هند
23-02-2005, 06:01 PM
لماذا سياسة ديمقراطيات الغرب ممارسة من دون إختصاص؟!
شبكة البصرة
د. عبدالله شمس الحق
كنت أسأل نفسي .. حينما يعصف بنا مرض ما نلجأ الى الطبيب ..؟! ولو أراد من منا تشييد بيت لجأ الى (معماري) ليقضي حاجته ..!! ومن رغب منا شراء
(مركبة) أستشار ذوي خبرة وأختصاص ..! وهلما جرى ، وكما يقول المثل العربي (أعطي العجين الى خبازه)!! إذن فلكل منا قدرته المحدودة في معالجة شمولية المتطلبات التي تتزاحم علينا في هذه الحياة اللعينة !! فاللحكمة (حكيمها)
وللعدل (قضاتها) وللشعر(شعراءها) وللكتب (كتابها) ولكل حاجة بين أيدينا لها (صناعها) .. بل والغريب أن لكل حاجة نبغيها اليوم .. العديد من الأساليب التي تدلك لمطلبك !! قد يكون صديق أو يافطة كتب عليها (نحن مستعدون لكذا وكذا) !! أو إعلانات باتت مهنة مضافة في القيمة على ما تود من حاجة تصل اليها .. !! يا صاحبي الذي تقرأ سطوري لا تملني ..! فأنني قادم اليك بكشف ما أضمر اليك في مقالي ..! فمنكم زار تلك البلدان التي تقال عنها (متقدمة) أو (متطورة(- في أوربا وأميريكا - وذهل لما فيها من تنظيمات تخصصية (عتية) في معالجة متطلبات الإنسان التي يبغي ..!! حتى في البعض منها يكاد (الشرقي) منا ينفجر من شدة التخصيص في الأختصاصات التي تتبنى تقديم المعالجات في تلك الدول..! وبالنسبة للمهتمين والدارسين والمتخصصين لايعني هذا الأفراط المتزايد في توالد التخصصات .. إلا نوعا ً من أنواع الوسائل الناتجة من طبيعة متطلبات النظم والمجتمعات الرأسمالية من أجل صيرورة الحركة الفائدية لرؤوس الأموال في تلك البلدان ..! ولنسلم بالأمر .. ولنقل كما يقول (عشاق) الحياة الغربية والأميريكية إنها كذلك (رائعة) في التنظيم التخصصي ..!! ولكن من الغريب أن تجد في كل ذلك الزخم المستفحل من التخصصات .. أن (السياسة) لم تجاز لتمارس من متخصصين (مؤهلين) في تلك البلدان ..! وهي البلدان التي (قرعت رؤوسنا) بإدعاءاتها (الديمقراطية) !! تلك الديمقراطية التي تتجسد في أعلى صورها في الموسيميات الإنتخابية..! فالكل يشارك (الهومليس والغني .. الفلاح والمعملي .. الطيار والنجار .. البقال والسمسار .. الشريف واللوطي .. المجرم والبرئ .. المطعمجي والفيترجي .. المتدين والقواد .. الأمي والمتعلم .. المحافظ والحشاش .. العفيفة والقحباء .. الكادح والسارق والقمرجي....) كل أنماط البشر ..! تمارس الديمقراطية (حكم الشعب لنفسه) !! ومع إنسدال ستار الإنتخابات .. يعود الشعب ليحكم نفسه بتلك الحريات (الرائعة) - الزنا المتشعب الألوان .. الخمر بأنواع وأطنان .. ملايين العجائز المستأنسة من شدة وحدتها مع الكلاب والقطط والبعض البسيط من أليف الحيوان !! حانات بارات مؤنسات ليس لها حدود لتخدير الإحسان في النفس .. وإثارة مافيها من سوء !! وكل أنواع ما يحلو للمرء من حريات المنفلتة في إضطهاد الأخلاق ..!
{ قال تعالى - فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ..إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون }- التوبة 55 - نعم كل تلك الوسائل المتوافرة بحرية من أجل الفساد بين أيدي الشعوب في تلك البلدان وهي تعدّ ُ أفضل الإمكانات لديها في تطوير الوسائل ذاتها في (سيطرة الشعب على نفسه) !! من إنتخاب لإنتخاب !! أما في الجهة الأخرى من الستار بعد أن أُسدل .. أولئك المنتخبين الفائزين دوما ً بأغلبية الأصوات (الفئوية المتوارثة إنتخابيا ً للسلطة..! بل أصبح كل منتخب من الرئيس حتى أدنى موقع بين سلطات الدولة المنتخبة..!! و يتباهى بمعرض (صور آباءه) الذين فازوا في الأنتخابات مثله من قبل وعلى مدى تاريخ البلاد في نشوء عهد الديمقراطيات - الإنتخابات...!! بل ومنهم بكل فخر وتباهي ينشر تلك الصور والتواريخ ونبذ مختصرة عن حياة كل من (أباءه الأولين) في أروع طباعة من الكتب والمجلات..!!
نعم أيها القارئ العزيز .. في كل ما تريده هناك إختصاص .. إلا سياسة الإنتخابات في (البلدان الديمقراطية) !! فهي مهنة دون إختصاص !! لا يظن البعض منكم أننا ضد الإنتخابات والحريات ..! ولا نقصد تجريح المستويات غير إختصاص في السياسة ودراية في شؤون الدولة ولعب الإنتخابات لا سامح الله ..! لكنني سأروي لكم هذه الحكاية لربما تفهموا أفضل منا مقصودنا دون زعل وإتهام - : كان لي جار وصديق (سمكري / أبو عمر) محله في (شارع شيخ عمر) وذات يوم كانت في سيارتي مشكلة - أي عطل - أخبرته بها .. فأخبرني تعال عندي في (المحل) .. سوف أدع (أبو زينب) - الفيترجي - وأنت تعرفه وهو بجنب (محلي) أن يصلح لك (السيارة) بينما أنت تدرش معنا حول (إستقراءاتك لما يمر به البلد في ظل أوضاع الحصار .. إذ يطيب لنا أن نسمع منك وأنت مختص وتدرس السياسة .. وفي اليوم التالي وأنا في طريق عودتي من الجامعة .. عرجت حسب الإتفاق الى (صاحبي) في (شيخ عمر) .. وبعد السلام والتحية .. طلب من جيرانه المهني (أبو زينب) أن يركن سيارتي ليبدأ العمل بها ..! دعا (أبو عمر) البعض من أصدقاء المهنة للمشاركة في راحة من الدردشة السياسية .. مبلغهم بحضوري إعتزازا ًبي ..!! وكانوا هؤلاء جيرة (أبو عمر) قد إعتادوا (دردشتي) - كما يبغيها (أبو عمر) الطيب- لعدد من المرات ..!! فألتم بنا الجمع على فسحة لنجلس فوق (كراسي الفيترجية - تنكات مكعبة - فارغة لكنهم كالعادة أعطوني أفضلها للجلوس) وأمتد (أبو زينب) على بعد (متر واحد) عنا تحت (سيارتي) ليبدأ العمل بها .. وحضر (الچايچي) !! وإستفتح (أبو عمر) - كعادته- مسالك الحديث ..! فبدأنا بدورنا الجواب ..! لكن الأمر الغريب .. (أبو زينب) - بين حين وحين ينط بتغريدة مزعجة - من تحت السيارة .. مقاطعا ً حديثي !! برأي ٍ مستهجن في السياسة وعجيب !! (ردعه أبو عمر والأخرون) لعدة مرات (بلغة الفيترجية) التي تثير الدهشة .. ولكن لايفيد !! (أبو زينب) مصر للتسّيد اليوم على القوم في الأثنين معا ً(الفيترجغلية والسياسة) !! .. فلم أجد حلا ً - سوى النهوض من مكاني دون سابق إنذار - ومسكت بقبضتيّ من قدمي (أبو زينب) الظاهرتين .. !! وسحبته بقوة من تحت (سيارتي) !! وهو يصيح (أخخخخخ) !! - طبعا ً والكل مندهش لما يجري ومذهول - ثمّ تمددت على الأرض .. أنا وبدلتي (التي كانت بالصدفة المرة الأولى أرتديها) لأدخل مكان (أبو زينب العندليب)!! وصرخت من تحت السيارة (بلغة الفيترجية) !! - ((ولك أنت أبو زينب إنطيني إسبانة 13 .. ولك إبساع أركض) !! فسمعته يدردم مع الأخرين ويتسآل منهم مستغربا ً - ((هاي شبيه الدكتور .. شنو يمعودين صارله شي)) ! .. فصرخت به مرة أخرى - ((ولك إبو زينب .. ناوشني الإسبانة ..! ولك صدك إنت متستحي ..! صاير براسنا فيترجي ومفتح محل !!)) فأجابني على الفور وبجدية - ((يابه دكتور لعد ليش جيبت السيارة إذا حضرتك تعرف تتفيتر بالسيارات .. تره ما أسمحلك تحجي هالحجي)) .. خرجت من تحت (السيارة) - ومظهري كما يبدوا أصبح مثيرا ً للجميع ومازالوا ينتظرون زوال ذهولهم المفاجئ - فقلت (لأبو زينب) إذا كنت لاتسمح لي في أن أحل مكانك .. فكيف لي أتحمل مداخلاتك السخيفة بين دقيقة ودقيقة في إختصاصي .. الذي قضيت أطلب العلم فيه منذ (عقدين) .. عندها فقط ضحك الجميع وزال الذهول - ومنهم من يقول - ((عفية دكتور على هالطلعة)) ومنهم يقول -((عفية دكتور على هالرزالة ..!)) أما (أبو زينب) من حدة حرجه ، قسم ّ بأن يعوضني ببدلة غير البدلة التي خسرتها نتيجة تلقينه درسا " في إحترام معنى الإختصاص!!
نعم يا قارئي .. لا أقصد سوى ذلك ..! فكيف في هذه البلدان تنقسم أداءات البشر الى إختصاص ثم ّ في البعض من الإختصاص هنالك إختصاص منشق من إختصاص .. بل وأهل التجربة في هذه الدول وبين شعوبها ..! يشهد معنا : كيف أن القانون يحمي الأداءات وجميع المهن والأعمال وفق الإختصاص .. بل ومواطنيهم كثيرا ً ما أصبح معتادا ً لتلفظ عبارة - ((أنه ضد القانون)) !! معبرا ً في الرد على أحدهم (يمارس عملا ً لايدخل في إختصاصه حتى لو كان غير مهما ً ويتقنه القائم به بمهارة) ..!!
بناءا ً على ما ورد ، كيف يمكن للمواطن الإعتيادي أن يتحمل (مسؤولية تاريخية وسياسية وإنسانية تترتب عليه سمعة بلاده) ..!! وهو ينتخب (شخصا ً) غير كفوء سيحلّ ُ في موقع في السلطة - بالله عليكم ..! فلنبسط الأمر - وكما تشاؤون - كيف للقوادين .. والحشاشين .. والمجرمين .. واللواطين .. والقحاب .. والسراق والقمرجية .. وووو.. يعرفون معنى المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تقرير سمعة بلادهم .. وينتخبون بحق منْ يفيد سمعة بلادهم .. إن كانوا لا يجيدون معنى الشرف في الحفاظ على سمعة أنفسهم ..! ألم يبين الرسول - ص - وهو يقول - أن ذوي العلم هم أفضل من يتذوقوا طعم الإيمان - !! أليس صدقا ً وهو يخبرنا - ((إذا ضيعت الأمانة فإنتظروا الساعة ، فقيل له كيف يارسول الله ؟! فقال إذا أ ُسند الأمر الى غير أهله .. فإنتظروا الساعة )) - صدق رسول الله - !!
إذن مالسرّ في هذه النظم في البلدان المتقدمة أن تبقي ممارسة السياسة - الإنتخابات - في متناول العامة .. تضيع من دون (إختصاص)؟! الجواب بسيط جدا ً وفق حديث الرسول - ص - ليستمر أصحاب دعاة (الباطل) في تحقيق ما يبغون والتحكم بمصائر الشعوب !! من دون الإلتفاف لتلك القيم الأنسانية التي يفترض للبشر العمل بها والحفاظ عليها ..! فلو إستشهدنا اليوم فقط بما فرزتها الإنتخابات الأميريكية من (بوش الصغير) !! لعلمنا فائدة تلك ( السياسة ) في الممارسة ( الديمقراطية ) لتكون بمتناول العامة وليس (أهل معرفة) إن لم نقل ( أهل إختصاص )!! - فخذوا على سبيل المثال - أبربكم أيها الشرفاء والمؤمنين - منْ منكم يقر السلامة والصدق في الأنتخابات الإمريكية - ولقد تمت المتاجرة ( بالأصوات ) بتسعيرات مختلفة وفق ( الطبقات الأجتماعية ) ..! حتى كانت الساعات الأخيرة فضيعة في نشاط حركة (( جماعات )) مكلفة من ( الحزب الجمهوري ) لنقل ( الهومليسيسزية - المشردين - والمتناولين للمخدرات ) الى مراكز الإنتخابات مقابل ( 50) دولار ..! ( وللعلم لقد بلغ عددهم وفق آخر التقديرات ( 35) مليون ) ..! ولايتصور القارئ أننا نكشف سرا أو أنهم يمارسون شيئا ً ضد القانون ..! بل أن القانون نفسه كفل لهم مثل هذه الحقوق تحت ما يسموه ( بالدعاية الإنتخابية ) !! ..! بل الناشطين في العمل على ( الإنترنيت ) في المواقع الإمريكية .. لابد لهم ووجدوا تلك المئات من العروض التي تظهر فجأة أمامه لتخبره ( بمجرد أن تضغط - نعم - لبوش ) فأنك تستلم 50 دولارا ً ) !!
ياللسخرية !! ويخدعون أمم وشعوب .. أنهم يمارسون ( السلطة ) بالنيابة عن الشعوب ..! لقد أخبرنا صديق يعرف أحدهم منْ ( المجنسين بالجنسية الأميركية ) !! لقد ساقه الزمان ليكون بين ( المتشردين والمنحرفين ) هناك .. إذ قال له - (( شاركت لأول مرة بالإنتخابات الأميريكية بعد إكتسابي الجنسية منذ 7 سنوات .. وحصلت ُ200 دولار بمجرد ( شخطة قلم أمام إسم بوش ) وكنت أتمنى لوكان عددنا أقل لكانت الحصة أكبر- وهو يقصد المشردين معه الذين تم تجميعهم -!! إنتظر يا عزيزي القارئ إقرأ ماذا أضاف هذا الصعلوك (العربي) لصاحبنا وهو يقول له (( بربك هل من رؤساءنا كان له أن يعطينا قرش پارة لو إنتخبناه ....)) ..! إذا كان هذا مثال لأميريكي / عربي مجنس .. فكيف سيكون حال الأميريكي - أي غير العربي وغير المجنس - !!
أي نوع من الأضطهاد للأخلاق الأنسانية تقدمها هذه ( الديمقراطيات !! ) .. أي إنحلال مجتمعي حل ّ في العالم الغربي والأميريكي .. يريدون تصديره الينا للبلاد ..! لا يظنّ ُ أحدكم بنا سوءا ً ..!~! صحيح نحن لسنا مع ( ديمقراطيات ) التوريث الفئوي والإضطهاد الخلقي الصريح الذي يجري للمجتمعات االأوربية والأميريكية ومثيلاتها في ظل نظمها السياسية !! لكننا مع الخير مع الأيمان .. الذي لابديل عنه في تقرير حرية الأنسان التي تنمي في داخله قيم الضرورة الخلقية التي من أجلها فضلنا الله على بقية خلائقه ..! وبعث فينا سيد كائناته ..! نحن مع تلك ( الشورى ) التي ُفصلت لنا كأمة عربية إسلامية ..! وليس سواها التي تجعل ( المؤهلين ) في القمم من الدولة!! وليس سواهم منْ يحسنوا ديمومة خلق هذه الأمة ..! الشورى لا تعني- لا كل من هب ودب يشارك في إنتخاب ( قادة الأمة ) ، أنما أصحاب الأختصاص في قيم وأخلاق والعادات النبيلة لهذه الأمة .. من ذوي العقل القادرين على تقديم المشورة الصحيحة في من يتولى قيادة هذه الأمة .. !! فتبا ً لكم من سواها..! أيها الغافلون !! أنظرُ الى كتابكم - القرآن - إنه يساوي بين عبد وعبد ولافرق بينهما إلا بالتقوى !! لكن هذا الكتاب العظيم ميزّ بين عبد وعبد في شئ واحد في كل ما ورد في آيات الذكر الحكيم .. ذلك التمييز الوحيد بين عباده القائم على العلم الذي أقره الله لأنه الحق علام الغيوب كي نمتثل له وهو الذي نص عليه بقوله تعالى -
هل يـستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون !!
وكأن شأنه (جلا وعلا) يريد القول بنا - هل يستوي من يتحمل المسؤولية القيمية الأنسانية الأخلاقية المؤمنة بربها ويدرك معنى تحمل هذه الأمانات الثقال مع من لايدرك مسؤوليتها ؟!! هل يستوي أهل الإختصاص بالمسؤولية مع منْ لم يختص بالمسؤولية .. ؟!!
ونحن نتسآل - هل يُعقل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم أن يطوون
(كتاب الله) .. ويرضون من ( أكلة وحضنة الخنازير والكلاب ) توريد نماذجهم المنحلة في ( الحرية ) !! ... والله لهو أفضل لي أن أبقى فقيرا ً تحت حكم حاكم عربي مسلم متشدد لايضطهد أخلاقنا وقيمنا الأصيلة ومخلص لدينه وأمته و مازال يأكل لحم ذبيح لا أنال منه .. على أن أكون غنيا ً تحت رئيس كافر منفلت يأكل الخنزير ويأنس الكلاب على فراشه .. بينه وبين زوجته.. ويضطهد الأخلاق والقيم حتى تموت عند الناس وأنال ما أشتهي من اللحوم عنده ..! ولهو أهون عليّ رؤية بائس مسكين مسلم يتوضى خمس مرات ليُطهر وجهه خشية ً من الرب على رؤية غني جاحد كافر يغتسل عشر مرات بالعطور ليستعلي رونقا ً وأناقة على العباد !!
شبكة البصرة
الاحد 11 محرم 1426 / 20 شباط 2005
شبكة البصرة
د. عبدالله شمس الحق
كنت أسأل نفسي .. حينما يعصف بنا مرض ما نلجأ الى الطبيب ..؟! ولو أراد من منا تشييد بيت لجأ الى (معماري) ليقضي حاجته ..!! ومن رغب منا شراء
(مركبة) أستشار ذوي خبرة وأختصاص ..! وهلما جرى ، وكما يقول المثل العربي (أعطي العجين الى خبازه)!! إذن فلكل منا قدرته المحدودة في معالجة شمولية المتطلبات التي تتزاحم علينا في هذه الحياة اللعينة !! فاللحكمة (حكيمها)
وللعدل (قضاتها) وللشعر(شعراءها) وللكتب (كتابها) ولكل حاجة بين أيدينا لها (صناعها) .. بل والغريب أن لكل حاجة نبغيها اليوم .. العديد من الأساليب التي تدلك لمطلبك !! قد يكون صديق أو يافطة كتب عليها (نحن مستعدون لكذا وكذا) !! أو إعلانات باتت مهنة مضافة في القيمة على ما تود من حاجة تصل اليها .. !! يا صاحبي الذي تقرأ سطوري لا تملني ..! فأنني قادم اليك بكشف ما أضمر اليك في مقالي ..! فمنكم زار تلك البلدان التي تقال عنها (متقدمة) أو (متطورة(- في أوربا وأميريكا - وذهل لما فيها من تنظيمات تخصصية (عتية) في معالجة متطلبات الإنسان التي يبغي ..!! حتى في البعض منها يكاد (الشرقي) منا ينفجر من شدة التخصيص في الأختصاصات التي تتبنى تقديم المعالجات في تلك الدول..! وبالنسبة للمهتمين والدارسين والمتخصصين لايعني هذا الأفراط المتزايد في توالد التخصصات .. إلا نوعا ً من أنواع الوسائل الناتجة من طبيعة متطلبات النظم والمجتمعات الرأسمالية من أجل صيرورة الحركة الفائدية لرؤوس الأموال في تلك البلدان ..! ولنسلم بالأمر .. ولنقل كما يقول (عشاق) الحياة الغربية والأميريكية إنها كذلك (رائعة) في التنظيم التخصصي ..!! ولكن من الغريب أن تجد في كل ذلك الزخم المستفحل من التخصصات .. أن (السياسة) لم تجاز لتمارس من متخصصين (مؤهلين) في تلك البلدان ..! وهي البلدان التي (قرعت رؤوسنا) بإدعاءاتها (الديمقراطية) !! تلك الديمقراطية التي تتجسد في أعلى صورها في الموسيميات الإنتخابية..! فالكل يشارك (الهومليس والغني .. الفلاح والمعملي .. الطيار والنجار .. البقال والسمسار .. الشريف واللوطي .. المجرم والبرئ .. المطعمجي والفيترجي .. المتدين والقواد .. الأمي والمتعلم .. المحافظ والحشاش .. العفيفة والقحباء .. الكادح والسارق والقمرجي....) كل أنماط البشر ..! تمارس الديمقراطية (حكم الشعب لنفسه) !! ومع إنسدال ستار الإنتخابات .. يعود الشعب ليحكم نفسه بتلك الحريات (الرائعة) - الزنا المتشعب الألوان .. الخمر بأنواع وأطنان .. ملايين العجائز المستأنسة من شدة وحدتها مع الكلاب والقطط والبعض البسيط من أليف الحيوان !! حانات بارات مؤنسات ليس لها حدود لتخدير الإحسان في النفس .. وإثارة مافيها من سوء !! وكل أنواع ما يحلو للمرء من حريات المنفلتة في إضطهاد الأخلاق ..!
{ قال تعالى - فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ..إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون }- التوبة 55 - نعم كل تلك الوسائل المتوافرة بحرية من أجل الفساد بين أيدي الشعوب في تلك البلدان وهي تعدّ ُ أفضل الإمكانات لديها في تطوير الوسائل ذاتها في (سيطرة الشعب على نفسه) !! من إنتخاب لإنتخاب !! أما في الجهة الأخرى من الستار بعد أن أُسدل .. أولئك المنتخبين الفائزين دوما ً بأغلبية الأصوات (الفئوية المتوارثة إنتخابيا ً للسلطة..! بل أصبح كل منتخب من الرئيس حتى أدنى موقع بين سلطات الدولة المنتخبة..!! و يتباهى بمعرض (صور آباءه) الذين فازوا في الأنتخابات مثله من قبل وعلى مدى تاريخ البلاد في نشوء عهد الديمقراطيات - الإنتخابات...!! بل ومنهم بكل فخر وتباهي ينشر تلك الصور والتواريخ ونبذ مختصرة عن حياة كل من (أباءه الأولين) في أروع طباعة من الكتب والمجلات..!!
نعم أيها القارئ العزيز .. في كل ما تريده هناك إختصاص .. إلا سياسة الإنتخابات في (البلدان الديمقراطية) !! فهي مهنة دون إختصاص !! لا يظن البعض منكم أننا ضد الإنتخابات والحريات ..! ولا نقصد تجريح المستويات غير إختصاص في السياسة ودراية في شؤون الدولة ولعب الإنتخابات لا سامح الله ..! لكنني سأروي لكم هذه الحكاية لربما تفهموا أفضل منا مقصودنا دون زعل وإتهام - : كان لي جار وصديق (سمكري / أبو عمر) محله في (شارع شيخ عمر) وذات يوم كانت في سيارتي مشكلة - أي عطل - أخبرته بها .. فأخبرني تعال عندي في (المحل) .. سوف أدع (أبو زينب) - الفيترجي - وأنت تعرفه وهو بجنب (محلي) أن يصلح لك (السيارة) بينما أنت تدرش معنا حول (إستقراءاتك لما يمر به البلد في ظل أوضاع الحصار .. إذ يطيب لنا أن نسمع منك وأنت مختص وتدرس السياسة .. وفي اليوم التالي وأنا في طريق عودتي من الجامعة .. عرجت حسب الإتفاق الى (صاحبي) في (شيخ عمر) .. وبعد السلام والتحية .. طلب من جيرانه المهني (أبو زينب) أن يركن سيارتي ليبدأ العمل بها ..! دعا (أبو عمر) البعض من أصدقاء المهنة للمشاركة في راحة من الدردشة السياسية .. مبلغهم بحضوري إعتزازا ًبي ..!! وكانوا هؤلاء جيرة (أبو عمر) قد إعتادوا (دردشتي) - كما يبغيها (أبو عمر) الطيب- لعدد من المرات ..!! فألتم بنا الجمع على فسحة لنجلس فوق (كراسي الفيترجية - تنكات مكعبة - فارغة لكنهم كالعادة أعطوني أفضلها للجلوس) وأمتد (أبو زينب) على بعد (متر واحد) عنا تحت (سيارتي) ليبدأ العمل بها .. وحضر (الچايچي) !! وإستفتح (أبو عمر) - كعادته- مسالك الحديث ..! فبدأنا بدورنا الجواب ..! لكن الأمر الغريب .. (أبو زينب) - بين حين وحين ينط بتغريدة مزعجة - من تحت السيارة .. مقاطعا ً حديثي !! برأي ٍ مستهجن في السياسة وعجيب !! (ردعه أبو عمر والأخرون) لعدة مرات (بلغة الفيترجية) التي تثير الدهشة .. ولكن لايفيد !! (أبو زينب) مصر للتسّيد اليوم على القوم في الأثنين معا ً(الفيترجغلية والسياسة) !! .. فلم أجد حلا ً - سوى النهوض من مكاني دون سابق إنذار - ومسكت بقبضتيّ من قدمي (أبو زينب) الظاهرتين .. !! وسحبته بقوة من تحت (سيارتي) !! وهو يصيح (أخخخخخ) !! - طبعا ً والكل مندهش لما يجري ومذهول - ثمّ تمددت على الأرض .. أنا وبدلتي (التي كانت بالصدفة المرة الأولى أرتديها) لأدخل مكان (أبو زينب العندليب)!! وصرخت من تحت السيارة (بلغة الفيترجية) !! - ((ولك أنت أبو زينب إنطيني إسبانة 13 .. ولك إبساع أركض) !! فسمعته يدردم مع الأخرين ويتسآل منهم مستغربا ً - ((هاي شبيه الدكتور .. شنو يمعودين صارله شي)) ! .. فصرخت به مرة أخرى - ((ولك إبو زينب .. ناوشني الإسبانة ..! ولك صدك إنت متستحي ..! صاير براسنا فيترجي ومفتح محل !!)) فأجابني على الفور وبجدية - ((يابه دكتور لعد ليش جيبت السيارة إذا حضرتك تعرف تتفيتر بالسيارات .. تره ما أسمحلك تحجي هالحجي)) .. خرجت من تحت (السيارة) - ومظهري كما يبدوا أصبح مثيرا ً للجميع ومازالوا ينتظرون زوال ذهولهم المفاجئ - فقلت (لأبو زينب) إذا كنت لاتسمح لي في أن أحل مكانك .. فكيف لي أتحمل مداخلاتك السخيفة بين دقيقة ودقيقة في إختصاصي .. الذي قضيت أطلب العلم فيه منذ (عقدين) .. عندها فقط ضحك الجميع وزال الذهول - ومنهم من يقول - ((عفية دكتور على هالطلعة)) ومنهم يقول -((عفية دكتور على هالرزالة ..!)) أما (أبو زينب) من حدة حرجه ، قسم ّ بأن يعوضني ببدلة غير البدلة التي خسرتها نتيجة تلقينه درسا " في إحترام معنى الإختصاص!!
نعم يا قارئي .. لا أقصد سوى ذلك ..! فكيف في هذه البلدان تنقسم أداءات البشر الى إختصاص ثم ّ في البعض من الإختصاص هنالك إختصاص منشق من إختصاص .. بل وأهل التجربة في هذه الدول وبين شعوبها ..! يشهد معنا : كيف أن القانون يحمي الأداءات وجميع المهن والأعمال وفق الإختصاص .. بل ومواطنيهم كثيرا ً ما أصبح معتادا ً لتلفظ عبارة - ((أنه ضد القانون)) !! معبرا ً في الرد على أحدهم (يمارس عملا ً لايدخل في إختصاصه حتى لو كان غير مهما ً ويتقنه القائم به بمهارة) ..!!
بناءا ً على ما ورد ، كيف يمكن للمواطن الإعتيادي أن يتحمل (مسؤولية تاريخية وسياسية وإنسانية تترتب عليه سمعة بلاده) ..!! وهو ينتخب (شخصا ً) غير كفوء سيحلّ ُ في موقع في السلطة - بالله عليكم ..! فلنبسط الأمر - وكما تشاؤون - كيف للقوادين .. والحشاشين .. والمجرمين .. واللواطين .. والقحاب .. والسراق والقمرجية .. وووو.. يعرفون معنى المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تقرير سمعة بلادهم .. وينتخبون بحق منْ يفيد سمعة بلادهم .. إن كانوا لا يجيدون معنى الشرف في الحفاظ على سمعة أنفسهم ..! ألم يبين الرسول - ص - وهو يقول - أن ذوي العلم هم أفضل من يتذوقوا طعم الإيمان - !! أليس صدقا ً وهو يخبرنا - ((إذا ضيعت الأمانة فإنتظروا الساعة ، فقيل له كيف يارسول الله ؟! فقال إذا أ ُسند الأمر الى غير أهله .. فإنتظروا الساعة )) - صدق رسول الله - !!
إذن مالسرّ في هذه النظم في البلدان المتقدمة أن تبقي ممارسة السياسة - الإنتخابات - في متناول العامة .. تضيع من دون (إختصاص)؟! الجواب بسيط جدا ً وفق حديث الرسول - ص - ليستمر أصحاب دعاة (الباطل) في تحقيق ما يبغون والتحكم بمصائر الشعوب !! من دون الإلتفاف لتلك القيم الأنسانية التي يفترض للبشر العمل بها والحفاظ عليها ..! فلو إستشهدنا اليوم فقط بما فرزتها الإنتخابات الأميريكية من (بوش الصغير) !! لعلمنا فائدة تلك ( السياسة ) في الممارسة ( الديمقراطية ) لتكون بمتناول العامة وليس (أهل معرفة) إن لم نقل ( أهل إختصاص )!! - فخذوا على سبيل المثال - أبربكم أيها الشرفاء والمؤمنين - منْ منكم يقر السلامة والصدق في الأنتخابات الإمريكية - ولقد تمت المتاجرة ( بالأصوات ) بتسعيرات مختلفة وفق ( الطبقات الأجتماعية ) ..! حتى كانت الساعات الأخيرة فضيعة في نشاط حركة (( جماعات )) مكلفة من ( الحزب الجمهوري ) لنقل ( الهومليسيسزية - المشردين - والمتناولين للمخدرات ) الى مراكز الإنتخابات مقابل ( 50) دولار ..! ( وللعلم لقد بلغ عددهم وفق آخر التقديرات ( 35) مليون ) ..! ولايتصور القارئ أننا نكشف سرا أو أنهم يمارسون شيئا ً ضد القانون ..! بل أن القانون نفسه كفل لهم مثل هذه الحقوق تحت ما يسموه ( بالدعاية الإنتخابية ) !! ..! بل الناشطين في العمل على ( الإنترنيت ) في المواقع الإمريكية .. لابد لهم ووجدوا تلك المئات من العروض التي تظهر فجأة أمامه لتخبره ( بمجرد أن تضغط - نعم - لبوش ) فأنك تستلم 50 دولارا ً ) !!
ياللسخرية !! ويخدعون أمم وشعوب .. أنهم يمارسون ( السلطة ) بالنيابة عن الشعوب ..! لقد أخبرنا صديق يعرف أحدهم منْ ( المجنسين بالجنسية الأميركية ) !! لقد ساقه الزمان ليكون بين ( المتشردين والمنحرفين ) هناك .. إذ قال له - (( شاركت لأول مرة بالإنتخابات الأميريكية بعد إكتسابي الجنسية منذ 7 سنوات .. وحصلت ُ200 دولار بمجرد ( شخطة قلم أمام إسم بوش ) وكنت أتمنى لوكان عددنا أقل لكانت الحصة أكبر- وهو يقصد المشردين معه الذين تم تجميعهم -!! إنتظر يا عزيزي القارئ إقرأ ماذا أضاف هذا الصعلوك (العربي) لصاحبنا وهو يقول له (( بربك هل من رؤساءنا كان له أن يعطينا قرش پارة لو إنتخبناه ....)) ..! إذا كان هذا مثال لأميريكي / عربي مجنس .. فكيف سيكون حال الأميريكي - أي غير العربي وغير المجنس - !!
أي نوع من الأضطهاد للأخلاق الأنسانية تقدمها هذه ( الديمقراطيات !! ) .. أي إنحلال مجتمعي حل ّ في العالم الغربي والأميريكي .. يريدون تصديره الينا للبلاد ..! لا يظنّ ُ أحدكم بنا سوءا ً ..!~! صحيح نحن لسنا مع ( ديمقراطيات ) التوريث الفئوي والإضطهاد الخلقي الصريح الذي يجري للمجتمعات االأوربية والأميريكية ومثيلاتها في ظل نظمها السياسية !! لكننا مع الخير مع الأيمان .. الذي لابديل عنه في تقرير حرية الأنسان التي تنمي في داخله قيم الضرورة الخلقية التي من أجلها فضلنا الله على بقية خلائقه ..! وبعث فينا سيد كائناته ..! نحن مع تلك ( الشورى ) التي ُفصلت لنا كأمة عربية إسلامية ..! وليس سواها التي تجعل ( المؤهلين ) في القمم من الدولة!! وليس سواهم منْ يحسنوا ديمومة خلق هذه الأمة ..! الشورى لا تعني- لا كل من هب ودب يشارك في إنتخاب ( قادة الأمة ) ، أنما أصحاب الأختصاص في قيم وأخلاق والعادات النبيلة لهذه الأمة .. من ذوي العقل القادرين على تقديم المشورة الصحيحة في من يتولى قيادة هذه الأمة .. !! فتبا ً لكم من سواها..! أيها الغافلون !! أنظرُ الى كتابكم - القرآن - إنه يساوي بين عبد وعبد ولافرق بينهما إلا بالتقوى !! لكن هذا الكتاب العظيم ميزّ بين عبد وعبد في شئ واحد في كل ما ورد في آيات الذكر الحكيم .. ذلك التمييز الوحيد بين عباده القائم على العلم الذي أقره الله لأنه الحق علام الغيوب كي نمتثل له وهو الذي نص عليه بقوله تعالى -
هل يـستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون !!
وكأن شأنه (جلا وعلا) يريد القول بنا - هل يستوي من يتحمل المسؤولية القيمية الأنسانية الأخلاقية المؤمنة بربها ويدرك معنى تحمل هذه الأمانات الثقال مع من لايدرك مسؤوليتها ؟!! هل يستوي أهل الإختصاص بالمسؤولية مع منْ لم يختص بالمسؤولية .. ؟!!
ونحن نتسآل - هل يُعقل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم أن يطوون
(كتاب الله) .. ويرضون من ( أكلة وحضنة الخنازير والكلاب ) توريد نماذجهم المنحلة في ( الحرية ) !! ... والله لهو أفضل لي أن أبقى فقيرا ً تحت حكم حاكم عربي مسلم متشدد لايضطهد أخلاقنا وقيمنا الأصيلة ومخلص لدينه وأمته و مازال يأكل لحم ذبيح لا أنال منه .. على أن أكون غنيا ً تحت رئيس كافر منفلت يأكل الخنزير ويأنس الكلاب على فراشه .. بينه وبين زوجته.. ويضطهد الأخلاق والقيم حتى تموت عند الناس وأنال ما أشتهي من اللحوم عنده ..! ولهو أهون عليّ رؤية بائس مسكين مسلم يتوضى خمس مرات ليُطهر وجهه خشية ً من الرب على رؤية غني جاحد كافر يغتسل عشر مرات بالعطور ليستعلي رونقا ً وأناقة على العباد !!
شبكة البصرة
الاحد 11 محرم 1426 / 20 شباط 2005