عبدالغفور الخطيب
06-03-2005, 04:48 PM
بعض القلاقل والفتن أيام العباسيين (1)
كنا قد رأينا كيف ان بعض النوايا السياسية تقود الى انفصال او استقلال شبه تام عن الخلافة العباسية ، كالتي مررنا عليها من إمارات ودول ، ولكن ظهرت بعض القلاقل والفتن ومصادر الخطر ، سنذكر مجموعة منها لا زالت ذكراها قوية عبر التاريخ منها :
( 1 )
الــــزط
قال عنهم ابن خلدون ( هم قوم من أخلاط الناس ، غلبوا على طريق البصرة وعاثوا فيها فسادا ) ، وهم المعروفون ب ( النَور) ، أصلهم من هنود آسيا كانوا يسكنون شواطئ الخليج العربي من جهة فارس ، تجمعوا واستولوا على طريق البصرة أيام الفتنة التي كانت بين (الأمين) و(المأمون) . ولما استقر المأمون ببغداد بعث عيسى بن يزيد الجلودي لحربهم سنة 205 هـ فتفرقوا بالفيافي بحيث لم يستطع اللحاق بهم .
وفي عهد ( المعتصم ) بعث لهم عجيف بن عنبسة احد قواده ، حيث كانوا قد عاثوا في المنطقة فسادا ونهبوا الغلال وضايقوا التجار فكانت حملة عجيف بن عنبسة عام 219 هـ ، فقاتلهم لمدة تسعة شهور حتى غلبهم وأحضرهم في قوارب عبر نهر دجلة الى بغداد وكانوا (27) ألف شخص ، منهم (12) ألف مقاتل والباقي نساء وأطفال ، فحملوا الى خانقين ومنها الى الثغور عام 230 هـ .
ويذكر ابن الأثير ، ان الروم في عهد ( المتوكل ) سنة 241 هـ غارت على الثغور و أخذت من فيها أسرى !!
( 2 )
بــابك الخــرمي
خرج بابك الخرمي من منطقة بين أذربيجان وإيران واستمرت فتنته ، من زمن المأمون الى زمن المعتصم من 221 ـ 231 هـ ، وفتنته على هامش المذاهب والاعتقادات التي كانت سابقة للاسلام وسائدة في بلاد فارس وغيرها من البلدان ، ومن هذه المذاهب ( المانوية ) و (المزدكية ) و(الزردشتية) وغيرها ، ومن تلك الطوائف (الخرمية) ، وهي أصل من أصول ( المزدكية ) ، يأمرهم صاحبهم بتناول الملذات والانعكاف على بلوغ الشهوات و الأكل والشرب ، وترك الاستبداد بين بعضهم البعض ، ولهم المشاركة في الحرم والأهل ، ولا يمتنع أحدهم من حرمة الآخر ، ولا الآخر يمنعه عنها ! . وبابك هذا من هؤلاء الذين يبيحون المحرمات ونكاح أخواتهم وبناتهم وغيرها من المحرمات !!
قاتل ( بابك الخرمي) ضد قادة المأمون ، مثل احمد السكافي الذي أسره بابك ، وكذلك محمد الطوسي الذي قتله بابك . ودخل بابك في نفوس الجماهير رهبة ورغبة ، فأصبح له أتباعا كثر عسكروا في همذان .
وفي عهد المعتصم توجه القائد اسحق بن مصعب الى همذان وقتل من أصحاب بابك نحو (60) ألفا ، وهرب البقية لبلاد الروم ، وبعد اسحق ، توجه ( الأفشين) إليهم وذلك عام 230هـ و أخذ يقاتلهم حتى أنهاهم عام 231 هـ .
وكان مجموع من قتلهم بابك الخرمي في عشرين سنة نحو 26 ألف والذين حررهم ( الأفشين ) من الأسر 7600 .
كنا قد رأينا كيف ان بعض النوايا السياسية تقود الى انفصال او استقلال شبه تام عن الخلافة العباسية ، كالتي مررنا عليها من إمارات ودول ، ولكن ظهرت بعض القلاقل والفتن ومصادر الخطر ، سنذكر مجموعة منها لا زالت ذكراها قوية عبر التاريخ منها :
( 1 )
الــــزط
قال عنهم ابن خلدون ( هم قوم من أخلاط الناس ، غلبوا على طريق البصرة وعاثوا فيها فسادا ) ، وهم المعروفون ب ( النَور) ، أصلهم من هنود آسيا كانوا يسكنون شواطئ الخليج العربي من جهة فارس ، تجمعوا واستولوا على طريق البصرة أيام الفتنة التي كانت بين (الأمين) و(المأمون) . ولما استقر المأمون ببغداد بعث عيسى بن يزيد الجلودي لحربهم سنة 205 هـ فتفرقوا بالفيافي بحيث لم يستطع اللحاق بهم .
وفي عهد ( المعتصم ) بعث لهم عجيف بن عنبسة احد قواده ، حيث كانوا قد عاثوا في المنطقة فسادا ونهبوا الغلال وضايقوا التجار فكانت حملة عجيف بن عنبسة عام 219 هـ ، فقاتلهم لمدة تسعة شهور حتى غلبهم وأحضرهم في قوارب عبر نهر دجلة الى بغداد وكانوا (27) ألف شخص ، منهم (12) ألف مقاتل والباقي نساء وأطفال ، فحملوا الى خانقين ومنها الى الثغور عام 230 هـ .
ويذكر ابن الأثير ، ان الروم في عهد ( المتوكل ) سنة 241 هـ غارت على الثغور و أخذت من فيها أسرى !!
( 2 )
بــابك الخــرمي
خرج بابك الخرمي من منطقة بين أذربيجان وإيران واستمرت فتنته ، من زمن المأمون الى زمن المعتصم من 221 ـ 231 هـ ، وفتنته على هامش المذاهب والاعتقادات التي كانت سابقة للاسلام وسائدة في بلاد فارس وغيرها من البلدان ، ومن هذه المذاهب ( المانوية ) و (المزدكية ) و(الزردشتية) وغيرها ، ومن تلك الطوائف (الخرمية) ، وهي أصل من أصول ( المزدكية ) ، يأمرهم صاحبهم بتناول الملذات والانعكاف على بلوغ الشهوات و الأكل والشرب ، وترك الاستبداد بين بعضهم البعض ، ولهم المشاركة في الحرم والأهل ، ولا يمتنع أحدهم من حرمة الآخر ، ولا الآخر يمنعه عنها ! . وبابك هذا من هؤلاء الذين يبيحون المحرمات ونكاح أخواتهم وبناتهم وغيرها من المحرمات !!
قاتل ( بابك الخرمي) ضد قادة المأمون ، مثل احمد السكافي الذي أسره بابك ، وكذلك محمد الطوسي الذي قتله بابك . ودخل بابك في نفوس الجماهير رهبة ورغبة ، فأصبح له أتباعا كثر عسكروا في همذان .
وفي عهد المعتصم توجه القائد اسحق بن مصعب الى همذان وقتل من أصحاب بابك نحو (60) ألفا ، وهرب البقية لبلاد الروم ، وبعد اسحق ، توجه ( الأفشين) إليهم وذلك عام 230هـ و أخذ يقاتلهم حتى أنهاهم عام 231 هـ .
وكان مجموع من قتلهم بابك الخرمي في عشرين سنة نحو 26 ألف والذين حررهم ( الأفشين ) من الأسر 7600 .