المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتباك في ستراتيجية المخابرات الأمريكية



عبدالغفور الخطيب
07-03-2005, 05:12 PM
كوليدج ستيشن – الوطن - قال مسؤولو مخابرات سابقون ان تبادل المعلومات بين وكالات المخابرات وأجهزة تنفيذ القانون في اطار التغييرات التي جرت بناء على توصيات لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر ايلول قد تكون لها أثار عكسية وتجعل الولايات المتحدة أكثر عرضة لاختراقات القاعدة وغيرها من الاعداء.

وفي الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ للتصديق على مدير جديد للمخابرات القومية الأمريكية قال مسؤولون سابقون ان من المحتمل ان تكون هذه الهيئة الأمريكية الضخمة للمخابرات وتنفيذ القانون مخترقة من جانب اجهزة مخابرات أجنبية سواء من خلال عملاء أو أجهزة لجمع المعلومات ذات تقنية عالية.

وقال بول ريدموند العميل السابق بوكالة المخابرات المركزية "سي.اي.ايه" امام مؤتمر لمكافحة التجسس عقد بجامعة تكساس هذا الأسبوع "من المؤكد تماما أن هناك جواسيس الآن في مؤسسة المخابرات القومية."

وقال مسؤولون ان من المحتمل ان يكون هناك أشخاص مرتبطون بدول اجنبية أو اناس موالون لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة منتشرين بين حوالي 900 الف شخص لهم الحق في الاطلاع على المعلومات الأمنية الأمريكية وقد يكون ذلك خطيرا وخاصة في عصر التوجهات الاصلاحية وتبادل المعلومات.

وقال جيمس وولسي المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "في حقيقة الأمر اشعر بالانزعاج عند الاستخدام واسع النطاق لمصطلح (تبادل المعلومات)."

وأضاف "من الأفضل الا يكون هناك حماس مفرط بشأن كيفية سير الأمور بشكل جيد إذا كان الجميع في اجهزة ضخمة يعرفون كل شيء. قد يكون أحدهم وهابيا أو صينيا."

وكان تبادل المعلومات بشكل اكبر بين وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات أخرى هو حجر الزاوية للاصلاحات التي اوصت بها لجنة غير حزبية حققت في هجمات 11 سبتمبر 2001 على واشنطن ونيويورك.

ويرى مؤيدون ومن بينهم مسؤولون كبار من ادارة بوش في التدفق السريع للمعلومات الخاصة بالأمن القومي وسيلة لتخطي الحواجز البيروقراطية التي يقول منتقدون انها سهلت تنفيذ هجمات 11 سبتمبر التي أودت بحياة نحو ثلاثة الاف شخص.

ولكن وولسي ومسؤولي مخابرات سابقين يتخوفون من ان تبادل المعلومات على نطاق واسع من البيت الأبيض الى الشرطة المحلية قد يؤدي الى كشف مصادر سرية وطرق مخابراتية لعملاء اجانب ويضر بقدرات المخابرات.

وقال الأميرال المتقاعد وليام ستودمان النائب السابق لمدير المخابرات المركزية الذي يشارك في اللجنة الرئاسية التي تحقق الآن في معلومات المخابرات بشأن اسلحة الدمار الشامل انه من الضروري حماية المعلومات فائقة الحساسية بانتهاج اساليب بالغة السرية استخدمت اثناء الحرب العالمية الثانية.

وأضاف "سيؤدي ذلك الى وضع المواد عالية الحساسية في ايدي عدد محدود جدا من الأشخاص."

وظهرت بواعث القلق هذه فيما يستعد جون نجروبونتي مرشح الرئيس جورج بوش لرئاسة المخابرات القومية الأمريكية للحصول على موافقة مجلس الشيوخ على ترشيحه الشهر القادم. ويرى مسؤولون بالكونجرس في الموافقة المتوقعة على ترشيح نجروبونتي طلقة البداية في تنفيذ اصلاحات وضعت الشهر الماضي.



وقال روبرت جيتس المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية والذي يرأس الآن جامعة تكساس ان الاصلاحات التي اقرت عام 2004 وايدها بوش قد تحول دون حدوث تغيير ذي معنى لأنها لم تمنح مدير المخابرات القومية الجديد سلطات اقالة المسؤولين غير المتعاونين.

وتابع جيتس الذي عرض عليه البيت الأبيض منصب رئاسة المخابرات القومية ورفضه "لكي تعيد تنظيم المخابرات في خضم حرب وفي خضم حملة انتخابات رئاسية فإنه أمر يصدمني بوصفه بالغ الخطورة."

وتبنت ادارة بوش في الآونة الأخيرة استراتيجية جديدة في مجال مكافحة التجسس تدعو للتحرك الوقائي ضد أجهزة المخابرات الأجنبية التي ينظر اليها بوصفها تمثل تهديدا أمنيا.

وطبقا لمسؤولي مخابرات فان الجهاز الجديد يواجه مهمة رهيبة. ويقول هؤلاء المسؤولون ان الصين وحدها لها ما بين الفين وثلاثة آلاف شركة واجهة في الولايات المتحدة تسعى لاستغلال التكنولوجيا الأمريكية.
(رويترز)