muslim
23-03-2005, 10:06 AM
دورية العراق 22/3/2005
بقلم : د. عبد الحميد الكاتب
في العراق مثل شعبي يقول ( ماكو زور يخلى من واوية ) ومعناه : لا توجد أدغال تخلو من الثعالب ، والواقع يؤيد هذا المعنى فلا يوجد بلد إلا وفيه المسيء إلى جانب المحسن والطالح بجانب الصالح ، وبلدي العراق لا يختلف عن هذه البلاد ، ففي العراق مقاومة بطلة أذلت أمريكا وكسرت جبروتها ، وفي العراق رجال لم يهابوا الموت فأثخنوا جيش الإمبراطورية الأمريكية الجراح ، وعندنا رجال وطنيون لم يخضعوا لتهديد أمريكا فيسيروا في ركابها ، وفينا رموز لم يسل لعابهم لإغراءات أمريكا فيبيعوا بلدهم مقابل كرسي عمره قصير ، وفي العراق شعب قوي وقف في وجه الفتنة الطائفية التي سعى إليها الاحتلال منذ أول يوم دخل فيه للعراق ، وشعب لم تنطل عليه حيل أعوان الاحتلال الساعين لتقسيم البلد عرقيا ومذهبيا ، ونحو هذا لدينا الكثير في العراق مما عرفه العالم رغم التعتيم الإعلامي والتشويه المتعمد .
لكن إلى جانب هؤلاء لدينا أناس يختلفون عمن سبق ذكرهم جملة وتفصيلا ، فهم النقيض لمن تقدم والوجه الآخر من العملة ، فقد ظهر عندنا أناس ينهبون دوائر الدولة والممتلكات العامة حين كان شباب يقفون بسلاحهم الخفيف في وجه الدبابة الأمريكية ، وشاهد العالم كيف قام هؤلاء بسرقة كل شيء حتى التافه من الموجودات ، ونقلت الفضائيات – حين ركزت على هذه الأحداث فقط – كيف حرق هؤلاء دوائر الدولة بما فيها من سجلات ووثائق .
وكذلك ظهر عندنا في البلاد خونة وجواسيس قدموا البلاد والعباد مقابل حفنة دولارات لا تغني من جوع – حتى أن الأجر اليومي لبعض الجواسيس بلغ أربعة دولارات فقط -، فقد رأى العالم أجمع كيف يقاتل بعض أبناء العراق إلى جانب القوات الأمريكية ، وشاهدهم العالم يفتخرون بقتلهم أبناء بلدهم وفرحهم لأنهم يدافعون عن المحتل الأجنبي .
ولم يعد سرا وجود رجال يلهثون وراء ما ترميه لهم قوات الاحتلال من فتات مائدة الغنيمة العراقية ، فهناك العديد ممن غايته منصب في وزارة أو كرسي حكومة تقدمه أمريكا وإن كان قصير الأمد ، وهؤلاء على الاستعداد لبيع العراق بمن فيه والتنازل عن القيم والمبادئ وحتى الكفر بالدين والارتداد عنه مقابل القليل مما تمن به أمريكا عليهم .
ويجمع صغار الخونة وكبارهم أنهم لم يردعهم رادع من دين أو خلق أو وطنية عن سرقة البلاد ومن ثم بيعه ، فهل يصعب أن نتصورهم يؤز بعضهم بعضا لتحقيق أهداف المحتل ، وهل نتعجب تكاتفهم من أجل السعي إلى هدف واحد وهو الإساءة للبلد وأهله ، وهل يبقى غريبا قيامهم بأعمال إجرامية تخريبية ؟
المتأمل في الأحداث الأخيرة الساعية إلى إثارة الفتنة الداخلية ومن ثم الفتنة مع جيران العراق لا يراها تخرج عن دائرة ما سبق ، فلقد كذبوا الكذبة فاتهموا الأردن بجريمة هم اقترفوها ، لقد ارتكب هؤلاء العملاء جريمتهم النكراء في الحلة وأرادوا لصق التهمة بالجارة الأردن وألبسوها ثوب الطائفية ، ثم لم يكتفوا بتصديق هذه الكذبة بل أرادوا من العالم أن يصدقها كذلك .
فالعراق ليس جميع أهله مقاومة وليس جميع أهله ناضجون وليس جميع من يدعي الزعامة وطني ، بل هناك إلى جانب هؤلاء قلة قليلة من الجواسيس والعملاء والخونة ، فكما يوجد في كل بلد رعاع فإن لدينا في العراق – وإن كانوا قليل - كذلك رعاع .
بقلم : د. عبد الحميد الكاتب
في العراق مثل شعبي يقول ( ماكو زور يخلى من واوية ) ومعناه : لا توجد أدغال تخلو من الثعالب ، والواقع يؤيد هذا المعنى فلا يوجد بلد إلا وفيه المسيء إلى جانب المحسن والطالح بجانب الصالح ، وبلدي العراق لا يختلف عن هذه البلاد ، ففي العراق مقاومة بطلة أذلت أمريكا وكسرت جبروتها ، وفي العراق رجال لم يهابوا الموت فأثخنوا جيش الإمبراطورية الأمريكية الجراح ، وعندنا رجال وطنيون لم يخضعوا لتهديد أمريكا فيسيروا في ركابها ، وفينا رموز لم يسل لعابهم لإغراءات أمريكا فيبيعوا بلدهم مقابل كرسي عمره قصير ، وفي العراق شعب قوي وقف في وجه الفتنة الطائفية التي سعى إليها الاحتلال منذ أول يوم دخل فيه للعراق ، وشعب لم تنطل عليه حيل أعوان الاحتلال الساعين لتقسيم البلد عرقيا ومذهبيا ، ونحو هذا لدينا الكثير في العراق مما عرفه العالم رغم التعتيم الإعلامي والتشويه المتعمد .
لكن إلى جانب هؤلاء لدينا أناس يختلفون عمن سبق ذكرهم جملة وتفصيلا ، فهم النقيض لمن تقدم والوجه الآخر من العملة ، فقد ظهر عندنا أناس ينهبون دوائر الدولة والممتلكات العامة حين كان شباب يقفون بسلاحهم الخفيف في وجه الدبابة الأمريكية ، وشاهد العالم كيف قام هؤلاء بسرقة كل شيء حتى التافه من الموجودات ، ونقلت الفضائيات – حين ركزت على هذه الأحداث فقط – كيف حرق هؤلاء دوائر الدولة بما فيها من سجلات ووثائق .
وكذلك ظهر عندنا في البلاد خونة وجواسيس قدموا البلاد والعباد مقابل حفنة دولارات لا تغني من جوع – حتى أن الأجر اليومي لبعض الجواسيس بلغ أربعة دولارات فقط -، فقد رأى العالم أجمع كيف يقاتل بعض أبناء العراق إلى جانب القوات الأمريكية ، وشاهدهم العالم يفتخرون بقتلهم أبناء بلدهم وفرحهم لأنهم يدافعون عن المحتل الأجنبي .
ولم يعد سرا وجود رجال يلهثون وراء ما ترميه لهم قوات الاحتلال من فتات مائدة الغنيمة العراقية ، فهناك العديد ممن غايته منصب في وزارة أو كرسي حكومة تقدمه أمريكا وإن كان قصير الأمد ، وهؤلاء على الاستعداد لبيع العراق بمن فيه والتنازل عن القيم والمبادئ وحتى الكفر بالدين والارتداد عنه مقابل القليل مما تمن به أمريكا عليهم .
ويجمع صغار الخونة وكبارهم أنهم لم يردعهم رادع من دين أو خلق أو وطنية عن سرقة البلاد ومن ثم بيعه ، فهل يصعب أن نتصورهم يؤز بعضهم بعضا لتحقيق أهداف المحتل ، وهل نتعجب تكاتفهم من أجل السعي إلى هدف واحد وهو الإساءة للبلد وأهله ، وهل يبقى غريبا قيامهم بأعمال إجرامية تخريبية ؟
المتأمل في الأحداث الأخيرة الساعية إلى إثارة الفتنة الداخلية ومن ثم الفتنة مع جيران العراق لا يراها تخرج عن دائرة ما سبق ، فلقد كذبوا الكذبة فاتهموا الأردن بجريمة هم اقترفوها ، لقد ارتكب هؤلاء العملاء جريمتهم النكراء في الحلة وأرادوا لصق التهمة بالجارة الأردن وألبسوها ثوب الطائفية ، ثم لم يكتفوا بتصديق هذه الكذبة بل أرادوا من العالم أن يصدقها كذلك .
فالعراق ليس جميع أهله مقاومة وليس جميع أهله ناضجون وليس جميع من يدعي الزعامة وطني ، بل هناك إلى جانب هؤلاء قلة قليلة من الجواسيس والعملاء والخونة ، فكما يوجد في كل بلد رعاع فإن لدينا في العراق – وإن كانوا قليل - كذلك رعاع .