عبدالغفور الخطيب
22-03-2005, 04:55 PM
ماذا لو كان لدينا جامعة عربية شعبية ؟؟
هل سجلت براءة اختراع العمل الوحدوي في عام 1945 بهذا الشكل الذي يدعى جامعة الدول العربية ، ولم يتم قبول أي طلب لبراءة اختراع جديدة بهذا الخصوص ، لأن الاختراع قد سجل سابقا ؟؟
ام ان العمل الوحدوي لم يعد ذاك الاختراع المفيد ، بحيث عزف ابناء الأمة عن التفكير به ؟
أم ان الجهة التي تسجل براءات الاختراع ، ترفض استقبال طلبات جديدة بهذا الخصوص ؟
كلها أسئلة هامة ومفيدة تصب في صالح ما نحن فيه ، من تشرذم وشعور بانعدام الوزن ، وفقدان الحيلة .
لو تم إجراء استفتاء لابناء الأمة حول ضرورة الوحدة فمن الأكيد ان مطلب الوحدة سيفوز فوزا ساحقا ، ولن يعارضه سوى النخب الحاكمة والهالات المحيطة بتلك النخب والتي تستفيد من وضع التجزئة ، كما ستصوت ضده بعض الإثنيات التي علا صوتها عندما رأت في ضيمها وضعف خصمها مناخا جيدا لعلو صوتها . كما سيعارضه ايضا جماعات ترنو لأكثر من الوحدة العربية ، من تيارات تستند بالأساس للشريعة .
وبالرغم من أصوات المعارضة التي ، لو تحققت الوحدة فانها لن تكون ضدها ، لا بل ستجد ان ما ترنو اليه بات اكثر قربا منه في حالة التجزئة .
لكن هل ستتحقق الوحدة في ظل تلك الأنظمة القائمة ، وجامعتها العربية التي مهمتها ان تكون حارسة للتجزئة ؟ الجواب مؤكد كلا ، لأننا رأينا تجارب وحدوية خلال نصف قرن كلها فاشلة طالما أنها جاءت من فوق وليس من الأساس .
ان جمع ابناء الأمة من خلال منظماتهم الشعبية والحزبية والاقتصادية هو اكثر فائدة بالتأكيد من العمل الوحدوي الرسمي ، وهو ممكن جدولته والعمل عليه بخطوات ثابتة متصاعدة ، حتى يصبح منافسا قويا للشكل القائم حاليا ( الجامعة العربية ) .
لقد أنجز الشعب العربي خلال اكثر من نصف قرن تشكيلاته النقابية المهنية والعمالية والفلاحية ، ومن لم ينجز سهل عليه التأسيس لذلك في بعض الأقطار التي لم يتم تأسيس مثل تلك التنظيمات فيها ، وستعم العدوى في حالة تصاعد الإحساس بأهمية تلك المنظمات .
كما ان العمل الحزبي ، والذي كان خطابه في معظم الأقطار العربية يتسم بالطابع الوجداني والذي يعتمد إثارة الهمم الطيبة ، اكثر من ان يستطيع جذب الجماهير اليه ، مظهرا لها الوظيفة التاريخية والضرورة التاريخية ايضا . وعندما ينتبه العمل الحزبي لمسألة تنظيم علاقات النقابات و الجمعيات والأندية و غرف التجارة ويربط خطابه السياسي الدعائي بوظائف تلك التنظيمات الإدارية ، فان خطابه سيوصله لحالة التنافس على برامج واضحة يتعرف عليها المواطن المعني ، المنتسب لتلك النقابات والجمعيات ، فينتخب شخصيات مرتبطة ببرامج ستراتيجية لأحزاب تطرح نفسها بقوة ، ويختفي عندها صعود الشخصيات المستقلة التي تحظى بأكثر من تسعين بالمائة من تلك المناصب ، وتناغي أجهزة الحكم وتذوب في سياساتها حتى اصبح معين تلك المنظمات خاويا .
فعندما تكتمل تلك الصورة فانه يصبح من السهل التفكير بالعمل الوحدوي من خلال تأسيس جامعة للشعب العربي ، يضم الأحزاب والمنظمات الشعبية ، التي تمثل كل المهن والآراء ، فان البرامج تدفع بعضها البعض نحو الأمام متجاوزة قدرة الأنظمة الواهنة ، او قد تجبرها على التعامل مع هذا الفضاء الذهني الضخم وتجعل تلك الدول تعمل ألف حساب لما سيقال في وسائل إعلام الجامعة الشعبية العربية من قنوات تلفزيونية وإذاعية وغيرها .
لا أظن أني أحلم او ان هذا الحلم فيما لو أريد له التحقيق لا يمكن تحقيقه ، وحتى لو لم يتحقق فيكون الحلم الجميل اقل سوءا بالتأكيد من اليأس الطويل .
هل سجلت براءة اختراع العمل الوحدوي في عام 1945 بهذا الشكل الذي يدعى جامعة الدول العربية ، ولم يتم قبول أي طلب لبراءة اختراع جديدة بهذا الخصوص ، لأن الاختراع قد سجل سابقا ؟؟
ام ان العمل الوحدوي لم يعد ذاك الاختراع المفيد ، بحيث عزف ابناء الأمة عن التفكير به ؟
أم ان الجهة التي تسجل براءات الاختراع ، ترفض استقبال طلبات جديدة بهذا الخصوص ؟
كلها أسئلة هامة ومفيدة تصب في صالح ما نحن فيه ، من تشرذم وشعور بانعدام الوزن ، وفقدان الحيلة .
لو تم إجراء استفتاء لابناء الأمة حول ضرورة الوحدة فمن الأكيد ان مطلب الوحدة سيفوز فوزا ساحقا ، ولن يعارضه سوى النخب الحاكمة والهالات المحيطة بتلك النخب والتي تستفيد من وضع التجزئة ، كما ستصوت ضده بعض الإثنيات التي علا صوتها عندما رأت في ضيمها وضعف خصمها مناخا جيدا لعلو صوتها . كما سيعارضه ايضا جماعات ترنو لأكثر من الوحدة العربية ، من تيارات تستند بالأساس للشريعة .
وبالرغم من أصوات المعارضة التي ، لو تحققت الوحدة فانها لن تكون ضدها ، لا بل ستجد ان ما ترنو اليه بات اكثر قربا منه في حالة التجزئة .
لكن هل ستتحقق الوحدة في ظل تلك الأنظمة القائمة ، وجامعتها العربية التي مهمتها ان تكون حارسة للتجزئة ؟ الجواب مؤكد كلا ، لأننا رأينا تجارب وحدوية خلال نصف قرن كلها فاشلة طالما أنها جاءت من فوق وليس من الأساس .
ان جمع ابناء الأمة من خلال منظماتهم الشعبية والحزبية والاقتصادية هو اكثر فائدة بالتأكيد من العمل الوحدوي الرسمي ، وهو ممكن جدولته والعمل عليه بخطوات ثابتة متصاعدة ، حتى يصبح منافسا قويا للشكل القائم حاليا ( الجامعة العربية ) .
لقد أنجز الشعب العربي خلال اكثر من نصف قرن تشكيلاته النقابية المهنية والعمالية والفلاحية ، ومن لم ينجز سهل عليه التأسيس لذلك في بعض الأقطار التي لم يتم تأسيس مثل تلك التنظيمات فيها ، وستعم العدوى في حالة تصاعد الإحساس بأهمية تلك المنظمات .
كما ان العمل الحزبي ، والذي كان خطابه في معظم الأقطار العربية يتسم بالطابع الوجداني والذي يعتمد إثارة الهمم الطيبة ، اكثر من ان يستطيع جذب الجماهير اليه ، مظهرا لها الوظيفة التاريخية والضرورة التاريخية ايضا . وعندما ينتبه العمل الحزبي لمسألة تنظيم علاقات النقابات و الجمعيات والأندية و غرف التجارة ويربط خطابه السياسي الدعائي بوظائف تلك التنظيمات الإدارية ، فان خطابه سيوصله لحالة التنافس على برامج واضحة يتعرف عليها المواطن المعني ، المنتسب لتلك النقابات والجمعيات ، فينتخب شخصيات مرتبطة ببرامج ستراتيجية لأحزاب تطرح نفسها بقوة ، ويختفي عندها صعود الشخصيات المستقلة التي تحظى بأكثر من تسعين بالمائة من تلك المناصب ، وتناغي أجهزة الحكم وتذوب في سياساتها حتى اصبح معين تلك المنظمات خاويا .
فعندما تكتمل تلك الصورة فانه يصبح من السهل التفكير بالعمل الوحدوي من خلال تأسيس جامعة للشعب العربي ، يضم الأحزاب والمنظمات الشعبية ، التي تمثل كل المهن والآراء ، فان البرامج تدفع بعضها البعض نحو الأمام متجاوزة قدرة الأنظمة الواهنة ، او قد تجبرها على التعامل مع هذا الفضاء الذهني الضخم وتجعل تلك الدول تعمل ألف حساب لما سيقال في وسائل إعلام الجامعة الشعبية العربية من قنوات تلفزيونية وإذاعية وغيرها .
لا أظن أني أحلم او ان هذا الحلم فيما لو أريد له التحقيق لا يمكن تحقيقه ، وحتى لو لم يتحقق فيكون الحلم الجميل اقل سوءا بالتأكيد من اليأس الطويل .