ali2004
05-03-2005, 05:32 PM
شبكة البصرة
عندما نتحدث عن بشائر النصر المبين في معركة الدفاع عن العراق العظيم وتحريره ، والذي يلوح لنا في الأفق وكأننا نراه رأي العين ، قد يستعجب قارئ ويسألنا ، ما سرّ هذه الثقة المطلقة بالنصر وقد أُحتل العراق من قبل أقوى دولة في العالم من حيث التسلح ؟ ، وكيف سيكون هذا النصر وما هي مفرداته ومعانيه وها هو المحتل الأمريكي يبرمج السلطة السياسية في العراق ويخطط لتواجد قد يطول لسنين عددا حتى بعد تسليم السلطة المزعومة للعراقيين ؟؟ ، ثم متى سيكون هذا النصر ؟ ، ونحن نرى الشارع العراقي والبيت العراقي قد أعياه انتظاره للنصر المؤزر ، فراح البعض يتأقلم ويرتب أوضاعه على مبدأ واقع الحال المفروض عليه ، واضطراراً تفرضه الواقعية في الأخذ بالأسباب التي تكفل له ديمومة حياته وأهله وأولاده ومن يعيلهم وإن كان ناظراً لذلك اليوم الذي يهنأ به بفرحة النصر الكبير والفتح العظيم ، وسقوط أعتى إمبراطورية عرفها التأريخ لتلتحق بمن سبقها من الإمبراطوريات التي يشهد لها التأريخ انتحارها على أرض الرافدين .
كل هذه الأسئلة قد تعصف بنا ونحن نضع أمام القارئ الكريم عنواناً يقينياً بأن النصر آت لا محال ، ولكي يفهم القارئ مقاصدنا وأسس استدلالنا ، ونرتقي معاً إلى الحالة اليقينية بعلمها وعينها وحقيقتها ، نقول له ، لقد وردت أخبار انتصارنا الأكيد والمحقق في القرءان الكريم الذي هو تنزيل من الله وكلامه سبحانه وهو أصدق القائلين ، وقوله الحقّ ، وبه نقول :
أولاً – لو تدبرنا القرءان العزيز فإننا نجد أن هناك قوتين تكمن في العمق الإنساني ، قوة الخير ، وهي الرحمانية الربانية المؤيدة من الله تعالى والمنصورة به سبحانه القائل { إنّا لَنَنصُرُ رسُلَنا والَّذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقومُ الأشهادُ } ، وقوة الشرّ ، وهي الشيطانية الكفرية التي قال فيها مولانا الله تعالى { قُلْ للَّذين كفروا ستُغلبون وتُحشرونَ إلى جهنَّمَ ، وبِئسَ المهاد } ، والفالح من سمت عنده قوة الخير وسُحقت في باطنه قوة الشر ، وبالتأكيد فإن رجال المقاومة العراقية ومن يقف معهم داخلين في القوة الرحمنية الربانية ، الذين لا يركعون ولا يخضعون إلا لخالقهم ، وعليه فإننا منتصرون بالخبر القرءاني الصريح والبشائر الربانية .
ثانياً - المعركة تدور رحاها على أرض العراق ، وبين فئتين ، و بالتأكيد فإن طرف أمريكا ومن يحارب معها هو الجانب الكفري في المعركة ، والطرف الآخر ، هو جانب المسلمين ، المؤمنين لأنهم يواجهون طرفاً كفرياً ، ويقدمون النفس والمال والولد في سبيل الله تعالى سبحانه القائل { إنَّ الَله اشترى مِنَ المؤمِنيَن أنفُسَهُم وأموالَهُم بأنَّ لهُم الجنّة } ، وقد بين ذلك الإمام القائد المجاهد صدام حسين ( حفظه الله تعالى وأعاده إلينا باليُمن والبركة ) في قوله ، [ أن هذه المعركة ستقسم العالم إلى فسطاطين ، فسطاط إيمان لا كفر فيه ، وفسطاط كفر لا إيمان فيه ] ، نعم ، هذا هو حال المعركة الآن والجارية على أرض الأنبياء والأولياء ، أرض العراق ، عراق المجد والحضارة ، عراق القائد المجاهد صدام حسين ، فلمن ستكون الغلبة ؟ ، الجواب سهل والعاقبة موصوفة في كتاب الله العزيز جل جلاله القائل { قُلْ للَّذين كفروا ستُغلبون وتُحشرونَ إلى جهنَّمَ ، وبِئسَ المهاد () قدْ كانَ لكم ءايةٌ في فئتينِ التقتا ، فئةٌ تقاتلُ في سبيل اللهِ وأُخرى كافرةٌ يرونهم مِثلَيهِم رأي العين ، واللهُ يؤيدُ بنصرهِ من يشاءُ ، إنَّ في ذلك لَعِبرةً لأُلي الأبصار } ، والآيتين الكريمتين تبين أنه وإن حصل الكافر على نصر أو مغنم هنا أو هناك ، إلا إنهم سيُهزمون في خاتمة المعركة يوم يأذن الله تعالى بختمها ، لأن حقيقة الأمر أنهم لا ناصر لهم بدليل الآية الكريمة { ذلكَ بأنَّ الَله مولى الَّذينَ ءامنوا وأنَّ الكافِرينَ لا مَولَى لَهُم } ، والمولى في اللغة تعني [ الناصر ] ، كما في قوله تعالى { بَلِ اللهُ مَولاكُم ، وَاللهُ خَيرُ النّاصِرينَ }. وعليه فإننا منصورون بخبر المولى العلي القدير .
ثالثاً - الحاصل الآن أننا نقاتلهم ، وما فتر الرجال عن ضرب الكفار في كل مكان { فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ، وَأُولَئِكُمْ جعلنا لكُم عليهم سلطاناً مبيناً } ، وفي تنفيذ ذلك الأمر الإلهي حضور للقوة الربانية في إسناد قوة المؤمنين وإن ضعفت آلتهم الحربية لقول الله تعالى { قاتلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللهُ بأيدِيكُم وينصُركُم عليهم وَيَشفِ صُدُورَ قومٍ مؤمِنينَ } ، نعم إنها معركة تسقط فيها الحسابات المادية مهما بلغت من القوة أمام الفعل الرباني الروحي والمعلوم في قول الله تعالى { وَمَا رَمَيتَ إذ رَمَيتَ ، وَلكِنَّ اللهَ رَمَى } ، فأي رمية من هذه تقف بوجهها ترسانة أمريكا التسليحية بكاملها ، وما دمنا على هذا الحال اليقيني والثقة بالله العزيز القادر المقتدر ، فنكون نحن المنصورون بقوة ناصر المؤمنين سبحانه القائل { وكان حقّاً علينا نصرُ المؤمنينَ } ، ألا فليستبشر شرفاء الأمّة بنصر الله .
ولأن سيدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم يقول ((أوتيت القرءان ومثله معه)) ، فقد ورد من بشائر النصر في السنّة النبوية الشريفة الكثير ، وما يشير إلى أن الله تعالى يسلط على قوم عدوهم بنكثهم العهد ، ذلك في قول رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ((ما نكث قوم العهد ، إلاّ سلط الله عليهم عدوهم)) ، ولو تأملنا هذا الحديث وتدبرنا حال العراقيين ، ستجد أن سلطة الاحتلال لم تقم على الشرفاء والغيارى والموفين بعهدهم من أبناء شعبنا في العراق العظيم ، لأنهم رافضون لكل مظاهر الهيمنة الكفرية على بلادهم ، وتراهم كل يقاوم من منطلقه وموقعه ، بالنفس ، بالمال ، بالولد ، بالمقاطعة ، بالكلمة ، بالدعاء ، بالنصيحة ... وما إلى ذلك من وسائل المقاومة ، بيد أنك ترى سلطانهم قائم على المنافقين الذين ليس في تكويناتهم أي مفردة دالة على الشرف ، منحدرين إلى التكوينات البهيمية ليلتحقوا أذناباً بالقردة والخنازير تلاحقهم لعنة الله والناس أجمعين إلى يوم الدين ، وإنهم وسادتهم مقتولون لا محالة ، و هذا ما وعدهم به قائدنا المفدى المتوكل على الله تعالى وبالفعل المؤيد من الله تعالى والمنصور به ، يوم قال لهم [ سيُقتلون ، وسوف نترك لكم واحداً حتى يروي للناس ما حصل لهم في العراق ] . ثم إننا لو تأملنا الواقع السياسي في العراق جيداً ، لوجدنا أن حقيقته والمبادأة وتحديد معالم ووجهة التحرك السياسي تكمن بيد قوات المقاومة العراقية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي باعتراف العدو وفي قول أحد مجرميه (أن المقاومة العراقية تقودها المخابرات العراقية) ، صحيح أنها دولة مغيبة عن ظاهر الساحة السياسية ، لكن صوتها يبقى مسموعاً من خلال دوي القنابل والقاذفات وهي تحصد رؤوس الكفار والخونة والمنافقين .
المقاومة العراقية ، قوة السلطة الشرعية في عراقنا العظيم، المقاومة العراقية، وهي متمثلة بالجيش العراقي، والحرس الجمهوري، وجيش القدس، وفدائيي صدام، ورجال المخابرات والاستخبارات العسكرية الأبطال، وجيش محمّد، وباقي الفصائل الوطنية الشريفة وهي تقاتل صفاً بصف مع رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه تحت راية الله أكبر، راية الحق، راية القائد المجاهد صدام حسين، وهي المنصورة بالله وبرسوله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم القائل (( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ، منصورين ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل )) ، وبالغيارى من أبناء هذا الشعب الأبي وبالأمّة المجيدة حيث قال فيها القائد العقائدي المجاهد [عمق العراق ، الشعب العربي بكامله] ، هذه الأمّة التي يجسد معانيها وقيمها وسموها رجال المقاومة العراقية والفلسطينية الأبطال، وهم تلك الطائفة المنصورة بخبر الهادي البشير صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى () إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، لأنهم على الحق ، ينتظرون أمر الله تعالى ونصره المبين .
المعركة لم تنتهي بعد ، وليبرمجوا سياسة دولتهم المزعومة ما شاءوا ، ولكن تبقى مشيئة الله تعالى هي النافذة سبحانه القائل {وَقَدِمنَا إلىَ مَا عَمِلوا مِن عَمَلٍ فَجَعلناهُ هَبَاءً مَنثُوراً} ، ولا ضير أن يتكيف الناس في معيشتهم في الكسب والتبضع لما هو ضروري لحياتهم اليومية ، ولكن هل هم متأقلمون بمعنى الرضوخ أو اليأس ؟ ، لا ، لأنهم لو كانوا كذلك لما وجدت كل ذلك الغليان في الشارع العراقي الرافض لكل ما يمت للاحتلال بصلة ، الشعب العراقي العظيم ، الذي مازال يحيا بذكر الله تعالى ، ويحيا بالصلاة على رسوله الكريم سيدنا محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ، ويحيا بقيم الإسلام ومبادئه ، ويحيا بكل معاني الرجال ، ويحيا بوفائه لقائده وهو مازال يهتف (ما نتنازل عن اثنين ، عراق ، وصدام حسين) ، أما متى هذا النصر ؟ ، فنقول بقول الله تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } ، ألا فليستبشر المؤمنين بنصرهم القريب والمؤزر بوعد الله تعالى و بشرى رسوله الكريم صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ، بسم الله الرحمن الرحيم { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } ، والله أكبر وما النصر إلا من الله العزيز الحكيم .
شبكة البصرة
السبت 24 محرم 1426 / 5 آذار 2005
عندما نتحدث عن بشائر النصر المبين في معركة الدفاع عن العراق العظيم وتحريره ، والذي يلوح لنا في الأفق وكأننا نراه رأي العين ، قد يستعجب قارئ ويسألنا ، ما سرّ هذه الثقة المطلقة بالنصر وقد أُحتل العراق من قبل أقوى دولة في العالم من حيث التسلح ؟ ، وكيف سيكون هذا النصر وما هي مفرداته ومعانيه وها هو المحتل الأمريكي يبرمج السلطة السياسية في العراق ويخطط لتواجد قد يطول لسنين عددا حتى بعد تسليم السلطة المزعومة للعراقيين ؟؟ ، ثم متى سيكون هذا النصر ؟ ، ونحن نرى الشارع العراقي والبيت العراقي قد أعياه انتظاره للنصر المؤزر ، فراح البعض يتأقلم ويرتب أوضاعه على مبدأ واقع الحال المفروض عليه ، واضطراراً تفرضه الواقعية في الأخذ بالأسباب التي تكفل له ديمومة حياته وأهله وأولاده ومن يعيلهم وإن كان ناظراً لذلك اليوم الذي يهنأ به بفرحة النصر الكبير والفتح العظيم ، وسقوط أعتى إمبراطورية عرفها التأريخ لتلتحق بمن سبقها من الإمبراطوريات التي يشهد لها التأريخ انتحارها على أرض الرافدين .
كل هذه الأسئلة قد تعصف بنا ونحن نضع أمام القارئ الكريم عنواناً يقينياً بأن النصر آت لا محال ، ولكي يفهم القارئ مقاصدنا وأسس استدلالنا ، ونرتقي معاً إلى الحالة اليقينية بعلمها وعينها وحقيقتها ، نقول له ، لقد وردت أخبار انتصارنا الأكيد والمحقق في القرءان الكريم الذي هو تنزيل من الله وكلامه سبحانه وهو أصدق القائلين ، وقوله الحقّ ، وبه نقول :
أولاً – لو تدبرنا القرءان العزيز فإننا نجد أن هناك قوتين تكمن في العمق الإنساني ، قوة الخير ، وهي الرحمانية الربانية المؤيدة من الله تعالى والمنصورة به سبحانه القائل { إنّا لَنَنصُرُ رسُلَنا والَّذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقومُ الأشهادُ } ، وقوة الشرّ ، وهي الشيطانية الكفرية التي قال فيها مولانا الله تعالى { قُلْ للَّذين كفروا ستُغلبون وتُحشرونَ إلى جهنَّمَ ، وبِئسَ المهاد } ، والفالح من سمت عنده قوة الخير وسُحقت في باطنه قوة الشر ، وبالتأكيد فإن رجال المقاومة العراقية ومن يقف معهم داخلين في القوة الرحمنية الربانية ، الذين لا يركعون ولا يخضعون إلا لخالقهم ، وعليه فإننا منتصرون بالخبر القرءاني الصريح والبشائر الربانية .
ثانياً - المعركة تدور رحاها على أرض العراق ، وبين فئتين ، و بالتأكيد فإن طرف أمريكا ومن يحارب معها هو الجانب الكفري في المعركة ، والطرف الآخر ، هو جانب المسلمين ، المؤمنين لأنهم يواجهون طرفاً كفرياً ، ويقدمون النفس والمال والولد في سبيل الله تعالى سبحانه القائل { إنَّ الَله اشترى مِنَ المؤمِنيَن أنفُسَهُم وأموالَهُم بأنَّ لهُم الجنّة } ، وقد بين ذلك الإمام القائد المجاهد صدام حسين ( حفظه الله تعالى وأعاده إلينا باليُمن والبركة ) في قوله ، [ أن هذه المعركة ستقسم العالم إلى فسطاطين ، فسطاط إيمان لا كفر فيه ، وفسطاط كفر لا إيمان فيه ] ، نعم ، هذا هو حال المعركة الآن والجارية على أرض الأنبياء والأولياء ، أرض العراق ، عراق المجد والحضارة ، عراق القائد المجاهد صدام حسين ، فلمن ستكون الغلبة ؟ ، الجواب سهل والعاقبة موصوفة في كتاب الله العزيز جل جلاله القائل { قُلْ للَّذين كفروا ستُغلبون وتُحشرونَ إلى جهنَّمَ ، وبِئسَ المهاد () قدْ كانَ لكم ءايةٌ في فئتينِ التقتا ، فئةٌ تقاتلُ في سبيل اللهِ وأُخرى كافرةٌ يرونهم مِثلَيهِم رأي العين ، واللهُ يؤيدُ بنصرهِ من يشاءُ ، إنَّ في ذلك لَعِبرةً لأُلي الأبصار } ، والآيتين الكريمتين تبين أنه وإن حصل الكافر على نصر أو مغنم هنا أو هناك ، إلا إنهم سيُهزمون في خاتمة المعركة يوم يأذن الله تعالى بختمها ، لأن حقيقة الأمر أنهم لا ناصر لهم بدليل الآية الكريمة { ذلكَ بأنَّ الَله مولى الَّذينَ ءامنوا وأنَّ الكافِرينَ لا مَولَى لَهُم } ، والمولى في اللغة تعني [ الناصر ] ، كما في قوله تعالى { بَلِ اللهُ مَولاكُم ، وَاللهُ خَيرُ النّاصِرينَ }. وعليه فإننا منصورون بخبر المولى العلي القدير .
ثالثاً - الحاصل الآن أننا نقاتلهم ، وما فتر الرجال عن ضرب الكفار في كل مكان { فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ، وَأُولَئِكُمْ جعلنا لكُم عليهم سلطاناً مبيناً } ، وفي تنفيذ ذلك الأمر الإلهي حضور للقوة الربانية في إسناد قوة المؤمنين وإن ضعفت آلتهم الحربية لقول الله تعالى { قاتلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللهُ بأيدِيكُم وينصُركُم عليهم وَيَشفِ صُدُورَ قومٍ مؤمِنينَ } ، نعم إنها معركة تسقط فيها الحسابات المادية مهما بلغت من القوة أمام الفعل الرباني الروحي والمعلوم في قول الله تعالى { وَمَا رَمَيتَ إذ رَمَيتَ ، وَلكِنَّ اللهَ رَمَى } ، فأي رمية من هذه تقف بوجهها ترسانة أمريكا التسليحية بكاملها ، وما دمنا على هذا الحال اليقيني والثقة بالله العزيز القادر المقتدر ، فنكون نحن المنصورون بقوة ناصر المؤمنين سبحانه القائل { وكان حقّاً علينا نصرُ المؤمنينَ } ، ألا فليستبشر شرفاء الأمّة بنصر الله .
ولأن سيدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم يقول ((أوتيت القرءان ومثله معه)) ، فقد ورد من بشائر النصر في السنّة النبوية الشريفة الكثير ، وما يشير إلى أن الله تعالى يسلط على قوم عدوهم بنكثهم العهد ، ذلك في قول رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ((ما نكث قوم العهد ، إلاّ سلط الله عليهم عدوهم)) ، ولو تأملنا هذا الحديث وتدبرنا حال العراقيين ، ستجد أن سلطة الاحتلال لم تقم على الشرفاء والغيارى والموفين بعهدهم من أبناء شعبنا في العراق العظيم ، لأنهم رافضون لكل مظاهر الهيمنة الكفرية على بلادهم ، وتراهم كل يقاوم من منطلقه وموقعه ، بالنفس ، بالمال ، بالولد ، بالمقاطعة ، بالكلمة ، بالدعاء ، بالنصيحة ... وما إلى ذلك من وسائل المقاومة ، بيد أنك ترى سلطانهم قائم على المنافقين الذين ليس في تكويناتهم أي مفردة دالة على الشرف ، منحدرين إلى التكوينات البهيمية ليلتحقوا أذناباً بالقردة والخنازير تلاحقهم لعنة الله والناس أجمعين إلى يوم الدين ، وإنهم وسادتهم مقتولون لا محالة ، و هذا ما وعدهم به قائدنا المفدى المتوكل على الله تعالى وبالفعل المؤيد من الله تعالى والمنصور به ، يوم قال لهم [ سيُقتلون ، وسوف نترك لكم واحداً حتى يروي للناس ما حصل لهم في العراق ] . ثم إننا لو تأملنا الواقع السياسي في العراق جيداً ، لوجدنا أن حقيقته والمبادأة وتحديد معالم ووجهة التحرك السياسي تكمن بيد قوات المقاومة العراقية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي باعتراف العدو وفي قول أحد مجرميه (أن المقاومة العراقية تقودها المخابرات العراقية) ، صحيح أنها دولة مغيبة عن ظاهر الساحة السياسية ، لكن صوتها يبقى مسموعاً من خلال دوي القنابل والقاذفات وهي تحصد رؤوس الكفار والخونة والمنافقين .
المقاومة العراقية ، قوة السلطة الشرعية في عراقنا العظيم، المقاومة العراقية، وهي متمثلة بالجيش العراقي، والحرس الجمهوري، وجيش القدس، وفدائيي صدام، ورجال المخابرات والاستخبارات العسكرية الأبطال، وجيش محمّد، وباقي الفصائل الوطنية الشريفة وهي تقاتل صفاً بصف مع رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه تحت راية الله أكبر، راية الحق، راية القائد المجاهد صدام حسين، وهي المنصورة بالله وبرسوله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم القائل (( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ، منصورين ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل )) ، وبالغيارى من أبناء هذا الشعب الأبي وبالأمّة المجيدة حيث قال فيها القائد العقائدي المجاهد [عمق العراق ، الشعب العربي بكامله] ، هذه الأمّة التي يجسد معانيها وقيمها وسموها رجال المقاومة العراقية والفلسطينية الأبطال، وهم تلك الطائفة المنصورة بخبر الهادي البشير صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى () إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، لأنهم على الحق ، ينتظرون أمر الله تعالى ونصره المبين .
المعركة لم تنتهي بعد ، وليبرمجوا سياسة دولتهم المزعومة ما شاءوا ، ولكن تبقى مشيئة الله تعالى هي النافذة سبحانه القائل {وَقَدِمنَا إلىَ مَا عَمِلوا مِن عَمَلٍ فَجَعلناهُ هَبَاءً مَنثُوراً} ، ولا ضير أن يتكيف الناس في معيشتهم في الكسب والتبضع لما هو ضروري لحياتهم اليومية ، ولكن هل هم متأقلمون بمعنى الرضوخ أو اليأس ؟ ، لا ، لأنهم لو كانوا كذلك لما وجدت كل ذلك الغليان في الشارع العراقي الرافض لكل ما يمت للاحتلال بصلة ، الشعب العراقي العظيم ، الذي مازال يحيا بذكر الله تعالى ، ويحيا بالصلاة على رسوله الكريم سيدنا محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ، ويحيا بقيم الإسلام ومبادئه ، ويحيا بكل معاني الرجال ، ويحيا بوفائه لقائده وهو مازال يهتف (ما نتنازل عن اثنين ، عراق ، وصدام حسين) ، أما متى هذا النصر ؟ ، فنقول بقول الله تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } ، ألا فليستبشر المؤمنين بنصرهم القريب والمؤزر بوعد الله تعالى و بشرى رسوله الكريم صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم ، بسم الله الرحمن الرحيم { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } ، والله أكبر وما النصر إلا من الله العزيز الحكيم .
شبكة البصرة
السبت 24 محرم 1426 / 5 آذار 2005