عبدالغفور الخطيب
06-03-2005, 04:58 PM
هل للرجعية أشكال ؟
عندما كنا في الستينات نسمع الشعارات الملتهبة التي تنادي بمعاداة الإمبريالية والصهيونية والرجعية ، كانت تقفز عند كل مصطلح من تلك المصلحات أسماء دول كأمثلة للمصطلح نفسه ، وكانت هذه الأسماء القافزة منها ما يدلك عليه من يستخدم تلك المصطلحات خطيبا كان او كاتبا ، ومنها ما تكتشفه بالقياس .
لقد كان من يستخدم مصطلح الرجعية ، يريد منا ان نفهم ان الرجعية نقيض للتقدم ، او رفض التقدم ، او العودة للوراء والتشبث بالماضي ، او هي الركون للأجنبي و الاكتفاء بالتمتع بمنتجاته دون الإسهام في صنعها ، او السياحة في بلاده والاكتفاء بالانبهار برقيه .
ثم تفاجئنا ان هناك من يجد نفسه ، يدافع عن تلك الرجعية المشار إليها ، دون أن تكلفه جهة رسمية بذلك ، فيهاجم القومية ويصف شعاراتها بالفارغة ، ويهاجم اليسارية العالمية ، ويصفها بالإلحاد ، ويمدح نظاما ما ويصفه بالحنكة السياسية والواقعية وعدم التهور ، وفجأة نجد هؤلاء الكتاب قد أصبحوا وزراء وأجزاء مهمة من أركان النظم العربية .
لقد تحالفوا مع النظم التي نعتها البعض بالرجعية ، دون حالة تعاقد مباشرة ، ورضيت تلك النظم بهم ورضوا بها ، لكنهم لم يعجبهم وصفها بالرجعية كما لم يجبها هي كذلك . لكنهم ادعوا ان الدين والتشبث بالماضي هو لصفهم ، وان التعامل مع القوى الغربية والمستعمرة هو درء للأخطار ، وهو من باب الواقعية ، التي يقابلها الجهل والتهور عند خصومهم .
لنسلم ان الرجعية هي استعادة مفاهيم حول إدارة المجتمع من زمن بعيد أو مكان بعيد ، أي ان من يمشي بهذا النمط من العمل العام قد رجع الى الزمن او المكان واستعاد أشياء ما ظنا منه انه سيستفيد منها في تصريف أمور المجتمع في الحالة الراهنة .
لو تفحصنا تلك الظاهرة ، وتم مقارنتها بمن يحتاج لقطعة غيار لسيارة ، وعاد الى مخزن الأدوات الاحتياطية وعاد بتلك القطعة ، او الجهاز ، وركبها للسيارة ، فانه سيفلح في حالة واحدة ، وهي اذا تطابقت القطعة مع الماركة والموديل ونوع السيارة ، فان كانت السيارة من نوع مرسيدس لا يفيدها إحضار قطعة من مستودعات لادا مثلا ، كما لا يفيدها احضار قطعة لمرسيدس من موديل او سنة صنع مختلفة .
كذلك من درس في باريس او روسيا ، وعاد لبلده لا يستطيع ان يطبق ما رأى في بلاد دراسته ، حتى لو اطلع على أدق تفصيلات إدارة الدولة والمجتمع وحفظها عن ظهر قلب . انه يشبه لحد كبير من يتهم بالعودة لزمان قديم ، فهذا لم يعود الى التاريخ كرقم سنة او يوم او قرن بل عاد الى المكان الذي تصادف القرن والسنة وهو مختلف عما يعيشه هو فان كان هذا رجعيا فذاك العائد من رويا او فرنسا رجعي ايضا ، لأن كلاهما لم يتوفق في اختيار قطــعة الغيار الملائمة لتصليح مركــبته ( المجتمع ) .
واذا كان لا بد من الاستفادة من شيء سواء من زمان مختلف او مكان مختلف ، لا بد من إيجاد مقتربات تسهل عملية الاستفادة ، تماما كما يجري من استعدادات في عملية نقل الدم ، لا بد من مطابقة الزمرة والفصيل ، وقدرة المتبرع فإذا كان المتبرع أفقر حالا وقوة من المريض فان الطبيب يرفض عملية التبرع برمتها !!
عندما كنا في الستينات نسمع الشعارات الملتهبة التي تنادي بمعاداة الإمبريالية والصهيونية والرجعية ، كانت تقفز عند كل مصطلح من تلك المصلحات أسماء دول كأمثلة للمصطلح نفسه ، وكانت هذه الأسماء القافزة منها ما يدلك عليه من يستخدم تلك المصطلحات خطيبا كان او كاتبا ، ومنها ما تكتشفه بالقياس .
لقد كان من يستخدم مصطلح الرجعية ، يريد منا ان نفهم ان الرجعية نقيض للتقدم ، او رفض التقدم ، او العودة للوراء والتشبث بالماضي ، او هي الركون للأجنبي و الاكتفاء بالتمتع بمنتجاته دون الإسهام في صنعها ، او السياحة في بلاده والاكتفاء بالانبهار برقيه .
ثم تفاجئنا ان هناك من يجد نفسه ، يدافع عن تلك الرجعية المشار إليها ، دون أن تكلفه جهة رسمية بذلك ، فيهاجم القومية ويصف شعاراتها بالفارغة ، ويهاجم اليسارية العالمية ، ويصفها بالإلحاد ، ويمدح نظاما ما ويصفه بالحنكة السياسية والواقعية وعدم التهور ، وفجأة نجد هؤلاء الكتاب قد أصبحوا وزراء وأجزاء مهمة من أركان النظم العربية .
لقد تحالفوا مع النظم التي نعتها البعض بالرجعية ، دون حالة تعاقد مباشرة ، ورضيت تلك النظم بهم ورضوا بها ، لكنهم لم يعجبهم وصفها بالرجعية كما لم يجبها هي كذلك . لكنهم ادعوا ان الدين والتشبث بالماضي هو لصفهم ، وان التعامل مع القوى الغربية والمستعمرة هو درء للأخطار ، وهو من باب الواقعية ، التي يقابلها الجهل والتهور عند خصومهم .
لنسلم ان الرجعية هي استعادة مفاهيم حول إدارة المجتمع من زمن بعيد أو مكان بعيد ، أي ان من يمشي بهذا النمط من العمل العام قد رجع الى الزمن او المكان واستعاد أشياء ما ظنا منه انه سيستفيد منها في تصريف أمور المجتمع في الحالة الراهنة .
لو تفحصنا تلك الظاهرة ، وتم مقارنتها بمن يحتاج لقطعة غيار لسيارة ، وعاد الى مخزن الأدوات الاحتياطية وعاد بتلك القطعة ، او الجهاز ، وركبها للسيارة ، فانه سيفلح في حالة واحدة ، وهي اذا تطابقت القطعة مع الماركة والموديل ونوع السيارة ، فان كانت السيارة من نوع مرسيدس لا يفيدها إحضار قطعة من مستودعات لادا مثلا ، كما لا يفيدها احضار قطعة لمرسيدس من موديل او سنة صنع مختلفة .
كذلك من درس في باريس او روسيا ، وعاد لبلده لا يستطيع ان يطبق ما رأى في بلاد دراسته ، حتى لو اطلع على أدق تفصيلات إدارة الدولة والمجتمع وحفظها عن ظهر قلب . انه يشبه لحد كبير من يتهم بالعودة لزمان قديم ، فهذا لم يعود الى التاريخ كرقم سنة او يوم او قرن بل عاد الى المكان الذي تصادف القرن والسنة وهو مختلف عما يعيشه هو فان كان هذا رجعيا فذاك العائد من رويا او فرنسا رجعي ايضا ، لأن كلاهما لم يتوفق في اختيار قطــعة الغيار الملائمة لتصليح مركــبته ( المجتمع ) .
واذا كان لا بد من الاستفادة من شيء سواء من زمان مختلف او مكان مختلف ، لا بد من إيجاد مقتربات تسهل عملية الاستفادة ، تماما كما يجري من استعدادات في عملية نقل الدم ، لا بد من مطابقة الزمرة والفصيل ، وقدرة المتبرع فإذا كان المتبرع أفقر حالا وقوة من المريض فان الطبيب يرفض عملية التبرع برمتها !!