المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرب انهيار حلف الشيطان الأمريكي في العراق بسبب النيران الصديقة



منصور بالله
13-03-2005, 09:10 PM
قرب انهيار حلف الشيطان الأمريكي في العراق بسبب النيران الصديقة
روما * مختار صالح
مشهد '1': ليل خارجي.
الزمان: مساء الجمعة 4 مارس .2005
المكان: العراق، علي مسافة كيلو متر من مطار بغداد.
الحدث: بينما كانت السيارة التي تقل الصحفية الإيطالية جوليانا سجرينا وبرفقتها رجل المخابرات الإيطالي نيكولا كاليباري متوجهة إلي مطار بغداد، فتح إرهابيون مسلحون النار عليهم حتي لفظوا أنفاسهم الأخيرة وسط محاولات رجال المارينز الشجعان إنقاذهم ولكن سبق السيف العزل.
مشهد '2': نهار داخلي.
الزمان: صباح السبت 5 مارس .2005
المكان: موقع علي الإنترنت يحمل اسما إسلاميا ويعرض فيلما مهما.
الحدث: يظهر بعض الملثمين في الفيلم وخلفهم عبارة إسلامية ويعلنون مسئوليتهم عن الحادث وأنهم من أتباع الزرقاوي أو أنصار الإسلام أو أحباب الإسلام أو أي شيء يمت للإسلام بصلة.


كان هذا هو السيناريو الذي أعده الهوليوديون ليختموا به الفيلم كما حدث في أفلام كثيرة سابقة. ولكن الفيلم هذه المرة أبي إلا أن يأخذ من الأفلام العربية نهايتها السعيدة.. ففي أفلامنا وبفعل طبيعتنا الرومانسية لا تموت البطلة أبدا، فلم تمت سجرينا بل أصبحت شاهدة علي ما حدث وتروي سجرينا السيناريو الحقيقي لما حدث لها بعد التفاوض مع المختطفين والإفراج عنها فتقول: 'إن خاطفيها أكدوا لها أن الأمريكيين لم يكونوا يريدون اتفاقا مع السلطات الإيطالية للإفراج عنها' وأضافت: 'كنت أظن حينها أنهم غير صادقين إلا أن الرهائن الذين أفرج عنهم سابقا أكدوا لي ذلك' فقد أخبرتها إحدي الإيطاليتين اللتين كانتا تعملان في المجال الإنساني واختطفتا في عام 2004: 'أنها شعرت بالخوف عندما حان وقت إطلاق سراحها لأن للأمريكيين سياسة أخري حيال الرهائن'.
وتكمل سجرينا: 'تحدث السائق هاتفيا مرتين مع إيطاليا ومع السفارة الإيطالية بأننا في طريقنا إلي المطار عندما وقع إطلاق النار حينها بدأ السائق في الصراخ بأننا إيطاليون ولم نكن نسير بسرعة فائقة خاصة في موقف كهذا' وهذا ما أكده السائق أيضا.
وهنا ألقي ضابط المخابرات الإيطالي كاليباري بجسده علي سجرينا ليتلقي طلقات الرصاص المنهمر عليهم بدلا منها ولكنه علي الفور * كما تؤكد سجرينا * لفظ أنفاسه الأخيرة ومات.
وقد أصبح كاليباري الذي اشتهر بمهارته الفائقة في التفاوض من أجل الرهائن بطلا قوميا في إيطاليا حيث شيعه ما يزيد علي عشرة آلاف مشيع يغمرهم الأسي والحزن والغضب علي الولايات المتحدة والحرب التي جرتهم إليها.
وكرد فعل للمعارضة الإيطالية علي الحادث جددت مطالبتها بسحب الجنود الإيطاليين والبالغ عددهم 3000 جندي من العراق مما وضع رئيس الوزراء برلسكوني في موقف حرج.
ومن روما إلي صوفيا حيث تشابهت الظروف والنتائج بفعل النيران الصديقة حيث بلغت نسبة المعارضة للتواجد العسكري في العراق 75 % من البلغاريين وذلك بعد أن أثبتت التحقيقات أن الجندي البلغاري جوردي جورديف قد قتل بفعل نيران صديقة جاءت من وحدة بالجيش الأمريكي.
وفي رد فعله علي الحادث طالب رئيس البرلمان الأوربي جوزيب بوريل الولايات المتحدة بالكشف عن ملابسات حادث مقتل ضابط المخابرات الإيطالي نيكولا كاليباري في بغداد برصاص الجيش الأمريكي.
وعن نتائج الحادث فربما يسبب توترا في العلاقة بين روما وواشنطن، وقد يؤثر علي قرار مجلس النواب والمقرر أن يتخذ موقفا في منتصف هذا الشهر بشأن إعادة تمويل القوة الإيطالية في العراق. وهذا ما أصبح محل شك الآن وسط الغضب الشعبي ومطالب المعارضة بالانسحاب.
والآن هناك سؤالان يطرحان نفسيهما:
أولا: لماذا تريد أمريكا التخلص من الصحفيين والإعلاميين وشهود العيان في العراق؟! ربما لأنها أرادتها مذبحة بغير شهود من البداية وإلي النهاية بالإضافة إلي تشويه صورة المقاومة العراقية.
ثانيا: إذا كان هذا هو حال النيران الصديقة مع أصدقائها، فما بالها مع أعدائها؟ ماذا تفعل نيران الأمريكان العدوة المعتدية مع العراقيين الأبرياء الذين استفردت بهم علي مرأي ومسمع من العالم؟!
وهنا تأتينا الإجابة من الفلوجة محملة برائحة الموت وأصوات الكلاب المسعورة التي وجدت ضالتها في الجثث المكدسة في البيوت والشوارع والنواصي والأزقة، تأتينا مع صرخات النساء والرجال الممتهنة كرامتهم في أبو غريب.. وإلي كل من يسعون لصداقة أمريكا والمهرولين للعمل لحسابها نقول: احترسوا من نيران أمريكا الصديقة لأنها يوما ما ستلتهمكم.