عبدالغفور الخطيب
23-02-2005, 04:15 PM
دولة الأغــالبة 800-909م
دولة سنية أسسها في تونس التي كانت تسمى ( إفريقيا) يومئذ ، أول أمرائها ابراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن سوادة التميمي (184-197هجري) . وقد استقل هذا الأمير بعد ان عينه الرشيد واليا لإفريقيا ، وعلى اثر فتن قامت بشمال إفريقيا ، خشي الرشيد ان تمتد لمصر وغيرها ، فوافق على ان تكون الولاية على تونس بالوراثة لآل الأغلب وان يمتنعوا عن دفع الخراج للمركز .
قوي شأن هذه الإمارة وقوي أسطولها ، فاحتلت مالطة وسردينيا وصقلية ونابولي ، وحاصرت روما الا أنها ونتيجة لعواصف بحرية انسحبت من هناك .
انتهت هذه الدولة عندما فر أميرها الحادي عشر ( أبو مضر زيادة الله الثالث ) سنة 909م أمام الفتح الفاطمي ، وكانت دولة الأغالبة هي ثاني حالة انفصال عن الدولة العباسية بعد الأدارسة في المغرب . الدولة الطولونية (868 ــ 905م)
قامت هذه الدولة في مصر ، في ظل الدولة العباسية ، ومؤسسها هو احمد بن طولون ، وهو مملوك من فرغانة ، كان قد أرسله أمير بخارى هدية الى المأمون ، فنشأ نشأة عالية ، فتم تعيينه نائبا لوالي مصر .
وما أن أصبح واليا على مصر ، حتى استقل ولم يعد يساهم في نقل الأموال من مصر لبغداد ، وذلك أثناء ثورة الزنج ، لقد استطاع بن طولون ان يضم سوريا الى مصر في نفس السنة التي استقل بها .
وكان عصر الطولونيين من أبهى العصور و أكثرها ازدهارا في مصر ، حيث شقت السواقي وبنيت المدارس والمساجد والمستشفيات ، وبعد موت احمد بن طولون خلفه ابنه أبو الجيش ( خمارويه ) ثم أبو العساكر جيش بن خمارويه ثم هارون أبو المناقب شيبان ، وبعده في عام 905 عادت مصر لخلافة بغداد .
الدولة الإخشيدية (935 ـ 969م )
أسسها بمصر ( ابو بكر محمد بن طغج الإخشيدي ) وهو تركي الأصل ، ولاه الخليفة العباسي ( الراضي ) مصر ، واطلق عليه لقب (الإخشيد ) ، كلقب تركي إيراني معناه الأمير ، واستقل بمصر كما فعل ابن طولون ثم ضم اليها فلسطين وسوريا و الحجاز .
وحكام هذه الدولة بعد مؤسسها ( أنو جور ) و ( ابو الحسن علي ) و ( ابو المسك كافور ) ، وهو عبد مشترى للإخشيديين ، و أخيرا ابو الفوارس احمد بن علي ، وبعده نجح القائد الفاطمي ( جوهر الصقلي ) من فتح مصر و أصبحت عاصمة ومركز لخلافة الفاطميين .
الدولة الفـــاطمية ( 909ـ 1171م)
ينتسب خلفاء الدولة الفاطمية الى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم شيعة علويون في نسبهم ، اسماعيليون في مذهبهم ، ولقد أسس تلك الدولة ( عبيد الله بن محمد الحبيب بن جعفر المصدق بن محمد المكتوم الفاطمي العلوي . واتخذ ( المهدية في تونس عاصمة له.
وفي عهد الخليفة الفاطمي الرابع ( المعز لدين الله ابو تميم ) 952-975م ، نجح قائده ( جوهر الصقلي ) سنة 969م في فتح مصر ، وبنى مدينة القاهرة التي اتخذت عاصمة للفاطميين ، وحضر إليها ( المعز لدين الله ) هو و أهله وحتى رفات أجداده عام 973م .
ولقد اعتبر الفاطميون أن فتحهم لمصر ، واتخاذ القاهرة عاصمة لهم هو بداية لرجحان كفة دولة بني عباس في بغداد . وسرعان ما امتد نطاق حكمهم ليشمل سوريا ، بل لقد حكموا من المحيط الأطلسي حتى البحر الأحمر واليمن ومكة ودمشق ، بل وبلغ سلطانهم الموصل ، وكادوا يقتحمون بغداد على خلفاء بني العباس .
وكان الأسطول الفاطمي يفرض سلطانه على البحر الأبيض المتوسط ويهدد الشواطئ الجنوبية لأوروبا ، وفي عهد الفاطميين اكتملت لمصر قسمات عروبتها . ورغم مذهب الدولة الشيعي المخالف لمذهب الشعب السني ، فان سماحة الخلفاء المذهبية ، قد ساعدت على امتزاجهم بأرض مصر وشعبها . حتى كانت تسمى الدولة المصرية ، ويطلق على جيشها العساكر المصرية .
ومن الأزهر الذي تحول من مسجد جامع ، الى جامعة فكرية ، ومن دار الحكمة التي أنشأها خليفتهم المتفلسف ( الحاكم بأمر الله ) 996 ـ1021م . ومن تنظيماتهم المذهبية ، انبعثت الأفكار والمقولات والمذاهب التي أغنت الواقع الفكري لحضارة العرب المسلمين .
ويبلغ عدد الخلفاء الفاطميون 14 خليفة ، آخرهم العاضد ابو محمد عبد الله 1160ـ 1171 م ، الذي انتهت الدولة الفاطمية بوفاته ، وقامت عقبها دولة الأيوبيين السنية ، بقيادة سلطانها صلاح الدين الأيوبي .
وبقدر ما شهدت الدولة الفاطمية من مظاهر التحضر والازدهار والرخاء المادي الذي بلغ حد الترف لدى قطاعات من مجتمعها . فهي قد شهدت من العوامل السلبية والشدائد والأزمات ، مما أودى بحياتها ، فمن المجاعات التي نشأت عن نقص مياه النيل حينا واحتكار التجار أحيانا ، الى سيطرة الجند وصراعاتهم على السلطة ، الى التهديد الصليبي الذي أخذ يمد بصره الى احتلال مصر ، كي يمنع صحوتها وقيادتها العرب والمسلمين ضد كياناته الاستيطانية التي أقامها بفلسطين والشام . وهي جميعا عوامل قد تحالفت على انهيار هذه الدولة التي بلغت مصر في ظلها مراتب متقدمة على درجة تحضرها العربي الإسلامي .
دولة سنية أسسها في تونس التي كانت تسمى ( إفريقيا) يومئذ ، أول أمرائها ابراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن سوادة التميمي (184-197هجري) . وقد استقل هذا الأمير بعد ان عينه الرشيد واليا لإفريقيا ، وعلى اثر فتن قامت بشمال إفريقيا ، خشي الرشيد ان تمتد لمصر وغيرها ، فوافق على ان تكون الولاية على تونس بالوراثة لآل الأغلب وان يمتنعوا عن دفع الخراج للمركز .
قوي شأن هذه الإمارة وقوي أسطولها ، فاحتلت مالطة وسردينيا وصقلية ونابولي ، وحاصرت روما الا أنها ونتيجة لعواصف بحرية انسحبت من هناك .
انتهت هذه الدولة عندما فر أميرها الحادي عشر ( أبو مضر زيادة الله الثالث ) سنة 909م أمام الفتح الفاطمي ، وكانت دولة الأغالبة هي ثاني حالة انفصال عن الدولة العباسية بعد الأدارسة في المغرب . الدولة الطولونية (868 ــ 905م)
قامت هذه الدولة في مصر ، في ظل الدولة العباسية ، ومؤسسها هو احمد بن طولون ، وهو مملوك من فرغانة ، كان قد أرسله أمير بخارى هدية الى المأمون ، فنشأ نشأة عالية ، فتم تعيينه نائبا لوالي مصر .
وما أن أصبح واليا على مصر ، حتى استقل ولم يعد يساهم في نقل الأموال من مصر لبغداد ، وذلك أثناء ثورة الزنج ، لقد استطاع بن طولون ان يضم سوريا الى مصر في نفس السنة التي استقل بها .
وكان عصر الطولونيين من أبهى العصور و أكثرها ازدهارا في مصر ، حيث شقت السواقي وبنيت المدارس والمساجد والمستشفيات ، وبعد موت احمد بن طولون خلفه ابنه أبو الجيش ( خمارويه ) ثم أبو العساكر جيش بن خمارويه ثم هارون أبو المناقب شيبان ، وبعده في عام 905 عادت مصر لخلافة بغداد .
الدولة الإخشيدية (935 ـ 969م )
أسسها بمصر ( ابو بكر محمد بن طغج الإخشيدي ) وهو تركي الأصل ، ولاه الخليفة العباسي ( الراضي ) مصر ، واطلق عليه لقب (الإخشيد ) ، كلقب تركي إيراني معناه الأمير ، واستقل بمصر كما فعل ابن طولون ثم ضم اليها فلسطين وسوريا و الحجاز .
وحكام هذه الدولة بعد مؤسسها ( أنو جور ) و ( ابو الحسن علي ) و ( ابو المسك كافور ) ، وهو عبد مشترى للإخشيديين ، و أخيرا ابو الفوارس احمد بن علي ، وبعده نجح القائد الفاطمي ( جوهر الصقلي ) من فتح مصر و أصبحت عاصمة ومركز لخلافة الفاطميين .
الدولة الفـــاطمية ( 909ـ 1171م)
ينتسب خلفاء الدولة الفاطمية الى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم شيعة علويون في نسبهم ، اسماعيليون في مذهبهم ، ولقد أسس تلك الدولة ( عبيد الله بن محمد الحبيب بن جعفر المصدق بن محمد المكتوم الفاطمي العلوي . واتخذ ( المهدية في تونس عاصمة له.
وفي عهد الخليفة الفاطمي الرابع ( المعز لدين الله ابو تميم ) 952-975م ، نجح قائده ( جوهر الصقلي ) سنة 969م في فتح مصر ، وبنى مدينة القاهرة التي اتخذت عاصمة للفاطميين ، وحضر إليها ( المعز لدين الله ) هو و أهله وحتى رفات أجداده عام 973م .
ولقد اعتبر الفاطميون أن فتحهم لمصر ، واتخاذ القاهرة عاصمة لهم هو بداية لرجحان كفة دولة بني عباس في بغداد . وسرعان ما امتد نطاق حكمهم ليشمل سوريا ، بل لقد حكموا من المحيط الأطلسي حتى البحر الأحمر واليمن ومكة ودمشق ، بل وبلغ سلطانهم الموصل ، وكادوا يقتحمون بغداد على خلفاء بني العباس .
وكان الأسطول الفاطمي يفرض سلطانه على البحر الأبيض المتوسط ويهدد الشواطئ الجنوبية لأوروبا ، وفي عهد الفاطميين اكتملت لمصر قسمات عروبتها . ورغم مذهب الدولة الشيعي المخالف لمذهب الشعب السني ، فان سماحة الخلفاء المذهبية ، قد ساعدت على امتزاجهم بأرض مصر وشعبها . حتى كانت تسمى الدولة المصرية ، ويطلق على جيشها العساكر المصرية .
ومن الأزهر الذي تحول من مسجد جامع ، الى جامعة فكرية ، ومن دار الحكمة التي أنشأها خليفتهم المتفلسف ( الحاكم بأمر الله ) 996 ـ1021م . ومن تنظيماتهم المذهبية ، انبعثت الأفكار والمقولات والمذاهب التي أغنت الواقع الفكري لحضارة العرب المسلمين .
ويبلغ عدد الخلفاء الفاطميون 14 خليفة ، آخرهم العاضد ابو محمد عبد الله 1160ـ 1171 م ، الذي انتهت الدولة الفاطمية بوفاته ، وقامت عقبها دولة الأيوبيين السنية ، بقيادة سلطانها صلاح الدين الأيوبي .
وبقدر ما شهدت الدولة الفاطمية من مظاهر التحضر والازدهار والرخاء المادي الذي بلغ حد الترف لدى قطاعات من مجتمعها . فهي قد شهدت من العوامل السلبية والشدائد والأزمات ، مما أودى بحياتها ، فمن المجاعات التي نشأت عن نقص مياه النيل حينا واحتكار التجار أحيانا ، الى سيطرة الجند وصراعاتهم على السلطة ، الى التهديد الصليبي الذي أخذ يمد بصره الى احتلال مصر ، كي يمنع صحوتها وقيادتها العرب والمسلمين ضد كياناته الاستيطانية التي أقامها بفلسطين والشام . وهي جميعا عوامل قد تحالفت على انهيار هذه الدولة التي بلغت مصر في ظلها مراتب متقدمة على درجة تحضرها العربي الإسلامي .