الفرقاني
14-03-2005, 09:04 PM
لاديمقـراطية مع الاحتــلال والمقـاومة العــراقــية منعت امتداد اليد الأمريكية لدول المنطقة
الدكتور محمد الدوري لـ"الوحدوي نت"
الأربعاء/09مارس2005
يجبرك على الإنصات له وهو يتحدث، ويشدك تحليله وقراءته للأحداث·· يبهرك طرحه الواعي للواقع بكل متغيراته·
الدكتور محمد الدوري سفير العراق السابق في الأمم المتحدة، وضيف التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المشارك في المؤتمر العاشر، تحدث لـ"الوحدوي نت"حول السقوط المفاجئ لبغداد، وحكاية اللعبة التي انتهت وتداعيات الأحداث المأساوية في سوريا ولبنان، ومستقبل مسرحية الانتخابات الأمريكية في العراق·
ويكشف حقيقة المقاومة التي أسقطت المشروع الأمريكي في المنطقة العربية·
قضايا ساخنة تهم الأمة العربية، أثارها الدوري وكشف غموضها في الحوار التالي:
* حاوره- أشرف الريفي
* دكتور محمد الدوري نرحب بك مشاركاً عزيزاً في مؤتمرنا الناصري العاشر وضيفاً على صحيفة الوحدوي ونود في البداية ان نستقرء انطباعاتك حول المؤتمر العام العاشر للتنظيم بصفتك أحد المشاركين فيه·
- بدءاً عليّ واجب تقديم كل الشكر والتقدير للذين قدموا لي الدعوة لحضور المؤتمر في ظل هذه المرحلة الصعبة من حياة الأمة وأقدر هذا تقديراً شخصياً وسياسياً، وكما تعرفون ان الهجمة على الامة العربية كبيرة ولا تتمثل فقط في أشخاص وانما في كل الفكر القومي العربي فهناك محاولات جادة وكبيرة لهدم الشخصية العربية والامة العربية وإعادة تفكيك للامة وبالأخص الروح القومية باعتبارها السلاح الاساسي الموجه في وجه المعادي لهذه الامة·· ليس فقط الكيان الصهيوني وانما ذلك وقوى غربية متربعة على السلطات في العالم وتقود العالم بالقوة وليس عن طريق الفكر والديمقراطية والحرية اما عن اجواء المؤتمر·· في الحقيقة انا استغربت كثيراً، ودهشت لما وجدته في هذا التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري،، وجدت ديمقراطية لم أكن أتوقعها ولم اعرفها في السابق لا من خلال التنظيمات الاخرى ولا من خلال ممارسة الديمقراطية في أي دولة من الدول العربية، واندهاشي هو مبعث سروري الكبير بأن هناك فصيل متقدم من فصائل هذه الامة في اليمن العزيز يقدم هذا الأنموذج السياسي المتطور والمتقدم، المثقف، العالي، الراقي، ·· حقيقة أنا متعجب··· وأغبطكم على هذا المستوى من الحوار·· حيث لا يوجد فرق بين قيادي ولا عضو في القاعدة، كما ان يسمح لشخص غير منتمياً لهذا التنظيم ان يحضر هذه التجربة ويحضر المناقشات الداخلية التنظيمية، والسياسية، فهذا أمر يعني ان هناك ثقة عالية بالنفس وثقة عالية على مستوى التنظيم، وعلى صعيد الفكر، وثقة عالية على صعيد الممارسة·
في تقديري ان هناك أمل كبير، وعظيم في هذه الامة، وادعو قيادتكم في الدورة القادمة ان تفسح المجال لقيادات حزبية وحزبيين وغير حزبيين على امتداد الامة العربية، ينهلوا من هذه التجربة الغنية البسيطة، الثرية في مضمونها وشكلها·
انطباعي كبير وسروري كبير·· وسأنقل هذا الى زملائي وإخواني وأقول ان الديمقراطية موجودة في الوطن العربي بكثير مما هي موجودة في دول أخرى وهذه ديمقراطية متمثلة على مستوى حزب معارض في اليمن، وفيها أمل ورجاء في هذه الامة التي تمتلك هكذا امكانيات، وهكذا رؤى وحوار صريح بناء وهادف بحيث لا يخفى شيء على الجميع··· ولا توجد بينهم حدود·· الكل يعالج، ويناقش بذات الروح وهذا شيء يدعو الى التقدير والتثمين·
* دكتورنا ننتقل الى الساحة العراقية ماذا يحدث اليوم هناك، وكيف ترى واقع العراق بعد الانتخابات الاخيرة؟
- يا عزيزي·· العراق بلد محتل، وبالتالي لا يمكن ان نختبىء وراء شعارات براقة لا تحتوى من المضمون شيئ، خاصة عندما نتحدث عن مضمون الديمقراطية·· فلا ديمقراطية مع الاحتلال·· الاحتلال يخلق معه مقاومة وليس ديمقراطية وهذه المقاومة موجودة والحمد لله وهي التي نعول عليها في طرد المحتل، وليس على انتخابات وجدت محددة الاهداف واضحة المعالم، لا يمكن ان تخفى على أحد، وهي المجيء بحكومة تتواءم وتتماشى وتنفذ ما يريده المستعمر، ولا يمكن لحكومة حتى، وان كانت منتخبة بأية صيغة كانت ان تقول انها حكومة وطنية في الوقت الذي تعبر فيه عن إرادة المستعمر وإرادة المحتل، اذاً نحن أمام ضرب من الخيال، في القول·
انا مع الانتخابات والشعب العراقي كله يريد الانتخابات وأحلم بأن تكون هناك انتخابات ديمقراطية يمارس الشعب العراقي حقه في الانتخابات كما هي هنا على مستوى حزبكم الموقر·· هذا الحزب المناضل والتاريخي العريق الذي يمثل الان أصدق حالة من حالات الديمقراطية وأتمنى ان نصل في يوم- ليس كعراق بل كأمة عربية الى انتخابات حرة ديمقراطية يخرج فيها من يخرج ممثلاً لشعبه، ولا يحق لأحد الاعتراض عليه لكن الذي حدث في العراق ليس انتخابات، وانما مسرحية قدمت للعالم لتبرير الوجود الأمريكي وشرعنة الوجود الأمريكي الذي احتج عليه العالم بأجمعه، ولإسكات بعض الاصوات العربية التي تقول ان هذا ليس احتلال، ويحتجوا بوجود حكومة منتخبة، هذه الحكومة المنتخبة في ظل غياب 40- 45% من الشعب العراقي ليس في غياب التصويت، وانما في امتناع متعمد عن التصويت، وهذا يعني الكثير من ان هذه الانتخابات غير شرعية، هي انتخابات امريكية، هي انتخابات ايرانية، وليس عراقية ولاعربية نريد انتخابات عراقية تقوم على أساس الإنتماء العربي للعراق، وليس توصيل العراق، وتجزئته ووضعه على كف عفريت·
* بغض النظر عن مشروعية هذه الانتخابات ألا تخافون على العراق بعد إجراء هذه الانتخابات؟
- العراق منذ أن احتل، ونحن نخاف عليه، مشروع التقسيم للعراق مشروع مجهز وموضوع في جرارات الادارة الامريكية واذا ما تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق اهدافها كاملة في العراق فلا نخاف على العراق المجزأ وانما نخاف على العراق كله من أن يبتلع تماماً ويصير تحت الوصاية والحماية الامريكية، لكن المقاومة هددت هذا الوجود وجعلته يغطس في وحل العراق، وبالتالي فإن هذا المحتل سينتقم لنفسه، ويثأر لنفسه من خلال احتمال إثارة الحرب الطائفية في العراق واحتمال تدجين العراق والحكومة العراقية الحالية، وقسم كبير منها قد وضع في حواراته، ومناقشته سواء كان الاكراد او مجموعة من القيادات الطائفية، والسياسية الشيعية، واعلنت جهاراً بأنها تريد اتحاد فيدرالي بمعنى انها معرضة للانفصال في أي لحظة·
* على ضوء الانتخابات، وطموحات علاوي وغيره من موظفي الاحتلال في التربع على الحكم في العراق كيف تنظر للقادم··؟
- أياً كان القادم فلابد أن يحضى بموافقة امريكية ولن يحدث ذلك مالم يوقع على المطالب الامريكية في العراق، وهذه المطالب هي خضوع العراق التام سياسياً واقتصادياً وفكرياً للرؤى الامريكية، ليس باتجاه العراق فقط، وانما للرؤى الامريكية في المنطقة العربية كلها·
وأعني بها مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي ينادي به الرئيس الامريكي بوش لذلك أياً كان القادم علاوي، او غير علاوي فلن يكون له حظ في الاستمرار مالم يخضع تماماً للإرادة الامريكية، ولكن في نفس الوقت سيواجه الإرادة العراقية التي ترفض الذل، والخنوع، والاستكانة لأن هؤلاء الذين جاؤوا أو الذين انتخبوا من خلال هذه المهزلة والمسرحية الهزلية التي صارت في العراق لن يكتب لهم العمر الطويل مالم يكونوا تحت حماية امريكية، تنفذ الارادة الامريكية والاهداف الامريكية لا الارادة العراقية والوطنية والاهداف العراقية والوطنية·
* كيف تفسرون سقوط بغداد المفاجىء؟
- هذا الموضوع في الحقيقة أصبح من التاريخ وللتاريخ ولكن على العرب جميعاً ان يستفيدوا من تجربة سقوط بغداد، ندرك ان سقوط بغداد ليس بالأمر الهين، بغداد هي أحد الاعمدة التي يقوم عليها الوطن العربي ومستقبل الوطن العربي، واستمرار سقوط بغداد القائم الآن هو استمرار للسقوط العربي نفسه خاصة في ظل الخضوع والخنوع العربي، وانتماء الحكومات العربية الكلية للارادة الامريكية، سقوط بغداد لا أستطيع ان أعطيه أي تفسير سوى تفسير واحد وهو استخدام القوة المفرط من قبل الجيوش الامريكية القوية المدججة بالسلاح، والتي تمتلك سلاحاً قوياً لايمكن لأحد أن ينكره أمام بلد خضع لحصار أقتصادي طويل إستمر أكثر من عشر سنوات، هذا الحصار قد أفقد الشعب العراقي قوته ومناعته خاصة وان الجيش العراقي لم يمتلك ولا قطعة سلاح جديدة منذ انتهاء الحرب العراقية الايرانية وحتى يومنا هذا لازال الفرق هو فرق القوة وليس فرق بالارادة واعتقد أن سقوط بغداد يجب ان يدرس عربياً لاحتمالات سقوط عواصم عربية اخرى مازال قائماً والذي منع امتداد اليد الامريكية المشروع الامريكي لدول اخرى هي المقاومة العراقية الباسلة التي استطاعت بجدارة وبمقاومة الشعب العراقي وليس بمن يدعون انهم جاؤوا من خارج العراق هؤلاء هم الذين أسقطوا المشروع الامريكي في العراق، وعلى مستوى الامة والمطلوب من هذه الامة ان تتعظ من الدرس العراقي وتستفيد منه ليس فقط في تجربة الحرب وانما تجربة ما قبل الحرب، وما بعد الحرب لكي تستطيع ان تحصن نفسها من إغواء الزمن ومنها التركيز الامريكي المباشر في العراق والمنطقة العربية كلها في خريطة جديدة ·· ···· سايكس بيكو جديد تمزق الوطن العربي من جديد وتعيد تقسيمه وهذا يعني التهديد لدول عربية قوية وكبيرة موجودة على إمتداد الوطن العربي لان هذه القوة العربية قد تستخدم في يوم ما لصالح الامة العربية لصالح الارادة العربية وان كانت الان لا تستخدم مع الاسف·
* بصدد الحديث عن المقاومة العراقية من يقف وراء هذه المقاومة؟
- من يقف وراء هذه المقاومة العراقية هو الشعب العراقي، هؤلاء هم ابناء الشعب العراقي ابناء بررة للشعب العراقي هم ابناء منتمون لوطنهم وامتهم هم ابناء لايمكن ان يقبلوا بالاهانة والاستكانة والخضوع لأي مشروع أجنبي، هم مواطنون يدافعون عن شرفهم، ليس فقط على العراق إنما يدافعون عن شرف الامة اذ هي مقاومة وطنية عراقية تقاوم المحتل، من اجل طرده، وافشال أهدافه في العراق وانشاء الله في المنطقة العربية·
* كنت سفير العراق للامم المتحدة·· الى متى استمر تواصلك بالقيادة العراقية قبل سقوط بغداد؟
- أنا لم أكن قيادياً في القيادة العراقية انا رجل انتمي الى وزارة الخارجية العراقية وكان اتصالي دائماً بوزارة الخارجية ولم ينقطع الا قبل سقوط بغداد بيوم··· واعتبر نفسي قد قمت بواجبي الى اليوم الاخير قبل سقوط بغداد·
* فعلاً سجلت موقفاً عظيماً في الأمم المتحدة وأطلقت عبارة قوية أخذت صداها على المدى العالمي··· وأعتقد ان مفادها (انتهت اللعبة) كيف انتهت اللعبة؟
- هذا صحيح انا كنت أعني ان اللعبة انتهت لأنني فعلاً كنت أعيش مسرحية تعرض على مسرح الأمم المتحدة الغرض منها خداع الرأي العام العالمي من ان هناك أسلحة دمار شامل وان هناك علاقة تربط القيادة العراقية انذاك بقيادة القاعدة ومن الضروري ان يقوم العراق بتسليم هذه الاسلحة وكنا نقول دائماً وقد قلنا واعلنا رسمياً وغير رسمياً انه لا علاقة للعراق كنظام سياسي بالقاعدة، وان العراق لا يمتلك اسلحة دمار شامل على الاطلاق بل ان العراق آنذاك لم يستطع لملمة قواته العسكرية بالطريقة الكافية بسبب الحصار الاقتصادي المفروض عليه من الدخول العراقي الى الكويت، لذلك كان هناك لعبة عناصرها هذه والغرض منها إثارة الرأي العام العالمي وقد ساهم في هذه اللعبة الكثير وحتى الأمين العام للامم المتحدة، بلكس والبرادعي جميعهم ساهموا في اخراج اللعبة بهذا المظهر من على مسرح الامم المتحدة هذه المسرحية انتهت بعدم تمكن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا من استمالة الرأي العام العالمي، ويئسوا من ان يقف بجانبهم مجلس الامن لاستصدار قرار منه فانتهت هذه اللعبة باحتلال العراق واسقاط بغداد عنوة بغض النظر عن عدم حقيقة ما يدعون وأثبتت الايام ان كل ما أدعته الولايات المتحدة الامريكية برئيسها ووزير خارجيتها ومسؤولة الامن القومي، ورئيس الحكومة البريطاني كان كذباً، وانهم كانوا يخططون لاحتلال العراق، وقد تحقق الامر···
* دكتور محمد··· المشهد العربي لا يسر أحد ما رؤيتك للخروج من هذا المأزق؟
- والله لأكون صريحاً وانا في ظل مناقشات ديمقراطية أصيلة في مؤتمركم هذا·· اقول بأن المشهد العربي سيستمر كذلك، وانه في حالة تداعي أكثر وكل يوم نغوص في حالة السقوط ونخضع أكثر فأكثر للارادة الامريكية والكل لا يستطيع ان يقول ولو كلمة حق واحدة في وجه سلطان جائر··· الحكام العرب خائفون من إزالتهم من كراسيهم وبالتالي لا يستطيعون ان يعملوا شيئاً ولا يمكن التعويل عليهم في عمل شيء لقد وقفوا قبل الحرب مع العراق وكانوا في نفس الوقت يتعاونون مع الولايات المتحدة الامريكية من اجل التهيئة والاعداد لمسرح الحرب والمشهد يكرر نفسه اليوم·· فلم أسمع اليوم أي رأي سياسي صادر عن نظام عربي واحد يقف لمساعدة سوريا في وجه التهديدات المباشرة لها لأن العرب يستطيعون ان يعوضوا اخفاقهم في مواجهة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا في العراق ويصححوا موقفهم ويثأروا لانفسهم بالوقوف الى جانب سوريا لوقف هذه التهديدات المباشرة من قبل امريكا بالذات وهناك دول عربية بدأت تصطف خلف امريكا وهذا أمر يؤسف له·· اذاً الوضع العربي كئيب، الوضع العربي حزين، ولا أمل يرتجى به، ولكن ثقتنا وأملنا بالشعب العربي، بالاحزاب القومية العربية بالفكر العربي فعلى هذه الاحزاب ان تعود ثانية لتنخرط وتثقف ابناء الشعب العربي مباشرة لمواجهة هذه الهجمة الاستعمارية، والا فاننا في الحقيقة سائرون في طريق سقوط كبير آخر بعد ان سقطت الامة العربية بسقوط العراق·
* طيب كيف تقرأ الاحداث الراهنة في سوريا ولبنان خصوصاً بعد اغتيال الحريري؟
- هو تدخل سافر في شئون بلد عربي وعلى ابناء الامة العربية الوقوف الى جانبه، مشاكلنا فيما بيننا علينا ان نحلها بالطريقة التي نراها نحن وليس بتدخل أجنبي·· وانا اعتقد باننا نملك من العقل والدراية ما فيه الكفاية لحل مشاكلنا·· المشكلة السورية اللبنانية ليست بالمشكلة المستعصية ولقد اتجهت الحكومتان السورية واللبنانية واعلنتا اكثر من مرة بانهما في اتجاه حل هذه المشكلة لكن جاءت·· احداث اغتيال رئيس الوزراء السابق الحريري لتعيد هذا الموضوع بشكل مآساوي يراد منه ليس فقط التحقيق فيمن قتل الحريري وانما الإساءة الى سوريا مباشرة والى لبنان والإساءة الى الامة العربية على اساس انها لم تستطع حل مشاكلها بنفسها·· لكن أرى انه لو أرادت الامة العربية، والجامعة العربية والحكام العرب، ان ينزلوا الى ساحة الخلاف بين لبنان وسوريا وان كان هناك خلاف·· اعتقد ان الجميع قادر على حل هذه المشكلة، وأبدت الحكومة السورية في الفترة الأخيرة مرونة كافية من اجل حل هذه المشكلة وأعتقد انها بدأت بالحل الان حتى لاتسمح باستغلالها بهذه الطريقة القذرة من أجل استكمال حلقة السيطرة الامريكية على الوطن العربي فلم يعد في الوطن العربي الا سوريا خارج السيطرة الامريكية، وأرى بانهم يعتقدون بأنه آن الاوان لاسقاط هذه الحلقة، نتمنى ان تتمكن القيادة السورية بحكمتها من حل هذه المشكلة بسلام وأمان حتى تستطيع ان تحافظ على ما تبقى لدينا من شيء اسمه وجود قومي عربي·
* ولكن يا دكتور العمل القومي العربي يعاني من اشكالية كبيرة ما هو توصيفك لهذه الاشكالية وما المطلوب للرقي بالعمل القومي نحو الأفضل···؟
- كنت أحد الذين يؤمنون بأن العمل القومي العربي هو عمل طبيعي·· هو جزء من حياة هذه الامة واستطاع الاتحاد الاوربي في دول تحاربت على مدى قرون تمتلك تاريخ غير مشترك ولغة غير مشتركة وفي بعض الاحيان طوائف غير مشتركة او موحدة، استطاع هذا الاتحاد الاوروبي بملايينه الخمسمائة ان يتوحد بالرغم من توفر عناصر التفرق··· لقد نبذوا هذه العناصر ولجأووا الى عناصر التوحيد من أجل ان يصلوا الى ما وصلوا اليه·· والامة العربية بدلاً من أن تلجأ الى عناصر التوحيد وهي كثيرة جداً لا تمتلكها امة في العالم، نجدها تتمسك بعناصر التفرقة والتجزئة، والابتعاد والتناحر والسباب، والشتائم بدلاً من ان يتمسكوا بعناصر التوحيد الكثيرة حتى يرتقون بالعمل القومي والمصير القومي المشترك الى مستوى عالٍ وراقٍ من أجل توحيد هذه الامة واستعادة كرامتها وهويتها القومية واستعادة مكانتها الاقتصادية والحضارية في العالم، الحكام العرب ضد التوجهات القومية العروبية وهذا امر غريب·· انا لا أستطيع ان اتصور ان حاكماً عربياً يكره كل شيء اسمه وحدة عربية أو قومية عربية·· الآن الحكام العرب مجمعون على كراهية الفكر القومي والروح القومية لانها تهددهم في عقر دارهم ·· ولذلك الذي أعول عليه هو في الاحزاب القومية ان تعيد النظر في مساراتها السياسية واستراتيجيتها وفكرها من أجل ان تبنيه بناءً جديداً·· وأتمنى لمؤتمركم هذا أن يخرج برؤية جديدة لاتقوم على أساس التخندق ولا على أساس الانحسار ولا على أساس الإنزواء والانطلاق من رؤية واحدة فقط، وانما الانطلاق من الرؤية الاهم· الرؤية الاوسع وهي الرؤية التي توحد كل ابناء الامة العربية واتمنى على الاحزاب القومية العربية ان تنزل في مؤتمر قومي عربي تتجاوز خلافاتها الشخصية وذاتيتها وتنطلق الى المنطلق الأرحب، والأوسع من أجل ان تشكل قوة تتمكن من مواجهة المشاكل والتهديدات التي تهدد الامة العربية يومياً في عقر دارها،، هناك في فلسطين والعراق والسودان وفي كل الوطن العربي ·· على مستوى كل بلد عربي هناك تهديد لكل شيء اسمه عروبة، او امة عربية فلذلك نحتاج الى تجاوز ذاتنا وشخصياتنا، وحزبيتنا الضيقة والانطلاق الى الرحاب الاوسع، رحاب الامة، رحاب القومية العربية، والوحدة العربية وتهيئة الشعب العربي لديمقراطية حقيقية بحيث تخلق ثقة بين هذه الاحزاب وابناء الامة العربية على امتداد الساحة العربية حتى يتبلور المشروع العربي ليس من خلال هذه الاحزاب ولكن بمساندة شعبية عربية لأني مطمئن بأن أبناء الامة العربية يعرفون جيداً بأن دمارهم في تفرقهم وتجزئتهم وخضوعهم وان مستقبلهم في توحدهم ووحدة تفكيرهم وهدفهم·
وأقول بأنهم ليسوا غائبين بل مغيبين لانهم يعرفون حق المعرفة ما هي الطرق والوسائل التي تقودهم الى تحقيق مستقبلهم المشرق في خلق الاجواء وتهيئة الظروف المناسبة لتوحيد ابناء الامة فكرياً، حضارياً، سياسياً، عقلانياً، استراتيجياً، فعندما يتوحدون يستطيعون ان يعملوا شيئاً ولكن عندما يبقون متباعدين يحضرون المؤتمرات ويتناغمون فيهاوعندما تنتهي، تنتهي الاحلام وتغيب الهموم··· فنحن نحتاج الى رؤية جديدة، واستراتيجية جديدة تقوم على أساس وحدة المصير والامة ووحدة الاحزاب القومية ولا بأس من اندماجها في حزب واحد لا يوجد لدي مانع من ان تندمج خلف هذه المظلة الكبيرة هي مظلة الوحدة العربية، والقومية العربية والانتماء القومي والمستقبل العربي المشترك·
* امتداداً لهذا الحديث هناك طرح بضرورة الاصلاح السياسي في عديد بلدان خصوصاً وأن أمريكا دخلت طرفاًفي هذا الأمر···· فأي إصلاح سياسي او تغيير ترى يجب ان يكون بعيداً عن التدخل الامريكي؟
- نحن بحاجة الى اصلاح جذري يتناول جميع ميادين حركة الحياة السياسية، والاقتصادية والفكرية والاعلامية والمجتمعية والتربوية·
نعم نحن بحاجة الى اصلاح لكن لماذا انتظرنا كل هذه الفترة من المعاناة والفرقة والاستعمار···؟ لماذا انتظرنا كل هذه السنوات الطويلة لانتظار لحظة يقول فيها بوش بانه يريد اصلاحاً للامة العربية؟
الامة العربية بحاجة الى اصلاح على مستوى القطر وعلى مستوى الامة ولكن الاصلاح الذي ينبع من المبادئ التي تكلمت عليهاوهي الوحدة العربية، والقومية العربية والامة العربية، والمستقبل العربي،·· هذه الامة لا يمكن ان تقوم إلا على أساس من الشفافية في المبادئ والاستراتيجية المنطلقة من الذات العربية·· الديمقراطية نعم وسيلة من الوسائل·· ولكن اية ديمقراطية نريد··؟ هل ديمقراطية ما يجري في العراق من انتخابات وما يجري في مناطق اخرى من انتخابات شكلية لاقيمة لها؟ نحن نريد ديمقراطية تقوم على أساس حرية حقيقية لابناء الامة والامة لن تكون لها حرية حقيقية ما دامت فلسطين مستعمرة والعراق مستعمراً ومادامت الدول العربية مهددة··· اذاً لا توجد ديمقراطية في ظل غياب الحرية وفي ظل التهديد و الاستعمار والحروب فنحن نحتاج الى اصلاح جذري حقيقي يقوم اولاً على اصلاح الفرد منذ دخوله المدرسة الابتدائية بل منذ ولادته·· لدينا مشاكل على مستوى المدرسة، لدينا مشاكل على مستوى العائلة لدينا مشاكل على مستوى ممارسة الديمقراطية وأقصد بها الحزبية، لدينا مشاكل على مستوى الحرية كيف ننظر الى هذه الحرية، وما هي دروبها واساليبها ، والاسس التي ترتكز عليها·· الحزبية السياسية في الوطن العربي، استمديناها من الخارج ونقلناها كتجارب من الخارج من التجارب التي نضجت في بلدان اخرى··
وشوهناها ولم نستطع ان نؤقلمها وفق ظروف الامة· فنقلناها نقلاً كاملاً من بيئة اخرى الى بيئتنا·
نحتاج الى اعادة صياغة الحزبية ومفهوم الحرية والديمقراطية على أسس تنبع من وحدة الامة العربية واسقلالها لا على اساس الحكم الفردي الديكتاتوري وتوريث الحكم للابناء والاحفاد وانما على اساس ان الشعب العربي هو من يختار من يقوده ضمن السياقات المعروفة حتى لا يتمكن شخص من ان يستفرد ويتفرد ويعتبر نفسه هو الحاكم الأوحد والأزلي لهذه المنطقة او تلك·
نحتاج الى رؤية وهذه تقع على كاهل الاحزاب القومية المسيسة التي تنظر الى هذه الامة ومستقبلها بذات الرؤيا·· نعم قد نختلف في أمور كثيرة ولكن هناك ثوابت ومن هذه الثوابت ارجع واقول هي الامة العربية الموحدة والقومية العربية والانتماء العربي والمستقبل العربي الواحد، وليس الرؤى الذاتية التي تجعل من كل بلد عربي أمة قائمة بذاتها·· فنحن الان نشهد ولادة أمم لا يتجاوز عدد افرادها مئات الألوف·· وبدأت تتحدث عن نفسها كأمة وهم عرب أقحاح وينتمون الى هذه الأمة عرقاً، وديناً وفكراً ومع هذا بدأوا يتحدثون عن انفسهم كأمم وهذا ما تريده اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، ومشروع الشرق الاوسط الكبير·
اذاً نحن بحاجة الى اصلاح عربي اقليمي منطلق من عروبتنا وديننا، وقيمنا واخلاقنا لا تمثيلاً لأوامر السيد الكبير الموجود في البيت الابيض·
* ونحن نشاهد المشهد العراقي الحزين اين يضع الدوري نفسه في الخارطة السياسية؟
- انا مواطن عربي منذ نعومة أظافري ومنذ شبابي آمنت بالانتماء لهذه الامة وقد عملت ما استطعت من اجلها وبالتالي انا أحد جنود هذه الامة العربية لا أستطيع ان أعمل كثيراً بحكم الفئة العمرية التي أنتمي اليها ولكن فكرياً أنتمي الى هذه الامة، وسأظل ما حييت أناضل من أجل تجديد الفكر العربي والوحدة العربية وإسلام يمثل روح هذه الامة وبالتالي أضع نفسي في خدمة من يستفيد مني من أجل هذه الامة بغض النظر عن الانتماء لهذا الحزب او ذاك، ولهذا القطر او ذاك حيث الانتماء القوميذاك، ولهذا القطر او ذاك حيث الانتماء القومي والعروبي·
* أين يقيم الدكتور محمد الدوري الان؟
- انا أقيم في احدى الدول العربية لا أعرف كم أبقى هناك·· وانا أجد نفسي في العراق حيث ما وجدت على امتداد الارض العربية اعتبر نفسي في بيتي بين أهلي وعشيرتي سواءً وجدت في شرق الامة أوفي غرب الامة أوفي شمالها وجنوبها وانا الان موجود في جنوب الامة واعتبر نفسي موجود بين اهلي وعشيرتي ولا أشعر بالغربة مطلقاً·
*ماذا يقول الدكتور محمد الدوري في ختام هذا الحوار؟-أشد على أيدي المؤتمرين، وأعتبر نفسي محظوظاً لأني عشت هكذا تجربة بأيام قلائل لحزب قومي عروبي في ارض اليمن واتمنى ان تتمكنوا من اشراك الاخرين لمعايشة هذه التجربة حتى يستفيدون منها· انا لم اجد هنا فكراً غربياً ولا رؤية غربية انما وجدت أنتماءً صميماً الى المشروع القومي العربي وهو أقصى ما أتمناه لأبناء الامة العربية في ان يكونوا جميعاً ينتمون الى الفكر القومي العربي بهذه الأصالة والجدية والروح الوثابة المنتمية الى المستقبل وليس الى الماضي·
http://www.alwahdawi.net/details.asp?field=issue_news&id=1672&page_no=1
الدكتور محمد الدوري لـ"الوحدوي نت"
الأربعاء/09مارس2005
يجبرك على الإنصات له وهو يتحدث، ويشدك تحليله وقراءته للأحداث·· يبهرك طرحه الواعي للواقع بكل متغيراته·
الدكتور محمد الدوري سفير العراق السابق في الأمم المتحدة، وضيف التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المشارك في المؤتمر العاشر، تحدث لـ"الوحدوي نت"حول السقوط المفاجئ لبغداد، وحكاية اللعبة التي انتهت وتداعيات الأحداث المأساوية في سوريا ولبنان، ومستقبل مسرحية الانتخابات الأمريكية في العراق·
ويكشف حقيقة المقاومة التي أسقطت المشروع الأمريكي في المنطقة العربية·
قضايا ساخنة تهم الأمة العربية، أثارها الدوري وكشف غموضها في الحوار التالي:
* حاوره- أشرف الريفي
* دكتور محمد الدوري نرحب بك مشاركاً عزيزاً في مؤتمرنا الناصري العاشر وضيفاً على صحيفة الوحدوي ونود في البداية ان نستقرء انطباعاتك حول المؤتمر العام العاشر للتنظيم بصفتك أحد المشاركين فيه·
- بدءاً عليّ واجب تقديم كل الشكر والتقدير للذين قدموا لي الدعوة لحضور المؤتمر في ظل هذه المرحلة الصعبة من حياة الأمة وأقدر هذا تقديراً شخصياً وسياسياً، وكما تعرفون ان الهجمة على الامة العربية كبيرة ولا تتمثل فقط في أشخاص وانما في كل الفكر القومي العربي فهناك محاولات جادة وكبيرة لهدم الشخصية العربية والامة العربية وإعادة تفكيك للامة وبالأخص الروح القومية باعتبارها السلاح الاساسي الموجه في وجه المعادي لهذه الامة·· ليس فقط الكيان الصهيوني وانما ذلك وقوى غربية متربعة على السلطات في العالم وتقود العالم بالقوة وليس عن طريق الفكر والديمقراطية والحرية اما عن اجواء المؤتمر·· في الحقيقة انا استغربت كثيراً، ودهشت لما وجدته في هذا التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري،، وجدت ديمقراطية لم أكن أتوقعها ولم اعرفها في السابق لا من خلال التنظيمات الاخرى ولا من خلال ممارسة الديمقراطية في أي دولة من الدول العربية، واندهاشي هو مبعث سروري الكبير بأن هناك فصيل متقدم من فصائل هذه الامة في اليمن العزيز يقدم هذا الأنموذج السياسي المتطور والمتقدم، المثقف، العالي، الراقي، ·· حقيقة أنا متعجب··· وأغبطكم على هذا المستوى من الحوار·· حيث لا يوجد فرق بين قيادي ولا عضو في القاعدة، كما ان يسمح لشخص غير منتمياً لهذا التنظيم ان يحضر هذه التجربة ويحضر المناقشات الداخلية التنظيمية، والسياسية، فهذا أمر يعني ان هناك ثقة عالية بالنفس وثقة عالية على مستوى التنظيم، وعلى صعيد الفكر، وثقة عالية على صعيد الممارسة·
في تقديري ان هناك أمل كبير، وعظيم في هذه الامة، وادعو قيادتكم في الدورة القادمة ان تفسح المجال لقيادات حزبية وحزبيين وغير حزبيين على امتداد الامة العربية، ينهلوا من هذه التجربة الغنية البسيطة، الثرية في مضمونها وشكلها·
انطباعي كبير وسروري كبير·· وسأنقل هذا الى زملائي وإخواني وأقول ان الديمقراطية موجودة في الوطن العربي بكثير مما هي موجودة في دول أخرى وهذه ديمقراطية متمثلة على مستوى حزب معارض في اليمن، وفيها أمل ورجاء في هذه الامة التي تمتلك هكذا امكانيات، وهكذا رؤى وحوار صريح بناء وهادف بحيث لا يخفى شيء على الجميع··· ولا توجد بينهم حدود·· الكل يعالج، ويناقش بذات الروح وهذا شيء يدعو الى التقدير والتثمين·
* دكتورنا ننتقل الى الساحة العراقية ماذا يحدث اليوم هناك، وكيف ترى واقع العراق بعد الانتخابات الاخيرة؟
- يا عزيزي·· العراق بلد محتل، وبالتالي لا يمكن ان نختبىء وراء شعارات براقة لا تحتوى من المضمون شيئ، خاصة عندما نتحدث عن مضمون الديمقراطية·· فلا ديمقراطية مع الاحتلال·· الاحتلال يخلق معه مقاومة وليس ديمقراطية وهذه المقاومة موجودة والحمد لله وهي التي نعول عليها في طرد المحتل، وليس على انتخابات وجدت محددة الاهداف واضحة المعالم، لا يمكن ان تخفى على أحد، وهي المجيء بحكومة تتواءم وتتماشى وتنفذ ما يريده المستعمر، ولا يمكن لحكومة حتى، وان كانت منتخبة بأية صيغة كانت ان تقول انها حكومة وطنية في الوقت الذي تعبر فيه عن إرادة المستعمر وإرادة المحتل، اذاً نحن أمام ضرب من الخيال، في القول·
انا مع الانتخابات والشعب العراقي كله يريد الانتخابات وأحلم بأن تكون هناك انتخابات ديمقراطية يمارس الشعب العراقي حقه في الانتخابات كما هي هنا على مستوى حزبكم الموقر·· هذا الحزب المناضل والتاريخي العريق الذي يمثل الان أصدق حالة من حالات الديمقراطية وأتمنى ان نصل في يوم- ليس كعراق بل كأمة عربية الى انتخابات حرة ديمقراطية يخرج فيها من يخرج ممثلاً لشعبه، ولا يحق لأحد الاعتراض عليه لكن الذي حدث في العراق ليس انتخابات، وانما مسرحية قدمت للعالم لتبرير الوجود الأمريكي وشرعنة الوجود الأمريكي الذي احتج عليه العالم بأجمعه، ولإسكات بعض الاصوات العربية التي تقول ان هذا ليس احتلال، ويحتجوا بوجود حكومة منتخبة، هذه الحكومة المنتخبة في ظل غياب 40- 45% من الشعب العراقي ليس في غياب التصويت، وانما في امتناع متعمد عن التصويت، وهذا يعني الكثير من ان هذه الانتخابات غير شرعية، هي انتخابات امريكية، هي انتخابات ايرانية، وليس عراقية ولاعربية نريد انتخابات عراقية تقوم على أساس الإنتماء العربي للعراق، وليس توصيل العراق، وتجزئته ووضعه على كف عفريت·
* بغض النظر عن مشروعية هذه الانتخابات ألا تخافون على العراق بعد إجراء هذه الانتخابات؟
- العراق منذ أن احتل، ونحن نخاف عليه، مشروع التقسيم للعراق مشروع مجهز وموضوع في جرارات الادارة الامريكية واذا ما تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق اهدافها كاملة في العراق فلا نخاف على العراق المجزأ وانما نخاف على العراق كله من أن يبتلع تماماً ويصير تحت الوصاية والحماية الامريكية، لكن المقاومة هددت هذا الوجود وجعلته يغطس في وحل العراق، وبالتالي فإن هذا المحتل سينتقم لنفسه، ويثأر لنفسه من خلال احتمال إثارة الحرب الطائفية في العراق واحتمال تدجين العراق والحكومة العراقية الحالية، وقسم كبير منها قد وضع في حواراته، ومناقشته سواء كان الاكراد او مجموعة من القيادات الطائفية، والسياسية الشيعية، واعلنت جهاراً بأنها تريد اتحاد فيدرالي بمعنى انها معرضة للانفصال في أي لحظة·
* على ضوء الانتخابات، وطموحات علاوي وغيره من موظفي الاحتلال في التربع على الحكم في العراق كيف تنظر للقادم··؟
- أياً كان القادم فلابد أن يحضى بموافقة امريكية ولن يحدث ذلك مالم يوقع على المطالب الامريكية في العراق، وهذه المطالب هي خضوع العراق التام سياسياً واقتصادياً وفكرياً للرؤى الامريكية، ليس باتجاه العراق فقط، وانما للرؤى الامريكية في المنطقة العربية كلها·
وأعني بها مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي ينادي به الرئيس الامريكي بوش لذلك أياً كان القادم علاوي، او غير علاوي فلن يكون له حظ في الاستمرار مالم يخضع تماماً للإرادة الامريكية، ولكن في نفس الوقت سيواجه الإرادة العراقية التي ترفض الذل، والخنوع، والاستكانة لأن هؤلاء الذين جاؤوا أو الذين انتخبوا من خلال هذه المهزلة والمسرحية الهزلية التي صارت في العراق لن يكتب لهم العمر الطويل مالم يكونوا تحت حماية امريكية، تنفذ الارادة الامريكية والاهداف الامريكية لا الارادة العراقية والوطنية والاهداف العراقية والوطنية·
* كيف تفسرون سقوط بغداد المفاجىء؟
- هذا الموضوع في الحقيقة أصبح من التاريخ وللتاريخ ولكن على العرب جميعاً ان يستفيدوا من تجربة سقوط بغداد، ندرك ان سقوط بغداد ليس بالأمر الهين، بغداد هي أحد الاعمدة التي يقوم عليها الوطن العربي ومستقبل الوطن العربي، واستمرار سقوط بغداد القائم الآن هو استمرار للسقوط العربي نفسه خاصة في ظل الخضوع والخنوع العربي، وانتماء الحكومات العربية الكلية للارادة الامريكية، سقوط بغداد لا أستطيع ان أعطيه أي تفسير سوى تفسير واحد وهو استخدام القوة المفرط من قبل الجيوش الامريكية القوية المدججة بالسلاح، والتي تمتلك سلاحاً قوياً لايمكن لأحد أن ينكره أمام بلد خضع لحصار أقتصادي طويل إستمر أكثر من عشر سنوات، هذا الحصار قد أفقد الشعب العراقي قوته ومناعته خاصة وان الجيش العراقي لم يمتلك ولا قطعة سلاح جديدة منذ انتهاء الحرب العراقية الايرانية وحتى يومنا هذا لازال الفرق هو فرق القوة وليس فرق بالارادة واعتقد أن سقوط بغداد يجب ان يدرس عربياً لاحتمالات سقوط عواصم عربية اخرى مازال قائماً والذي منع امتداد اليد الامريكية المشروع الامريكي لدول اخرى هي المقاومة العراقية الباسلة التي استطاعت بجدارة وبمقاومة الشعب العراقي وليس بمن يدعون انهم جاؤوا من خارج العراق هؤلاء هم الذين أسقطوا المشروع الامريكي في العراق، وعلى مستوى الامة والمطلوب من هذه الامة ان تتعظ من الدرس العراقي وتستفيد منه ليس فقط في تجربة الحرب وانما تجربة ما قبل الحرب، وما بعد الحرب لكي تستطيع ان تحصن نفسها من إغواء الزمن ومنها التركيز الامريكي المباشر في العراق والمنطقة العربية كلها في خريطة جديدة ·· ···· سايكس بيكو جديد تمزق الوطن العربي من جديد وتعيد تقسيمه وهذا يعني التهديد لدول عربية قوية وكبيرة موجودة على إمتداد الوطن العربي لان هذه القوة العربية قد تستخدم في يوم ما لصالح الامة العربية لصالح الارادة العربية وان كانت الان لا تستخدم مع الاسف·
* بصدد الحديث عن المقاومة العراقية من يقف وراء هذه المقاومة؟
- من يقف وراء هذه المقاومة العراقية هو الشعب العراقي، هؤلاء هم ابناء الشعب العراقي ابناء بررة للشعب العراقي هم ابناء منتمون لوطنهم وامتهم هم ابناء لايمكن ان يقبلوا بالاهانة والاستكانة والخضوع لأي مشروع أجنبي، هم مواطنون يدافعون عن شرفهم، ليس فقط على العراق إنما يدافعون عن شرف الامة اذ هي مقاومة وطنية عراقية تقاوم المحتل، من اجل طرده، وافشال أهدافه في العراق وانشاء الله في المنطقة العربية·
* كنت سفير العراق للامم المتحدة·· الى متى استمر تواصلك بالقيادة العراقية قبل سقوط بغداد؟
- أنا لم أكن قيادياً في القيادة العراقية انا رجل انتمي الى وزارة الخارجية العراقية وكان اتصالي دائماً بوزارة الخارجية ولم ينقطع الا قبل سقوط بغداد بيوم··· واعتبر نفسي قد قمت بواجبي الى اليوم الاخير قبل سقوط بغداد·
* فعلاً سجلت موقفاً عظيماً في الأمم المتحدة وأطلقت عبارة قوية أخذت صداها على المدى العالمي··· وأعتقد ان مفادها (انتهت اللعبة) كيف انتهت اللعبة؟
- هذا صحيح انا كنت أعني ان اللعبة انتهت لأنني فعلاً كنت أعيش مسرحية تعرض على مسرح الأمم المتحدة الغرض منها خداع الرأي العام العالمي من ان هناك أسلحة دمار شامل وان هناك علاقة تربط القيادة العراقية انذاك بقيادة القاعدة ومن الضروري ان يقوم العراق بتسليم هذه الاسلحة وكنا نقول دائماً وقد قلنا واعلنا رسمياً وغير رسمياً انه لا علاقة للعراق كنظام سياسي بالقاعدة، وان العراق لا يمتلك اسلحة دمار شامل على الاطلاق بل ان العراق آنذاك لم يستطع لملمة قواته العسكرية بالطريقة الكافية بسبب الحصار الاقتصادي المفروض عليه من الدخول العراقي الى الكويت، لذلك كان هناك لعبة عناصرها هذه والغرض منها إثارة الرأي العام العالمي وقد ساهم في هذه اللعبة الكثير وحتى الأمين العام للامم المتحدة، بلكس والبرادعي جميعهم ساهموا في اخراج اللعبة بهذا المظهر من على مسرح الامم المتحدة هذه المسرحية انتهت بعدم تمكن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا من استمالة الرأي العام العالمي، ويئسوا من ان يقف بجانبهم مجلس الامن لاستصدار قرار منه فانتهت هذه اللعبة باحتلال العراق واسقاط بغداد عنوة بغض النظر عن عدم حقيقة ما يدعون وأثبتت الايام ان كل ما أدعته الولايات المتحدة الامريكية برئيسها ووزير خارجيتها ومسؤولة الامن القومي، ورئيس الحكومة البريطاني كان كذباً، وانهم كانوا يخططون لاحتلال العراق، وقد تحقق الامر···
* دكتور محمد··· المشهد العربي لا يسر أحد ما رؤيتك للخروج من هذا المأزق؟
- والله لأكون صريحاً وانا في ظل مناقشات ديمقراطية أصيلة في مؤتمركم هذا·· اقول بأن المشهد العربي سيستمر كذلك، وانه في حالة تداعي أكثر وكل يوم نغوص في حالة السقوط ونخضع أكثر فأكثر للارادة الامريكية والكل لا يستطيع ان يقول ولو كلمة حق واحدة في وجه سلطان جائر··· الحكام العرب خائفون من إزالتهم من كراسيهم وبالتالي لا يستطيعون ان يعملوا شيئاً ولا يمكن التعويل عليهم في عمل شيء لقد وقفوا قبل الحرب مع العراق وكانوا في نفس الوقت يتعاونون مع الولايات المتحدة الامريكية من اجل التهيئة والاعداد لمسرح الحرب والمشهد يكرر نفسه اليوم·· فلم أسمع اليوم أي رأي سياسي صادر عن نظام عربي واحد يقف لمساعدة سوريا في وجه التهديدات المباشرة لها لأن العرب يستطيعون ان يعوضوا اخفاقهم في مواجهة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا في العراق ويصححوا موقفهم ويثأروا لانفسهم بالوقوف الى جانب سوريا لوقف هذه التهديدات المباشرة من قبل امريكا بالذات وهناك دول عربية بدأت تصطف خلف امريكا وهذا أمر يؤسف له·· اذاً الوضع العربي كئيب، الوضع العربي حزين، ولا أمل يرتجى به، ولكن ثقتنا وأملنا بالشعب العربي، بالاحزاب القومية العربية بالفكر العربي فعلى هذه الاحزاب ان تعود ثانية لتنخرط وتثقف ابناء الشعب العربي مباشرة لمواجهة هذه الهجمة الاستعمارية، والا فاننا في الحقيقة سائرون في طريق سقوط كبير آخر بعد ان سقطت الامة العربية بسقوط العراق·
* طيب كيف تقرأ الاحداث الراهنة في سوريا ولبنان خصوصاً بعد اغتيال الحريري؟
- هو تدخل سافر في شئون بلد عربي وعلى ابناء الامة العربية الوقوف الى جانبه، مشاكلنا فيما بيننا علينا ان نحلها بالطريقة التي نراها نحن وليس بتدخل أجنبي·· وانا اعتقد باننا نملك من العقل والدراية ما فيه الكفاية لحل مشاكلنا·· المشكلة السورية اللبنانية ليست بالمشكلة المستعصية ولقد اتجهت الحكومتان السورية واللبنانية واعلنتا اكثر من مرة بانهما في اتجاه حل هذه المشكلة لكن جاءت·· احداث اغتيال رئيس الوزراء السابق الحريري لتعيد هذا الموضوع بشكل مآساوي يراد منه ليس فقط التحقيق فيمن قتل الحريري وانما الإساءة الى سوريا مباشرة والى لبنان والإساءة الى الامة العربية على اساس انها لم تستطع حل مشاكلها بنفسها·· لكن أرى انه لو أرادت الامة العربية، والجامعة العربية والحكام العرب، ان ينزلوا الى ساحة الخلاف بين لبنان وسوريا وان كان هناك خلاف·· اعتقد ان الجميع قادر على حل هذه المشكلة، وأبدت الحكومة السورية في الفترة الأخيرة مرونة كافية من اجل حل هذه المشكلة وأعتقد انها بدأت بالحل الان حتى لاتسمح باستغلالها بهذه الطريقة القذرة من أجل استكمال حلقة السيطرة الامريكية على الوطن العربي فلم يعد في الوطن العربي الا سوريا خارج السيطرة الامريكية، وأرى بانهم يعتقدون بأنه آن الاوان لاسقاط هذه الحلقة، نتمنى ان تتمكن القيادة السورية بحكمتها من حل هذه المشكلة بسلام وأمان حتى تستطيع ان تحافظ على ما تبقى لدينا من شيء اسمه وجود قومي عربي·
* ولكن يا دكتور العمل القومي العربي يعاني من اشكالية كبيرة ما هو توصيفك لهذه الاشكالية وما المطلوب للرقي بالعمل القومي نحو الأفضل···؟
- كنت أحد الذين يؤمنون بأن العمل القومي العربي هو عمل طبيعي·· هو جزء من حياة هذه الامة واستطاع الاتحاد الاوربي في دول تحاربت على مدى قرون تمتلك تاريخ غير مشترك ولغة غير مشتركة وفي بعض الاحيان طوائف غير مشتركة او موحدة، استطاع هذا الاتحاد الاوروبي بملايينه الخمسمائة ان يتوحد بالرغم من توفر عناصر التفرق··· لقد نبذوا هذه العناصر ولجأووا الى عناصر التوحيد من أجل ان يصلوا الى ما وصلوا اليه·· والامة العربية بدلاً من أن تلجأ الى عناصر التوحيد وهي كثيرة جداً لا تمتلكها امة في العالم، نجدها تتمسك بعناصر التفرقة والتجزئة، والابتعاد والتناحر والسباب، والشتائم بدلاً من ان يتمسكوا بعناصر التوحيد الكثيرة حتى يرتقون بالعمل القومي والمصير القومي المشترك الى مستوى عالٍ وراقٍ من أجل توحيد هذه الامة واستعادة كرامتها وهويتها القومية واستعادة مكانتها الاقتصادية والحضارية في العالم، الحكام العرب ضد التوجهات القومية العروبية وهذا امر غريب·· انا لا أستطيع ان اتصور ان حاكماً عربياً يكره كل شيء اسمه وحدة عربية أو قومية عربية·· الآن الحكام العرب مجمعون على كراهية الفكر القومي والروح القومية لانها تهددهم في عقر دارهم ·· ولذلك الذي أعول عليه هو في الاحزاب القومية ان تعيد النظر في مساراتها السياسية واستراتيجيتها وفكرها من أجل ان تبنيه بناءً جديداً·· وأتمنى لمؤتمركم هذا أن يخرج برؤية جديدة لاتقوم على أساس التخندق ولا على أساس الانحسار ولا على أساس الإنزواء والانطلاق من رؤية واحدة فقط، وانما الانطلاق من الرؤية الاهم· الرؤية الاوسع وهي الرؤية التي توحد كل ابناء الامة العربية واتمنى على الاحزاب القومية العربية ان تنزل في مؤتمر قومي عربي تتجاوز خلافاتها الشخصية وذاتيتها وتنطلق الى المنطلق الأرحب، والأوسع من أجل ان تشكل قوة تتمكن من مواجهة المشاكل والتهديدات التي تهدد الامة العربية يومياً في عقر دارها،، هناك في فلسطين والعراق والسودان وفي كل الوطن العربي ·· على مستوى كل بلد عربي هناك تهديد لكل شيء اسمه عروبة، او امة عربية فلذلك نحتاج الى تجاوز ذاتنا وشخصياتنا، وحزبيتنا الضيقة والانطلاق الى الرحاب الاوسع، رحاب الامة، رحاب القومية العربية، والوحدة العربية وتهيئة الشعب العربي لديمقراطية حقيقية بحيث تخلق ثقة بين هذه الاحزاب وابناء الامة العربية على امتداد الساحة العربية حتى يتبلور المشروع العربي ليس من خلال هذه الاحزاب ولكن بمساندة شعبية عربية لأني مطمئن بأن أبناء الامة العربية يعرفون جيداً بأن دمارهم في تفرقهم وتجزئتهم وخضوعهم وان مستقبلهم في توحدهم ووحدة تفكيرهم وهدفهم·
وأقول بأنهم ليسوا غائبين بل مغيبين لانهم يعرفون حق المعرفة ما هي الطرق والوسائل التي تقودهم الى تحقيق مستقبلهم المشرق في خلق الاجواء وتهيئة الظروف المناسبة لتوحيد ابناء الامة فكرياً، حضارياً، سياسياً، عقلانياً، استراتيجياً، فعندما يتوحدون يستطيعون ان يعملوا شيئاً ولكن عندما يبقون متباعدين يحضرون المؤتمرات ويتناغمون فيهاوعندما تنتهي، تنتهي الاحلام وتغيب الهموم··· فنحن نحتاج الى رؤية جديدة، واستراتيجية جديدة تقوم على أساس وحدة المصير والامة ووحدة الاحزاب القومية ولا بأس من اندماجها في حزب واحد لا يوجد لدي مانع من ان تندمج خلف هذه المظلة الكبيرة هي مظلة الوحدة العربية، والقومية العربية والانتماء القومي والمستقبل العربي المشترك·
* امتداداً لهذا الحديث هناك طرح بضرورة الاصلاح السياسي في عديد بلدان خصوصاً وأن أمريكا دخلت طرفاًفي هذا الأمر···· فأي إصلاح سياسي او تغيير ترى يجب ان يكون بعيداً عن التدخل الامريكي؟
- نحن بحاجة الى اصلاح جذري يتناول جميع ميادين حركة الحياة السياسية، والاقتصادية والفكرية والاعلامية والمجتمعية والتربوية·
نعم نحن بحاجة الى اصلاح لكن لماذا انتظرنا كل هذه الفترة من المعاناة والفرقة والاستعمار···؟ لماذا انتظرنا كل هذه السنوات الطويلة لانتظار لحظة يقول فيها بوش بانه يريد اصلاحاً للامة العربية؟
الامة العربية بحاجة الى اصلاح على مستوى القطر وعلى مستوى الامة ولكن الاصلاح الذي ينبع من المبادئ التي تكلمت عليهاوهي الوحدة العربية، والقومية العربية والامة العربية، والمستقبل العربي،·· هذه الامة لا يمكن ان تقوم إلا على أساس من الشفافية في المبادئ والاستراتيجية المنطلقة من الذات العربية·· الديمقراطية نعم وسيلة من الوسائل·· ولكن اية ديمقراطية نريد··؟ هل ديمقراطية ما يجري في العراق من انتخابات وما يجري في مناطق اخرى من انتخابات شكلية لاقيمة لها؟ نحن نريد ديمقراطية تقوم على أساس حرية حقيقية لابناء الامة والامة لن تكون لها حرية حقيقية ما دامت فلسطين مستعمرة والعراق مستعمراً ومادامت الدول العربية مهددة··· اذاً لا توجد ديمقراطية في ظل غياب الحرية وفي ظل التهديد و الاستعمار والحروب فنحن نحتاج الى اصلاح جذري حقيقي يقوم اولاً على اصلاح الفرد منذ دخوله المدرسة الابتدائية بل منذ ولادته·· لدينا مشاكل على مستوى المدرسة، لدينا مشاكل على مستوى العائلة لدينا مشاكل على مستوى ممارسة الديمقراطية وأقصد بها الحزبية، لدينا مشاكل على مستوى الحرية كيف ننظر الى هذه الحرية، وما هي دروبها واساليبها ، والاسس التي ترتكز عليها·· الحزبية السياسية في الوطن العربي، استمديناها من الخارج ونقلناها كتجارب من الخارج من التجارب التي نضجت في بلدان اخرى··
وشوهناها ولم نستطع ان نؤقلمها وفق ظروف الامة· فنقلناها نقلاً كاملاً من بيئة اخرى الى بيئتنا·
نحتاج الى اعادة صياغة الحزبية ومفهوم الحرية والديمقراطية على أسس تنبع من وحدة الامة العربية واسقلالها لا على اساس الحكم الفردي الديكتاتوري وتوريث الحكم للابناء والاحفاد وانما على اساس ان الشعب العربي هو من يختار من يقوده ضمن السياقات المعروفة حتى لا يتمكن شخص من ان يستفرد ويتفرد ويعتبر نفسه هو الحاكم الأوحد والأزلي لهذه المنطقة او تلك·
نحتاج الى رؤية وهذه تقع على كاهل الاحزاب القومية المسيسة التي تنظر الى هذه الامة ومستقبلها بذات الرؤيا·· نعم قد نختلف في أمور كثيرة ولكن هناك ثوابت ومن هذه الثوابت ارجع واقول هي الامة العربية الموحدة والقومية العربية والانتماء العربي والمستقبل العربي الواحد، وليس الرؤى الذاتية التي تجعل من كل بلد عربي أمة قائمة بذاتها·· فنحن الان نشهد ولادة أمم لا يتجاوز عدد افرادها مئات الألوف·· وبدأت تتحدث عن نفسها كأمة وهم عرب أقحاح وينتمون الى هذه الأمة عرقاً، وديناً وفكراً ومع هذا بدأوا يتحدثون عن انفسهم كأمم وهذا ما تريده اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، ومشروع الشرق الاوسط الكبير·
اذاً نحن بحاجة الى اصلاح عربي اقليمي منطلق من عروبتنا وديننا، وقيمنا واخلاقنا لا تمثيلاً لأوامر السيد الكبير الموجود في البيت الابيض·
* ونحن نشاهد المشهد العراقي الحزين اين يضع الدوري نفسه في الخارطة السياسية؟
- انا مواطن عربي منذ نعومة أظافري ومنذ شبابي آمنت بالانتماء لهذه الامة وقد عملت ما استطعت من اجلها وبالتالي انا أحد جنود هذه الامة العربية لا أستطيع ان أعمل كثيراً بحكم الفئة العمرية التي أنتمي اليها ولكن فكرياً أنتمي الى هذه الامة، وسأظل ما حييت أناضل من أجل تجديد الفكر العربي والوحدة العربية وإسلام يمثل روح هذه الامة وبالتالي أضع نفسي في خدمة من يستفيد مني من أجل هذه الامة بغض النظر عن الانتماء لهذا الحزب او ذاك، ولهذا القطر او ذاك حيث الانتماء القوميذاك، ولهذا القطر او ذاك حيث الانتماء القومي والعروبي·
* أين يقيم الدكتور محمد الدوري الان؟
- انا أقيم في احدى الدول العربية لا أعرف كم أبقى هناك·· وانا أجد نفسي في العراق حيث ما وجدت على امتداد الارض العربية اعتبر نفسي في بيتي بين أهلي وعشيرتي سواءً وجدت في شرق الامة أوفي غرب الامة أوفي شمالها وجنوبها وانا الان موجود في جنوب الامة واعتبر نفسي موجود بين اهلي وعشيرتي ولا أشعر بالغربة مطلقاً·
*ماذا يقول الدكتور محمد الدوري في ختام هذا الحوار؟-أشد على أيدي المؤتمرين، وأعتبر نفسي محظوظاً لأني عشت هكذا تجربة بأيام قلائل لحزب قومي عروبي في ارض اليمن واتمنى ان تتمكنوا من اشراك الاخرين لمعايشة هذه التجربة حتى يستفيدون منها· انا لم اجد هنا فكراً غربياً ولا رؤية غربية انما وجدت أنتماءً صميماً الى المشروع القومي العربي وهو أقصى ما أتمناه لأبناء الامة العربية في ان يكونوا جميعاً ينتمون الى الفكر القومي العربي بهذه الأصالة والجدية والروح الوثابة المنتمية الى المستقبل وليس الى الماضي·
http://www.alwahdawi.net/details.asp?field=issue_news&id=1672&page_no=1