المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعتراف الأميركي رقم واحد- 1 -



الفرقاني
16-03-2005, 04:37 PM
الاعتراف الأميركي رقم واحد- 1 -

وليد الزبيدي

اعترفت واشنطن مؤخراً، بأن الخوف والهلع وحالات الهستيريا، تتلبس الكثير من جنودها المنتشرين في العراق، وجاء هذا الاعتراف، من خلال برنامج تليفزيوني، تم بثه داخل الولايات المتحدة، وبثته إحدى الفضائيات العربية. وفي البداية، لابد من التأكيد على أن مثل هذا البرنامج، لا يمكن أن تسمح القوات الأميركية بإنتاجه، دون موافقة البنتاغون والاستخبارات، ولأهداف محددة تخدم الإدارة الأميركية، وتتعلق بالظروف المحيطة بوجود قواتها في العراق. ومن المعروف أن ثمة رقابة شديدة تفرضها القوات الأميركية على وسائل الإعلام، ولا تسمح إلا للإعلاميين، الذين يعتمدون وجهة النظر الأميركية، مع التأكيد على محاولة تغليف جميع القصص الأخبارية بشيء من الحيادية، للإيحاء باعتماد الموضوعية، وقد يكون العراقيون، أكثر من يعرف ذلك، ويدركون حجم التلاعب بالحقائق والأرقام.
من الواضح، أن الاعتراف الأميركي، الذي نتحدث عنه، والذي يقر بالأوضاع السيئة، التي يعيشها جنودهم في العراق، يتزامن مع أحاديث وتحليلات وطروحات كثيرة أخرى، تحاول أن تكرس مسألة الخروج من العراق، وأخذت تطلق على ذلك تسمية (استراتيجية الخروج) ويحاول المعنيون بهذا الأمر، توزيع هذه المهمة على عدة أكتاف، منها ترتيب الأوضاع السياسية في العراق، ومنها تردي الأوضاع الأمنية، والارتباك الخطير في مشروع إعمار العراق، الذي تبنته الشركات الأميركية الكبرى، لكنها فشلت في ذلك.
لكن، نعتقد بأن محور القضية برمتها، مرتبط بالأوضاع، التي يعيشها الجيش الأميركي في العراق، ونتذكر جميعاً، ما توقعه رامسفيلد قبل عدة أسابيع من بداية الحرب، من إن احتلال العراق، قد يستغرق ستة أيام فقط، وهو كان يتباهى حينها بقوة جيشه، وليس بحنكة سياسية، وعندما وصل بول بريمر إلى العراق في الثاني عشر من مايو عام 2003، أي بعد شهر وثلاثة أيام من احتلال بغداد، انطلقت التصريحات والتسريبات التي تتحدث عن إدارة أميركية للعراق، تمتد إلى أربع أو خمس سنوات.
كل ذلك التخطيط والتنفيذ، كان يرتكز إلى الأحوال النفسية، والمعنويات المرتفعة، التي تتمتع بها القوات الأميركية في العراق.
إلا أن اضطرار القائد الأميركي تومي فرانكس بعد ثلاثة أشهر من عمر الاحتلال، إلى الاعتراف بأن عدد الهجمات اليومية ضد قواته، قد وصل إلى (25) هجوماً، كان بمثابة البيان الأول، الذي يعلن بداية الخوف، الذي أخذ يتسلل مبكراً إلى قلوب الأميركيين في العراق، وهناك دلائل ومؤشرات أخرى، سنأتي عليها.