القذرة ...!!!
دون أن يلتفتوا إلى محنة الوطن ، أو آهات المواطنين ، الذين يموت الشرفاء منهم في اليوم الواحد ألف مرّة ومرّة ، من كثرة ما يعانونه من الظلم والحيف والإذلال والهوان ...!!!
فهل هؤلاء اللصوص والمرتزقة ، الذين تربوا على موائد ( الموساد ) و المخابرات (الأمريكية ) و ( الإيرانية ) والذين لا يهتمون بأكثر من مصالحهم الأنانية ومصالح أسيادهم وأتباعهم وأزلامهم ... هل هؤلاء الأوباش والسفلة والأفاقين سيحررون أرضاً ويبنون وطناً ...!!!؟ هيهات ... هيهات ... وألف هيهات.!!!
* أخيراً ، ولكن ليس آخراً ، نأتي إلى موضوع الجهاد والمقاومة :
ونقول باديء ذي بدء ، بملء أفواهنا ، وأعلى أصواتنا ، مبشرين العراقيين الغيارى ، والعراقيات الطاهرات ، وجماهير الأمة من محيطها إلى خليجها، بأن حركة الجهاد والمقاومة في العراق العظيم بألف خير والحمد لله ، وهي لم تكن في أية مرحلة من تاريخها ، كما هي اليوم ، قوة ، وتنظيماً ، وتماسكاً ، وإصراراً على تحقيق الأهداف الغالية ، في سحق الاحتلال ، وكنس عملائه ، وقبر مشاريعه ، وبناء عراق جديد شوري ديمقراطي موحّد ، يسرّ العرب والمسلمين ، ويغيظ الكفرة والمنافقين ، ويكون شوكة في حلوق الطامعين ...
المقاومة بخير والحمد لله، وهي تحقق في كل صباح انتصارات رائعة ، ومكاسب جديدة ...
المقاومة بخير والحمد لله ، وهي تنتقل رويداً رويداً ، من العفوية إلى التنظيم ، ومن الفردية إلى الجماعية ...
الجهاد والمقاومة في العراق العظيم بألف خير والحمد لله ، ولقد بدأت ( تؤطر ) جهادها ، و(تؤسس = عمل المؤسسات ) نشاطاتها ...
المقاومة المجاهدة بخير والحمد لله ، وهي ذات منهج واضح ، ورؤية مستنيرة ، وخطة بسيطة ...
المقاومة المجاهدة هي خيار العراق والأمة الستراتيجي، الذي لا بديل عنه لتحرير الأوطان ، ودحر الغزاة ، وقبر الطغاة ، واستخلاص الحقوق ، وتنسم أنسام الحريّة ...
المقاومة المجاهدة ، رفعت معنويات العراقيين بعد أن انهارت ، وأعادت للأمة روحها بعد أن سحقت ، وأثلجت صدور قوم مؤمنين ...
ولذلك ، فلا بديل أبداًً عن الجهاد والمقاومة ، ولا رجعة إطلاقاً عن خيارها ومسارها ...
من أراد أن يناقشنا في مواضيع إثرائها وإغنائها ، فقلوبنا مفتوحة ، وعقولنا متحفزة ...
أما ما عدا ذلك ، فنعدّه مضيعة للوقت ، شرذمة للصف ...
الجهاد والمقاومة هو خيار العراقيين والأمة، وعلى الجميع أن يعرف دوره، ويقوم بواجبه...
* أما العراقيون الغيارى والعراقيات الماجدات فيعرفون دورهم، ويقومون بواجبهم خير قيام، فشكر الله لهم ، وبارك الله في سعيهم ، وألف عفية لبطولاتهم ، وإلى المزيد من العطاء والتضحية على طريق التحرير الناجز ، فأنتم والله أهل المكارم والتضحيات ، ورثتموها كابراً عن كابر ...
وإذا كان لنا من طلب لدى أهلنا العراقيين، فهو المزيد من التعاون والوحدة ورص الصفوف، لتفويت الفرصة على الحاقدين والانفصاليين ... ثم ، المزيد من البعد عن المدنّسين ، وعدم الاقتراب من المتآمرين ، والمزيد من التمسك بالأصول والثوابت التي تشرّف المؤمنين ...
فلا تفاوض ولا تفاهم ولا حوار مع المحتلين لظالمين ، ولا تعاون ولا لقاء ولا تقارب مع العملاء الساقطين ، ولسنا نتهافت على ( انتخابات ) أو ( دستور ) أو ( حكومة ) قبل اندحار المحتلين وعملائهم من المنافقين ...
وإذا كان لنا من رجاء، فنوجهه إلى أهلنا الإعلاميين ، ونقول لهم بشيء من العتب المحبب ، والعتب على قدر المحبة : أين الفضائيات المجاهدة ...!!!؟ ولم كل هذا التأخير في إحداث المنابر الحرّة ، والفضائيات المجاهدة .؟
أين أصحاب الأموال الحلال ، والأقلام الجريئة ، والحناجر المزلزلة .!!؟
لم لا توظفون كل ذلك في نشر أخبار الجهاد المبارك ، من أرض الرافدين الطاهرة ، التي تشرّف الأمة ، وترفع رأس العرب والمسلمين ، وتثلج صدور قوم مؤمنين ، وتفقأ أعين الظالمين والعملاء والمتآمرين ...!!!؟
أيسرّكم أن يكون للعملاء والمدنّسين وأحفاد القرامطة والحشاشين عشرات المنابر والفضائيات ، التي ينشرون منها سمومهم ، ويتقيؤون من منابرها أحقادهم ، ولا يكون للجهاد صوت مسموع ، ولا لبطولات المجاهدين العمالقة من ينقل أخبارهم ، ويتغنى بأمجادهم ، ويفخر ببطولاتهم ...
* وأما العرب والمسلمين : فنخاطبهم على مستويين اثنين :
- مستوى الحكومات والأنظمة الرسمية : فهؤلاء لا نعول الكثير عليهم ، لما نعلم من ضعفهم وتخاذلهم وعمالاتهم، ولكن ذلك لا يعفونا من أن ننصح لهم، ونقول : بأن الأمة كلها مستهدفة، حكومة وشعوباً ، وبأنهم ليسوا بمنأى عما يحاك للأمة من مؤامرات ، بعد أن أفصح الأعداء عن أحقادهم ، وكشفوا جميع أوراقهم ومخططاتهم ، فليتقوا الله بأمتهم ، وليحسنوا الصلح مع شعبهم ، وليدعموا المقاومة المجاهدة ، وليقدموا لها ما أمكنهم من مساعدات مالية وإعلامية ، أو على الأقل ليغضوا الطرف عنها ، وليكفوا تآمرهم مع أعدائنا عليها ، فإنها (أي المقاومة) إن تقهر أمريكا ، فنصرها نصرهم ، وعزّها عزّهم ، وإن تكن الأخرى ، لا سمح الله ، فقد كفيتموها بغيركم ...
- ومستوى الشعوب ومنظمات المجتمع المدني : وهؤلاء نطلب منهم الكثير ، ونعول عليهم أكثر ...
لأننا نعلم بوجود أكثر من ثمانية وعشرين ألف مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في أمتنا ، وهي تجمع آلاف النخب والمثقفين والإعلاميين ورجال المال والأعمال ... وغيرهم ... فأين دورهم في نصرة قضايا الأمة المصيرية ، وعلى رأسها قضية الجهاد والمقاومة لتحرير الأرض المغتصبة ، ودحر الاحتلال الغاصب ...!!!؟
أليس من العار ، أن تشتعل الدنيا ، وتفتح جميع فضائيات العالم إذا قتل يهودي في أقصى أرجاء العالم لأن الإعلام اليهودي يساند بعضه بعضاً ، بينما تُسحق ( الفلوجة ) البطلة وتستباح لأكثر من شهرين متتاليين ، وتقصف بجميع أنواع المدفعية والدبابات والراجمات والطائرات ، ويدمّر فيها كل شيء حتى المساجد والمستشفيات ، ثم تقصف بالكيماوي ، والنووي التكتيكي ، والفوسفور والنابالم ، فيموت الآلاف من أبنائها ، ويتشرد عشرات الآلاف منهم في الشتاء القارس ، ولا يزالون مشرّدين حتى هذه اللحظة ، ثم لا يكاد يسمع بها أحد ، ولم يدخلها صحفي واحد ، ولا غطتها فضائية واحدة ، ولم تجرى فيها مقابلة واحدة ، ولم يخرج منها تحقيق واحد ، بينما تقام الدنيا على حفنة من الأكاذيب الملفقة التي يفتعلها الأعداء في منطقة نائية مثل ( تيمور ) أو( دارفور) ، فتغطيها الفضائيات ، ويزورها عشرات المسؤولين والزعماء ، ابتداءً من العميل ( كوفي أنان) ومروراً بالمجرمين باول ، وبلير ثم العشرات غيرهم ، وتكتب الصحف ، وتتحدث الإذاعات ، وتتداعى الهيئات والمنظمات ...!!!
ثم أليس من العار والشنار أن يصنع الإعلام للمخطوفين المحررين في بلادهم كل هذا المجد ، فتقلهم الطائرات الخاصة، وتستقبلهم الجماهير المحتشدة ، وتنسج حولهم القصص والمعجزات ، وتصنع لهم الأفلام والمقابلات ، بينما لا يكاد أحد في الدنيا يسمع عن بطولات المجاهدين ، وأمجاد المقاومين ، الذين يصنعون تاريخ الأمة ، ويشيدون مجد العروبة والإسلام ، والذين يصنعون في كل يوم وكل دقيقة من البطولات الحقيقية ، ما لو كانت لأوربيين أو أمريكيين ، لصنعوا لهم التماثيل ، ولحجوا إليهم كما يحج المسلمون إلى الكعبة المشرّفة ...!!!
يا أيها العرب الغيارى ، ويا أيها المسلمون الأصلاء ...
إن ما يصنعه أبناؤكم الأطهار ، وإخوانكم الأبرار ، على أرض الرافدين الطاهرة ، من دروس البطولة والبسالة والفدائية والشهادة يستحق أن يكتب بحروف من نور ، ويرصع على جبين العرب والمسلمين بل على جبين الإنسانية ، فهل فكّرتم بالقيام بأقل القليل من واجبكم ، المالي ، أوالإعلامي ، أوالمعنوي تجاههم ...!!!؟
وهل شعوب جورجيا ، وأوكرانيا ، وفرقيزيا ، أكثر تحضراً ، وأكثر وفاءً لقضاياها ، وأكثر تضحية منكم ..!؟
لن نحدد لكم واجباتكم تجاه إخوانكم ورافعي رؤوسكم ومجددي دينكم وناصري قضاياكم وباعثي أمتكم ...
فربّ كلمةٍ تفتح آفاقاً رحبة وتذكّر بمنسيّ ، وربّ ناقلِ فقه إلى من هو أفقه منه ...
وبعد ... فالمقاومة مستمرة حتى التحرير الناجز ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ....
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ...
شبكة البصرة
السبت 15 صفر 1426 / 26 آذار 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/arabic/0305/kataab_jihad_260305.htm
من كتائب الجهاد في العراق ...إلى شعبنا العراقي العظيم .. وجماهير أمتنا المجيدة
العراق على أعتاب مرحلة جديدة
خاص شبكة البصرة
بعد مرور عامين كاملين على الاحتلال الأمريكي الظالم لعراقنا الحبيب، وبعد أن زال الغبش، وتوضحت الأمور، وتكشفت الحقائق، وسقطت وريقات التوت عن عورات المجرمين وعملائهم المنافقين ...!!!
كان لابد لنا من وقفة تقييم دقيقة ، ومراجعة شاملة ، نضع فيها نقاط الحقيقة فوق حروفها ، وننشر بين يدي شعبنا العراقي المجاهد ، وجماهير أمتنا العربية والإسلامية الوفية ، حصاد تلك المرحلة المهمة لكل الأطراف الفاعلة في المعادلة العراقية ، وهي : المحتل الغاصب ، وعملاءه المدنّسون ، والمقاومة المجاهدة ومعها كل العراقيين الشرفاء والعرب والمسلمين والإنسانيين ، الرافضين لمشروع الاحتلال الآثم البغيض ...
* أما المحتل الآثم : فقد فشل فشلاً مخزياً في تحقيق أي من أهدافه الخسيسة على مستوى العراق والأمة والإنسانية ، والحديث عن فشل أهداف العدوان يستدعي التذكير بأهم أهداف ذلك العدوان ، والتي لم تعد خافية على أي من أبناء شعبنا المجاهد ، وأمتنا المجيدة ، والشرفاء في العالم ، والتي من أهمها :
1. تدمير العراق ، وتدمير نموذجه المتمرّد على الإرادة الصهيونية في الأمتين العربية والإسلامية ، بل في العالم بأسره ...
2. إجهاض الصحوة العروبية والإسلامية في العراق والأمة ، وقتل أية بذرة من بذور الخير والرجولة والفضيلة والكرامة والتحرر فيها .
3. السيطرة على منابع النفط في المنطقة ، والتحكم بمنظومة الدول الصناعية لإجبارها على الخضوع التام للإرادة الأمريكية ، والانقياد الأعمى لمشاريعها الامبريالية في المنطقة العربية الإسلامية والعالم ...
4. سرقة أموال العراق ونفطه وممتلكاته لدعم عجلة الاقتصاد الأمريكي المنهار ..
5. تنشيط شركات السحت الحرام المتصهينة في أمريكا ، وعلى رأسها شركات السلاح والنفط والمال والأعمال، من أجل ذلك فقد ركزت آلة العدوان الجبانة على إحداث أكبر تدمير ممكن في البنية التحتية للعراق ، بغض النظر عن قرب تلك الأهداف أو بعدها عن الجهد العسكري ...
6. أخيراً ، وليس آخراً ، فرض الهيمنة الأمريكية كقوة عظمى متغطرسة ومتفردة بالقرار الدولي في العالم ...
ولقد فشلت أمريكا على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها ...
وخسئت في تحقيق أي من أهدافها الغادرة ...
* فأما على الصعيد العسكري : فقد فشلت القوات الأمريكية الغازية فشلاً مخزياً ، بالرغم من تفوقها المطلق من الناحية الفنية ... ولقد اعترف كبار جنرالات الحرب الأمريكيين بهذه الحقيقة المرّة ، وأكدوا على فقدان السيطرة على العراق منذ الأشهر الأولى للعدوان ، بالرغم من كل مكابرات الساسة المتصهينين في البيت الأسود ...!!!
كما نشرت جميع الصحف الأمريكية المشهورة ، من أمثال الواشنتون بوست وغيرها ، مقالات مزلزلة ، تشخص فيها حجم الانهيار الذي تعيشه قواتهم المنهزمة ( انظر مقالة آن سكوت تيسون المنشورة في صحيفة الواشنتون بوست بتاريخ 19 / 3 / 2005 / والموسومة بعنوان : بعد عامين ... حرب العراق تستنزف الجيش الأمريكي ) ...
ورب عراقي لا ينقصه الإخلاص يسأل : كيف لنا أن نسلم بانهزام أمريكا عسكرياً ، إذا كانت قد احتلت العراق في أقل من شهر ، وهاهي تعيث فيه فساداً وتخريباً وتقتيلاً وتدميراً منذ ما يزيد على سنتين ...!!!؟
وللإجابة على هذا التساؤل المشروع ، لا بد لنا أولاً أن نذكر شعبنا العظيم وأمتنا المجيدة بحقيقة النصر ومعانيه في حرب القلة المؤمنة ضد الكثرة الكافرة عبر التاريخ العربي الإسلامي كله ، وكما هو حاصل على أرض العراق اليوم ، وأرض فلسطين المقدسة ، وغيرها من الأراضي العربية والإسلامية المجاهدة ...
ولنقرأ جميعاً هذه الآيات المباركات : بسم الله الرحمن الرحيم (( قُتِلَ أصحابُ الأخدودِ ، النَّارِ ذات الوقودِ ، إذْ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) البروج ( 4_7 ). صدق الله العظيم .
هذه الآيات هي من سورة البروج ، وهي من السور المكيّة ، التي تُعنى بعرض حقائق العقيدة ، وقواعد التصور الإسلامي ، وتهتمُّ ببناء القاعدة الصلبة من المؤمنين ، الذين يقوم على أكتافهم بناء الدين ، والدفاع عن المباديء.
وهي تحكي قصة مجموعة من المؤمنين السابقين ، الذين ابتلوا بأعداء كفرة حاقدين ، وطغاة ظالمين مجرمين، أرادوهم على ترك عقيدتهم ، والتخلّي عن مبادئهم ، فأبوا ذلك ، واعتصموا بعقيدتهم ، واستمسكوا بمبادئهم ، فحفر لهم الطغاة أخدوداً ، وأوقدوا فيه النيران ، ثم قذفوهم فيها ، على مرأى ومسمع من الجموع المحتشدة ، التي ساقها الطغاة بالقوة ، لتشهد فصول تلك المذبحة الرهيبة ، وبمثل تلك الدرجة من الوحشية والساديّة ، وانعدام أية أثرة من خلق إنساني ، أو ضمير بشري ، وبدون أي ذنب اقترفه المؤمنون ، اللهم إلا ( ذنب ) التمسك بالمباديء ، والدفاع عن العقيدة ...!!!
وربَّ سائل يسأل : ترى ، مالذي يمكن أن تفعله حفنة من المؤمنين ، أمام جيوش الطغاة الجرارة ، وقواتهم المدجّجة بالسلاح .!؟ وما هي النتيجة التي يمكن أن تتمخّض عن صمود مجموعة من المؤمنين أمام جحافل الظالمين ، واستبسالهم في الدفاع عن مبادئهم وأوطانهم ، واستشهادهم من أجل دينهم وعقيدتهم .!؟
وللإجابة على مثل هذا التساؤل المهم أيضاً نقول : إن النصر الحقيقي ، هو في تمسك أصحاب العقائد بعقائدهم ، وتمسك أصحاب المباديء بمبادئهم ، ودفاعهم عن قيمهم ، وتضحيتهم من أجل عقيدتهم وأوطانهم ومبادئهم ، ولقد تكفّل الله تعالى ، بتحقيق النصر لعباده المؤمنين ، على أعدائهم الكافرين ، فقال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( إنا لننصرُ رسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ، ولهم سوء الدار )) غافر ( 52).
وإذا جاء الوعد من الله المقتدر ، فلا شك أنه حاصل لا محالة ، ولكنَّ الناس يقيسون بظواهر الأمور ، ويغفلون عن جوهرها وحقيقتها ، أو يقيسون بفترة قصيرة من الزمان ، وحيّز محدود من المكان ، وهي بلا شك مقاييس بشرية قاصرة .!
فأما المقياس الإلهي ، فهو مقياس شامل ، يعرض القضية الإيمانية في رقعتها الفسيحة ، الممتدّة على مديات الزمان والمكان .
ولو نظرنا إلى القضية الإيمانية بهذه السعة ، وهذا الشمول ، لرأينا أنها قد انتصرت في النهاية من دون أدنى شك. فلقد خاض الإيمان مع الشرك _ منذ فجر البشرية إلى اليوم _ جولات وجولات ، كانت الغلبة في النهاية لصالح التوحيد والإيمان المحصّن بالحق ، على حساب الشرك والظلم والعدوان المدجج بالباطل ...
هذا من جهة ... ومن جهة أخرى ، فإن الناس يقصرون معنى النصر على صور حسيّة معينة معهودة لهم ، قريبة الرؤية لأعينهم ، ولكنَّ صور النصر في ميزان الله كثيرة ومتعددة ، وقد يتلبَّس بعضها بصور الهزيمة عند أصحاب النظرة السطحية المحدودة ..
فخليل الله إبراهيم عليه السلام ، كان قد انتصر _ في ميزان الله _ وهو يُلقى في نار النمرود ، لأنه كان قد ثبت على عقيدته ، ولم يتنازل عن مبادئه ..
وأصحاب الأخدود ، الذين سبقت الإشارة إليهم ، كانوا قد انتصروا أيضاً ، وهم يُلقَون في نار الطغاة ، لأنهم كانوا قد تمسَّكوا بدينهم ، وضحّوا من أجل عقيدتهم ومبادئهم .
والحسين بن علي ( رض ) ، كان قد انتصر، بالرغم من استشهاده ، وما كان لألف خطبة، وألف قصيدة أن تنصر قضيّته ، كما نصرتها قطرات الدم المهراق من جسده الطاهر فوق تراب كربلاء ..
والفلوجة ، وقبلها سامراء والنجف وتلعفر ، وجميع مدن العراق الصابرة المجاهدة ، كانت قد انتصرت على الأمريكان القتلة ، بالرغم من كل ما أحدثوه فيها من خراب ودمار ، لأنها كانت تدافع عن كرامتها واستقلالها، ولأن المجاهدين العمالقة الذين كانوا يحرسونها، إنما كانوا يحرسون عقيدة الأمة وشرفها وكرامتها ...
ويشهد الله والتاريخ ، ويشهد العراقيون النشامى ومعهم كل العرب والمسلمين والشرفاء في الإنسانية ، بأن الأمريكان لم يكونوا ليدخلوا الفلوجة حتى لو جعلوا عاليها سافلها، لولا قرار المجاهدين بالانسحاب التكتيكي لأهداف موضوعية أعلنا عنها في حينها ، بعد أكثر من شهرين كاملين من المنازلة التاريخية الخالدة ، التي مرّغنا فيها أنف الآلة العسكرية المتغطرسة بالأوحال ، ولقنّاهم من دروس البطولة والشهامة والاستبسال ما لم يعهدوه في تاريخهم ، حتى اعترف كبار قادتهم ومنظريهم بضرورة تغيير العقيدة العسكرية الأمريكية بكاملها بعد ملاحم الفلوجة الخالدة ... !!!
إذن ، إن صورة النصر الحسيّة المعروفة للناس ، لم تكن بعيدة _في ميزان الله أيضاً _ عن أهل الإيمان والمباديء ، فلقد انتصر المجاهدون في العراق انتصاراً مادياً حقيقياً ، فضلاً عن الانتصارات المعنوية والروحية ...
فلقد سحق المجاهدون العمالقة أغلب القوة البريّة المحتلة ، وأخرجوها من أرض المعركة ، حتى لجأ الأمريكان للاستعانة بقواتهم المنتشرة في ألمانيا وكوريا واليابان لأول مرّة منذ الحرب العالمية الثانية ...!!!
فلما فشلوا في ذلك أيضاً، لجؤوا إلى الاحتياطي القومي الفدرالي ولأول مرّة في تاريخهم..!!!
وحتى جنود هذا الاحتياطي فقد بدؤوا ينتحرون ويتمردون ويلجؤون إلى كندا وغيرها هرباً من أسود العراق ، الذين لقنوا الجيش الأمريكي من الدروس والعبر ، ما جعل مستنقع فيتنام على فداحته لهم أشبه بنزهة ربيعية ...!
كما سحق المجاهدون العمالقة جل آلة العدوان العسكرية المدرعة ، حتى بدأ الجنود الأمريكيون يبحثون عن الخردة بين الأزبال لتصفيح ناقلاتهم المذعورة ، ولقد وقف مجرم الحرب رامسفلد موقفه المهين المشهور في الكويت المحتلة قبل أشهر ، ليرد على سيل الاتهامات الموجهة إليه من قبل جنوده الغاضبين ، الذين رأوا من عمالقة الجهاد في الأمة على أرض الرافدين الطاهرة ، ما لا عهد لهم به في حروبهم البهلوانية السابقة ، بعبارته المهزومة التي قال فيها ولأول مرّة في تاريخ البنتاغون :
(( لقد وصلنا إلى العظم we have reached the bone )) ...!!!
ياأيها العراقيون الغيارى، ويا أيتها العراقيات الماجدات، ويا أبناء أمتنا المجيدة ...
هلا سألتم أنفسكم هذا السؤال البسيط : من الذي أوصل أعظم قوة عسكرية في العالم إلى العظم .!؟
ومن الذي أوصل أقوى جيش في التاريخ إلى حافة الانهيار ...!!!؟
والجواب بكل فخر واعتزاز : إنهم أبناؤكم المجاهدون أيها العراقيون والعرب ... ومن حقكم أن تفرحوا وتفاخروا بهم ، ومن واجبكم أن تزغردوا لهم وتساندوهم ...
* لقد سحقنا أكثر من مائة ألف من علوجهم المذعورة (مابين قتيل وجريح ومعوق عقلياً) وأخرجناهم من أرض المعركة إلى الأبد ...
* وسحقنا أعصاب من تبقى على قيد الحياة منهم ، حتى بدؤوا يهربون إلى المصحات العقلية ، أو يلجؤون إلى الانتحار ، أو يفرون إلى الدول المجاورة ، بالرغم من كل الحوافز والمغريات المادية المقدمة لهم ...
ولقد عجز البنتاغون عن تعويض النقص الفظيع في قواته المنهارة بسبب رفض الأمريكيين التطوع فيه خوفاً من بطش أسود العراق المجاهدين، الذين ملأت أخبار بطولاتهم آفاق الدنيا، بالرغم من التعتيم الهائل الذي مارسته الماكنة الإعلامية الصهيونية عليها ، وبالرغم من التقصير الرهيب الذي مارسه الأصدقاء الإعلاميون بحقها …
كما عجزوا عن إراحة بعض القطعات المنتشرة في أرض المعركة منذ أكثر من سنتين (وهذه بالإضافة لكونها فضيحة عسكرية ، فهي تهدد معنويات الجنود الذين يحرمون من إجازاتهم بالانهيار ) ، حتى اضطروا لتحريك قواتهم المنتشرة في ألمانيا وكوريا واليابان للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية كما ذكرنا …!!!
فلما عجزت هي الأخرى ، لجؤوا إلى قوات الاحتياط الفدرالي ، وهي المرة الأولى في تاريخ أمريكا على الإطلاق …
* كما سحقنا روح الأمريكان الشريرة ، وإرادة العدوان الظالم لديهم ، وحطمنا إرادة القتال لدى علوجهم ، ونتحدى أن يفكروا بالعدوان على أحد في العالم بعد اليوم ...
ولقد شهد العالم بأسره تحول خطابهم السياسي تجاه بعض الدول التي كانوا يصنفونها فيما أسموه بمحور الشرّ ، من التهديد والعدائية المطلقة ، إلى النفاق والدبلوماسية والمداهنة ...!!!
* ولقد حررنا العراق الحبيب من براثن عدوانهم الغادر منذ الشهر الثالث للمنازلة ، باعترافهم أنفسهم ، وحرّمنا عليهم الأمن والأمان والاطمئنان في أية مدينة من مدن العراق المقدسة ، بما فيها بغداد الحبيبة ، بل حرّمنا رقادهم حتى داخل أوكارهم المذعورة فيما يسمونها بالمنطقة الخضراء ، التي حولناها إلى منطقة حمراء ملتهبة
* كما حطمنا تحالفهم الشيطاني الشرير ، ودفعنا دوله إلى الهروب من العراق الواحدة تلو الأخرى ، بعد أن ساقتهم أمريكا إليه بعصاها الغليظة ، التي حطمناها أمام أنظار الدنيا حتى لم تعد تخيف أحداً في العالم ...
* بل حتى القوة الجوية المتفوقة التي يفاخرون بها العالم ، سحقناها ، وأخرجناها من أرض المعركة ، بعد أن أسقطنا منها العشرات ، بما فيها طائرات الشحن ، وناقلات لجند ، والمروحيات والطائرات المقاتلة ...
وهاهي سماء هيت البطلة ، وغيرها من فضاءات مدننا المجاهدة في الغربية وغيرها ، محرّمة على غربانهم المذعورة حتى هذه اللحظة …
* كما حرّمنا عليهم سرقة نفطنا ، وتسخيره لخدمة مجهودهم الحربي العدواني ضد وطننا وأمتنا ، فكان ذلك من أعظم مصائبهم ، حيث حرمهم من تسديد فواتير العدوان الظالم كما كانوا يحلمون ، الأمر الذي أربك اقتصادهم ، وضاعف مشاكلهم ، ومن جهتنا ، سنظل نلاحقهم بإذن الله ، حتى نعلن للدنيا سقوطهم وانهيارهم ...
* وأما على الصعيد الاقتصادي : فقد فشل العدوان فشلاً مخزياً في تحقيق أي من أهدافه الظالمة ، بل العكس تماماً هو الصحيح ، فبدلاً من أن يكون احتلال العراق المنقذ للاقتصاد الأمريكي المرتبك ، إذا به يدفعه إلى الانهيار التام ...!!!
لقد كان احتلال العراق في نظر الستراتيجيين الاقتصاديين الأمريكيين ، المنقذ الوحيد للاقتصاد الأمريكي المترنح ، وخاصة بعد ضربة الحادي عشر من سبتمر القاصمة ، فهو يحقق لهم الكثير من المكاسب الاقتصادية، مثل : الاستحواذ على منابع النفط ، والتحكم بأسعاره ( ولذلك كانت الأولوية الأولى لهم ، هي حماية النفط ووزارته ومنشآته ، ومنع أي عبث أو تخريب فيها ، بعكس كل الوزارات والدوائر الأخرى ، التي دمروها ، ثم أمروا عملاءهم بتخريبها وسرقتها ) ، وكذلك تنشيط شركاتهم التجارية التي وصلت إلى حافة الانهيار بعد 11 أيلول ( سبتمبر ) ، بل أعلنت العشرات منها إفلاسها الحقيقي ، وسرحت آلاف العمال الأمريكيين ، فكان احتلال العراق المخرج لشركات السلاح ( ولذلك فقد أسرفت الماكنة العسكرية الأمريكية باستخدام كثافة نيران أكثر بكثير من حاجة المواقف العسكرية الفعلية ، وهي تعلم ضمناً أن هذه النيران مدفوعة الثمن من خزينة العراق المحتل ) وكذلك شركات المال والأعمال والبناء ، التي وعدوها بعقود مغرية فيما سموه إعادة إعمار العراق بعد تدميره ( ولذلك فقد أسرف الأوغاد ، وبشكل غير مسبوق وغير مسوغ ، في تدمير العراق تدميراً كاملاً ، ليتيحوا المجال لشركاتهم المتصهينة ( من تجار السحت الحرام ) لسرقة ما تبقى من نفطه وخيراته ...!!!
فهل حقق المحتلون الأوغاد أياً من أهدافهم الخبيثة هذه أو غيرها ...!!!؟
الجواب : قطعاً ... لا ...
* لقد وصلت كلفة العدوان الظالم على العراق حتى هذه اللحظة أكثر من أربعمائة مليار دولار ، وقع العبء الأكبر فيها على جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين ، بعد أن أربك المجاهدون عمليات السرقة المستمرة لنفط العراق وخيراته .
* لقد طرد المجاهدون العمالقة جميع الشركات المتصهينة من العراق ، ونظفوا أرض الفراتين الطاهرة من أرجاسهم وأرجاس عملائهم ، الذين طالموا تستروا بأسماء وأشكال وهمية ، ولكن العين الساهرة لجهاز مخابرات المقاومة المقتدر كان لهم بالمرصاد ، ولطالما أكدنا لجماهيرنا المؤمنة الطيبة في العراق والأمة والإنسانية ، بأننا لسنا عشاق قتل ، ولا متعطشي دماء ، ولا دخل لنا بالصحفيين والإنسانيين وغيرهم ، بل نشجعهم ، وندعمهم ، ونساعدهم على الوصول للحقيقة ونشرها ، لأن الحقيقة تخدم قضيتنا العادلة ، وتخدم جهادنا المقدس ، كما فعلنا مع الصحفيين الفرنسيين ، والصحفيين الأندنوسيين ، والصحفية الإيطالية ، وغيرهم الكثير ... أما الجواسيس والعملاء والمرتزقة وأعوان المحتل وأنصاره ، الذين عبروا البحار والمحيطات مع قوات الاحتلال الظالمة ، وعملوا معها جنباً إلى جنب ، على تخريب وطننا ، وقتل شعبنا ، واستباحة حرماتنا ، وسرقة نفطنا وأموالنا ، فماذا تظنون أن نفعل بهم غير الذبح ...!!!
بسم الله الرحمن الرحيم ((تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)) (الأنفال:60 )
* لقد بلغ العجز التجاري الأمريكي حتى هذه اللحظة أكثر من خمسمائة مليار دولار ...!!!
* كما بلغت الديون الأمريكية الخارجية أكثر من سبعة تريليون دولار ( والتريليون يعادل ألف مليار دولار )...!
* أما الديون الداخلية (من الشعب للدولة) فقد تجاوزت مئات التريليونات من الدولارات...!!!
* كما انهارت كبريات الشركات الأمريكية وأعلنت إفلاسها ، وسرحت الآلاف من عمالها ، اللذين أضيفوا إلى طوابير العاطلين عن العمل ، واللذين بدؤوا يلجؤون إلى الجريمة المنظمة ، التي تتفوق فيها أمريكا على جميع دول العالم ...!!!
* نذكر هنا بأن أمريكا هي الأولى في العالم من حيث عدد نزلاء السجون ، حيث يتجاوز السجناء فيها الملوني سجين ...!!!
* كما نذكر العالم أيضاً بأن أمريكا ( التي تدعي أنها الدولة الديمقراطية الأولى في العالم ) تستثمر اليوم في بناء السجون ، أكثر بكثير مما تستثمر في بناء الجامعات ...!!!
* وهناك انهيار أمريكي مروّع على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والقيمي أيضاً ، فلقد نشرت الدراسات مؤخراً _ في داخل أمريكا وخارجها _ حقائق مذهلة عن الحالة المزرية التي يعيشها المجتمع الأمريكي ، حيث الأمراض الجنسية القاتلة ، وعلى رأسها الإيدز الذي يفتك بالآلاف من الأمريكيين سنوياً ، وحيث الخمر والمخدرات والشذوذ الجنسي ، وما ينتج عنه من فقر وتشرد وأمراض نفسية وإجرام ...
فهناك في أمريكا : جريمة قتل كل نصف ساعة تقريباً ، وجريمة سطو مسلّح كل دقيقة ، وحادث اغتصاب كل ستة دقائق ، وحادث سرقة بيوت كل نصف دقيقة ..!!!
في أمريكا أكثر من ثلاثمائة مليون قطعة سلاح ، أي أكثر من عدد السكان ..!!!
ولقد نشرت الإحصاءات أيضاً بأن (90% ) من طلاب المدارس الأمريكيين كذّابون ، و (70% ) منهم غشّاشون ، و ( 30% ) منهم لصوص محترفون ...!!!
* فإذا أضفنا إلى هذه الحقيقة الخسائر الفادحة التي خلّفتها أحداث الحادي عشر من أيلول على الاقتصاد الأمريكي ، والتي يقدّرها الخبراء الاقتصاديون بما يزيد على (800) مليار دولار خسائر ضرب مركز التجارة العالمي والبنتاغون ، متضمّناً خسارة آلاف العقول الإقتصادية التي سحقت فيه ، مع ( 800 ) مليار أخرى كلفة إعادة بنائه مع كوادره ومعدّاته..!!!
هذا فضلاً عن عشرات المليارات الأخرى ، المترتبة على الخسارات الأخرى في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة ، ابتداءً من شركات الطيران ، التي أعلنت الكثير منها عن حالة العجز والإفلاس ، وبدأت بالفعل بتسريح مئات الآلاف من الموظفين ، إلى قطاعات التأمين ، فالبلديات ، فالصحة ومشاكل الجمرة الخبيثة وغيرها …!!!
* وإذا أضفنا إلى ذلك أيضاً خسائرالعدوان العسكري الأمريكي على أفغانستان ، والتي قدرها الخبراء العسكريون بما يزيد على المليار دولار للشهر الواحد ، هذا باعتراف الأمريكيين أنفسهم ، والذين يعترفون أيضاً بأن الحرب لن تكون سهلة وقصيرة ، ولربما امتدت لعدّة سنوات ، ولنا أن نتصور الكلفة المترتبة عليها أيضاً .!
* كل ذلك ، بعد فضل الله وإرادته المقتدرة ، أدى إلى ارتفاع أسعار النفط ، وانهيار صرف الدولار ( حيث فقد حتى الآن أكثر من 40% من قيمته ) مقابل اليورو ، وتحول أكثر من خمسين بالمائة من البنوك الدولية من الدولار إلى اليورو في تعاملاتهم النقدية ...!!!
* وبهذا يكون الفضل بعد الله تبارك وتعالى في فشل أمريكا وإفلاسها ودفعها إلى حافة الانهيار ، لطليعة الأمة المؤمنة المجاهدة ( ونعني بها كل من شرّفه الله بالجهاد والمقاومة ضد الظلم والعدوان ، ابتداءً من أفغانستان المسلمة ، مروراً بالعراق العظيم ، وصولاً إلى فلسطين المباركة ، وانتهاءً بأقصى أرض للإسلام يجاهد أبناؤها من أجل دينهم وعزتهم واستقلالهم ) التي افتتحت سفر جهادها المبارك بمعجزة الحادي عشر من أيلول ( سبتمبر ) الخالدة ، التي استخرجت بموجبها الأمريكان الأغبياء من جحورهم ، واستجرّتهم إلى أرضنا أرض العروبة والإسلام ليلاقوا فيها حتفحهم ، ولنذيقهم من نفس كؤوس الموت والذل التي طالما سقوا منها هذه الأمة المنكوبة بهم وبعملائهم..!!
* وأما من الناحية السياسية والأخلاقية : فقد فشلت أمريكا فشلاً ذريعاً في تسويق أي من أكاذيبها الغبية ، التي سوّقتها في البداية كمسوّغات لعدوانها الظالم على العراق ، واحتلالها الآثم له ...
ولقد تهاوت جميع أكاذيبها الواحدة تلو الأخرى ، ابتداءً من أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل) حيث تبين للدنيا كلها بأن العراق لا يمتلك هذه الأسلحة ، بل الصهاينة هم الوحيدون في المنطقة الذين يمتلكونها دون أن يجرؤ أحد على محاسبتهم ، بل حتى على مساءلتهم ...!!!
ثم أكذوبة التعاون مع ( الإرهاب ) ، والصحيح بأن العراق لم يكن إرهابياً ، ولا يرعى الإرهاب ، بل أمريكا والكيان الصهيوني هما راعيتا الإرهاب ، ومسوّقتا الجريمة والعدوان في العالم ...!!!
أخيراً ، وليس آخراً ، الأكذوبة الصفيقة التي ادّعوا فيها ( التحرير ) و ( القضاء على الدكتاتورية ) و ( نشر الحرية والديمقراطية ) ، ولقد شهد العراق والأمة والعالم أجمع أي تحرير ، وأية ديمقراطية ، تلك التي سوّقوها للعراق الجريح ، المنكوب بهم وبعملائهم الساقطين من أمثالهم ...!!!
ولقد شهد العالم أيضاً رفض العراقيين الشرفاء ( بنسبة تزيد على تسعين في المائة ) لمشروع الاحتلال الظالم ، ومنهم من عبر عن رفضه بالمقاومة المسلحة ، ومنهم من عبر عن ذلك بالمقاومة السلمية ، وحتى الذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة ، إنما شاركوا لفهمهم أنها الخطوة الأولى نحو دحر الاحتلال كما زعموا لهم ...
بل حتى الشعوب الأوربية والأمريكية كانت قد عبّرت عن رفضها للعدوان الظالم ، قبل الغزو الآثم وبعده ، وذلك بتسييرها للمظاهرات المليونية الرافضة للعدوان ، والمطالبة بعقاب المجرمين المعتدين ، وعلى رأسهم بوش وبلير وأذنابهما من التافهين ...
* وأما عملاء المحتلين المدنّسين : فقد فشلوا في تسويق أنفسهم للشعب العراقي المجاهد ، كما فشلوا أيضاً في تحقيق أيّ من وعودهم الكاذبة ، وأحلامهم المريضة ...
لقد سوقوا أنفسهم للشعب العراقي – وخاصة قبيل مهزلة الانتخابات – على أن لهم من تعاونهم مع المحتلين الظالمين ، هدفين ( واقعيين ) أو ( عقلانيين ) اثنين ...!!!
الأول : هو إخراج القوات متعددة الجنسيات كما يسمونها ، وإنهاء الاحتلال بالطرق السلمية...!!!
والثاني : هو إعادة إعمار العراق ، ونشر الحرية والديمقراطية والتعددية بين ربوعه ...!!!
وهل في العراق العظيم اليوم ، والأمة كلها ، بل والإنسانية أيضاً ، من تنطلي عليه أمثال تلك الترهات الكاذبة ؟
أما إخراج المحتل من أرض العراق ، فهم أحقر وأتفه من أن يفعلوا ذلك ...!!!
وكيف يخرجونه إذا كانوا يتوسلون به في الصباح والمساء لكي يبقى ، وبالتالي تبقى معه منافعهم الدنيئة ومصالحهم الخسيسة ..!!!؟
ثم ، أليسوا هم الذين زينوا له درب الرذيلة ، وأغروه باحتلال العراق العظيم ، تأسياً بآبائهم وأجدادهم الخونة ، من أمثال : أبي رغال وابن العلقمي ونصير الكفر الطوسي ...!!!؟
وأما إعمار العراق ، ونشر الديمقراطية بين ربوعه ، فهذه من النكات والنوادر التي يقرؤها الأطفال في قصص جحا ، من أمثال : إيداع اللحم عند القطط والكلاب ...!!! أو تأمين البنوك عند اللصوص ...!!!
أو تكليف الذئاب بحراسة الحملان...!!! أو غيرها من النكات السخيفة والمفارقات العجيبة...!!!
والحقيقة التي يعرفها كل فرد من أبناء شعبنا العزيز وأمتنا المجيدة ، هي : أن هؤلاء العملاء المدنّسين لم يفلحوا إلا في شيء واحد فقط ، وهو تزيين فعل الشر للمحتلين الظالمين ، ثم العمل معهم على تدمير العراق ، وقتل أبنائه ، وانتهاك أعراضه ، وتدنيس مقدساته ، وسرقة نفطه وخيراته ...!!!
وحتى ما سمي بالانتخابات التي طالما تشدّقوا بها ، فنجزم ويجزم معنا كل الشرفاء ، بأنه لم يكن ليشارك بها أحد، حتى من الذين شاركوا بها ، وتحمسوا لها ، لولا تصديقهم للزيف الذي روّجه أصحاب العمائم السوداء ، وعلى رأسهم حاخامهم الفارسي ( السيستاني ) ، الذين جبنوا عن مواجهة المحتل عسكرياً ، فراحوا يروجون للبسطاء والطيبين من أبناء الوطن ، فكرة ( النضال السلمي ) ، و ( العمل على إخراج المحتل من خلال صناديق الانتخاب ) ، ولذلك فقد خرج من خرج للانتخابات على هذا الأساس ، واعتبرها البعض واجباً دينياً إذا كانت فعلاً ستقود إلى إخراج المحتلين ...!!!
وما درى هؤلاء المساكين الطيبين ، أن أولئك الدجالين المزيّفين ، الذين روّجوا لأمثال تلك المقولات الكاذبة ، هم من أخلص جنود الاحتلال ، وهم الحراس الأمناء لمشروعه الاستعماري البغيض في العراق والأمة ...!!!
أنظروا إليهم وهم يحرسون قطعات المحتلين ، ويذودون عن معسكرات الاحتلال بفيالقهم (البدرية ) و
( البيشمرقية ) الخائنة ...!!!
ثم انظروا إليهم بعد شهرين من انتهاء تلك المسرحية الركيكة ( الانتخابات ) وهم يتهارشون فيما بينهم وزارات العراق ومؤسساته الجريحة ، كما يتهارش الكلاب جيفتهم القذرة ...!!!
دون أن يلتفتوا إلى محنة الوطن ، أو آهات المواطنين ، الذين يموت الشرفاء منهم في اليوم الواحد ألف مرّة ومرّة ، من كثرة ما يعانونه من الظلم والحيف والإذلال والهوان ...!!!
فهل هؤلاء اللصوص والمرتزقة ، الذين تربوا على موائد ( الموساد ) و المخابرات (الأمريكية ) و ( الإيرانية ) والذين لا يهتمون بأكثر من مصالحهم الأنانية ومصالح أسيادهم وأتباعهم وأزلامهم ... هل هؤلاء الأوباش والسفلة والأفاقين سيحررون أرضاً ويبنون وطناً ...!!!؟ هيهات ... هيهات ... وألف هيهات.!!!
* أخيراً ، ولكن ليس آخراً ، نأتي إلى موضوع الجهاد والمقاومة :
ونقول باديء ذي بدء ، بملء أفواهنا ، وأعلى أصواتنا ، مبشرين العراقيين الغيارى ، والعراقيات الطاهرات ، وجماهير الأمة من محيطها إلى خليجها، بأن حركة الجهاد والمقاومة في العراق العظيم بألف خير والحمد لله ، وهي لم تكن في أية مرحلة من تاريخها ، كما هي اليوم ، قوة ، وتنظيماً ، وتماسكاً ، وإصراراً على تحقيق الأهداف الغالية ، في سحق الاحتلال ، وكنس عملائه ، وقبر مشاريعه ، وبناء عراق جديد شوري ديمقراطي موحّد ، يسرّ العرب والمسلمين ، ويغيظ الكفرة والمنافقين ، ويكون شوكة في حلوق الطامعين ...
المقاومة بخير والحمد لله، وهي تحقق في كل صباح انتصارات رائعة ، ومكاسب جديدة ...
المقاومة بخير والحمد لله ، وهي تنتقل رويداً رويداً ، من العفوية إلى التنظيم ، ومن الفردية إلى الجماعية ...
الجهاد والمقاومة في العراق العظيم بألف خير والحمد لله ، ولقد بدأت ( تؤطر ) جهادها ، و(تؤسس = عمل المؤسسات ) نشاطاتها ...
المقاومة المجاهدة بخير والحمد لله ، وهي ذات منهج واضح ، ورؤية مستنيرة ، وخطة بسيطة ...
المقاومة المجاهدة هي خيار العراق والأمة الستراتيجي، الذي لا بديل عنه لتحرير الأوطان ، ودحر الغزاة ، وقبر الطغاة ، واستخلاص الحقوق ، وتنسم أنسام الحريّة ...
المقاومة المجاهدة ، رفعت معنويات العراقيين بعد أن انهارت ، وأعادت للأمة روحها بعد أن سحقت ، وأثلجت صدور قوم مؤمنين ...
ولذلك ، فلا بديل أبداًً عن الجهاد والمقاومة ، ولا رجعة إطلاقاً عن خيارها ومسارها ...
من أراد أن يناقشنا في مواضيع إثرائها وإغنائها ، فقلوبنا مفتوحة ، وعقولنا متحفزة ...
أما ما عدا ذلك ، فنعدّه مضيعة للوقت ، شرذمة للصف ...
الجهاد والمقاومة هو خيار العراقيين والأمة، وعلى الجميع أن يعرف دوره، ويقوم بواجبه...
* أما العراقيون الغيارى والعراقيات الماجدات فيعرفون دورهم، ويقومون بواجبهم خير قيام، فشكر الله لهم ، وبارك الله في سعيهم ، وألف عفية لبطولاتهم ، وإلى المزيد من العطاء والتضحية على طريق التحرير الناجز ، فأنتم والله أهل المكارم والتضحيات ، ورثتموها كابراً عن كابر ...
وإذا كان لنا من طلب لدى أهلنا العراقيين، فهو المزيد من التعاون والوحدة ورص الصفوف، لتفويت الفرصة على الحاقدين والانفصاليين ... ثم ، المزيد من البعد عن المدنّسين ، وعدم الاقتراب من المتآمرين ، والمزيد من التمسك بالأصول والثوابت التي تشرّف المؤمنين ...
فلا تفاوض ولا تفاهم ولا حوار مع المحتلين لظالمين ، ولا تعاون ولا لقاء ولا تقارب مع العملاء الساقطين ، ولسنا نتهافت على ( انتخابات ) أو ( دستور ) أو ( حكومة ) قبل اندحار المحتلين وعملائهم من المنافقين ...
وإذا كان لنا من رجاء، فنوجهه إلى أهلنا الإعلاميين ، ونقول لهم بشيء من العتب المحبب ، والعتب على قدر المحبة : أين الفضائيات المجاهدة ...!!!؟ ولم كل هذا التأخير في إحداث المنابر الحرّة ، والفضائيات المجاهدة .؟
أين أصحاب الأموال الحلال ، والأقلام الجريئة ، والحناجر المزلزلة .!!؟
لم لا توظفون كل ذلك في نشر أخبار الجهاد المبارك ، من أرض الرافدين الطاهرة ، التي تشرّف الأمة ، وترفع رأس العرب والمسلمين ، وتثلج صدور قوم مؤمنين ، وتفقأ أعين الظالمين والعملاء والمتآمرين ...!!!؟
أيسرّكم أن يكون للعملاء والمدنّسين وأحفاد القرامطة والحشاشين عشرات المنابر والفضائيات ، التي ينشرون منها سمومهم ، ويتقيؤون من منابرها أحقادهم ، ولا يكون للجهاد صوت مسموع ، ولا لبطولات المجاهدين العمالقة من ينقل أخبارهم ، ويتغنى بأمجادهم ، ويفخر ببطولاتهم ...
* وأما العرب والمسلمين : فنخاطبهم على مستويين اثنين :
- مستوى الحكومات والأنظمة الرسمية : فهؤلاء لا نعول الكثير عليهم ، لما نعلم من ضعفهم وتخاذلهم وعمالاتهم، ولكن ذلك لا يعفونا من أن ننصح لهم، ونقول : بأن الأمة كلها مستهدفة، حكومة وشعوباً ، وبأنهم ليسوا بمنأى عما يحاك للأمة من مؤامرات ، بعد أن أفصح الأعداء عن أحقادهم ، وكشفوا جميع أوراقهم ومخططاتهم ، فليتقوا الله بأمتهم ، وليحسنوا الصلح مع شعبهم ، وليدعموا المقاومة المجاهدة ، وليقدموا لها ما أمكنهم من مساعدات مالية وإعلامية ، أو على الأقل ليغضوا الطرف عنها ، وليكفوا تآمرهم مع أعدائنا عليها ، فإنها (أي المقاومة) إن تقهر أمريكا ، فنصرها نصرهم ، وعزّها عزّهم ، وإن تكن الأخرى ، لا سمح الله ، فقد كفيتموها بغيركم ...
- ومستوى الشعوب ومنظمات المجتمع المدني : وهؤلاء نطلب منهم الكثير ، ونعول عليهم أكثر ...
لأننا نعلم بوجود أكثر من ثمانية وعشرين ألف مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في أمتنا ، وهي تجمع آلاف النخب والمثقفين والإعلاميين ورجال المال والأعمال ... وغيرهم ... فأين دورهم في نصرة قضايا الأمة المصيرية ، وعلى رأسها قضية الجهاد والمقاومة لتحرير الأرض المغتصبة ، ودحر الاحتلال الغاصب ...!!!؟
أليس من العار ، أن تشتعل الدنيا ، وتفتح جميع فضائيات العالم إذا قتل يهودي في أقصى أرجاء العالم لأن الإعلام اليهودي يساند بعضه بعضاً ، بينما تُسحق ( الفلوجة ) البطلة وتستباح لأكثر من شهرين متتاليين ، وتقصف بجميع أنواع المدفعية والدبابات والراجمات والطائرات ، ويدمّر فيها كل شيء حتى المساجد والمستشفيات ، ثم تقصف بالكيماوي ، والنووي التكتيكي ، والفوسفور والنابالم ، فيموت الآلاف من أبنائها ، ويتشرد عشرات الآلاف منهم في الشتاء القارس ، ولا يزالون مشرّدين حتى هذه اللحظة ، ثم لا يكاد يسمع بها أحد ، ولم يدخلها صحفي واحد ، ولا غطتها فضائية واحدة ، ولم تجرى فيها مقابلة واحدة ، ولم يخرج منها تحقيق واحد ، بينما تقام الدنيا على حفنة من الأكاذيب الملفقة التي يفتعلها الأعداء في منطقة نائية مثل ( تيمور ) أو( دارفور) ، فتغطيها الفضائيات ، ويزورها عشرات المسؤولين والزعماء ، ابتداءً من العميل ( كوفي أنان) ومروراً بالمجرمين باول ، وبلير ثم العشرات غيرهم ، وتكتب الصحف ، وتتحدث الإذاعات ، وتتداعى الهيئات والمنظمات ...!!!
ثم أليس من العار والشنار أن يصنع الإعلام للمخطوفين المحررين في بلادهم كل هذا المجد ، فتقلهم الطائرات الخاصة، وتستقبلهم الجماهير المحتشدة ، وتنسج حولهم القصص والمعجزات ، وتصنع لهم الأفلام والمقابلات ، بينما لا يكاد أحد في الدنيا يسمع عن بطولات المجاهدين ، وأمجاد المقاومين ، الذين يصنعون تاريخ الأمة ، ويشيدون مجد العروبة والإسلام ، والذين يصنعون في كل يوم وكل دقيقة من البطولات الحقيقية ، ما لو كانت لأوربيين أو أمريكيين ، لصنعوا لهم التماثيل ، ولحجوا إليهم كما يحج المسلمون إلى الكعبة المشرّفة ...!!!
يا أيها العرب الغيارى ، ويا أيها المسلمون الأصلاء ...
إن ما يصنعه أبناؤكم الأطهار ، وإخوانكم الأبرار ، على أرض الرافدين الطاهرة ، من دروس البطولة والبسالة والفدائية والشهادة يستحق أن يكتب بحروف من نور ، ويرصع على جبين العرب والمسلمين بل على جبين الإنسانية ، فهل فكّرتم بالقيام بأقل القليل من واجبكم ، المالي ، أوالإعلامي ، أوالمعنوي تجاههم ...!!!؟
وهل شعوب جورجيا ، وأوكرانيا ، وفرقيزيا ، أكثر تحضراً ، وأكثر وفاءً لقضاياها ، وأكثر تضحية منكم ..!؟
لن نحدد لكم واجباتكم تجاه إخوانكم ورافعي رؤوسكم ومجددي دينكم وناصري قضاياكم وباعثي أمتكم ...
فربّ كلمةٍ تفتح آفاقاً رحبة وتذكّر بمنسيّ ، وربّ ناقلِ فقه إلى من هو أفقه منه ...
وبعد ... فالمقاومة مستمرة حتى التحرير الناجز ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ....
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ...
شبكة البصرة
السبت 15 صفر 1426 / 26 آذار 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/arabic/0305/kataab_jihad_260305.htm