المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان هيئة علماء المسلمين في الذكرى الثانية للغزو



muslim
20-03-2005, 04:50 PM
دورية العراق 20/3/2005

بيان رقم (100)
فيما يتعلق بالذكرى الثانية للحرب الأمريكية البريطانية على العراق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه إلى يوم الدين، وبعد:
فهاهي الذكرى الثانية للعدوان الأمريكي البريطاني غير الشرعي تحل علينا بعد مواجهة طويلة مع الاحتلال الذي سقطت خلال العام الماضي كل ذرائعه التي شن على أساسها الحرب وانكشف زيفها فزادت من ورطته التي تزداد معها معاناة العراقيين اليومية بسبب عنت قواته وصلفها وإمعانها في تجاوز كل الحدود في اضطهاد أبناء الوطن بعد أن ارتكبت في العام الماضي اكبر جرائم انتهاك حقوق الإنسان في العالم في سجني أبي غريب وأم قصر. وتحل هذه الذكرى وقوات الاحتلال تعاني معاناة شديدة بعد انسحاب بعض حلفائها وانحسار عدد قوات التحالف الشرير الذي شنت بواسطته حربها على العراق وتشكو الفشل في خلق العراق المتعايش مع الاحتلال كأمر واقع، وتحار في الإصلاح السياسي المزعوم الذي بشرت بـ(خيراته) الديمقراطية، وتحس وطأة الخيبة في المؤسسات الأمنية التي أقامتها لحماية نفسها وقمع الشعب فكان سداها الانحلال والتشرذم ولحمتها الإرهاب ضد أبناء وطنها الذين جهروا بكلمة الحق (رفض الاحتلال) فقالوها دون أدنى حساب لاحتمالات الربح والخسارة التي أهتم بها غيرهم، وتمر هذه الذكرى وقوات الاحتلال لم تنجح إلا في نهب العراق حضارة وتاريخا واقتصادا وإزهاق أرواح أكثر من (100.000) عراقي وجرح وتعويق مثلهم.
ونحن إذ نقف على أعتاب العام الثالث للاحتلال نؤكد على الثوابت الوطنية التي لن ينتهي الاحتلال الا بالتمسك بها والإصرار عليها بعيدا عن دعوات المرونة والواقعية التي يراد منها تغطية الأسباب الحقيقية من الخَور والفشل في الصمود أمام متطلبات المرحلة الصعبة والتزاماتها الشرعية والوطنية والسعي إلى اغتنام الفرص من اقرب طريق، ونؤكد على المطالب الحقيقية للشعب العراقي من خروج لقوات الاحتلال وفق جدول زمني معلن وملتزم به ومكفول بضمانات دولية ووفق خطة متكاملة تضمن الحقوق الوطنية للعراقيين كاملة غير منقوصة ومن غير اعتراف بآثار العدوان على العراق لأنها غير شرعية. ونتوجه إلى أبناء شعبنا الأبي من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بكل فئاته وأطيافه وأديانه ومذاهبه وأعراقه بالتحية على صبره ومصابرته وجهاده وتفانيه في الثبات على مبدأ التحرير ومطلب الاستقلال والسيادة التامة على أرضه، مع تنبيهنا إياه إلى خلط الأوراق الذي تسعى إليه قوات الاحتلال بافتعالها بعض الأخطار الداخلية وصرف الأنظار عن الخطر الخارجي الذي هو الخطر الحقيقي الواجب التصدي له، وضرورة عدم وضعه في وجه المخاطر الداخلية التي يمكن في أحوال كثيرة حسمها بقليل من الجهد.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الأمانـة العامـة
9/صفر/1426هـ
19/3/2005م