bufaris
24-03-2005, 04:05 AM
صور جنود امريكيون مشاهد القتل والجثث المتفحمة في العراق وحولوها الي فيلم بعد اضافة موسيقي تصويرية. وكان احد الجنود الذين عادوا من العراق، قد حملوا معهم افلاما صنعها الجنود الامريكيون عن العمليات التي يقومون بها، ويعرضونها لتمضية الوقت. والفيلم الذي حمله الجندي وعرضه علي خطيبته وعائلته واصدقائه، يصور جنودا يحملون مناظير ليلية، وصوت راديو للاتصال بين الجنود يعلو قبل ان يختفي بفعل الموسيقي التصويرية الماخوذة من اغنية لفرقة دوب وفيها لا اريد مغرفتك ، ومع الاغنية، تبدأ الصور بالظهور، جنود مسلحون امام مدرعة من نوع برادلي، امرأتان تلبسان العباءة السوداء تسيران في شارع مغبر، قبة مسجد زرقاء، وملصق يظهر الزعيم الشيعي الشاب مقتدي الصدر، وبعد ذلك علا صوت موسيقي سريع واغنية تقول مت، لا احتاج لمقاومتك، مت لا احتاج لدعواتك ، تظهر جثثاً متفحمة، وجثثاً بدون رؤوس وتملأ الشاشة. ويقول الجندي الذي حمل الفيلم ان هذه الصور هي مثل التذكار، كنت هناك وانا فعلت كل هذا . ويقوم الجنود الامريكيون بتوثيق العمليات التي يشاركون فيها، وهذه اول مرة يقوم بها الجنود بتوثيق العمليات، فعندما دخلت الكاميرات المعارك اثناء الحرب العالمية الثانية لم يكن بمقدور الجنود التقاط صور لهم اثناء العمليات، ومع تطور التكنولوجيا في العصر الحالي، صار الجندي قادرا علي نقل الة فيديو صغيرة حيث يوثق للعمليات وبعد ذلك يعالج الصور علي الانترنت وينقلها عبر البريد الالكتروني الي زملائه بعيدا عن الرقيب العسكري، وتمنح برامج الانترنت مثل افيد لتحرير الصور واللقطات فرصة لمعالجة فنية وسريعة للصور وتحويلها الي فيلم قابل للعرض والتداول. وتقول صحيفة لوس انجليس تايمز ان الجنود الامريكيين يقومون الان باختراع اشرطة فيديو علي شاكلة افلام محطة ام تي في الموسيقية، حيث يستخدمون الاغاني والموسيقي التصويرية ويضمونها مع لقطات حقيقية لحقول القتل والموت في العراق والتي يشاركون فيها. وفي العادة يحمل الجنود معهم آلات للفيديو، وفي حالات يقوم فريق يعرف باسم مواجهة الكاميرا ، وهو الفريق الذي يقوم بمتابعة الجنود اثناء عمليات المداهمة والدوريات ويصور حركاتهم. ومع ان الجيش يستخدم هذه اللقطات من اجل التدريب، الا ان بعضها يجد طريقه للاستخدام الخاص وعلي مواقع الانترنت الخاصة، والنتيجة ان الجنود لديهم مخزن هائل من الصور عن مشاهد القتل والجثث المتفحمة التي يتبادلونها فيما بينهم كما يتبادلون اوراق الكوتشينة . ويقول جندي امريكي في بعقوبة ان لدي الكثير من صور القتلي العراقيين، وكل واحد لديه هذه الصور . ويقوم الجنود باضافة موسيقي للمشاهد، حيث تتراوح المختارات الموسيقية، بين الساخرة والمرحة او بعضها مليء بالدماء والعنف. ويقوم القادة العسكريون بوضع عدد من القواعد لنشر وتوزيع الصور، حيث يتركون الامر لتقدير الجنود الا في حالة اعتقادهم ان الصور تهدد سلامة الجيش وامنه فانهم يقومون بمنعها. وتقضي تعليمات الجيش انه قبل نشر الجنود في الميدان يحذرون من التقاط صور المعتقلين او القتلي العراقيين او الامريكيين، وعلي الرغم من هذا الحظر تنتشر صور جثث القتلي العراقيين في كل مكان.. وقال جندي لا يؤثر في التقاط صورة لشخص كان يطلق النار علي . وقال انه لم يطلع علي صور لقتلي امريكيين لانها قريبة من النفس ومثيرة. ويقوم القادة العسكريون بتفتيش الجنود بشكل منظم بحثا عن مخدرات، خمور او افلام اباحية، ولكن تفتيش اجهزة الكمبيوتر الشخصية لهم يعتبر تدخلا في الحياة الشخصية للجندي. ويقول احد المحامين ان التقاط الصور للعراقيين القتلي هو تعبير عن ذوق فقير، وتعبر عن شعور مريض . وعبر الجندي الذي حمل معه فيلمه عن القتل العراقي عن دهشته عندما عبرت عائلته واصدقائه عن قلقهم من الصور وعدم راحتهم، حيث يقول ان الامر يبدو غريبا عندما تنقل الصور الي بلدك . ويقول ان خطيبته التي تزوجها في تكساس خرجت وهي تصرخ من مشاهدة جثثت متفحمة، رصاص ينطلق ويدخل في اجساد. وتقول ان الصور مثيرة وعنيفة وانها لم تكن تعتقد ان عنفا من هذا النوع موجودا في العراق، مشيرة الي انها تشاهد الاخبار بين الحين والاخر، ولكنها لم تكن تعرف ان اشياء من هذا القبيل تحدث هناك. كما دهشت من قيام الجنود بالتقاط الصور وتحويلها لـ افلام عائلية ، حيث تقول ان شخصا ما يموت واخر يحمل الكاميرا ويصور موته . ويقول ان والده الذي كان يعمل ضابطا في البحرية قال له ان التقاط الصور بهذه الطريقة غير طبيعي . ويحاول خبير في علم النفس في جامعة سينسيتناتي، تقديم بعد اخر لتصرفات الجنود حيث يقول انها تعبير عن حالة غير طبيعية ورضوض نفسية يتعرض لها الجنود، ويقول ان الثقافة المتعارف عليها داخل المعسكرات تسمح بهذا النوع من التصوير فيما تعتبر في موضع اخر محظورة . وقيام الجنود بانتاج افلام يشبه لدي المحاضر، ما يقوم به الاطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية او الجنود العائدون من فيتنام. حيث يقول ان تصوير المشاهد جزء من محاولة الجنود التعرف علي حجم الوضع وكجزء من العلاج، ويقول جيل ام تي في يذهب الي الحرب، يجب ان يشاركوا في مهرجان صندانس المعروف. وفي فيلم صوره جندي من الحرس الوطني في فلوريدا ، يصور جنديا يركل جريحا عراقيا معتقلا، وفي لقطة اخري، يقوم جندي برفع يد جثة عراقي واظهاره وكأنه يقوم بالتحية.. ويحمل فيلم دي في دي جنون الرمادي ، ويحتوي علي مشاهد تحمل عناوين مثل اولاد الحرام الصغار المخادعون ، وفي لقطة اخري تحمل عنوان يوم اخر، مهمة اخري، كيس زبالة آخر . وظهر الفيلم في بداية اذار (مارس) الحالي عندما قام الاتحاد الامريكي للحقوق المدنية بالحصول علي وثائق عسكرية مستندا علي قانون حرية المعلومات. وتنقل الصحيفة عن مسؤول في منظمة هيومان رايتس ووتش قوله ان قيام الجنود بتصوير القتلي العراقيين امر مثير للقلق. وهناك الكثير من المواقع التي تبيع صورا الحرب، ففي موقع ايفوتيج صور مثل المقاتلون يقاتلون في شوارع بغداد، نهب وغياب للقانون ، ويقدم الموقع لقطات عن صدام حسين والمجندة جيسيكا لينتش يتراوح سعرها ما بين 50 ـ 100 دولار، ويقدم الموقع ايضا صورا لحريق مركز للوقود دمره الامريكيون في بداية الغزو عام 2003. ويقول جندي ان مشاهدة هذه الافلام يعطيه صورة اخري عن المعركة، اثناء المواجهة تختفي الكثير من التفاصيل، ويمكن استخدامها كوسيلة لتقديم صورة عن المعركة. ويعبر عن استغرابه من ان الجنود لا يحاولون بيع هذه الافلام، وعندها يقول الجندي الذي صنع الفيلم لو كان لدي فيلم، واتصلت محطة ام تي في ، فاسبيعه ، فالعنف في الفيلم، كما يقول الجندي، ليس اكثر من عنف افلام هوليوود التي تمجد العنف. ويقول ليست اكثر تفصيلا من العنف الوارد في فيلم انقاذ الجندي رايان .