المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرطة العراقية والحرس الوطني.. بيتان ينخرهما الخراب والضعف والرشوة!



الفرقاني
16-03-2005, 06:20 PM
الشرطة العراقية والحرس الوطني.. بيتان ينخرهما الخراب والضعف والرشوة!

تقرير: محرر الصفحة الثانية..
يمكن تشبيه حال الشرطة العراقية التي انشئت بعد الاحتلال الامريكي للعراق بحال البيت متهدم الاركان والاساسات، ولعل لفتات صغيرة تعبر تماماً عن وضع هذا الجهاز المفتعل على عجل بتحريض من الحكومة العراقية المؤقتة ومن قبلها مجلس الحكم لمواجهة ضغوط الملف الامني.
هناك اعداد متنافسة ومتناقضة في نفس الوقت من القوات الامنية العراقية التي دأب الأمريكيون على اعدادها منذ احتلال العراق لمساعدتها لكنها اليوم اضحت عائقاً ومشكلة عميقة تحتاج الى حل.
تصر رايس ان هناك حوالي 125 ألفاً من القوات الامنية العراقية المدربة بينما يقول تقرير لـ (الواشنطن بوست) على ان العدد الفعلي يتراوح بين 4 الاف و18 ألفاً فما هو تفسير هذا التناقض؟ ومن نصدق؟
تقول (الواشنطن بوست) ان الحديث عن وجود 210 الاف عراقي مجند كما تباهى رامسفيلد قبل عام تقريباً، ووصف ذلك بانه (انجاز مذهل) لا معنى له وهو مجرد حديث لالهاء الصحفيين والتغني بقدرات وانتصارات غير حقيقية في ظل عدم وجود اي انجاز يذكر لهذه الشرطة والقوات الامنية التي تحولت في كثير من الاوقات اما الى ترس لقوات الاحتلال او رفضت الامتثال الى الاوامر العسكرية في اوقات اخرى كثيرة وولت الادبار عند اشتداد المنازلة مع المقاومين واصبحت بين نار الولاء لقوات الاحتلال والخوف من بأس المقاومين ووصمهم بالخيانة!.
ما يهمنا اكثر هنا الحقائق التي تسردها صحيفة (الواشنطن بوست) في هذا الشأن فطبقاً للإدارة الامريكية هناك 57.290 الف شرطي عراقي مدرب والكلمة الرئيسية هي (مدرب) اما اولئك الذين خدموا في قوات الشرطة العراقية القديمة فيتلقون دورة (تنشيط) لمدة ثلاثة اسابيع بيد ان الذين احتفظوا بمناصبهم لا يمتلكون ايا من المهارات التي يتوقعها الامريكيون بدءاً من اساليب التحقيق الى السيطرة على الجمهور فضلاً عن تفشي الفساد الاداري والرشوة في صفوف الشرطة كما هو معلوم..
ويصل العديد من الشرطة الى الاكاديمية ومعه اقل المؤهلات مفتقراً الى المهارات الاساسية في القراءة وقيادة المركبات.
اما الحرس الوطني الذي يعد رديفاً للشرطة فيبلغ تعداده 36.827 فرداً ودمج الحرس في الجيش الذي يبلغ اجمالي عدد افراده حالياً 56.284 فرداً ومعظمه من مليشيات الاحزاب الموالية للاحتلال اي انهم موالون لاحزابهم اولاً وهي التي صدر التوجيه منها بالانخراط في صفوف الحرس الوطني وولاؤها ثانياً لقوات الاحتلال مما جعلها في نظر الكثير ترساً لتلك القوات الغازية ووصمت بالتبعية والخيانة للوطن.
ولكن ان يكون الحرس رأس رمح محاربة المقاومة فهذا غير مقبول شعبياً ووطنياً، انها محرقة وخلق اقتتال بين العراقيين انفسهم فالمقاومة مكفولة الشرعية واغواء هؤلاء حزبياً بالانخراط جريمة لا تغتفر يتحمل تبعاتها اذلاء الاحتلال واعوانه لذلك لا نستغرب ان ينخرط الكثير من رجال الشرطة والحرس في صفوف المقاومة التي تكسب في صفوفها اكثر مما يكسب الاحتلال أعواناً له فهذه سنة الحياة لا يمكن ان يتخلى العراقي حتى لو زلت قدمه الى الابد في شراك المؤامرة مهما كانت الاغراءات.