المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لدينا عِبرةٌ ومُعَبِر..فَهَل مِن مُعتَبِر؟!



هند
18-03-2005, 06:30 PM
لدينا عِبرةٌ ومُعَبِر..فَهَل مِن مُعتَبِر؟!

شبكة البصرة

د. فاضل بدران
أعلنت إيطاليا يوم أمس أنها ستسحب قواتها من العراق هذا العام.. وهو ما ناقضَ موقفها قبل شهرين حينما أعلن بيرلسكوني أنّ القوات الايطالية ستبقى حتى تستغني (ما يسمى) الحكومة العراقية عن خدماتها!.. للموقف الحكومي الايطالي الجديد أسباباً..وهذهَ الاسباب لا تتعلق بما يسمى (الحكومة العراقية) ..وإنما تتعلق بالموقف الامريكي في تعامل أميركا معَ عملائها في الحكومات الاجنبية .. فبيرلسكوني عرض رغبة الشعب الايطالي حينما أرسلَ قوات إيطالية الى العراق لدعم الاحتلال الامريكي .. وبيرلسكوني تعارضَ في سلوكهِ ذاك مع موقف دول الاتحاد الاوربي التي عارضت العدوان الامريكي وعارضت الاحتلال .. ورغم أنّ إيطاليا قد فقدت من علوجها أكثر أي من الدول التي تحتل العراق (بعد اميركا وبريطانيا طبعاً) إلا أنّ بيرلسكوني أصّرَ على بقاء القوات الايطالية في خدمة العلوج الامريكيين والمساهمة بتقتيل الشعب العراقي..
ولكن حين أراد بيرلسكوني هذا أن يكسب رضا الرأي العام الايطالي ورِضا الصحافة الايطالية، والتي يستثمر بيرلسكوني معظم ثروتهُ فيها، لم تسمح لهُ الادارة الامريكية في ذلك فبصقت عليهِ أمام الرأي العام الايطالي وإغتالت بدمٍ بارد أحد المع الضباط الاستخباريين الايطاليين والذي قادَ التفاوض مع المقاومة العراقية واطلقَ سراح الصحفية الايطالية .. ونتسائل، هنا، عن العبرة التي يمكن أن تتعلمها الانظمة العربية من هذهِ الاحداث.. وسأبسط الامر بتلخيصي للعِبَر التي على هذهِ الانظمة أن تتعلمها مما جرى:
• أن أميركا لن تُقدِّر مواقف ضعف الانظمة وتضحياتها برِضا شعوبها ولن تُسجِلَ (credit ) لأي نظامٍ سياسي يتعاون معها أو يخدمها في أغراضها وجرائمها.
• أنّ أميركا تبصق على الضعفاء من الحكام والحكومات وتكسبُ، بذلك، رِضا وتشّفي معارضة تلك الانظمة.
• أنّ العملاء أرخص من الرُخص لدى (السيد) الامريكي.
• إنّ التمسُك بإرادة الشعوب والارتفاع الى مستوى تطلعاتها والالتصاق بها هو ما يحمي الانظمة والحكومات من أي عدوان.
• أنّ أميركا متمسكة بإحتلال العراق وأنَ مقتلها ومنحرها في أرضنا أرض العراق الحُرة ..
• إنّ دعم المقاومة العراقية وتمكينها من نحر العدوان والاحتلال سيخلص المنطقة والى عقود قادمة من خطر التدخل والاحتلال.
هذا مانراه ونحنُ نواجه بإيمانٍ أعتى عدوان عرِفتهُ البشرية.. فهَل مِن مُعتَبِر؟!

شبكة البصرة

الاربعاء 5 صفر 1426 / 16 آذار 2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس