المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا لستُ صدام !تصريحات ساذجة بمنظار..الرؤية الإستراتيجية العالمية للقطب الواحد



الفرقاني
12-03-2005, 07:08 PM
أنا لستُ صدام !

تصريحات ساذجة بمنظار

الرؤية الإستراتيجية العالمية للقطب الواحد

باقر الصراف


نقل موقع ((البصرة)) المناضل يوم 6 / 3 / 2005 تصريحاً للرئيس السوري السيد بشار الأسد بأنه ليس صدام كي يكرر أخطاء التعنت التي أدت للحرب في المنطقة ، وفي تقديري أنَّ هذا التصريح السياسي ـ في ما إذا صح وتأكد ـ ينطوي على مغالطة تاريخية مسيئة للموقف الوطني السوري ذاته ، إلا إذا كان الرئيس السوري يعتقد أنَّ الأمريكيين ومحافظيهم الجدد يتصرفون بشكل عفوي وردود الفعل البلهاء ، ومبنية على بعض الحوادث المتفرقة , وبالتالي كانت تصرفات الرئيس العراقي ممارسة ((حمقاء)) وليسـت سياسـة مبدئية مبنية على وقائع مسـتمدة من الوعي السياسي للعدو التاريخي للأمة العربية ، [1] ، وقدمت هذه القيادة ((الرعناء)) لهم كل مبررات الهجوم الأمريكي بهدف سحق النظام لصالح الحركة الصهيونية ، ومن غير مرونة سياسية فائقة تمثلت ، والكل الصادق وطنياً وقومياً وإسلامياً والمخلص فكرياً وسياسياً وأخلاقياً يعلم أنَّ ـ أبرزها ـ كانت كلها تنازلات سياسية وشخصية غير جوهرية ، كما أعتقد : سواء تفتيش القصر الجمهوري أو تدمير صواريخ الصمود العراقية التي كان وجودها يتوافق وشروط مجلس الأمن الدولي المجحفة أصلاً ، وغيرها الكثير .

ومع الأسف تجيء هذه التصريحات في أعقاب الإقرار الأمريكي بعدم مسؤولية العراق عن مأساة حلبجة ، والإقرار بعدم وجود أسلحة الدمار الشامل لدى العراق ، واِنفضاح مزاعم وجود العلاقة السياسية والتنظيمية مع تنظيم ((القاعدة)) الإسلامي الذي يقوده السيد أسامة بن لادن ، واِنعدام وجود المجازر الجماعية المزعومة ، واِنكشاف بعض الدعايات الأخلاقية التي جرى عبرها شيطنة العراق كلياً [راجع ما ترجمه السيد دجلة وحيد عن هذا الجانب والمنشور في موقع ((البصرة)) المكافح يوم السادس من آذار من هذا العام بعنوان : ((حينما تنهار أكاذيب عهّار الضمير ، قضية جُمانة : القضية الحزينة الأخرى . . .] . وهي كلها دعايات حاولت لصق شتى النعوت السلبية بالرئيس العراقي السيد صدام حسين .

هل يعني ذلك أنَّ الوضع السياسي في العراق كان ديمقراطياً سياسياً ؟ كلا لم يقل أحدٌ ما بذلك ، ولكن العدوان الأمريكي وغزو العراق واِحتلاله لم تكن له أية علاقة سياسية بالأزمة السياسية الداخلية أبداً ، ما خلا الدعايات السياسية الإعلامية ، ولعل القراءة السياسية الكلية ، المخلصة والواعية ، لمسيرة عامين من الاِحتلال الأمريكي [الشهر الرابع من عام 2003 ـ وحتى الشر الرابع القادم من عام 2005] تبين ذلك بالتأكيد.

كانت ما يسمى بالمعارضة العراقية تقوم بدورها الدعائي المخجل والأمثل عبر الجرائد والإذاعات والندوات بعد تلقيها مائة مليون دولار من وكالة المخابرات المركزية ، وأكثر من عشرة ملايين دولار من دوائر الخارجية الأمريكية ، [2] ، كانت العاصمة دمشق تشكل منفذاً ومكاناً وموصلاً لتلك الدعايات السياسية الكاذبة غالباً ، والمضخمة أحياناً ، كانت الأصوات الدعائية للقوى الطائفية و((القومية : عربية وكردية)) و((التعبير السياسي عن الروح الطبقية المسحوقة المزعومة)) تنشط في تلك المدينة العربية ذات التاريخ القومي العربي العريق . والشعب العربي السوري هناك كان على الدوام يتذمر من ذلك المجهود المخابراتي السوري . كلمة حق ينبغي أنْ تقال . مثلما كانت لندن وواشنطن وطهران والرياض والعاصمة الصباحية في الكويت ، بالإضافة إلى مختلف المحطات الفضائية ((العربية)) تلعب دور الرديف أو الموئل لمطبخ الحملات الدعائية تلك . ولا نريد أنْ نسترسل بهذه العجالة بمناسبة صدور الصريح .

الرئيس السوري الشاب يتصور أنَّ القضية تتعلق بالقدرات الذاتية للمسؤولين السياسيين العرب ، وليس لها علاقة بواقع الصراع الإستراتيجي بمستوياته السياسية والاِقتصادية في المنطقة ، لقد فاته تصريح وزير الخارجية البريطانية حول دلالات تسليم كل ((الأوراق النضالية)) لمسيرة الرئيس الليبي معمر القذافي ، إلى ((القطب الأمريكي المتفرد)) ، صحيح أنَّ ما قاله رئيس الجماهيرية العظمى أنَّ العرب تركوه يغرق بعد إلقائه في بحر أزمة لوكربي وحيداً وهو مكتـَّف ، ولكن ألم يكن قوله للتبرير ؟ ألم يعرف أنَّ أغلب الحكام أسرى القرار الأمريكي ؟ لماذا كان كفاحه إذاً ؟ .

لقد نطق بالحقيقة المجسَّدة فعلاً عملياً : وزير الخارجية البريطانية عندما قال أنَّ السيد صدام حسين كان باقٍ رئيساً لجمهورية العراق لو اِتبَّـع طريق السيد معمر القذافي ، وكان أبناؤه على قيد الحياة لو اِستمع للنصائح الغربية ، ولكن ما هي هذه النصائح الأمريكية ؟ . لنقرأ ما كشف عنها الملك المغربي السابق الحسن الثاني : ((إنَّ العراقيين طلبوا منه التوسط لدى الولايات المتحدة لرفع الحصار . ورد عليه الأمريكيون بالشروط التي يطلبونها لرفع الحصار عن العراق وكانت ثلاثة :

1 ـ أنْ يتعهد العراقيون بعدم اِعتراض مسيرة السلام لا مع الفلسطينيين ولا مع الأردنيين ومع السوريين .

2 ـ أنْ يبدأ العراق بإجراء اِتصال مع إسرائيل في السر أو العلن ـ لا يهم .

3 ـ أنْ تكون بغداد جاهزة بدورها للسلام مع إسرائيل .

وكان تعليق الملك أمام سامعيه : ((لم تكن في كل هذه الشروط شرط أمريكي واحد ، وإنما كانت كلها كما ترون شروطاً إسرائيل)) ، [3] . إذاً الذهاب إلى كيان الاِغتصاب الصهيوني وتسليم كل الأوراق هو الحل المفروض من وجهة نظر الرؤية السياسية الأمريكية ، ودوم دفع الثمن السياسي المطلوب هو الغزو والاِحتلال والقتل للأبناء أو السجن للمحازبين الرئيسيين ؟ .



وفي هذه المناسبة ، وقلوبنا ترتجف قلقاً على سوريا العربية من عدوان عسكري أمريكي محتمل مباشر أو بشكلٍ غير مباشر عن طريق كيان الاِغتصاب الصهيوني ، من أجل أهداف سياسية محددة ، نود وضع الحقائق الملموسة أمام الرئيس السوري من خلال القول والتأكيد على الاِستخلاصات التالية : إِنَّ القطب الواحد هو الأوعى : لها إستراتيجية سياسية في العالم واضحة المعالم والأفكار والغايات . والأقوى ترسانة عسكرية برية وبحرية وجوية وكيميائية وجرثومية ونووية غير مسبوقة في التاريخ . والأغنى : فوائض مالية هائلة واِمتدادات تجارية كبيرة ووفيرة وفي كل الاِتجاهات العالمية .

الإستراتيجية الأمريكية مستمدة من هذا الواقع الذي ينبغي تحقيق أهدافها السياسية ليس في المنطقة وإنما في كل العالم ، ولتسييد إسرائيل في المنطقة عبر إقامة النظام الشرق أوسطي الكبير وفق التسمية الأمريكية . الزمن ليس مهما ، وإنما مراحل تحقيق الأهداف السياسية للقطب هو المهم والأساس ، الأولويات تؤخذ بنظر الاِعتبار حتماً . أما الخطوط الرئيسة بالنسبة للإستراتيجية السياسة الأمريكية تجاه المنطقة فهي متسلسلة على شكل توجيهات محددة ينبغي على الرئيس الأمريكي جورج بوش تنفيذها ، علماً أنها مسجَّلة قبل صعوده إلى مركز الرئاسة : [نورد ما فيها بما يخص سوريا] :

# ـ {((عليك أنْ تستغل وتستعمل الدول العربية المعتدلة (وخصوصاً مصر والأردن والمغرب والسعودية) وذلك لتشجيع طرح مبادرات وعرض صيغ تُبقي عملية التسوية مفتوحة)) ، نأمل أنْ يكون السيد الرئيس بشار قد اِستخرج الدروس التاريخية من رحلة عمر سليمان : رئيس المخابرات المصرية إلى دمشق وهو الذي حمل الأنباء المفزعة عن الجبروت الأمريكي :[كما أرجح ذلك وإلا لماذا لا يرسل الرئيس المصري مندوباً من خارجيته ؟ !] ، وكذلك اِستخلص العِبَرَ المطلوبة من التعليمات التي ضخها الأمير عبد الله عليه ، والتي جاء في أعقابها إلى دمشق ليعلن المطلوب منه على الملأ العربي . إنهما جزء من الخطة السياسية الأمريكية ، لا شك في ذلك . والأحمق مَنْ لا يتعظ بتجارب غيره ، [4] .

# ـ ((عليك أن تتأكد أنَّ سوريا ـ تحت قيادة بشار الأسد ـ تدرك أنَّ تشجيعها لعمليات حزب الله سوف تستثير ردود فعل ضرورية تعرض سوريا لضربات إسرائيلية موجعة)) ، واليوم المطلوب ليس عدم مساعدة عمليات حزب الله ، وإنما نزع سلاح حزب الله وإنهاء دوره العسكري ، وقطع شأفة أي فعل مناهض لإسرائيل ، إضافة إلى ضرورة دخول لبنان تحت المظلة الصهيونية والقبول بالتوطين والاِعتراف بالكيان الصهيوني .

# ـ ((عليك أن تجعل مقاومة التحريض بين أولويات مطالبك)) و((عليك بتشجيع عملية ((تغيير)) في سوريا ولبنان تفتح الباب لمفاوضات قد ترى أنك تستطيع توجيهها . . . وسائلك إلى ذلك على النحو التالي : تقوية إسرائيل لردع حزب الله . من الضروري أنْ تدرك سوريا ـ نقلاً عنك مباشرة ـ أنها سوف تصاب بأضرار جسيمة إذا سمحت لتحويل الحدود اللبنانية ((الإسرائيلية)) إلى منطقة عمليات عسكرية)) } ، [5] .

إذاً هو برنامج سياسي عملي لتحرك أمريكي متكامل تجاه سوريا بعد الاِنتهاء من المسألة العراقية بالقضاء على نظامها الوطني وتحطيم الدولة العراقية . وكذلك قدّر المحافظون الجدد .

وسـلطة ((الأمن في كيان الاِغتصاب الصهيوني هي المحدد الرئيس)) ، [6] ، لرسم سياسة الكيان تجاه الآخرين في المنطقة ، ينبغي عدم خُداع النفس في ذلك أبداً ، وسوريا بالنسبة لكيان الاِغتصاب ((موجودة بالجغرافية والتاريخ داخل البؤرة المباشـرة للصراع العربي الإسرائيلي)) ، [7] ، والمطالب الصهيونية موجود بالفعل سياسياً وإستراتيجياً على ((أجنابها ، كما أنَّ بعض المطالب في أطرافها مباشرة خصوصاً مطلب المياه)) ، [8] .

لذلك ستبقى سوريا الوطن والتاريخ . . . المجتمع الموحد والدولة السياسية ((بموقعها وبدورها مفتاح السـلام ، وبغير توقيعها على صكِّه النهائي تظل بؤرة الصراع ومحيطها في حالة توتر وقلق)) ، [9] ، وخاصة أنَّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرك ـ عن حق أو باطل ، عن طريق رؤية أيديولوجية صهيونية أو عن طريق معلومات موثـَّـقة أكدتها وقائع سياسية وعملية . أنَّ كل ذلك لا يهم بمعيار النتائج المتوقعة ـ أنَّ ((النظام في دمشق لا يحظى بأي تأييد له قيمة في العالم العربي ، ثم أنَّ هذا النظام ـ وهو يعرف أنه معزول ـ لن يستطيع المغامرة باِحتمال مواجهة ، وإنما سوف يضطر إلى التراجع والتخفيف من صراخه المزعج)) ، [10] ، وعموم ((الوثائق الإسرائيلية ما زالت تبوح ، وفيها الكثير مما يستحق التفكير والتأمل [. . .] وظهور طلائع من السُحُب على الأفق تؤذن بأنَّ موسم الخريف جاء إلينا ، وأنَّ موسم الصيف سافِر جنوناً)) ، [11] .

الطريق الوحيد المفتوحة أمام القيادة السورية ـ بدلاً من التصريحات السياسية الساذجة كما سلف وأنْ اِستنتجنا ـ هو الاِعتماد على الشعب العربي السوري ، بقصقصة أجنحة أجهزة المخابرات السـورية المسيئة ، وتقليص صلاحياتها الجمَّة التي تفسح في المجال لبروز الفساد والرشوة والمحسوبية ، وهي أجهزة قد كبلت إرادة الجماهير العربية السورية : بالقطع والتأكيد ، وجففت الحياة السياسية في كل سوريا إلى حد اليباس الفظيع . من الناحية الأولى . ما نراه في لبنان على مستوى الغضب تراكم جرّاء تصرفات بعض منتسبي هذا الجهاز . هو برهان عملي وشاخصٌ آخر ، سـورية التي قدمت التضحيات الكبيرة والكثيرة كان أزمة حلفائها في سيطرة تلك الأجهزة المخابراتية على قراراتها السياسية . كان المفترض بكل الشعب اللبناني الخروج لتأييد سورية ولكن العثة الأمنية نخرت إيجابيات الموقف القومي العربي السوري الهائلة . من الناحية الثانية . وعدم السماع لبعض الخبراء في المجال الإعلامي حول عقلانية الدور السوري ، في سياق محاولات دغدغة العواطف كما جاء على لسان السيد عماد فوزي شعيبي ـ مثلاً ـ الذي حاول إجراء مقارنة بالتصرف الحكيم للسيد الرئيس بشار الأسد وغيره [؟ !] ، من الناحية الثالثة .

المطروح اليوم على الواقع السياسي العربي من قبل الأمريكيين والإسرائيليين هو الحل العراقي : التدمير العسكري ، أو الحل الليبي : الاِستسلام السياسي التام ، والاِعتماد على الشعب السوري هو الحل بنيل حرياته السياسية وهي الوسيلة الأرخص ثمناً لدفعه وطنياً وقومياً وحضارياً ، و((الضغط السياسي الذي تؤديه بعض النُظم السياسية العربية)) هو جزء من الخطة سواء أكانت عسكرية بوسائل العنف أو دبلوماسية عبر الكلام الناعم وحلاوة النصائح الرقيقة ، فالحرب هي : ((مجرد اِستمرار للسياسة بوسائل أخرى ، فالحرب ، إذاً ، ليست مجرد عمل سياسي ، بل هي كذلك أداة سياسية حقيقية ، هي اِستمرار للتعامل السياسي ، هي تنفيذ للسياسة بوسائل أخرى)) .

اليوم في سوريا يجب أنْ تكون تلك ((الصفعة الشعبية)) اللبنانية حافـزَ توعية للقيادة السورية بغية القضاء على النتائج الفعلية لتلك العثة التي عملت فعلها السيء في لبنان ، وإطلاق الحريات للجماهير السورية وللأحزاب الوطنية الفعلية ، فالحلول الأمنية لم تعد تنفع في أية ساعة للجد إذا ما اِحتدم النزاع واِندلع الصراع ، وإنما الحلول السياسية هي التي تفتح الطرق للمقاومة الشعبية المسلحة ضد الأعداء الذين يتربصون بسوريا وعموم المنطقة العربية بأسوأ الخطط ، وتجربة ليبيا والعراق ماثلة لمن يريد أنْ يعي الدرس والمثال .

علينا . . . أي على جميع الوطنيين فعلاً . . . على جميع القوميين العرب حقاً . . . على جميع أصحاب النظرة الحضارية الإسلامية حصراً . . . على جميع المخلصين من أولئك : عدم مخادعة النفس بالقول نحن لسنا صدام حسين : كما قال السيد الرئيس الشاب بشار الأسد ، نعم أنتم لستم السيد الرئيس صدام حسين ، ولن تكونوا . . . ، بسبب الجغرافية والتاريخ والظروف السياسية أساساً : فقد كان واعياً لمشقات الطريق الذي اِختطه وهو شاباً . . . وهو رئيساً ، ومستعداً لتقديم التضحيات الجمَّة يوم وصل اِستقطاب التناقض السياسي بين الدولة العراقية المدافعة عن حياضها وسيادتها واِستقلاها ، {تلك وقائع صوبتها نتائج التجربة العملية} ، من جهة ، والدولة الأمريكية المعتدية بقيادة المحافظين الجدد ، من جهة أخرى ، وكان قرار القرار يقتضي الحسم في الخيار أما التضحية بالذات الشخصية في سبيل القضية الوطنية والقومية الذي يبقي حدة الصراع الإستراتيجي بين الأعداء والوطن مفتوحاً على مصراعيه لفترة طويلة من الزمن ، ومن دون تنازلات إستراتيجية وجوهرية على المستويين الوطني والقومي . لقد رفض كل الشروط السياسية التي تثلم وطنيته وقوميته التي طالما عُرِضت عليه . أو التضحية بالقضية الوطنية والقومية من أجل الحفاظ على سلامة الذات الشخصية والاِحتفاظ بالكرسي الرئاسي ، مع ما يعنيه ذلك من تأجل لاِنبثاق لوحة صراع متجددة لأمد غير معروف زمنياً .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ـ راجع كتاب : العراق بين الرؤية الغربية و ممارسات المعارضة العراقية ، في ضرورات وعي الوعي الغربي ، باقر الصراف ، منشورات ((نداء الوطن)) جريدة التيار الوطني . . . منبر الرؤية الوطنية ، الطبعة الثانية : أوائل عام 2001 ، يمكن قراءة نصه الكامل على موقع ((www.arabistan.org)) في سـلسـة قائمة الكتب : وتحت عنوان في ضرورة وعي الوعي الغربي .

[2] ـ راجع الوثيقة المُصَورَة عن تلك الرشوة في كتابنا المعنون : العراق ضد الدولة العراقية ، الجزء الخامس ، تحت عنوان العدو يفضح أنصاره . لا شماتة . ويمكن قراءته على موقع عربستان المذكور رمزه أعلاه في سلسلة الأجزاء الخمسة المنشزرة .

[3] ـ راجع الكتاب الثالث من مؤَلَف الأسـتاذ محمد حسنين هيكل المعنون المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل : سلام الأوهام أوسلو ـ ما قبلها وما بعدها ، الصادر عن دار الشروق ، القاهرة/بيروت ، الطبعة الثانية ، 25 أكتوبر 1996 ، ص 389] .

[4] ـ تؤكد صحيفة الصنداي تيمس الصادرة بتاريخ 9 كانون الثاني : يناير عام 2000 وعلى صفحتها 25 وبقلم مراسلها في تل أبيب أوزي مهنايمي التالي :

((أنَّ المخابرات الإسرائيلية (الموساد) حصلت بالتعاون مع المخابرات الأردنية على عينّة من ((بول)) الرئيس الأسد ، وذلك عندما قضي يوماً في عمّان اِشترك خلاله في تشييع جنازة الملك ((حسين)) . وكانت خطة الحصول على تلك العينة شديدة البساطة ، فقد اِعتمدت فيها مخابرات الأردن وإسرائيل على أنَّ الرئيس الأسد سوف يحتاج إلى دخول حمّام في وقت ما خلال الساعات الست التي سوف يقضيها في عمّان ، وتوقعت أنْ يحدث ذلك بعد ساعتين سوف ينتظر فيهما الضيوف الكبار مراسم التشييع . وعندما نقل أحد مُوظَّفي المراسم السوريين إلى زميل له أردني رغبة الرئيس الأسد الوصول إلى حمام ، كان هذا الحمام قريباً ولائقاً ولم يكن قد اِستقبل أحداً قبله ، ودَخَلَه الرئيس الأسد ولم يكن يعرف أنَّ بالوعة الحمام تخفي تحتها أنبوباً زجاجياً طبياً جاهزاً للاِستقبال . وخرج الرئيس الأسد من الحمام ، وفي دقائق كان الأنبوب الحاوي للعَـيِّنة في طريقه إلى المطار تنتظره طائرة هليوكوبتر لتحمله إلى معمل تحاليل في حالة طواريء ! . وعن طريق تحليل هذه العينة حصلت المخابرات الإسـرائيلية (الموساد) على معلومات كثيرة عن الأحوال الصحية للرئيس الأسـد بما فيها قائمة كاملة بكل الأدوية التي يسـتعملها / ونظام الطعام الذي يلتزمهُ !)) . المسألة الأساسية هو الدور الرسمي لبعض السلطات العربية في إطار خطة إطار الضغط السياسي على سوريا التي تحدثنا بها أعلاه ، والتي شرحنا حول مرجعه المعرفي والمعلوماتي الموثوق في الهامش الخامس من هذه الدراسة .

[راجع كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل المعنون كلام في السياسة ، قضايا ورجال : وجهات نظر ، مع بدايات القرن الواحد والعشرين ، إصدار الشركة المصرية للنشر العربي والدولي ، الطبعة السابعة ، نوفمبر 2002 ، القاهرة / مصر ، ص 396 ـ 397] .

[5] ـ راجع كتاب الزمن الأمريكي من نيويورك إلى كابول ، للأستاذ محمد حسنين هيكل ، طباعة وتوزيع المصرية للنشر العربي والدولي ، ط3 ، أغسطس عام 2002 ، والنصوص التي تقدم إيرادها مقتطعة من التقرير الإستراتيجي للسلطة الأمريكية الموجهة كتعليمات ملزمة للرئيس الأمريكي الجديد جورج بوش والمنشور على الصفحات 66 ـ 101] .

[6] ـ مؤسسة الأمن في تركيبة النظام السياسية هي الحاكم الأساسي في كيان الاِغتصاب الصهيوني ، تلك هي الحقيقة رغم تغني بعض الأغبياء بالحياة السياسية الديمقراطية داخل كيان الاِغتصاب ليس بدلالة الاِحتلال لأراضي الغير واِستعباد الشعب الفلسطيني وإذلاله فقط ، بل تدلل عليه ـ أيضاً ـ الوقائع ((الإسرائيلية)) التالية : {لكن مؤسسة الأمن خارج هذا كله {وكان هناك اِستعراض تاريخي لتولي المسؤوليات السياسية منذ إقامة الكيان} ، ويبدو أنه في بلد يعتبر [الأمن] {بالمعنى الأوسع للكلمة الذي يشمل الوجود والنمو والتوسع} هاجسه الأكبر وشاغله الحقيقي ، فإنَّ الظروف فَـرَضَت في نطاق ((الأمن)) نوعاً من النظام الصارم له قانونه وله سلطانه مُطاعاً من الجميع وفوقهم ، وهنا فإنَّ شواغل وسياسات رئيس الوزراء الأول (دافيد بن غوريون) لم تختلف عن شواغل وسياسات رئيس الوزراء الثاني (موشى شاريت) ، بل أنه حين تصوَّرَ ((شاريت)) أنه يستطيع أنْ يُجَـدِّد ويبتكر ضمن نطاق ((مؤسسة الأمن)) فإنَّ المؤسسة تصرَّفت طوال عام رئاسته للوزارة دون رجوع إليه ، واِكتشف ((شاريت)) أنه يحتل مقعد رئيس الوزراء دون أنْ يمسـك بسلطة رئاسة الوزارة ، وفي ظرف شهور كان مُعتَزِلاً في بيته ، مجروحاً في كبريائه ، وممروراً حتى قتله الكمد ! وعندما جاء ((ليفي شكول)) (رئيس الوزراء الثالث في تاريخ إسرائيل) فقد كان عارفاً بحدوده ملتزماً بها (ولعله كان مُتـِّعِظاً بدرس ما جرى لشاريت)} . [راجع كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل المعنون كلام في الساسة عامُ الأزمات السياسية 2000 ـ 2001 ، إصدار الشركة المصرية للنشر العربي والدولي ، الطبعة الرابعة نوفمبر 2002 ، القاهرة / مصر ، ص 309] .

[7] ـ راجع المصدر السابق ، ص 336 .

[8] ـ راجع المصدر السابق ، ص337 .

[9] ـ راجع المصدر السابق ، نفس الصفحة .

[10] ـ راجع المصدر السابق ، ص 340 .

[11] ـ راجع المصدر السابق ، ص 341 .



8 / 3 / 2005

كاتب عراقي مقيم في هولندا