المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلاح المختار: المقاومة انتصرت وامريكا تلعب بالوقت الضائع(2)



عبدالغفور الخطيب
12-03-2005, 02:24 AM
سؤال: ألا ترى أن الأمر أعقد من مواجهة عسكرية بين المقاومة وقوات الاحتلال فحسب، وأن كل شيء قابل للانفجار في سورية وايران وكوريا الشمالية.؟


الجواب : نعم ان الامر اعقد واكبر من مجرد مواجهة عسكرية ، فما يجري في العراق وحوله هو صراع ارادات ستراتيجية متضادة ، بين مشروعين تاريخيين : المشروع القومي العربي النهضوي ، الذي يمثله عراق البعث ، والمشروع التوسعي الصهيو-امريكي المشترك ، ان تحرر العرب ووحدتهم يؤديان الى تحرير مواردهم من الهيمنة الامريكية ، وبروز قوة عربية موحدة وذات دور فعال ، وذلك يعني حرمان المشروع الصهيوني من المجال الحيوي الوحيد المتاح له ( من الفرات الى النيل )، وانهاء الطموحات الامبراطورية العالمية الامريكية ، لان المجال الحيوي لامريكا، الاكثر اهمية ستراتيجيا ، هو منابع النفط العربية ، لذلك فان الصراع بين العراق والتحالف الامريكي – الصهيوني يستبطن تصادم ستراتيجيات وايديولوجيات كونية واقليمية، لا مجال للتعايش بينها ما دام المجال الحيوي لكل منها هو الوطن العربي . وهذا الامر يفسر حدة الموقفين الامريكي والاسرائيلي تجاه العراق ورفض اي مساومة او حل سياسي معه ، في حين ان الخلافات بين امريكا وايران وكوريا الشمالية ، الطرفين الاخرين في سياسة بوش الابن ( محور الشر ) ، يمكن حلهما بالضغط والحوار ، وهذه هي القاعدة التي قامت عليها سياسة ( الاحتواء المزدوج ) في زمن كلنتون ايضا ، والتي وضعها انتوني ليك مستشار الامن القومي وقتها ، ومارتن انديك . ان الفشل الامريكي الساحق والفضائحي في العراق ، يطلق تفاعلا متسلسلا خطيرا لا يفشل الاهداف المباشرة لغزو العراق فقط ، بل انه ايضا ينهي ، والى الابد ،الطموحات الامبراطورية الامريكية العالمية ، لذلك فان امريكا التي وصلت الى قناعة تامة منذ نيسان – ابريل من العام 2004 بان الانتصارعلى المقاومة في العراق مستحيل ، وضعت خطة للانسحاب من العراق، ولكن بطريقة تحفظ ماء الوجه، وتسمح لامريكا باقناع اوساط مهمة بالنسبة لها بانها انهت واجبها الاساسي في العراق . ان تدمير الفلوجة وقبلها ضرب النجف الاشرف ، والمبالغة في الحديث عن انتصارات امريكية عل ( المتمردين ) ما هو الا تمهيد للانسحاب . ورتبت مسرحية الانتخابات المزورة لتكون خطوة اخرى على طريق اخراج مسرحية الانسحاب ، وتوفر حجة قوية تقول : جئنا من اجل الديمقراطية ، وهانحن اجرينا الانتخابات ، وحان الوقت للشعب العراقي ان يقوم بدوره . لكن هذه الخطة تحتاج لدخان كثيف ، يتشكل من حملة اعلامية ضخمة ، تدعي ان مرحلة ما بعد الانتخابات اخذت تشهد تراجعا في عمليات المقاومة ، وهذا الهدف يتطلب تعتيما اشد على اخبار عمليات المقاومة ، كما تتطلب الخطة نقل محور التركيز على جبهات اخرى يجب ان تسخن ، وتصعيد الازمة معها ومحاولة تحقيق انتصار ولو سياسي فيها ، لتاكيد ان امريكا تنتصر وتتقدم في مشروع نشر الديمقراطية . هذا هو الاطار العام لما يجري بين امريكا وسوريا وايران . انه نقل المعركة اعلاميا وسياسيا الى جبهة سوريا، لخلخلة الوضع السوري والعمل على اسقاط النظام هناك، بالضغط والدعاية وتحريك العملاء ، وربما بتحريك انقلاب عسكري، لتجنب تعرض امريكا الى وضع تكون فيه مضطرة ، ورغما عنها الى مهاجمة سوريا، مع انها لاتستطيع ذلك عسكريا واقتصاديا وامنيا ! ان تحريك الساحة اللبنانية ضد سوريا ينطوي على هدف غير منظور ، وهو اغراء ضباط سوريين للتحرك والقيام بانقلاب، بعد سلسلة من الاضطرابات داخل سوريا ، وهكذا تستطيع امريكا ان تستثمره ، الى اقصى حد ، دعائيا لرفع المعنويات وتحشيد الراي العام الامريكي ، ثم العودة للتركيز على الساحة العراقية . ويخطئ من يظن ان التركيز على سوريا هو استكمال لخطوات المخطط الاصلي الذي وضع قبل غزو العراق ، لان ما يجري الان هو رد فعل مباشر على الفشل في العراق، ومحاولة لتغيير مسار التطور المجافي لامريكا ، عبر تحقيق انتصار خارج العراق واستثماره لتعزيز موقفها داخل العراق .


سؤال: المقاومة العراقية، تضم فصائل عديدة، أبرزها حزب البعث، وكثيرون يتساءلون حول حقيقة علاقة المقاومة بما يسمى جماعات الزرقاوي، ولا يبدو أن البعث يكترث في التعليق على بعض العمليات التي تنفذها هذه الجماعات. ألا تشعر أن هناك أساءة قد تلحق المقاومة بشكل عام حين ترتبط بتلك العمليات التي ربما لا يتفق معها البعثيون وغيرهم.. لماذا لا يحاول حزب البعث توضيح موقفه من هذه الجماعات، أم ان عملياتها تخدم أهداف المقاومة؟



الجواب : الزرقاوي اكذوبة كبرى من صنع المخابرات الامريكية ، صحيح انه توجد عناصر صغيرة جدا تمثل بن لادن ، لكن هذه الجماعة محدودة التاثير ، وما ينسب للزرقاوي ينقسم الى نوعين من العمليات : عمليات ضد المدنيين العراقيين ، وهي عمليات من اعداد المخابرات الامريكية والاسرائيلية ، هدفها تشويه صورة المقاومة ، وعمليات من نوع اخر توجه ضد الاحتلال وعملاءه ، وتقوم بها المقاومة العراقية ، لكنها تنسب للزرقاوي فورا ، لتجريد المقاومة الوطنية من دورها القيادي، والايحاء بان ما يجري في العراق ما هو الاعمل خارجي ولا صلة للشعب العراقي به ! وهنا اود التاكيد على انه ليس صحيا ان البعث لا يعلق على ذلك، ففي بياناته يوضح هذه الامور ، لكنه بسبب وضعه الخاص جدا ، بصفته المستهدف الاول من قبل الاحتلال، والمعرض اكثر من غيره للاجتثاث الجسدي والسياسي ، تبنى، كما هو معروف ، خطة امنية بالغة الحذر والدقة لضمان حماية كوادره من الاختراق ، ومن تتبعه عبر المبالغة في التعاطي مع هذا الطرف او ذاك ، ان النجاح التام في حماية كادر الحزب والمقاومة يعود اساسا لوجود هذه الخطة ، وقصة الزرقاوي الامريكية مصممة للوصول الى كوادر بعثية واختراقها ، لذلك لا يعد البعث موضوع الزرقاوي قضية اساسية .


سؤال: ما هو موقف المقاومة من منظمات كالوقف السنية، وهيئة علماء المسلمين وخصوصاً ان هناك موقفاً واضحاً عبر عنه بعض قادة السنة برغبتهم المشاركة بكتابة الدستور وهم المعارضون للاحتلال الأميركي، وحزب البعث لا يعترف بالانتخابات أو كتابة الدستور؟


الجواب : البعث يقف بقوة ضد كل تكتل طائفي، سنيا كان او شيعيا لانه حزب قومي عربي ، ولعبة الطائفية هي من اهم تكتيكات المخابرات الامريكية والاسرائيلية والايرانية ، لذلك يقف البعث بصلابة ضد اي طرح طائفي . ورغم ان الطائفية في الوسط السني هي نتاج ورد فعل على الطائفية الصفوية الشيعية ( اي الايرانية ) ، الاانها تبقى طائفية مرفوضة . والجماعات التي اشرت اليها ، اذا استثنينا افراد منها ، تبقى عبارة عن مجموعات لاتملك قاعدة شعبية ، وتفتقر الى النضج الوطني، الذي يجعلها تضع مصلحة الوطن فوق طموحات افرادها ، اضافة الى انها تضم عناصر مشبوهة وعميلة. وهذا التوصيف ليس موقفا فيه تجاوزعلى هؤلاء ، فمواقفهم تؤكد ما قلته ، فهاهم يعلنون ان الحكومة التي ستعقب الانتخابات المزورة ، ستكون ناقصة الشرعية ! وهذا القول ليس سوى اقتراب تدريجي من الاحتلال وطروحاته ، اذ كيف يمكن لحكومة تشكل في ظل الاحتلال ومن عملاء الاحتلال ان تكون نصف او ربع او ثلاثة ارباع شرعية ؟ ومن اين استمدت هذه الشرعية الناقصة ؟ ان البعث يرفض بشدة هذا الموقف ويرى ان الاحتلال لديه احتياطيات متعددة ، يستخدم الواحد تلو الاخر ، بعد ان يستنفد اغراضه من كل منها . ولكن في النهاية فان الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي هو المقاومة المسلحة ، وكل ما عدا ذلك فقاعات، سترون كيف انها ستنفجر وتزول، ولن يبقى الا من يستند على جماهير ضخمة وتنظيم حديدي يغطي العراق كله، وليس حي او او منطقة في مدينة .سؤال: برأيك اذا قررت القوات الأمريكية الانسحاب بسبب خسائرها هل ستكون آخر طلقاتها تقسيم العراق.. اذا حدث ذلك كيف ستتصرف المقاومة؟الجواب : انت تسأل عن الماضي وامتداداته ، فقرار التقسيم جاءت به امريكا في اليوم الاول للغزو ، وبذلت جهودا استثنائية لتنفيذه ، وكانت اول واخطر الخطوات التي نفذتها في هذا الاتجاه ، حل الجيش وقوى الامن الداخلي وتفكيك الدولة ، وتدمير البنى التحتية ، واحراق ونهب الوزارات ، بما في ذلك وثائق الاحوال الشخصية ، والتي تحدد من هو العراقي ، وتضمن للناس حقوق الملكية ، ثم وسعت نطاق محاولات وعمليات تقسيم العراق ، باعتماد نظام المحاصصة الطائفية العرقية ، واثارة قضية الاقلية والاغلبية بين مسلمي العراق لاشعال فتنة بينهم ، واصدار قانون ادارة الدولة من اجل تكريس عوامل التقسيم ... الخ . هذه خطة نفذت منذ اللحطات الاولى للاحتلال ، ولم تضيع قوات الاحتلال لحظة واحدة من اجل تمزيق العراق واثارة فتنة طائفية وعرقية ، وعمدت من اجل ذلك الى تشكيل فرق اغتيال لقتل عناصر وشخصيات شيعية وسنية والقاء التهمة على الطرف الاخر . لكن تماسك الشعب العراقي ورفضه للطائفية والنزعات الانفصالية ، هو الذي احبط مخطط تقسيم العراق .وكان اقوى عامل في اسقاط مخطط التقسيم هو ان القوة المركزية والاساسية في العراق وفي المقاومة وهي البعث ، تمثل كل اطياف الشعب العراقي ، فالبعث هو الحزب الوحيد ذو الطبيعة الوطنية في تنظيمه ، وهو كذلك اكبر حزب شيعي كما نه اكبر حزب سني ، ولذلك فان جنوب العراق ذو الاغلبية الشيعية ، لعب ويلعب دورا فعالا في الثورة المسلحة ضد الاحتلال ، من خلال الوجود الكثيف والنشط للبعثيين . اذن كيف يمكن تقسيم العراق على اساس طائفي اذا كان الحزب الرئيسي وقائد المقاومة يمثل الجميع ؟ ان المقاومة التي نجحت بصورة فاقت كل التوقعات المتفائلة في دحر الاحتلال ، رغم انه يمثل القوة الدولية الاعظم في التاريخ ، تستطيع بسهولة اكبر بكثير تحطيم اي محاولة لاثارة فتن بين العراقيين ، سواء كانت طائفية او عرقية . ولذلك يجب ان نلفت النظر الى ان الحديث عن وجود خطر تقسيم العراق ما هو الا عملية ابتزاز امريكي لمن لا يعرف الحقائق على ارض الصراع في العراق ، واؤكد لك بان التقسيم خطة تنتمي للماضي القريب ، واستنفدت كل مفاعيلها ، ولم تعد تقلقنا .سؤال: من الواضح أن المقاومة تسعى لدحر الاحتلال عن العراق، واذا افترضنا أن ذلك حدث في القريب العاجل، هل سيكون موقف المقاومة هو اعادة عقارب الساعة الى الوراء، أم اجراء انتخابات حرة.. كيف تطور حزب البعث عبر التجربة والأخطاء برأيك؟الجواب : ان انتصار المقاومة امر حتمي وقريب ، وهو امر تعرفه الادارة الامريكية جيدا ، ومنذ الان تستطيع ان ترى ان الدولة العراقية التي دمرت يعاد بنائها تحت الارض ، فالجيش هو العمود الفقري لكل فصائل المقاومة ، وهو الذي وفر الفرص العملية للانتصارات الحاسمة والصمود الاسطوري للمقاومة ، بفضل خبراته العسكرية ، كما ان المخابرات العراقية تتوسع الان ، بعد ان نجحت في الحاق خسائر منكرة بالمخابرات الامريكية ، بتنفيذ عمليات نوعية اذهلت المخابرات الامريكية ، مثل قصف غرفة بول ولفووتز في فندق الرشيد بدقة لا يمكن ان تتوفر الا بناء على معلومات استخبارية ، ومحاولة اسر جون ابي زيد في الفلوجة ، وهي الاخرى خطط لها بناء على معلومات استخبارية دقيقة ، واكشف لك عن عملية بقيت طي الكتمان ، فلم تعلن عنها امريكا ولا البعث ، وهي عملية اختراق القصر الجمهوري المحتل ، والذي صار مقرا للحاكم الاستعماري الامريكي ، فلقد تسللت نخبة من ضباط المخابرات العراقية الى القصر ، بعد ان عبرت نهر دجلة بقوارب مطاطية ، ودخلت القصر بعد ان قتلت بالسكاكين الضباط والجنود الامريكيين ، المحيطين بمكتب بول بريمير ، وكان هدف العملية اسره ، لكن العملية كشفت ، وهرب بريمر بطائرة هليوكوبتر ، في حين غادر ضباط المخابرات العراقية القصر بسيارات قوات الاحتلال ، بعد ان قاموا بحرق ملفات تخص الرئيس صدام حسين ، في مقر المخابرات الامريكية ، اضافة للاستيلاء على ملفات تضم اسماء عملاء المخابرات الامريكية في العراق . اما التصنيع العسكري فانه يعمل بفعالية وابداع رائعين ، ومن اعظم انجازاته تطوير الصواريخ والاسلحة وتصنيع اسلحة للمقاومة العراقية . هذه الحقائق تعني امرا واحدا واكيدا ، وهو ان الانتصار القريب سيشهد الخروج الفوري للدولة العراقية من تحت الارض ، وممارسة مسؤولياتها، واعادة بناء ما دمر وخرب . يبقى السؤال حول العودة الى الماضي ، اي اعادة سلطة البعث ، اذ بالرغم من ان ذلك امر مشروع لان البعث كان حتى الغزو ، الحاكم الشرعي للعراق ، باعتراف الامم المتحدة والجامعة العربية ، وغيرهما ، فان البعث، طبقا للبرنامج السياسي والاستراتيجي المنشور منذ ايلول – سبتمبر عام 2003 ، قرر ان يعقب التحرير قيام حكومة ائتلافية وطنية تمثل كل فصائل المقاومة العراقية ، تحكم العراق بصفة مؤقتة لمدة عامين ، تجري بعدها انتخابات حرة ، بحضور دولي وعربي ، للتاكد من نزاهتها . كما تقرر ان يشكل مجلس شورى المجهادين من ممثلي كافي فصائل المقاومة ، ليلعب دور البرلمان في الفترة الانتقالية . وسيقبل البعث بمن ينتخبه الشعب رئيسا له . اذن هناك مرحلة جديدة ستبدأ في العراق بعد التحرير ميزتها الابرز ، هي قيام حكومة ائتلافية تمثل الجبهة الوطنية للمقاومة والتحرير .


سؤال: عمرو موسى تعرض لهجوم شديد من الكويت قبل احتلال العراق بسبب مواقفه، وكثيرا ما أثبتت جامعة الدول العربية فشلها.. فما الذي تنتظرونه من تلك الجامعة وأمينها؟


الجواب : لدينا مثل عراقي يقول :( قالوا انه ثور ، فرد احلبوه ) ! الجامعة العربية مؤسسة تابعة للحكومات العربية ، وهي انعكاس لوضع تلك الحكومات . من هنا فان من وفر غطاء تدمير واحتلال العراق ، وهما الجامعة العربية والامم المتحدة ، لا يمكن لهما ان يقدما شيئا ايجابيا للعراق ، وكل من يتوكأ عليهما في حل مشكلة الاحتلال مساوم مذموم او عميل مختوم . وانا لي تجربة مرة مع الجامعة العربية حينما كنت امينا عاما مساعدا فيها المسؤول عن المكاتب والاعلام ، اثناء شن العدوان الثلاثيني في عام 1991 ، وقدمت استقالتي منها احتجاجا على جريمة اشتراكها في شن الحرب على العراق ، وعبرت في مؤتمر صحفي عقدته في تونس عن احتقاري التام لمؤسسة الجامعة ودورها . نحن في العراق لا نعتمد الا على الله وبندقية الشعب العراقي المقاومة ، فبهما هزمنا امريكا وكل من وقف يساندها ضدالعراق وشعبه ، لذلك لا يخطر على بالنا ان نطلب الدعم من فاقده . وعمرو موسى مشغول دائما بتوفير السيكار الكوبي وبتأليف كلمات الاغاني للمغني شعبان ، وليس حل مشاكل يعرف جيدا انه غير مسموح له الا بتنقيذ اوامر صهاينة واشنطن الخاصة بكيفية حلها .سؤال: أنت بعثي عريق، وتقلدت عدة مناصب اعلامية، ولا بد أنك تقرأ البيانات الحزبية.. ألا تلاحظ تمسكها بمفردات عصية أحيانا على الفهم للقارئ العادي، ولا تتناسب مع لغة الاعلام الدارجة سواء التلفزيونية أو المطبوعة أو الالكترونية، لماذا لا يتم تبسيط اللغة لتكون المواقف أكثر وضوحاً وأكثر مواكبة لاعلام وقارئ اليوم، وخصوصا أن الحزب بحاجة الى التواصل مع الشارع العربي في وقت يفرض عليه تعتيم كبير؟؟الجواب : نعم سمعت الكثيرين من المخلصين يبدون ملاحظة كهذه ، ومن حق الناس على البعث ان ينتقدوه ، ولذلك احيل هذه الملاحظة الصحيحة للرفيق المناضل الذي يكتب بيانات الحزب ، والذي لا اعرف من هو ، لان اسلوبه غير مألوف لنا نحن كتاب البعث القدماء .

سؤال: كثيراً ما يتم التسريب عن مباحثات بين قادة المقاومة والأمريكيين، ودائما ما ينفي حزب البعث هذه المباحثات أو الاتصالات.. اذن ما الهدف من تسريب هذه المعلومات برأيك؟


الجواب : هناك العديد من الاهداف من تسريب الامريكيين لهذه القصص الكاذبة ، في مقدمتها ، السعي لاغراء فصيل او جزء من فصيل بالانشقاق والاتصال بالامريكيين ، لمنع الطرف الافتراضي من الانفراد بعقد صفقة مع الامريكيين ، كما ان ترويج هذه القصص يراد منه ارباك بعض المناضلين ، يضاف الى ذلك انه نداء للمقاومة الحقيقية لعقد مساومة مع امريكا دون اكمال تحرير العراق. ولا شك ان هذه القصص تستخدم لاطفاء نار رفض الاستمرار في الحرب داخل امريكا ، واخيرا وليس اخرا ، تريد امريكا الاساءة للمقاومة وتشويه سمعتها ، ومنح اعدائها فرصة الامساك بحجة للطعن بجديتها ونقاوتها الوطنية.


سؤال: القارئ الذي نشرت رسالتين له ورددت عليهما، من الواضح أنه كان يعيش في خوف مستمر، وهناك الكثيرون مثله، هل كان العراق بحاجة الى كل هذا الضبط والخوف وتكميم الأفواه.. كيف كانت المبررات وقتذاك؟


الجواب : نشرت الرسالة عمدا لاقدم انموذجا من الحالات التي ظهرت في العراق ، فهذا الشخص وان كان يمثل مجموعة ليست بالكبيرة في العراق ، الا انها بموقفها تسلط الضوء على حقيقة المشاكل التي عانى منها العراق . فهذا الشخص مثلا ، لم تكن له قضية قبل هروبه من الجندية ، اثناء الحرب مع ايران ، لكنه هرب وهو يعرف ان عقوبة الهروب من الخدمة العسكرية اثناء الحرب هي الاعدام ، ثم شارك في التمرد المسلح في الجنوب ، والذي ادى لمقتل الاف العراقيين الوطنيين ، وحرق وتدمير مؤسسات الدولة كمخازن الغذاء والمستشفيات ودوائر العقارات ووثائق الاحوال الشخصية ، اي الجنسية ووثائق المواطنة العراقية ، وهرب الى السعودية ووضع في معسكر رفحة ثم عاد سرا الى العراق ! هذه قصة هارب من العدالة ، ولذلك فان قلقه طبيعي ، وتشابه هذه الحالة ، مع اختلاف الوضع ، حالة الجنود الامريكيين الذين يهربون الان من الخدمة الى كندا وغيرها ، واذا وقعوا بيد السلطات الامريكية سيعاقبون . تسألني عن الحاجة لتكميم الافواه في العراق ، وقبل ان اجيبك اسألك لماذا تكمم امريكا الافواه الان وهي القوة الاعظم في التاريخ ؟ الم تغير الحكومة القوانين الامريكية من اجل تقييد حرية المواطن ، بالتلصص عليه او اعتقاله كيفيا بحجة مكافحة الارهاب ؟ امريكا دولة مؤسسات وحريات مدنية عريقة ، ومع ذلك عند تعرضها لهجوم ايلول –سبتمبر ومقتل اقل من 3000 الاف امريكي غطلت الكثير من الحريات المدنية وصارت تقترب من الدولة البوليسية ! لماذا اتجهت الدولة الاعظم والاقوى الى هذا النهج البوليسي الذي اثار قلق وخوف ملايين الامريكيين من اصول عربية واسلامية ؟ الجواب هو الامن وضروراته . هنا اريد ان اذكرك بحيقيقة بارزة يتم تجاهلها كثيرا ، وهي ان العراق بلد تخوم وليس منطقة قلب متجانسة عرقيا وطائفيا ودينيا ، وغالبا ما تكون دول التخوم بؤرة للقنابل الموقوتة والخطرة . ان العراق محاط بدول غير عربية لها خصومات وصراعات مع العرب عمرها يمتد الى الاف السنين ، مثل ايران ، وبفضل هذه الجيرة ، اصبح العراق تاريخيا ايضا ملاذا لفقراء بلاد فارس منذ الاف السنين ايضا ، فمن المعروف ان بلاد فارس كانت فقيرة وقاسية البرد ، لذلك كانت جموع الفقراء اثناء القحط تتجه للغرب ، اي الى العراق ، وليس الى الشرق او الشمال لان هذين الاطارين الجغرافيين يمتازان بالبرودة الشديدة وفقر الارض في حين ان العراق معتدل المناخ ووفير المياه وارضه خصبة . هذه الحقيقة الجيوبوليتيكية كانت هي السبب وراء ظاهرة غزوات القبائل البربرية التي عاشت في بلاد فارس للعراق كلما ضربها القحط . وبطبيعة الحال ترتب على هذه الحقيقة الجغرافية امران مهمان : الاول هو ان الالاف من الفرس الذين هاجروا بحثا عن الرزق قد استقروا في العراق لمئات السنين ، وربما لالاف السنين ، وبعضهم اندمج بالمجتمع العراقي ، فيما رفض البعض الاخر الاندماج وبقي محافظا على هويته الفارسية ، ثم الايرانية بعد اطلاق اسم ايران على بلاد فارس في عشرينيات القرن العشرين . اما الامر الثاني فهو ان من رفضوا الاندماج استبطنوا الولاء لفارس ، كما فعل البرامكة ، رغم انهم احتلوا اعلى المناصب في زمن العباسيين . ومع ان رابطة الاسلام وحدت الفرس والعرب بقيت الشوفينية الفارسية تحرض ضد العرب وتعمل على هدم دولتهم . ثم طور الموقف باستخدام الغطاء الطائفي، بعد ان حول اسماعيل الصفوي ايران السنية الى المذهب الصفوي بحد السيف، وهو عبارة عن غطاء شيعي بمضمون صفوي صرف لا صلة له بالتشيع العلوي . وهكذا اصبح العراق يضم جالية ايرانية ضخمة ، استخدمت الغطاء الطائفي لزرع النفوذ في العراق ، خصوصا بعد سيطرتهم على الحوزة في النجف . اذن في العراق مشكلة كبيرة اسمها وجود جالية ايرانية كبيرة تدين بالولاء لايران ، وتستغل السلاح الطائفي في تاسيس النفوذ ، ولذلك فان وجود صراع عراقي – ايراني على مستوى الحكومات اقترن دائما بوقوف الجالية الايرانية في العراق الى جانب ايران ضد العراق ، وهذه الحقيقة برزت في عهد الشاه وفي عهد خميني ، وتعد احدى اهم مصادر الانشغال الامني لاي حكومة عراقية . وهذا الامر ينطبق على تركيا بشكل اخر ، فتركيا تعمل على خلق او توسيع نفوذها داخل الاقلية التركمانية في العراق ، ولذلك توجد فئة تركمانية تمنح ولائها لتركيا وليس للعراق ، اضافة الى وجود مطامع تركية في محافظتي الموصل وكركوك . وهناك مشكلة اخرى وهي ان وجود اقليات عرقية ودينية وطائفية يشكل معينا لا ينضب للسياسات التامرية ضد الاغلبية العربية ، خصوصا وان العنصر الاسرائيلي والتدخل الاستخباري الغربي موجودين لاستغلال هذه الاقليات . هذه بعض النتائج المترتبة على كون العراق بلد تخوم يجاور اقوام غير عربية ، فينشأ عن ذلك تداخل سكاني ، وبروز ولاء لغير العراق داخل جماعات تعيش في العراق وبعضها يحمل الجنسية العراقية ، وبعضها الاخر لا يحمل الجنسية العراقية رغم انه يعيش في العراق منذ زمن طويل . هذه الصورة تفسر الاسباب التي جعلت العراق يختلف عن غيره من الاقطار العربية من حيث علاقاته مع ايران وتركيا ، ومن حيث طبيعة نظامه السياسي ، الميال بقوة تختلف من مرحلة الى اخرى ، الى المركزية والديكتاتورية والعنف ، ووجود الشكوك بافراد وجماعات عراقية او تعيش في العراق . وثمة ظاهرة اخرى عمقت وزادت من خصوصية الميل للمركزية والعنف في العراق ، وهي ان العراق ليس بلد تخوم فحسب بل هو قبل هذا بلد حضارات وصراع حضاري ، وما يترتب على ذلك من استنفار الاقوام المنافسة للعرب او الرافضة لتطلعاتهم الوحدوية ، ففارس ، ثم ايران ، كانت دائما ضد اي مشروع نهضوي عربي ، ينطلق من هدف اقامة دولة عربية واحدة ومتقدمة وقوية ، وكذلك تركيا ، وهذا الرفض للنهضة والوحدة العربية يستخدم الرافع (lever) الداخلي لكل من ايران وتركيا داخل العراق وغيرهما لمحاربته ، فيواجه مشكلة جماعات عراقية او غير عراقية تعيش فيه لكنها تمنح ولائها للاجنبي ! الميل للدولة القوية والمركزية في العراق يعود الى هذه الخصوصية . ولذلك من المستحيل فهم الوضع العراقي من دون ادراك هذه الحقائق الجيوبوليتيكية والاثنية والدينية والطائفية


سؤال: لسنوات طويلة ظل النظام العراقي متهما بارتكاب مجزرة حلبجة، واليوم نفى هذه التهمة عنه العدو قبل القريب، لماذا لم يتعامل النظام بشفافية مع التهم التي كانت تلقى عليه جزافاً والتي تحولت الى مبررات لخوض الحرب عليه؟


الجواب : هذا السؤال مهم لانه يزيح النقاب عن طبيعة مجهولة في النظام الوطني الذي اسقطه الغزو الاستعماري للعراق ، وهي تعامله مع الاتهامات التي وجهت اليه ،في اطار ثقته العالية بالنفس وبالدعم الجماهيري له . ولذلك برز ميل للاكتفاء بالرد السريع وبعض الجهد الاعلامي والسياسي والدبلوماسي . وهناك عدة سباب وراء ذلك اهمها ثلاثة ، الاول سبب هو الاعتقاد بان العراق مهما وضح وشرح واعلن الحقائق فانه غير قادر على ايصال صوته للعالم ، نتيجة الهيمنة الاعلامية الامريكية المطلقة مقابل التدمير المنهجي للقدرات الاعلامية العراقية ، سواء بالقصف الجوي والصاروخي ،او بمنع العراق من شراء معدات بث تلفازي او اذاعي ، او مكائن طباعة وورق صحف منذ غام 1990 ، لذلك برز نوع من الاقتناع بان المهم هو ان نقنع شعبنا العراقي بالحقائق وان نوضح له ما نريد ، اما الخارج فهو خارج بالنسبة لنا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى . اما السبب الاخر فهو الاقتناع بان النظام الوطني يملك دعما شعبيا ، وتنظيما حزبيا ، وقوة عسكرية تكفي للدفاع عن العراق، ومن ثم فان خطة الشيطنة ، التي وضعت لاجل عزل العراق عربيا واقليميا وعالميا ، ستحبط بفضل الصمود العراقي وهو امر سيساعد على كشف الحقائق لاحقا . والسبب الثالث هو طبيعة تكتيك الاعلام الغربي والصهيوني القائمة على تعاقب اثارة الاتهامات ضد العراق ، بحيث لا يستطيع الاعلام العراقي ، مهما فعل ، ان يلحق بالاتهامات وان يرد عليها كلها بنفس الوقت ، فاليوم يثر موضوع ما ، وحينما نرد عليه ، وقبل ان نكمل الرد ، يثار موضوع ثان وثالث ورابع ، فتختلط المواضيع ، وتصبح اكثر من الطاقة الاعلامية العراقية ، المصابة اصلا باضرار بليغة من جراء الحصار الشامل والتدمير المنهجي ، وهي اوضاع انتجت خبرات اعلامية ضعيفة. لقد تعاملنا بشفافية وبذلنا جهودا كبيرة ، واكدنا ان مجزرة حلبجة واكذوبة مجزرة الانفال ، والمقابر الجماعية واغتصاب النساء وخرق حقوق الانسان ، واسلحة الدمار الشامل وغيرها، انما هي اكاذيب مصنوعة من لا شيئ او مبالغات متطرفة او تحويل المسؤولية من الفاعل الاصلي ، وهو ايران كما في قضية حلبجة ، الى العراق ، ولكن من كان يستطيع الاستماع لصوتنا ونحن مطوقون وهناك الف كاتم صوت يخنق العراق ؟ نحن لم نقصر في فضح كل هذه الاكاذيب ، ومن يقرا صحفنا انذاك يستطيع معرفة هذه الحقيقة .سؤال: تتحدث عن دعم شعبي للمقاومة العراقية، ولولا هذا الدعم ما استمرت بتلك القوة التي أذهلت العالم، ولكن بالمقابل هناك ألوف مؤلفة لا تتوانى عن الالتحاق بالاجهزة الأمنية التابعة للحكومة والاحتلال الأميركي.. كيف تفسر هذه الأعداد؟الجواب : نعم يوجد من يدعم الاحتلال ، ولقد شرحت هذه الظاهرة المرتبطة بكون العراق بلد تخوم ، ولكن هناك حقيقة تطغى على ما عداها وهي ان هؤلاء المتعاونين مع الاحتلال لا يشكلون قوة فعالة وقادرة على تقرير مصير العراق ، لانهم مكشوفون كعملاء للاحتلال ، وساهموا في تدمير العراق ، اضافة لوجود قناعة في اوساطهم بانهم مرتزقة وعملاء ، والعميل والمرتزق لا يقاتل كما يقاتل الوطني ابدا . ولذلك تجد هؤلاء ، ورغم الدعم الامريكي وغير الامريكي عاجزون عن احتلال مدينة عراقية واحدة ، ويهربون كالخراف امام المقاومة العراقية . ان الاعداد لاقامة جيش عميل وشرطة عميلة فاشل بفضل قوة المقاومة ، رغم وجود مصدر لهذه التشكيلات ، وهو الاقليات مثل البيشمركة ، او ذوي الاصول الايرانية ، وهذه الحقيقة تعيدنا الى طبيعة العراق كبلد تخوم : ان الذين يعملون تحت امرة الاحتلال هم من هؤلاء المرتبطين بالخارج بغالبيتهم الساحقة ، ولا تجد من بينهم عراقي اصيل الا ما ندر . وهذ امر طبيعي في العراق ، حيث يتداخل الولاء للطائفة بالولاء للوطن لدى البعض او يمنح للاصل الاجنبي .


سؤال: من الواضح أن المقاومة العراقية تتبع منهجاً سريا في استراتيجيتها وخططها واسماء قادتها، لكن في الوقت ذاته ورغم التعتيم الاعلامي ما زالت المقاومة غير ممثلة التمثيل السياسي الذي يطرح نفسه بديلاً عن الحكومة المعينة والاحتلال.. من المعروف أن القادة الشرعيين في السجون والمعتقلات الأمريكية، لكن ألا ترى أن المقاومة العسكرية بحاجة الى قيادة سياسية كمثال التجربة الفلسطينية؟



جواب : كلا لا اعتقد بذلك لان المقاومة العراقية بخلاف كل حركات التحرر الاخرى ، لا يوجد غطاء دولي او اقليمي يقدم لها الدعم او الحماية ، بل بالعكس فان الاطراف الدولية واقليمية اما معادية للمقاومة العراقية او انها تخشى رد الفعل الامريكي ، لذلك سيكون من الحماقة والغباء المطلقين ان تعلن المقاومة ان لها ممثلين سياسيين ، او ناطقين اعلاميين باسمها . اذكر انني كتبت في السبعينيات محذرا المقاومة الفلسطينية من مغبة الصعود فوق سطح الارض واعلان تشكيلاتها السياسية كافة وتحديد مقرات علنية ورسمية لها، وعدم ابقاء الكوادر الاساسية تحت الانفاق ، رغم الدعم الهائل الذي كان يقدم لها انذاك ، عربيا وعالميا . وها نحن نرى الان كيف ان ذلك الخروج من انفاق النضال السرية الى العلن وكشف كافة قادة المقاومة الفلسطينية ، كان احد اسباب كشفها واختراق بعض صفوفها وضربها.منذ البداية كان القرار المعروف ان تكون المقاومة العراقية سرية بشكل مطلق ، بل ان الرئيس صدام حسين لم يطلع على خطط المقاومة المسلحة حتى اقرب المقربين اليه ، واعتمد اسلوب الاتصال المباشر بالشخصيات الحزبية والعسكرية والامنية ،التي قرر استخدامها في حرب عصابات المدن . وفي اطار هذا التكتم الشديد صدر امر لكافة كوادر الحزب والدولة ان يخضعوا لتدريبات على حرب العصابات ، وانشأ جيش القدس ليضم اكثر من ستة ملايين عراقي متطوع ، بعضهم بعثيون والاخرون مستقلون ، ودرب كل هؤلاء على حرب العصابات لعدة اعوام ، ليكون هذا الجيش مصدرا للمقاتلين المدربين اذا وقع الغزو . لقد ربط الرئيس كل هؤلاء به شخصيا وحدد لهم الواجبات القتالية ، وطلب منهم عدم اخبار مراجعهم العليا بصلتهم المباشرة به ، وكلفهم باعداد كافة اجهزة الدولة ( الجيش والحرس الجمهوري وفدائيوا صدام وجيش القدس والاجهزة الامنية ) والحزب ( مقاتلوا البعث المدربين بعناية ) ، ووضعت خطة سرية لاستخدام بعض شيوخ العشائر وعلماء الدين في العمل المسلح اذا وقع الغزو . وفي هذا الاطار تم تكديس اسلحة متعددة الاختصاص ( ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ) مع عتاد يكفي للقتال لمدة عشر سنوات دون الحاجة للسلاح . كل هذا تم اكماله قبل سنتين من الغزو . وقد وضعت خطة حرب العصابات كي تبدأ فور التأكد من فقدان القوات المسلحة القدرة على الصمود امام الهجمات الجوية والصاروخية الامريكية ، وشكلت قيادات ميدانية بديلة للقيادات الحزبية والعسكرية والامنية المعروفة لتتولى القيادة فورا عجز او استشهاد القادة المعروفين او اسرهم . كانت القناعة الاساسية تقول : نحن محاطين بالمتأمرين ، وليس لدينا من داعم سوى الشعب العراقي ، في الداخل ، والجماهير العربية في الخارج ، وهي محاصرة ، لذلك علينا ان لا نتوقع الدعم المادي او السياسي من احد ، على الاقل في المرحلة الاولى من حرب تحرير العراق ، وان نحرص كل الحرص على ان نعزز صلاتنا بالشعب العراقي وان نعتمد كليا عليه . وهذا الفهم للوضع ، وهو فهم صحيح ، اقترن بتبني خطة تمويه شاملة ومتعددة الاغراض لحماية المقاومة وتضليل الاحتلال ومنعه من الوصول الى قياداتها الحقيقية ، ومن بين ما عرف من عناصر الخطة حتى الان ، استخدام اسماء متعددة لمنظمات متعددة في الايحاء والمضامين ، وبناء تنظيمات متعددة للحزب منفصلة عن بعضها تماما ، وربط المناضلين بطريقة خيطية تمنع اعتقال اكثر من شخص او شخصين عند الوقوع في الاسر ... الخ . ومن بين اهم القرارات التي اتخذت قبل الغزو ، الرفض المطلق لاعلان قيادة سياسية للمقاومة او تسمية ناطقين اعلاميين ، لن ذلك سيؤدي الى كشف خيوط مهمة ، والاعتماد التام على الوضع الميداني داخل العراق ، اي ترك الاعلام يقول ما يشاء والاهتمام فقط بالامساك بالارض في العراق ، وعدم السماح للاحتلال او عملاءه بالسيطرة على اي بقعة لزمن طويل ، لان ذلك هو الذي سيحسم الامور في نهاية المطاف وليس الاعلام ، ويؤمن تحرير العراق واستيلاء المقاومة على السلطة بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي . والطريقة الوحيدة لايصال صوت قيادة المقاومة هو البيانات السرية باسم الحزب او المقاومة ، المعتمدة على الفاعلية الشديدة للعمل المسلح .


سؤال: كيف ستتعامل المقاومة مع الوجود الايراني المتزايد في العراق؟


الجواب : يوجد في العراق المحتل ، ونتيجة لخطة الاحتلال ، حوالي 4 ملايين ايراني وكردي قدموا من ايران وتركيا ، وهذ احدى الالغام التي زرعها الاحتلال في العراق ، من اجل تذويب هويته العربية ، وتحويله الى كانتونات ، تضم اقواما متقاربة العدد ، وليس فيه قومية رئيسية كما هو واقع العراق، الذي يتشكل من اكثر من 80 % من القومية العربية . بادخال اربعة ملايين غير عربي الى العراق يزداد عدد الاكراد وذوي الاصول الايرانية ، وتنخفض نسبة العرب ، وهكذا يفتح الطريق امام القول بان العراق بلد اعراق متعددة ومتقاربة العدد ، ومن ثم فهو ليس قطرا عربيا ، بل هو بلد فيه عرب . ماهي خطة المقاومة لمعالجة هذه الالغام ؟ الجواب المباشر هو تاكيد ان من دخل العراق بعد الغزو سيعد بعد التحرير جاسوسا او مرتزقا ساهم في تدمير العراق ، وربما تسأل : كيف ستميزون هؤلاء ؟ والجواب واضح : لقد توقعت القيادة العراقية تنفيذ هذه الخطة لذلك اتخذت كافة الاحتياطات لمنع الاستفادة من عمليات حرق وثائق الاحوال الشخصية كالجنسية واوراق الملكية والشهادات الدراسية ، بتصوير هذه الوثائق على سيديات، وبعشر نسخ وزعت داخل وخارج العراق ، للعودة اليها بعد التحرير لفرز المتسللين الى العراق عن العراقيين ، اضافة لحقيقة ان العراقيين يعرفون بعضهم البعض الاخر ، وهناك وثائق مرجعية معروفة وموجودة خارج العراق ن مثل الاحصاءات السكانية . واخير ا يجب ان اشير الى ان المقاومة قد ركزت بعض عملياتها على هؤلاء المتسللين وهرب منهم الان اكثر من نصفهم ، ومن المؤكد ان تتواصل عمليات استهداف هؤلاء حتى ينظف العراق منهم ، وربما سيكتمل ذلك حتى قبل تحرير العراق ، خصوصا وان اماكن تجمعهم معروفة للمخابرات العراقية التابعة للمقاومة .وهذا التنظيف يشمل عناصر المخابرات الايرانية الموجودين بكثافة في العراق

منصور بالله
12-03-2005, 08:35 PM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل عبدالغفور الخطيب علي نقل هذا التقرير لاعلامي المجاهد صلاح المختار....و نحن حقا متيقنين من النصر القريب و الشامل ان شاء الله ...ودليل اخر علي قرب النصر هو الهرولة السريعة التي تقوم بها بعض الدول المندمجة في المشروع الامريكي لتطبيع مع اسرائيل بدعوة البحث عن السلام و اطفاء المقاومة و الضغوط علي سوريا في لبنان لكي تكون اول بلدعربي يبعث جيشه الي العراق وو من ثم الاسراع بنشر جيوشهم في العراق بدعوي الحيلولة من قيام حرب اهلية بين السنة و الشيعة (و لذلك سوف تكثر من الان و صاعدا العمليات التفجيرية ضد المدنين سنة و شيعة واكراد و التي سيتبناها الزرقاوي كالمعتاد لاعطاء الانطباع عند عامة الناس في العراق و البلدان العربية بان الحرب الاهلية علي الابواب وهذه هي خطتهم فحذرو ...)

و هنا يجب ان نقول ان الانسحاب السريع لجيش السوري كان خطوة جيدة من قبل القيادة السورية لتفويت الفرصة علي المتامرين من العرب و العجم و يجب ان نساعد سورياعلي الصمود و عدم التدخل في الشان العراقي فهذا كل ما نريده منهم ...
الوقت اصبح يلعب مع المقاومة و انهيار امريكا و حلفائها من الخصيان العرب ماهي الا مسئلة وقت ...ولكن نقول لهم لقد انتهت اللعبة...
قال تعالي ( ان ينصركم الله فلا غالب لكم)

صدام العرب
13-03-2005, 05:23 AM
الموضوع قيد القراءة
شكرا على النقل