ماهر علي
04-03-2005, 05:22 PM
معركة الحواسم الكبرى على الأبواب
ماهر علي
بعد أن أثبتت حرب العصابات بالفعل بأنها السوسة المهلكة لمغول العصر بالاستنزاف الدائم والمهلك للعلوج والعملاء كان على قيادة المقاومة البدء بمعارك من الطراز التقليدي أو بالأحرى جعل العدو يقتنع بفشل جميع الحلول المطروحة أمام خيارات كلها صعبة بالنسبة له فإنه إن دخل معركة شبه نظامية خسرها وإن انكفى في معسكراته قُصف وإن خرج قٌتل فما العمل ؟؟!
إذن بدأت المقاومة بعملية استفزاز الأمريكان وذلك للدخول في معركة تختار أرضها و وقتها المناسب وذلك من أجل جر العدو إلى الجيب المهلك وتدمير قوته المدرعة وقتل الآلاف من علوجه في سلسلة معارك تدب في قلوبهم الرعب وتدخل اليأس إلى قادتهم وحتى تصل المعنويات إلى الصفر ، فابتداء من العديد المعارك الخاطفة التي أوقعت العديد من الخسائر في العدة والعتاد والأرواح منذ الأيام الأولى لاحتلال بغداد مثل معارك ( الأعظمية ، نفق الشرطة، السامرة ، مخالب الأسد ، لعنة الشهداء ....) فقد استمرت مراحل التصعيد على وتيرة مستمرة عبر الاستنزاف المميت للعلوج ، فرأت القيادة بأنه حان الوقت المناسب البدء بجولة من جولات الحسم والتي كانت معركة الفلوجة الأولى .. ولماذا الفلوجة بالتحديد فمن المعروف في الأساسيات العسكرية بأنك عندما تٌجر عدوك إلى المكان الذي تريد أن تقاتله فيه فأنك تفرض شروط المعركة على العدو أي بإختصار بأن تستدرج العدو حتى يأكل الطعم وحينها يتم اصطياده مثل العصفور ، فبدأت مراحل الاستدراج باستغلال عجرفة هذا العدو وإحياء غريزة الانتقام فابتداء بأشرطة الذبح للعلوج وللجواسيس وانتهاء بقتل عملاء المخابرات الأمريكية في الفلوجة وسحلهم وتعليقهم كالخراف وذلك كان جزء من مخطط الاستدراج المُحكم ، وعندها أحس الأمريكان بجرح في الكبرياء وأنه لا بُد من الانتقام وهذا ما أرادته قيادة المقاومة ، فالقيادة لم يغب عن بالها بأنها يجب أن تجر العدو إلى معارك حاسمة توقع عدد كبير من الخسائر في العلوج هذا بالإضافة لمعرفتها بأن حرب العصابات بالرغم من فعاليتها في إهلاك العدو و أذنابه إلا أنه لا بد من معارك تُعجل في القضاء عليه ، ولتقريب الفكرة فلو كان عندك مدمن ما على المخدرات ( صانكم الله ) فإن الجرعة الصغيرة التي يلقاها يومياً تعمل على إهلاكه ببطء و قد يستمر بتناول هذه الجُرع الصغيرة عدة سنوات حتى تقضي عليه ، ولكن لو تلقى جرعة كبيرة فإنها ستسارع في القضاء عليه إن لم تقضي عليه بالفور .
لذلك كما قلت لكم فقد بدأت المقاومة باستدراج العدو إلى معركة الفلوجة الأولى كي تسارع في القضاء على هذا العدو الغاشم ، وبالفعل فقد أوقع رجال القوات المسلحة والمقاومة والتحرير بهم هزيمة نكراء في تلك المعركة المظفرة إلا أن انسحاب العدو وطلبه للهدنة فوت على المقاومة على القضاء عليه ، إلا إن هذه المعركة جعلت العدو يسحب ألف حساب لأولي البأس الشديد جند الله ورسوله ، فبدأ العدو يعد لمعركة أخرى ليثأر لكرامته التي تلطخت بالتراب الطاهر لكعبة الجهاد والقضاء على قلب المقاومة النابض ، فأن العدو ظن بأن معركة الفلوجة في حال إنتصاره سيقضي على المقاومة في بلاد الرافدين ، فظل يخطط لها ويعد لها لأكثر من ستة أشهر وبدأ يمهد بالقصف الجوي اليومي المتتالي للفلوجة ، وكعادة قيادة قوات المقاومة والتحرير الحكيمة في الاستدراج إلى الأفخاخ القاتلة فما كانت معركة سامراء التي كانت بمثابة استدارج للعدو فلقد قام العدو بتطبيق خططه التي أعدها لمهاجمة الفلوجة على سامراء أي كانت بمثابة بروفة لحرب الفلوجة إلا أن قيادة المقاومة رأت أن تجعلهم يحققوا نصرا سريعاً آنياً بسامراء كي تعطيهم الأمل بأن تحقيق النصر أصبح هذه المرة ممكنا في الفلوجة وبالفعل أصبح المتعجرفون المغرورون الأغبياء يتباهون أمام شاشات التلفزة بنصرهم في سامراء وأصبح كلبهم علاوي يحذر بأن الفلوجة سيحصل لها ما حصل لسامراء هذا بالإضافة إلى أن رجال الإستخبارات العراقية أوهموا الأمريكان بأن دفاعات المقاومة انهارت بسبب القصف الجوي اليومي ، في هذه الأثناء كان جند الله أولي البأس الشديد يعدون لمعركتهم الخالدة التي ظلوا يعدوا لهم منذ سنوات في فلوجة العروبة والإسلام ، وبالفعل بدأت هذه الغزوة المباركة التي استمرت لمدة تسعين يوماً بالتمام و الكمال التي نصر الله بها جنده بل وأمدهم بجند من عنده ليكتمل نصر الله المظفر الذي نول المجاهدين أهدافهم من وراء هذه المعركة ، فقد رمى العدو بكل قوته في هذه المعركة فقد شارك في المعركة 70 ألف علج ، فإذا قمنا بعملية حسابية لوجدنا أنه إلى ما قبل معركة الفلوجة الثانية فقد قُتل في العراق 27 ألف علج وجرح 26 ألف علج فإن المجموع 53 ألف علج بين قتيل وجريح من أصل 150 ألف علج أي ما تبقى في العراق سوى 97 ألف علج شارك منهم 70 ألف علج في معركة الفلوجة الثانية ، فإذا نظرنا إلى تصريحات مديرة المستشفى العسكري في ألمانيا التي تنقل إليه الجنود الذين جروحهم خطيرة فقد قالت وبالحرف الواحد (( بأنه وقبل معركة الفلوجة الثانية كانت معدل الإصابات التي كانت تصلها كان 50 إصابة في اليوم لكنه بعد معارك الفلوجة الثانية إرتفع ليصل إلى معدل 400 إصابة في اليوم )) وهذا التصريح يعلمه الجميع ، فإنا لن نأخذ بقولها ونأخذ أقل تقدير فمعارك الفلوجة الثانية التي استمرت لمدة تسعين يوما لم تكن بنفس الوتيرة فقد كانت تتراوح بين شديدة الوطيس والمتوسطة والمنخفضة والهدوء النسبي فإننا سنأخذ كمعدل نصف الرقم التي قالته مديرة المستشفى وهو 200 مصاب ومثلهم قتلى أي 400 علج بين قتيل وجريح يومياً ومعارك الفلوجة أستمرت تسعين يوماً فتكون الحسبة بسيطة جداً 400×90= 36000 ألف علج بين قتيل وجريح على أقل تقدير أي تقريبا نصف القوات المهاجمة للفلوجة التي كان قوامها 70.0000 ألف علج .
أما الخسائر في المعدات فحدث ولا حرج ، فلقد كشفت معارك الفلوجة المستور إن صح التعبير أي إنكشف للمجاهدين سر دبابات الإبرامز و هو ما عبر عنه أخونا المجاهد محب المجاهدين حفظه الله في مقاله ( سر الرغبة الأمريكية في الإنسحاب من العراق ) وبالرغم من عدم وجود إحصائيات لعدد الدبابات والآليات المدمرة في الفلوجة ، إلا أنه وبالتأكيد وإستنادا إلى المعطيات السابقة فأنه قد دمرت تقريباً ثلثي القوة المدرعة المهاجمة للفلوجة والسبب في ذلك وبعد نصر وتمكين الله العزيز القوي فوق كل قوي فإن أولي البأس ورجال التصنيع العسكري قد أعدوا العدة من السلاح المناسب لهذه الدروع المرعبة وقد فصل ذلك الأخ المجاهد محب المجاهدين جزاه الله خيراً . فبالفعل كانت معارك الفلوجة من المعارك الخالدة في حياة أمتنا المجيدة لتنضم إلى سجل المعارك الخالدة لأمتنا عبر تاريخها المجيد ، فسوف يشير إليها الأجيال القادمة كما يشرون لبدر و الأحزاب وحطين والقادسية وعين جالوت .....) .
إذن ... ماذا بعد الفلوجة ؟؟؟
و ماذا بعد أن حققت قيادة المقاومة المنصورة بالله أهدافها الإستراتيجية من معارك الفلوجة المباركة ؟؟
و ماذا يعني انسحاب قوات النخبة من القوات المسلحة العراقية من الفلوجة ؟؟
ألا يمكننا أن نعتبرها استراحة المحارب استعداداً لمعركة أخرى ؟؟ أو بمعنى آخر لمعركة كبرى ؟؟؟
وما الذي ترمي إليه أمريكا من لعبة الانتخابات ؟؟
لقد جعلت أمريكا معارك الفلوجة تسارع في إتخاذ القرار المر بالنسبة لهم وهو الانسحاب السريع من العراق ، لكنها الآن تفكر ملياً لما بعد الانسحاب ومن هنا جاء ما تسمى بالانتخابات العراقية ، فأمريكا و إلى حد الآن لم تيأس من العراق ولكن هذه المرة من بوابة أخرى عن طريق المكر والخداع وتذكرون تصريح رايس التي قالت بأن امريكا سوف تستخدم الدبلوماسية في فترة بوش الثانية والدبلوماسية في العُرف السياسي هو الألاعيب القذرة وكانت أول الألاعيب القذرة ( الانتخابات ) ، وتكمن خطورة هذه اللعبة هو التقسيم الطائفي للعراق والعمل على زرع فتنة في العراق يكون أبطالها الدجال الإيراني الحكيم وأتباعه ، فيجب أن لا ننسى خطورة هذا الطرح ولن ننسى بأن إثارة الغريزة الطائفية من قبل هؤلاء قد نجحت إلى حدٍ ما من خلال التفجيرات لمساجد الشيعة والعمل على التذكير بحقوق الشيعة المسلوبة التي حان الوقت لانتزاعها و الكل يعلم بأنه سيتحول كل من يدخل سلك الجيش والشرطة من عميل ينظر له الشعب العراقي بريبة إلى بطل وشهيد يشجع الغير على الانضمام وبالتالي يصبح صراع عقائدي يصعب التحكم به ، فمن جهة ستصبح المقاومة مدعومة من قبل السنة وستُعزل المقاومة في الأوساط الشيعية ، وبالتالي فإن أمريكا ستعمل إلى تدريب أتباع هؤلاء المغرر بهم وتسليحهم طبعاً بعد انسحابها من العراق الى قواعدها في المنطقة و ترقب الصراع عن قُرب بين المقاومة وهؤلاء الذي سيستمر لسنوات يستنزف كل طرفٍ الآخر ، وعندها تدخل أمريكا من جديد إلى العراق تحت ذريعة القضاء على الحرب الأهلية .
فقيادة المقاومة القيادة الشرعية لكل العراقيين تعي مثل هذا الطرح وتعي خطورته ، ومن هنا جاء انسحاب قوات النخبة من القوات المسلحة للمقاومة والتحرير من الفلوجة وبدأ الإعداد لمعركة الحسم والتي أعتقد بأنها واقعة لا محالة فلا تستعجلوا فمعركة مثل هذه سيستغرق الإعداد لها طويلاً أو بالأحرى وضع اللمسات الأخيرة لها ربما عدة شهور ، فإعداد الجيش العميل وتدريبه سيستغرق وقت طويل يصل إلى سنة أو أكثر على أقل تقدير وفي هذه الأثناء ستستمر وتصعد جيوش المجاهدين المتمثلة ( بجيش محمد وكتائب المجاهدين وكتائب البعث وفدائي صدام وجيش المهدي والجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين و جيش أنصار السنة.....الخ ) في عمليتها ضد العلوج والعملاء وتضرب أي بنية تحتية لأي دولة يريد أن ينشأها الإحتلال ، كل هذه العمليات ستعمل على أن تزهق نفوس عدد من المغرر بهم في الشارع العراقي الذين طبلوا للانتخابات ، وحتى يصلوا هؤلاء المغرر بهم إلى مرحلة الملل واليأس من هذه الانتخابات أو غيرها .
فبعد مهزلة الإنتخابات لا ننكر بأن قطاع لا بأس به من المغرر بهم من الشعب العراقي تحمسوا لها وفق ما غررت بهم المرجعية الإيرانية المتمثلة بالسستاني بل وإصدار الفتاوى بأنه من لم يصوت سيدخل النار أو أي شيء من هذا القبيل .
إذن .. ومن ضوء المعطيات السابقة ....
نقر بحتمية معركة الحسم الكبرى التي أعتقد بأنها أصبحت على الأبواب قد تسألون لماذا أنا متأكد إلى هذا الحد ؟؟
أولاً .. من البيانات الأخيرة للمقاومة وبالتحديد البيان الناري لحزب البعث الذي كان بعنوان ( أهتفوا للنصر الآتي ... أهتفوا لجند صدام حسين ) .. وفيه أثنى على رجال الحرس الجمهوري أبطال معارك الفلوجة وأبطال المعركة القادمة بإذن الله وخرج البيان عن اطار التحليل السياسي والاستراتيجي للأحداث ، وكان بالدرجة الأولى تعبوي ولم نشهد بيان للحزب مثل هذا منذ فترة ليست بالقصيرة .
ثانيا .. تصريحات العديد من السياسيين الأمريكيين الذي يعون حتميتها والتي ستكون فضيحة لأمريكا بجلاجل ولن يستطيعوا أن يتكتموا إعلاميا كما فعلوا بالفلوجة وغيرها وتذكرون ما قاله السناتور الأمريكي ادوارد كيندي الذي قال ( يجب علينا أن ننسحب قبل أن تحدث الكارثة ) هذا بالإضافة إلى التسريبات الصحفية من بعض الصحف الأمريكية التي قالت بأن المقاومة تخطط لاقتحام بغداد ، ولا تنسوا تصريح العلج رامسفيلد الذي قال ( يجب علينا تدريب القوات العراقية سريعا ) .
إذن .. فهم في سباق زمني مع المقاومة لكنه حتما سوف تربحه المقاومة بالتأكيد بنصر الله وتمكينه .
و إلى أن تحين ساعة الصفر تستمر جيوش الجهاد ومليشيات المقاومة المنتشرة في أنحاء العراق تُمهد الأجواء المناسبة لأولي البأس الشديد جند الله ورسوله ليلعبوا جولتهم الحاسمة ويستردوا بغداد الرشيد عاصمة الخلافة الإسلامية القادمة بإذن الله على جثث وجماجم المتآمرين ، وعندها سيعلن خليفة المسلمين المنصور بالله النصر المؤزر ، وعندها سنبايعه خليفة علينا يقودنا إلى القدس بإذن الله.
والله أكبر .... الله اكبر ... والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولجند الله أولي البأس الشديد .
ماهر علي
بعد أن أثبتت حرب العصابات بالفعل بأنها السوسة المهلكة لمغول العصر بالاستنزاف الدائم والمهلك للعلوج والعملاء كان على قيادة المقاومة البدء بمعارك من الطراز التقليدي أو بالأحرى جعل العدو يقتنع بفشل جميع الحلول المطروحة أمام خيارات كلها صعبة بالنسبة له فإنه إن دخل معركة شبه نظامية خسرها وإن انكفى في معسكراته قُصف وإن خرج قٌتل فما العمل ؟؟!
إذن بدأت المقاومة بعملية استفزاز الأمريكان وذلك للدخول في معركة تختار أرضها و وقتها المناسب وذلك من أجل جر العدو إلى الجيب المهلك وتدمير قوته المدرعة وقتل الآلاف من علوجه في سلسلة معارك تدب في قلوبهم الرعب وتدخل اليأس إلى قادتهم وحتى تصل المعنويات إلى الصفر ، فابتداء من العديد المعارك الخاطفة التي أوقعت العديد من الخسائر في العدة والعتاد والأرواح منذ الأيام الأولى لاحتلال بغداد مثل معارك ( الأعظمية ، نفق الشرطة، السامرة ، مخالب الأسد ، لعنة الشهداء ....) فقد استمرت مراحل التصعيد على وتيرة مستمرة عبر الاستنزاف المميت للعلوج ، فرأت القيادة بأنه حان الوقت المناسب البدء بجولة من جولات الحسم والتي كانت معركة الفلوجة الأولى .. ولماذا الفلوجة بالتحديد فمن المعروف في الأساسيات العسكرية بأنك عندما تٌجر عدوك إلى المكان الذي تريد أن تقاتله فيه فأنك تفرض شروط المعركة على العدو أي بإختصار بأن تستدرج العدو حتى يأكل الطعم وحينها يتم اصطياده مثل العصفور ، فبدأت مراحل الاستدراج باستغلال عجرفة هذا العدو وإحياء غريزة الانتقام فابتداء بأشرطة الذبح للعلوج وللجواسيس وانتهاء بقتل عملاء المخابرات الأمريكية في الفلوجة وسحلهم وتعليقهم كالخراف وذلك كان جزء من مخطط الاستدراج المُحكم ، وعندها أحس الأمريكان بجرح في الكبرياء وأنه لا بُد من الانتقام وهذا ما أرادته قيادة المقاومة ، فالقيادة لم يغب عن بالها بأنها يجب أن تجر العدو إلى معارك حاسمة توقع عدد كبير من الخسائر في العلوج هذا بالإضافة لمعرفتها بأن حرب العصابات بالرغم من فعاليتها في إهلاك العدو و أذنابه إلا أنه لا بد من معارك تُعجل في القضاء عليه ، ولتقريب الفكرة فلو كان عندك مدمن ما على المخدرات ( صانكم الله ) فإن الجرعة الصغيرة التي يلقاها يومياً تعمل على إهلاكه ببطء و قد يستمر بتناول هذه الجُرع الصغيرة عدة سنوات حتى تقضي عليه ، ولكن لو تلقى جرعة كبيرة فإنها ستسارع في القضاء عليه إن لم تقضي عليه بالفور .
لذلك كما قلت لكم فقد بدأت المقاومة باستدراج العدو إلى معركة الفلوجة الأولى كي تسارع في القضاء على هذا العدو الغاشم ، وبالفعل فقد أوقع رجال القوات المسلحة والمقاومة والتحرير بهم هزيمة نكراء في تلك المعركة المظفرة إلا أن انسحاب العدو وطلبه للهدنة فوت على المقاومة على القضاء عليه ، إلا إن هذه المعركة جعلت العدو يسحب ألف حساب لأولي البأس الشديد جند الله ورسوله ، فبدأ العدو يعد لمعركة أخرى ليثأر لكرامته التي تلطخت بالتراب الطاهر لكعبة الجهاد والقضاء على قلب المقاومة النابض ، فأن العدو ظن بأن معركة الفلوجة في حال إنتصاره سيقضي على المقاومة في بلاد الرافدين ، فظل يخطط لها ويعد لها لأكثر من ستة أشهر وبدأ يمهد بالقصف الجوي اليومي المتتالي للفلوجة ، وكعادة قيادة قوات المقاومة والتحرير الحكيمة في الاستدراج إلى الأفخاخ القاتلة فما كانت معركة سامراء التي كانت بمثابة استدارج للعدو فلقد قام العدو بتطبيق خططه التي أعدها لمهاجمة الفلوجة على سامراء أي كانت بمثابة بروفة لحرب الفلوجة إلا أن قيادة المقاومة رأت أن تجعلهم يحققوا نصرا سريعاً آنياً بسامراء كي تعطيهم الأمل بأن تحقيق النصر أصبح هذه المرة ممكنا في الفلوجة وبالفعل أصبح المتعجرفون المغرورون الأغبياء يتباهون أمام شاشات التلفزة بنصرهم في سامراء وأصبح كلبهم علاوي يحذر بأن الفلوجة سيحصل لها ما حصل لسامراء هذا بالإضافة إلى أن رجال الإستخبارات العراقية أوهموا الأمريكان بأن دفاعات المقاومة انهارت بسبب القصف الجوي اليومي ، في هذه الأثناء كان جند الله أولي البأس الشديد يعدون لمعركتهم الخالدة التي ظلوا يعدوا لهم منذ سنوات في فلوجة العروبة والإسلام ، وبالفعل بدأت هذه الغزوة المباركة التي استمرت لمدة تسعين يوماً بالتمام و الكمال التي نصر الله بها جنده بل وأمدهم بجند من عنده ليكتمل نصر الله المظفر الذي نول المجاهدين أهدافهم من وراء هذه المعركة ، فقد رمى العدو بكل قوته في هذه المعركة فقد شارك في المعركة 70 ألف علج ، فإذا قمنا بعملية حسابية لوجدنا أنه إلى ما قبل معركة الفلوجة الثانية فقد قُتل في العراق 27 ألف علج وجرح 26 ألف علج فإن المجموع 53 ألف علج بين قتيل وجريح من أصل 150 ألف علج أي ما تبقى في العراق سوى 97 ألف علج شارك منهم 70 ألف علج في معركة الفلوجة الثانية ، فإذا نظرنا إلى تصريحات مديرة المستشفى العسكري في ألمانيا التي تنقل إليه الجنود الذين جروحهم خطيرة فقد قالت وبالحرف الواحد (( بأنه وقبل معركة الفلوجة الثانية كانت معدل الإصابات التي كانت تصلها كان 50 إصابة في اليوم لكنه بعد معارك الفلوجة الثانية إرتفع ليصل إلى معدل 400 إصابة في اليوم )) وهذا التصريح يعلمه الجميع ، فإنا لن نأخذ بقولها ونأخذ أقل تقدير فمعارك الفلوجة الثانية التي استمرت لمدة تسعين يوما لم تكن بنفس الوتيرة فقد كانت تتراوح بين شديدة الوطيس والمتوسطة والمنخفضة والهدوء النسبي فإننا سنأخذ كمعدل نصف الرقم التي قالته مديرة المستشفى وهو 200 مصاب ومثلهم قتلى أي 400 علج بين قتيل وجريح يومياً ومعارك الفلوجة أستمرت تسعين يوماً فتكون الحسبة بسيطة جداً 400×90= 36000 ألف علج بين قتيل وجريح على أقل تقدير أي تقريبا نصف القوات المهاجمة للفلوجة التي كان قوامها 70.0000 ألف علج .
أما الخسائر في المعدات فحدث ولا حرج ، فلقد كشفت معارك الفلوجة المستور إن صح التعبير أي إنكشف للمجاهدين سر دبابات الإبرامز و هو ما عبر عنه أخونا المجاهد محب المجاهدين حفظه الله في مقاله ( سر الرغبة الأمريكية في الإنسحاب من العراق ) وبالرغم من عدم وجود إحصائيات لعدد الدبابات والآليات المدمرة في الفلوجة ، إلا أنه وبالتأكيد وإستنادا إلى المعطيات السابقة فأنه قد دمرت تقريباً ثلثي القوة المدرعة المهاجمة للفلوجة والسبب في ذلك وبعد نصر وتمكين الله العزيز القوي فوق كل قوي فإن أولي البأس ورجال التصنيع العسكري قد أعدوا العدة من السلاح المناسب لهذه الدروع المرعبة وقد فصل ذلك الأخ المجاهد محب المجاهدين جزاه الله خيراً . فبالفعل كانت معارك الفلوجة من المعارك الخالدة في حياة أمتنا المجيدة لتنضم إلى سجل المعارك الخالدة لأمتنا عبر تاريخها المجيد ، فسوف يشير إليها الأجيال القادمة كما يشرون لبدر و الأحزاب وحطين والقادسية وعين جالوت .....) .
إذن ... ماذا بعد الفلوجة ؟؟؟
و ماذا بعد أن حققت قيادة المقاومة المنصورة بالله أهدافها الإستراتيجية من معارك الفلوجة المباركة ؟؟
و ماذا يعني انسحاب قوات النخبة من القوات المسلحة العراقية من الفلوجة ؟؟
ألا يمكننا أن نعتبرها استراحة المحارب استعداداً لمعركة أخرى ؟؟ أو بمعنى آخر لمعركة كبرى ؟؟؟
وما الذي ترمي إليه أمريكا من لعبة الانتخابات ؟؟
لقد جعلت أمريكا معارك الفلوجة تسارع في إتخاذ القرار المر بالنسبة لهم وهو الانسحاب السريع من العراق ، لكنها الآن تفكر ملياً لما بعد الانسحاب ومن هنا جاء ما تسمى بالانتخابات العراقية ، فأمريكا و إلى حد الآن لم تيأس من العراق ولكن هذه المرة من بوابة أخرى عن طريق المكر والخداع وتذكرون تصريح رايس التي قالت بأن امريكا سوف تستخدم الدبلوماسية في فترة بوش الثانية والدبلوماسية في العُرف السياسي هو الألاعيب القذرة وكانت أول الألاعيب القذرة ( الانتخابات ) ، وتكمن خطورة هذه اللعبة هو التقسيم الطائفي للعراق والعمل على زرع فتنة في العراق يكون أبطالها الدجال الإيراني الحكيم وأتباعه ، فيجب أن لا ننسى خطورة هذا الطرح ولن ننسى بأن إثارة الغريزة الطائفية من قبل هؤلاء قد نجحت إلى حدٍ ما من خلال التفجيرات لمساجد الشيعة والعمل على التذكير بحقوق الشيعة المسلوبة التي حان الوقت لانتزاعها و الكل يعلم بأنه سيتحول كل من يدخل سلك الجيش والشرطة من عميل ينظر له الشعب العراقي بريبة إلى بطل وشهيد يشجع الغير على الانضمام وبالتالي يصبح صراع عقائدي يصعب التحكم به ، فمن جهة ستصبح المقاومة مدعومة من قبل السنة وستُعزل المقاومة في الأوساط الشيعية ، وبالتالي فإن أمريكا ستعمل إلى تدريب أتباع هؤلاء المغرر بهم وتسليحهم طبعاً بعد انسحابها من العراق الى قواعدها في المنطقة و ترقب الصراع عن قُرب بين المقاومة وهؤلاء الذي سيستمر لسنوات يستنزف كل طرفٍ الآخر ، وعندها تدخل أمريكا من جديد إلى العراق تحت ذريعة القضاء على الحرب الأهلية .
فقيادة المقاومة القيادة الشرعية لكل العراقيين تعي مثل هذا الطرح وتعي خطورته ، ومن هنا جاء انسحاب قوات النخبة من القوات المسلحة للمقاومة والتحرير من الفلوجة وبدأ الإعداد لمعركة الحسم والتي أعتقد بأنها واقعة لا محالة فلا تستعجلوا فمعركة مثل هذه سيستغرق الإعداد لها طويلاً أو بالأحرى وضع اللمسات الأخيرة لها ربما عدة شهور ، فإعداد الجيش العميل وتدريبه سيستغرق وقت طويل يصل إلى سنة أو أكثر على أقل تقدير وفي هذه الأثناء ستستمر وتصعد جيوش المجاهدين المتمثلة ( بجيش محمد وكتائب المجاهدين وكتائب البعث وفدائي صدام وجيش المهدي والجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين و جيش أنصار السنة.....الخ ) في عمليتها ضد العلوج والعملاء وتضرب أي بنية تحتية لأي دولة يريد أن ينشأها الإحتلال ، كل هذه العمليات ستعمل على أن تزهق نفوس عدد من المغرر بهم في الشارع العراقي الذين طبلوا للانتخابات ، وحتى يصلوا هؤلاء المغرر بهم إلى مرحلة الملل واليأس من هذه الانتخابات أو غيرها .
فبعد مهزلة الإنتخابات لا ننكر بأن قطاع لا بأس به من المغرر بهم من الشعب العراقي تحمسوا لها وفق ما غررت بهم المرجعية الإيرانية المتمثلة بالسستاني بل وإصدار الفتاوى بأنه من لم يصوت سيدخل النار أو أي شيء من هذا القبيل .
إذن .. ومن ضوء المعطيات السابقة ....
نقر بحتمية معركة الحسم الكبرى التي أعتقد بأنها أصبحت على الأبواب قد تسألون لماذا أنا متأكد إلى هذا الحد ؟؟
أولاً .. من البيانات الأخيرة للمقاومة وبالتحديد البيان الناري لحزب البعث الذي كان بعنوان ( أهتفوا للنصر الآتي ... أهتفوا لجند صدام حسين ) .. وفيه أثنى على رجال الحرس الجمهوري أبطال معارك الفلوجة وأبطال المعركة القادمة بإذن الله وخرج البيان عن اطار التحليل السياسي والاستراتيجي للأحداث ، وكان بالدرجة الأولى تعبوي ولم نشهد بيان للحزب مثل هذا منذ فترة ليست بالقصيرة .
ثانيا .. تصريحات العديد من السياسيين الأمريكيين الذي يعون حتميتها والتي ستكون فضيحة لأمريكا بجلاجل ولن يستطيعوا أن يتكتموا إعلاميا كما فعلوا بالفلوجة وغيرها وتذكرون ما قاله السناتور الأمريكي ادوارد كيندي الذي قال ( يجب علينا أن ننسحب قبل أن تحدث الكارثة ) هذا بالإضافة إلى التسريبات الصحفية من بعض الصحف الأمريكية التي قالت بأن المقاومة تخطط لاقتحام بغداد ، ولا تنسوا تصريح العلج رامسفيلد الذي قال ( يجب علينا تدريب القوات العراقية سريعا ) .
إذن .. فهم في سباق زمني مع المقاومة لكنه حتما سوف تربحه المقاومة بالتأكيد بنصر الله وتمكينه .
و إلى أن تحين ساعة الصفر تستمر جيوش الجهاد ومليشيات المقاومة المنتشرة في أنحاء العراق تُمهد الأجواء المناسبة لأولي البأس الشديد جند الله ورسوله ليلعبوا جولتهم الحاسمة ويستردوا بغداد الرشيد عاصمة الخلافة الإسلامية القادمة بإذن الله على جثث وجماجم المتآمرين ، وعندها سيعلن خليفة المسلمين المنصور بالله النصر المؤزر ، وعندها سنبايعه خليفة علينا يقودنا إلى القدس بإذن الله.
والله أكبر .... الله اكبر ... والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولجند الله أولي البأس الشديد .