المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاناة يرويها عراقي



almansor313
12-03-2005, 03:57 PM
وثائق أمريكية: طفل في الحادية عشرة بين معتقلي 'أبو غريب'



مفكرة الإسلام: قال القائد العسكري الأمريكي السابق لسجن 'أبو غريب' إن من بين معتقلي الجيش الأمريكي من الأحداث في المنشأة صبي لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر.
ولم تشر العميد جانيس كاربينسكي في نص مقابلة مع اللواء جورج فاي نشرتها 'نقابة الحريات المدنية الأمريكية' الخميس، إلى المصير الذي آل إليه الطفل أو ملابسات اعتقاله، وفق وكالة الأسوشيتد برس.
ويشار إلى أن النص الذي يعود تاريخه إلى مايو عام 2004 واحد ضمن المئات من المستندات المتعلقة بالانتهاكات التي ارتكبها جنود أمريكيون بالعراق والتي تم نشرها الخميس تحت بند 'حرية المعلومات'.
وقالت كاربينسكي، القائد العسكري السابق لسجن 'أبو غريب' خلال الفترة من يوليو إلى نوفمبر عام 2003، إنها دأبت على زيارة أصغر المعتقلين 'صبي كان يبدو وكأنه في الثامنة من العمر' على حد قولها.
وأضافت قائلة، وفقا لـ [cnn]، 'قال لي إنه على وشك بلوغ الثانية عشر من العمر وإنه معتقل مع شقيق له، إلا أنه يريد أن يرى أمه.. طالبني بالاتصال بوالدته قبيل أن يجهش في البكاء'.
وكان المسؤولون العسكريون الأمريكيون قد اعترفوا في السابق باعتقال بعض الأحداث في 'أبو غريب'، إلا أن نص كاربينسكي يعد أول دليل مكتوب على اعتقال القوات الأمريكية لطفل دون الحادية عشرة من العمر في السجن.
وبالرغم من نفي المسؤولين العسكريين تعرض المساجين القصر لانتهاكات في المنشأة إلا أن الجنود المتهمين بارتكاب تجاوزات مهينة بحق بعض السجناء والتقطت الكاميرات جانباً منها في صور تسببت في إحراج بالغ للإدارة الأمريكية، اتهم بعضهم باغتصاب سجين في الرابعة عشر من العمر.
وسلطت المستندات التي كشف عنها مؤخراً الضوء على الأطفال الذين اعتقلهم الجيش الأمريكي في العراق، وذلك بدعوى أن زنازين أبو غريب التي تخضع لحراسة مشددة أفضل وآمن من مراكز الاعتقال السابقة في العاصمة بغداد.
وكان الجيش الأمريكي قد بدأ في احتجاز الأطفال والنساء في أبو غريب في صيف عام 2003.

=============================================

[معتقل بوكا].. معاناة يرويها عراقي




مفكرة الإسلام: كلما مر يوم جديد، تكشفت مأساة جديدة من مآسٍ عديدة يعيشها الشعب العراقي الذي يرزح تحت نير الاحتلال، بالأمس القريب، فُجعنا بمأساة الأسرى في سجن [أبو غريب] الذي يبقى شاهدًا على العدالة والحرية التي جاءت أمريكا لتنشرها في العراق... وتتعدد المآسي والفجائع التي يعانيها الشعب العراقي، حتى نصل إلى مأساة جديدة يرسم ملامحها الأسرى أيضًا، ولكن هذه المرة في سجن بوكا جنوبي العراق، ولو ذهبت تبحث في شمالي البلاد أو شرقيها أو غربيها، لوقفت على مآسٍ أخرى عديدة قد تختلف في حجم المعاناة وشدتها، ولكنها تجتمع على كشف معاناة يعيشها شعب، ولكنها بحجم أمة، وفضح الحرية الأمريكية المزعومة.



بين أيديكم صور من المعاناة التي يعيشها الأسرى ومن خلفهم أهلوهم وعوائلهم الذين لا يقل حجم معاناتهم عن معاناة من غيبتهم يد الاحتلال خلف أسوار معتقل بوكا.



في زيارة قمنا بها إلى معتقل بوكا في أم قصر [600 كم إلى الجنوب من بغداد, 100كم عن مركز البصرة] والذي يعد من أكبر المعتقلات في المنطقة الجنوبية، رأينا سوء التعامل من قبل القوات الأمريكية التي تدير المعتقل بالرغم من وجود القوات البريطانية القائمة بإدارة المنطقة الجنوبية.



في الصباح الباكر وتحديدًا عند الساعة السادسة من صباح يوم السبت، على أهل وذوي المعتقلين الذين لديهم مواعيد زيارة مسبقة التواجد أمام البوابة الرئيسة للمعتقل، حيث يبدأ التفتيش من قبل القوات الأمريكية لأهل المعتقلين وذويهم ويعد هذا التفتيش ابتدائيًا, ثم يوقف الناس في طوابير؛ طابور للنساء, وآخر للرجال.



ويأتي [شادي] وهو موظف [عربي] [لبناني] يعمل مع القوات الأمريكية ويرتدي البدلة العسكرية التي عليها العلم الأمريكي، وبأسلوب تهكمي استهزائي، يشدو هذا الـ[شادي] بتعليمات الزيارة والتي تتضمن المواد المسموح بها والممنوعة في الزيارة، ومن المواد الممنوعة البطاريات, الرسائل الشخصية, الأقلام, العملة العراقية بكافة أنواعها، وكافة المعدات الحديدية كالملاعق والسكاكين, وأما المواد المسموح بها فهي الملابس الداخلية, الصور الشخصية لأهل وذوي المعتقلين. وبعد إلقاء التعليمات يؤخذ الناس إلى خيمة حيث يتم التأكد من هوياتهم وعلاقتهم بالمعتقلين, وبعدها تبدأ الزيارة التي تستغرق ساعة وساعة واحدة فقط.



ومن صور المعاناة التي وقفت عليها أن بعض العوائل يقومون بالحجز من سجن 'أبو غريب' في بغداد وعند قدومهم إلى البصرة للزيارة بعد أربعين يومًا حسب الموعد المعطى لهم، يجدون أن مواعيد زيارتهم لم تبلغ بها إدارة سجن بوكا في أم قصر، فيعودون أدراجهم من حيث أتوا، ومنهم من قدم من الموصل أو بغداد أو المنطقة الغربية. ومن بين هؤلاء عراقيان قدما من الفلوجة لمقابلة شقيقهم في بوكا، والذي اعتُقل بسبب حيازته مسدسًا شخصيًا في بغداد وهو يقود سيارته, وكان ذلك في الشهر الثامن من العام الماضي, ومنذ ذلك الوقت لم يزره أحد من أهله بسبب الأحداث التي مرت بها مدينة الفلوجة، وهو إلى الآن لا يعلم ما آل إليه حال أهله وما حل بهم بعد أحداث الفلوجة الأخيرة، حيث دُمر بيتهم مع ما دمر من بيوت أهالي الفلوجة في الهجوم الأخير.



وصورة أخرى من صور المعاناة، إرجاع عائلة معتقل تتكون من الأم والأب وطفليه الصغيرين, والسبب أن ابنته الصغيرة البالغة من العمر ثلاث سنوات ترتدي قطعة من الذهب ولم يقم أهلها بنزعها قبل المواجهة فتم إرجاع العائلة إلى حيث أتوا، وقد أتوا من العاصمة بغداد.



وصورة أخرى، والصور كثيرة، رجل كبير في السن يطرد من المعتقل ويحرم من الزيارة بسبب وجود عملة عراقية فئة [50 دينار] في جيب السترة التي يرتديها ولا شفيع له، علمًا أنها الزيارة الأولى مع ابنه الذي اعتقل قبل 6 أشهر وعلى إثر الحادثة يحرم من المواجهة ثلاثة أشهر أخرى!!



وشاهدنا امرأة قد اعتقل زوجها منذ أربعة أشهر ولا تعلم أين مكانه، ويبدو أنها لم يكن معها أحد، جاءت للسؤال عن زوجها دون أن تحصل على أي جواب، لا من سجن 'أبو غريب' ولا من السجون الأخرى وتبقى المسكينة تذهب هنا وهناك ولا تدري أين ذهب زوجها.

وامرأة أخرى، ولكنها هذه المرأة 'أم'، خرجت وهي تقول: [حسبي الله ونعم الوكيل, اللهم عليك بهؤلاء الأمريكان...] والسبب أنهم حرموها من الزيارة بسبب رسالة وجدت في ثيابها من زوجة ابنها المعتقل مكتوب فيها وقد قرأتها بنفسي:

[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, لا تقلق علينا نحن بحفظ الله]، وحقًا ما أجدرها من رسالة، من أجلها تحرم الأم رؤية ولدها!!



ومن المعاناة التي تكلم بها القادمون من الفلوجة أو الرمادي أنهم تعرضوا للمضايقات في الطريق أثناء قدومهم إلي البصرة, بل إن قوات الاحتلال اعتقلتهم لساعات من أجل التحقيق معهم؛ هل هم 'إرهابيون' أم إنهم من أهالي المعتقلين حقًا؟! ويجب على الشخص إبراز وصل الزيارة وإعطاء اسم الفندق الذي يروم السكن فيه في البصرة.

وفي الليل تم تفتيش الفنادق في البصرة لعلم الشرطة أن غدًا هو الموعد المحدد من قبل الامريكان وأن أغلب العوائل القادمة لا تجد مأوي سوى الفنادق.



والسؤال الذي نطرحه:

هناك مثل عراقي شعبي يقول: [أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب] ولكن حالنا أن أهلنا [وهم الشرطة] أصبحوا مع الغريب [الأمريكان] علينا، ولا ندري متى سيكون أهلنا معنا ولا ندري كم سيكون عدد السجون في العراق علمًا أن القوات الأمريكية تعكف على إقامة سجن بكلفة [[100]] مليون دولار في القاعدة الأمريكية في الناصرية.

قد انتهت بنا تلك الكلمات التي تسطر معاناة الأسرى وذويهم في معتقل بوكا بأم قصر، ولكن مأساة غيرهم من الأسرى في مختلف سجون الاحتلال بالعراق، لم تنتهِ بعدُ، ومازالت فصول المأساة مستمرة، بل مازالت المأساة الكبرى التي يعيشها الشعب العراقي مستمرة، وما بين أسرى السجون، والشعب العراقي أسير الاحتلال، تقف المأساة شاهدًا على حرية وديموقراطية مزعومة قطعت أمريكا آلاف الأميال وجاءت لنشرها في بلاد الرافدين.

البصراوي عبد الله