المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بريمر .. عام في أتون الجحيم العراقي / منقول



واصلوا الجهاد
18-05-2004, 05:32 PM
أصداف
بريمر.. عام في اتون الجحيم العراقي
أكمل بول بريمر عاماً كاملاً في العراق، منذ أن وصل إلى هذا البلد، خلفاً للجنرال المتقاعد جي جارنر، واستناداً إلى نكتة كان يرددها الجنرال، فان الحلاق الخاص بالسفير بول بريمر، يضطر لترديد كلمة (عراق) عليه في كل مرة، يبدأ بحلاقة رأسه، ومؤخراً استفسر بريمر عن سبب ترديد كلمة عراق، فأجابه حلاقه بكل سذاجة، يا سيادة السفير، ما أن تسمع كلمة (عراق ومقاومة) حتى يقف شعر رأسك، فأستطيع حلاقته بسهولة. فيضحك الحلاق ببلاهة، ويصمت بول بريمر.
قبل أن ينقضي عام، على وجود بول بريمر في العراق، تحدث لإحدى الفضائيات عن تجربته في العراق، وعلى اعتبار أن المستقبل أمامه أصبح مفتوحاً، بعد المهام التي خاضها في هذا البلد، ومن باب معرفة المنصب المتوقع ان يشغله بول بريمر بعد عودته إلى بلاده المفترضة في الثلاثين من يونيو المقبل، سأله مقدم البرنامج التليفزيوني عن الدور الذي سيؤديه في الولايات المتحدة، عندما يغادر العراق.أجاب السفير بسرعة وبدون تردد، قال، أريد أن أذهب لأنام، فقط لأنام.
بالطبع من حقه، أن يقول ذلك، لأن الذين يقطنون بالقرب من أماكن سكن بريمر، لا يستطيعون النوم، بفعل القصف الصاروخي المتواصل للمقاومة العراقية، وما تلحقه من خسائر بمواقع ومقرات ودوريات قوات الاحتلال. ثم أن بول وولفويتز أضطر للهرب من غرفة نومه أواخر سبتمبر عام 2003 وهو بملابس النوم، بعد أن استهدفت صواريخ المقاومة العراقية غرفته في فندق الرشيد المحصن، والذي يحظى بحماية أميركية مشددة جداً، فهرب إلى مجمع سكني داخل القصر الجمهوري (المنطقة الخضراء) وتعرض للقصف في ذات الليلة، فلعن وولفويتز الليلة التي فكر بها بزيارة العراق.
بدأ بول بريمر عمله في العراق، بتوزيع ستين ألف كرة قدم على الأندية والمدارس، لأنه كان يتوقع أن يعيش فراغاً قاتلاً، فابتكر هذه الطريقة، ليسير يومياً في أزقة بغداد، ويمارس لعبة كرة القدم في أحيائها، فاكتشف بعد ذلك أن مثل ذلك العدد، من القنابل المفخخة وضعت لبريمر وقواته، وكاد يلقى حتفه ويعود جثة هامدة أو بلا أشلاء، عندما تعرض موكبه السري إلى هجوم على طريق المطار وسط بغداد في السادس من يناير 2004، وما لم يتم إعلانه كان العن وأقسى من الهجمات.
المهم أن بريمر يريد أن ينام، وأن يعتمد على المهدئات ليتخلص من ضجيج الجحيم العراقي المدمر له ولأفكاره وأنفاسه.


وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@hotmail.com