عبدالغفور الخطيب
12-03-2005, 05:19 PM
هل هي صحوة إسلامية أم شعور بالخيبة؟؟
منذ القدم وبعد أي شعور بالكرب ، او حلول مصيبة ، بفرد او فئة او أمة ، يخرج من هنا او هناك رجل او فئة تدعو للعودة الى الدين . الى الله وأوامره و نواهيه ، وهو سلوك طبيعي ومشروع يسهم لحد كبير بحراسة القيم الأخلاقية الطيبة و يعطي فرصة للفرد او الجماعات او الأمم ان تراجع ذاتها علها تهتدي الى طريق يخرجها مما هي فيه من ظروف عصيبة .
ولكن من يبادر الى الدعوة لتلك العودة لله ، ويكون هو الأول في ذلك ، نجده انه يتفنن في إدراج أوسع قدر ممكن ممن يعتبرهم أسباب في غضب الله على ما هو فيه سواء كان فردا او جماعة او حتى أمة ، ونجد ان ممن يدرجهم في قائمة مسببي غضب الله ، ينبروا للدفاع عن أنفسهم . وكأنهم قد اعترفوا ضمنا انهم كذلك ، بل انهم في دفاعهم هذا يولدوا مثقفين جدد بل ومدارس جديدة تساجل الفئة الأولى .
ان من يصاب بمرض خبيث كالسرطان مثلا ، يعود الى الله ، ان من يفقد عزيزا يدعو الله ، ان من خسر مالا يدعو الله ، ان شعبا محتلا يدعو الله ، ولم يكن في أي حالة من الحالات السابقة ، ان الدعوة هي وقف على الورعين التقاة ، بل يدعوه المسلم والنصراني واليهودي وكل ابناء الأرض . فالله هو ( رب الناس ) .
وفي زمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، انه صدف وكان سائرا في سفر ، و معه زاده في صرة ، وعندما اراد تناول زاده ، فاجئه شيخ في العقد التاسع من عمره ، فطلب منه مشاركته في زاده ، فرحب نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام به وطلب منه ان يسمي باسم الله قبل تناوله الزاد فرفض الشيخ ذلك ، فزجره ابراهيم عليه السلام ومنعه من تناول الطعام دون ان يسمي ، فتركه الشيخ وسار مخذولا . فنزل الوحي مخاطبا ابراهيم ان الله عز وجل قد صبر عليه فوق الثمانين عاما الم تصبر عليه يا ابراهيم دقائق معدودة ، فركض عليه السلام خلف الرجل معتذرا منه وطالبا منه مشاركته الطعام ، فاستغرب الشيخ تصرف ابراهيم سائلا عن سبب تغير موقفه ، فاخبره ، فهنا رضي الشيخ معلنا إيمانه برب ابراهيم وسمى و أكل .
بعد الفتنة الأولى أيام عثمان رضي الله عنه ، لم يكن أطراف الفتنة كلهم ظلاليون ، بل كانوا مسلمين ومنهم صحابة و منهم من كتبة الوحي ، ولا يجوز لنا ان نخطئ طرفا ضد طرف بعد مرور تلك القرون الطويلة ، فمردهم الى الله يحكم بينهم . والالتفات كثيرا للوراء يصلب عضلات الرقبة في اتجاه غير الاتجاه المراد ان تتمرن عليه وهو التقدم الى الأمام .
ونحن اليوم ومنذ ان انهارت الدولة العثمانية والتي ان اراد أحدنا ان يكون في صفها يتناسى حملات التتريك ويتناسى تفشي الماسونية في قياداتها العسكرية ويتناسى البذخ والترف التي كان سلاطينها يعيشون فيه على حساب إطعام العرب الشعير واخذ محصولهم من القمح ، وحتى يتناسى الطريقة الملكية التي لم يوصي بها الله عز وجل كنمط حكم بغيض . ويتذكر صورا تعزز من دفع الحنين الى الحكم العثماني .
كل يوم تظهر جماعة تدعو الى العودة الى الماضي ، انهم يظنون انهم السباقين الى تلك الدعوة متناسين ان الإمام الشافعي قد أطلقها بوقت مبكر عندما قال ( لا يصلح أمر هذه الأمة الا بما صلح أولها ) .
لقد تعايش أجدادنا في العصور الاسلامية الأولى مع غيرهم من ابناء الديانات الأخرى والعروق الأخرى فكان الإبداع يتفجر نتيجة التسامح وحماية المبدعين وإكرامهم .
أما دعوات اليوم فانها لا تذكر ماضي أجدادها وطريقة تعايشهم مع الآخرين ، و لا تتعض من أعدائنا الذين يتحالفوا ضدنا بكل صنوفهم فتجد الكاثوليكي والبروتستنتي والأرثوذكسي وحتى اليهود باصنافهم يتحالفوا معهم ، بل ومن يشتم ومن يسقط اعتباره من قبل هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أمناء على هذه الأمة ، سرعان ما ينضم الى صف أعدائنا عندما لا يصبح حضن المسلمين دافئا له وهو المسلم .
هل هي صحوة إسلامية فعلية تلك أم شعور بالخيبة ، مشروع ، وستزول عنه المغالاة بمراجعة النفس ، أم ان هناك جهات تستثمر اندفاع الذين هزتهم الهزائم والانكسارات من شباب نظيفين ، فتلفهم في لفيف يؤذي الأمة وهم لا يشعرون !!
منذ القدم وبعد أي شعور بالكرب ، او حلول مصيبة ، بفرد او فئة او أمة ، يخرج من هنا او هناك رجل او فئة تدعو للعودة الى الدين . الى الله وأوامره و نواهيه ، وهو سلوك طبيعي ومشروع يسهم لحد كبير بحراسة القيم الأخلاقية الطيبة و يعطي فرصة للفرد او الجماعات او الأمم ان تراجع ذاتها علها تهتدي الى طريق يخرجها مما هي فيه من ظروف عصيبة .
ولكن من يبادر الى الدعوة لتلك العودة لله ، ويكون هو الأول في ذلك ، نجده انه يتفنن في إدراج أوسع قدر ممكن ممن يعتبرهم أسباب في غضب الله على ما هو فيه سواء كان فردا او جماعة او حتى أمة ، ونجد ان ممن يدرجهم في قائمة مسببي غضب الله ، ينبروا للدفاع عن أنفسهم . وكأنهم قد اعترفوا ضمنا انهم كذلك ، بل انهم في دفاعهم هذا يولدوا مثقفين جدد بل ومدارس جديدة تساجل الفئة الأولى .
ان من يصاب بمرض خبيث كالسرطان مثلا ، يعود الى الله ، ان من يفقد عزيزا يدعو الله ، ان من خسر مالا يدعو الله ، ان شعبا محتلا يدعو الله ، ولم يكن في أي حالة من الحالات السابقة ، ان الدعوة هي وقف على الورعين التقاة ، بل يدعوه المسلم والنصراني واليهودي وكل ابناء الأرض . فالله هو ( رب الناس ) .
وفي زمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، انه صدف وكان سائرا في سفر ، و معه زاده في صرة ، وعندما اراد تناول زاده ، فاجئه شيخ في العقد التاسع من عمره ، فطلب منه مشاركته في زاده ، فرحب نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام به وطلب منه ان يسمي باسم الله قبل تناوله الزاد فرفض الشيخ ذلك ، فزجره ابراهيم عليه السلام ومنعه من تناول الطعام دون ان يسمي ، فتركه الشيخ وسار مخذولا . فنزل الوحي مخاطبا ابراهيم ان الله عز وجل قد صبر عليه فوق الثمانين عاما الم تصبر عليه يا ابراهيم دقائق معدودة ، فركض عليه السلام خلف الرجل معتذرا منه وطالبا منه مشاركته الطعام ، فاستغرب الشيخ تصرف ابراهيم سائلا عن سبب تغير موقفه ، فاخبره ، فهنا رضي الشيخ معلنا إيمانه برب ابراهيم وسمى و أكل .
بعد الفتنة الأولى أيام عثمان رضي الله عنه ، لم يكن أطراف الفتنة كلهم ظلاليون ، بل كانوا مسلمين ومنهم صحابة و منهم من كتبة الوحي ، ولا يجوز لنا ان نخطئ طرفا ضد طرف بعد مرور تلك القرون الطويلة ، فمردهم الى الله يحكم بينهم . والالتفات كثيرا للوراء يصلب عضلات الرقبة في اتجاه غير الاتجاه المراد ان تتمرن عليه وهو التقدم الى الأمام .
ونحن اليوم ومنذ ان انهارت الدولة العثمانية والتي ان اراد أحدنا ان يكون في صفها يتناسى حملات التتريك ويتناسى تفشي الماسونية في قياداتها العسكرية ويتناسى البذخ والترف التي كان سلاطينها يعيشون فيه على حساب إطعام العرب الشعير واخذ محصولهم من القمح ، وحتى يتناسى الطريقة الملكية التي لم يوصي بها الله عز وجل كنمط حكم بغيض . ويتذكر صورا تعزز من دفع الحنين الى الحكم العثماني .
كل يوم تظهر جماعة تدعو الى العودة الى الماضي ، انهم يظنون انهم السباقين الى تلك الدعوة متناسين ان الإمام الشافعي قد أطلقها بوقت مبكر عندما قال ( لا يصلح أمر هذه الأمة الا بما صلح أولها ) .
لقد تعايش أجدادنا في العصور الاسلامية الأولى مع غيرهم من ابناء الديانات الأخرى والعروق الأخرى فكان الإبداع يتفجر نتيجة التسامح وحماية المبدعين وإكرامهم .
أما دعوات اليوم فانها لا تذكر ماضي أجدادها وطريقة تعايشهم مع الآخرين ، و لا تتعض من أعدائنا الذين يتحالفوا ضدنا بكل صنوفهم فتجد الكاثوليكي والبروتستنتي والأرثوذكسي وحتى اليهود باصنافهم يتحالفوا معهم ، بل ومن يشتم ومن يسقط اعتباره من قبل هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أمناء على هذه الأمة ، سرعان ما ينضم الى صف أعدائنا عندما لا يصبح حضن المسلمين دافئا له وهو المسلم .
هل هي صحوة إسلامية فعلية تلك أم شعور بالخيبة ، مشروع ، وستزول عنه المغالاة بمراجعة النفس ، أم ان هناك جهات تستثمر اندفاع الذين هزتهم الهزائم والانكسارات من شباب نظيفين ، فتلفهم في لفيف يؤذي الأمة وهم لا يشعرون !!