منصور بالله
23-02-2005, 11:46 PM
لماذا قررت تل أبيب تصفية رفيق الحريري جسديا ؟
مسئولية امن الحريري الشخصي كانت موضوعة بيد خبراء أمريكيين وفرنسيين؟
وموكبه كان دائما مزودا بتجهيزات الكترونية يمكنها الكشف عن بعد عن العبوات الناسفة
الجريمة تستهدف اغتيال الدور الأقليمي لسوريا وتصفية وجود حزب الله
ً
تحليل اخباري يكتبه صلاح بديوي :-
bediwy3@hotmail.com
قوبلت نظرية اتهام سوريا بأنها وراء اغتيال رفيق الحريري بالرفض وذلك لكون أن اللبنانيين يعرفون بأن سوريا ليست المستفيد من الجريمة، انما هي المتضرر الاول منها .
ومحاولة الصاق التهمة بسوريا أدواتها عناصر بالمعارضة اللبنانية تدعمهم فرنسا بالتحديد وواشنطن بل وتل ابيب ، والواضح أن الصهاينة نفذوا تلك العملية لحساب تلك العناصر و للاستيلاء بالقوة علي السلطة في بيروت وضم لبنان الي جبهة الحلف الصهيوني الامريكي وتهديد الامن القومي العربي السوري اللبناني وللأسف فأن تلك العناصر كان رفيق الحريري قد اتجه للارتباط بها لكن بتأني وهو هنا كان يمسك العصا من النصف و يوم ترك الوزارة اتاح للصهاينة الفرصة لكي يقرروا تصفيته ويتهموا سوريا .
ومن هنا فلقد تابعت في الاسبوع المنقضي مؤتمرا صحفيا لتلك العناصر والتي تنتسب للمعارضة اللبنانية وانا في شبه ذهول بأن تصل الوقاحة بلبنانيين ان يعلنوا علي ارض لبنانية مخططات لأستدعاء الغزاة الي وطنهم والتآمر المباشر علي سوريا .
ومن أهم العوامل التي تجعل اللبنانيين يستبعدون توجيه أية اتهامات لسوريا في حادثة الحريري ان عملية اغتياله تهييء المسرح المحلي والاقليمي والعالمي لإجبار سوريا علي قبول ما لم تقبل به من قبل لها أو للبنان.
وهذا ما يشهده المواطن العربي في المتابعة الاخبارية يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة. وابتداء من مطلب عناصر من المعارضة اللبنانية بعد ساعات من اغتيال الحريري بضرورة انسحاب القوات السورية من لبنان وطلب التدخل الدولي بل واتفاق قادة تل ابيب معها وذلك قبل موعد الانتخابات البرلمانية في شهر مايو القادم، إلي المطلب الفرنسي الذي أعلنه شيراك حين طالب بتحقيق دولي في اغتيال الحريري، جاك شيراك والذي حرص علي انتهاك سيادة لبنان تحت ستار عزاء اسرة الحريري دون ان يراعي ان للبنان قيادة يجب أستئذانها ، وإذ يطالب شيراك بهذا التحقيق الدولي فأن تلك المطالبة من جانبه هي بمثابة خطوة اولي نحو تدويل الأزمة في لبنان، حتي رد فعل البيت الابيض الأمريكي الذي اقتحم المشهد متحدثا عن معاقبة المرتكبين دوليا بلهجة قريبة من تلك التي استخدمها قبيل غزو العراق وهو الغزو الذي تدفع واشنطن ثمنه غاليا الان .
والتركيز علي سوريا يجعل تل ابيب وهي المرتكب الرئيسي للجريمة في مأمن . فإسرائيل تهدف الي اجبار سوريا علي الدخول في سلام معها مجردة من اي قدرة تفاوضية، ومعزولة اقليميا ودوليا ومرهقة اقتصاديا. وهو هدف تعمل واشنطن علي إنجازه لاسرائيل بسياسة محاسبة سوريا التي بدأت في أروقة اللوبي الاسرائيلي في واشنطن وتطورت لتصبح قانونا في الكونجرس الأمريكي، وتصاعدت لتصبح قرارا من مجلس الأمن الدولي يحمل رقم 1559.
والذي استقال بعد صدوره الحريري وهو قراريجبر لبنان وسوريا علي تنفيذ ه وهو ما يشكل سابقة مريبة للتدخل في الشئون الداخلية للدول أمر يصعب تحقيقه طالما حافظ لبنان وسوريا علي موقف واحد ازاءه
إن تمسك سوريا ولبنان معا بعلاقتهما الاستراتيجية والحيوية كان سمة المرحلة المهمة التي أدت الي تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي بقوة المقاومة المسلحة. وهذه المرحلة وسماتها هي ما تريد إسرائيل والولايات المتحدة انهاءه، وهما مستعدتان للقيام باي عمل. وتحت معني كلمتي " اي عمل" يندرج هذا العمل الخطير والمأساوي: اغتيال الحريري.
ان خبرة سنوات الحرب الاهلية في لبنان قد علّمت الشعب اللبناني أن إسرائيل هي التي تملك الامكانات التقنية لمثل هذا النوع من التفجيرات الضخمة، لديها الادوات الالكترونية لتنفيذه. وفي اغتيال الحريري لابد ان يؤخذ بعين الاعتبار جانب اغفلته اجهزة الاعلام الغربية (والعربية) وهو ان مسئولية امن الحريري الشخصي كانت موضوعة بيد خبراء أمريكيين وفرنسيين. وان موكبه كان دائما مزودا بتجهيزات الكترونية يمكنها الكشف عن بعد عن العبوات الناسفة مثل السيارات المفخخة. والسؤال من يستطيع ان يعطل فعل هذه التجهيزات بان يخترق ترميزها الالكتروني سؤال محصورة اجابته باسرائيل دون غيرها.
ويصبح السؤال التالي: بمعرفة أمريكا او بدون علمها سؤالا شكليا قابلا للتأجيل في مواجهة حقيقة واضحة- او لا بد ان تكون واضحة- هي ان تنفيذ القرار 1559 قد بدأ عمليا باغتيال الحريري. فقد بدأ في اللحظة نفسها اغتيال دور سوريا في لبنان ودورها الاقليمي. وتبدأ في اللحظة نفسها خطة اغتيال حزب الله.
لكن المسألة في بعدها القومي اوسع وابعد من لبنان وسوريا وابعد كثيرا من قرار مجلس الامن رقم 1559، الذي لم يجد له جورج بوش وارئيل شارون طريقا الي التنفيذ الاّ هذا الطريق الدامي..... وان طال الزمن.
مسئولية امن الحريري الشخصي كانت موضوعة بيد خبراء أمريكيين وفرنسيين؟
وموكبه كان دائما مزودا بتجهيزات الكترونية يمكنها الكشف عن بعد عن العبوات الناسفة
الجريمة تستهدف اغتيال الدور الأقليمي لسوريا وتصفية وجود حزب الله
ً
تحليل اخباري يكتبه صلاح بديوي :-
bediwy3@hotmail.com
قوبلت نظرية اتهام سوريا بأنها وراء اغتيال رفيق الحريري بالرفض وذلك لكون أن اللبنانيين يعرفون بأن سوريا ليست المستفيد من الجريمة، انما هي المتضرر الاول منها .
ومحاولة الصاق التهمة بسوريا أدواتها عناصر بالمعارضة اللبنانية تدعمهم فرنسا بالتحديد وواشنطن بل وتل ابيب ، والواضح أن الصهاينة نفذوا تلك العملية لحساب تلك العناصر و للاستيلاء بالقوة علي السلطة في بيروت وضم لبنان الي جبهة الحلف الصهيوني الامريكي وتهديد الامن القومي العربي السوري اللبناني وللأسف فأن تلك العناصر كان رفيق الحريري قد اتجه للارتباط بها لكن بتأني وهو هنا كان يمسك العصا من النصف و يوم ترك الوزارة اتاح للصهاينة الفرصة لكي يقرروا تصفيته ويتهموا سوريا .
ومن هنا فلقد تابعت في الاسبوع المنقضي مؤتمرا صحفيا لتلك العناصر والتي تنتسب للمعارضة اللبنانية وانا في شبه ذهول بأن تصل الوقاحة بلبنانيين ان يعلنوا علي ارض لبنانية مخططات لأستدعاء الغزاة الي وطنهم والتآمر المباشر علي سوريا .
ومن أهم العوامل التي تجعل اللبنانيين يستبعدون توجيه أية اتهامات لسوريا في حادثة الحريري ان عملية اغتياله تهييء المسرح المحلي والاقليمي والعالمي لإجبار سوريا علي قبول ما لم تقبل به من قبل لها أو للبنان.
وهذا ما يشهده المواطن العربي في المتابعة الاخبارية يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة. وابتداء من مطلب عناصر من المعارضة اللبنانية بعد ساعات من اغتيال الحريري بضرورة انسحاب القوات السورية من لبنان وطلب التدخل الدولي بل واتفاق قادة تل ابيب معها وذلك قبل موعد الانتخابات البرلمانية في شهر مايو القادم، إلي المطلب الفرنسي الذي أعلنه شيراك حين طالب بتحقيق دولي في اغتيال الحريري، جاك شيراك والذي حرص علي انتهاك سيادة لبنان تحت ستار عزاء اسرة الحريري دون ان يراعي ان للبنان قيادة يجب أستئذانها ، وإذ يطالب شيراك بهذا التحقيق الدولي فأن تلك المطالبة من جانبه هي بمثابة خطوة اولي نحو تدويل الأزمة في لبنان، حتي رد فعل البيت الابيض الأمريكي الذي اقتحم المشهد متحدثا عن معاقبة المرتكبين دوليا بلهجة قريبة من تلك التي استخدمها قبيل غزو العراق وهو الغزو الذي تدفع واشنطن ثمنه غاليا الان .
والتركيز علي سوريا يجعل تل ابيب وهي المرتكب الرئيسي للجريمة في مأمن . فإسرائيل تهدف الي اجبار سوريا علي الدخول في سلام معها مجردة من اي قدرة تفاوضية، ومعزولة اقليميا ودوليا ومرهقة اقتصاديا. وهو هدف تعمل واشنطن علي إنجازه لاسرائيل بسياسة محاسبة سوريا التي بدأت في أروقة اللوبي الاسرائيلي في واشنطن وتطورت لتصبح قانونا في الكونجرس الأمريكي، وتصاعدت لتصبح قرارا من مجلس الأمن الدولي يحمل رقم 1559.
والذي استقال بعد صدوره الحريري وهو قراريجبر لبنان وسوريا علي تنفيذ ه وهو ما يشكل سابقة مريبة للتدخل في الشئون الداخلية للدول أمر يصعب تحقيقه طالما حافظ لبنان وسوريا علي موقف واحد ازاءه
إن تمسك سوريا ولبنان معا بعلاقتهما الاستراتيجية والحيوية كان سمة المرحلة المهمة التي أدت الي تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي بقوة المقاومة المسلحة. وهذه المرحلة وسماتها هي ما تريد إسرائيل والولايات المتحدة انهاءه، وهما مستعدتان للقيام باي عمل. وتحت معني كلمتي " اي عمل" يندرج هذا العمل الخطير والمأساوي: اغتيال الحريري.
ان خبرة سنوات الحرب الاهلية في لبنان قد علّمت الشعب اللبناني أن إسرائيل هي التي تملك الامكانات التقنية لمثل هذا النوع من التفجيرات الضخمة، لديها الادوات الالكترونية لتنفيذه. وفي اغتيال الحريري لابد ان يؤخذ بعين الاعتبار جانب اغفلته اجهزة الاعلام الغربية (والعربية) وهو ان مسئولية امن الحريري الشخصي كانت موضوعة بيد خبراء أمريكيين وفرنسيين. وان موكبه كان دائما مزودا بتجهيزات الكترونية يمكنها الكشف عن بعد عن العبوات الناسفة مثل السيارات المفخخة. والسؤال من يستطيع ان يعطل فعل هذه التجهيزات بان يخترق ترميزها الالكتروني سؤال محصورة اجابته باسرائيل دون غيرها.
ويصبح السؤال التالي: بمعرفة أمريكا او بدون علمها سؤالا شكليا قابلا للتأجيل في مواجهة حقيقة واضحة- او لا بد ان تكون واضحة- هي ان تنفيذ القرار 1559 قد بدأ عمليا باغتيال الحريري. فقد بدأ في اللحظة نفسها اغتيال دور سوريا في لبنان ودورها الاقليمي. وتبدأ في اللحظة نفسها خطة اغتيال حزب الله.
لكن المسألة في بعدها القومي اوسع وابعد من لبنان وسوريا وابعد كثيرا من قرار مجلس الامن رقم 1559، الذي لم يجد له جورج بوش وارئيل شارون طريقا الي التنفيذ الاّ هذا الطريق الدامي..... وان طال الزمن.